الاثنين، 20 يوليو 2020

المنشور "96" (الشيطان وابليس)


يعتقد اكثرنا بان مصطلح الشيطان وابليس أسماء وصفات لكائن واحد وهذا ليس صحيح ابدا وانما هو من التفاسير الاعرابية التي ما انزل الله بها من سلطان في كتابه وذلك لان لغة الاعراب لا قاعدة لها تعتمد عليها وانما هي لغة عشوائية واستنباطية ولا علاقة لها بلسان القران العربي الكريم وقواعده الجذرية الكونية الثابتة من قريب او بعيد...

نعم احبتي
فالشيطان ليس بكائن مستقل عنا وله شخصيته الخاصة به وانما هو من ضمن تركيبتنا النفسية وجزء منها لأنه شطاها الذي تشطط من خلاله لذاتها وكقولنا (لا تشطط) وكما سيتوضح لكم ادناه وبالإضافة الى انكم لن تجدوا تالية واحدة في القرآن الكريم تخاطب الشيطان مباشرة وبياء المخاطبة (يا شيطان مثلً) لأنه ليس بكائن مستقل عنا وانما هو من ضمن تركيبتنا النفسية الإنسانية بحد ذاتها ولقوله عز من قائل (شياطين الانس)...

واما ابليس فمن الملائكة وهو صاحب شخصية مستقلة بذاتها وله أيضا شيطان نفسه الخاص به ومن ان ربي خاطبه بشخصه وبياء المخاطبة وبقوله (يا ابليس) وذلك لان ابليس كائن مستقل بذاته وله شخصية المستقلة وهو من قاد المعارضة ضد الرب تبارك وتعالى....

كما وانه ومن الواجب علي هنا ان اذكركم بالفارق بين الله والرب ومن ان الملائكة لا تستطيع ان تحاور الله او ان تعترض على امره وانما هم يفعلون ما يأمرون ولا يعصون له أمرا لان امره اذا أراد شيء ان يقول له (كن فيكون) وعلى حين انهم يستطيعون الاعتراض على الرب ومعصيته أيضا...

أي ان الملائكة (ومن بينهم ابليس) قد اعترضوا على امر الرب وليس على امر الله وهذا للتذكير فقط...

واما الان فأعود معكم لموضوع الشيطان ومن انه من ضمن تركيبتنا الشخصية وبحيث يجب عليكم ان تعودوا معي الى الجنة لتدركوا بان الشيطان هو من أخرج ابوينا من الجنة وليس إبليس وذلك لان ابليس وبعدما عصى أمر ربه في السجود قال له الرب أخرج منها وبحيث انه قد خرج منها فعلا وقبل ان يتعامل مع ادم أساس...

نعم
فبعد امر السجود مباشرة خرج ابليس من الجنة لأنه قد عصى امر ربه وقبل ان يتعامل مع ادم او يطرح عليه أي سؤال...

وعليه
كيف دخل إبليس الى الجنة ووسوس لأبوينا رغم أن الرب قد أخرجه منها؟!!
وهل يستطيع ابليس أن يدخل الى الجنة عنوة عن الرب بعدما طرده منها؟

طبعا لا
فإبليس لا علاقة له بخروجنا من الجنة لان الذي اخرجنا منها هو الشيطان وبحيث ان هذا واضح جدا بقوله تبارك وتعالى (فأذلهما الشيطان عنها) ومن ان الشيطان هو من اخرجنا منها وليس ابليس...

ولكي تدركوا معي ماهية الشيطان وكينونته وكيف أخرج أبوينا من الجنة عليكم أن تدركوا جذره في القرآن الكريم والامر الكوني النافذ الخاص به وهو (شُطَّ) ومن الفعل الثلاثي المفتوح (ش ط ط) لذلك الذي يشطا بنفسه عن محيطه ويتطرف لشيء ما دون الاخر وبحيث انه موجود في جميع الكائنات الحية الناسية او في كل فرد منا وبما فينا الأنبياء والرسل ولقوله:

(((اذ دخلوا على داوود ففزع منهم قالوا لا تخف خصمان بغى بعضنا على بعض فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط واهدنا الى سواء الصراط)))

وبحيث نرى هنا هذان الخصمان وهم يطلبان من داوود ان يعدل بينهما وان لا يشطط (وبمعنى أن لا يتطرف لأحد الطرفين دون الاخر لكي يكون عادل)...

اذن
فان الشطط هو التطرف لجانب دون الاخر...
وشاطئ الوادي هو طرف الوادي...
وشاطئ البحر هو طرف البحر..

والشيطان هو المصطلح المثنى لحالة الشطط التي في داخلنا نحن الانسان المثنى من رجل وامرأة (انس + انس= انسان) والتي تدفعنا الى التفكير بذاتنا فقط او (الانا الشخصية الموجودة فينا)...

أي ان شيطاننا هو شططنا لأنفسنا وتطرفنا لذاتنا وبحيث أن احدنا يصبح انانياً ولا يفكر سوى بنفسه....
والذي يفكر بنفسه ولا يفكر بغيره يصبح كافرً او غير مرآيً لأنه قد كفر نفسه واخفاها...
أي انك وان تطرفت لذاتك ولم تعد ترى سوى نفسك واناها فلن يراك أحد وبدوره لأنك أنت وبذاتك لا ترى أحد سوى نفسك..

ولهذا يقول عز من قائل عن الشياطين بانهم كفروا لان الكفر القرآني هو تغطية الشيء فيتعذر عليك رؤيته بسبب هذا الغطاء الذي تغطى به وكقوله عز من قائل عن الله بانه يكفر عنا سيئاتنا وبمعنى انه يغطيها لتصبح غير مرئية...

واما الان فانتقل معكم الى فعل الامر الكوني الخاص بمصطلح الشيطان فأقول:

ان مصطلح الشيطان يفيد الفاعل المثنى الذي يحثنا نحن الانسان المثنى على التطرف لذاتنا ومن فعله الثلاثي المفتوح (شطط) والذي يفيد معنى التطرف لجانب دون الاخر وبحيث يعود الى الامر الكوني النافذ (شُطَّ) وبان تملك شطاك والجانب الخاص بك وميزانه هو (شاط. شوط. شيط) وعلى النحو التالي:

شُط (شاط. شوط. شيط) وجميعها تفعيلات لمعنى الشطط والذي هو الجانب الخاص في الكائن الحي وبحيث يدخل في اخرها نون التأكيد فتصبح:
شطن (شاطن. شوطن. شيطن)...

واما مصطلح الشيطان فمثنى وكحال مصطلح الانسان ومن انه مثنى ومن فعل الامر الكوني النافذ الخاص به هو (نُسَّ) والذي يفيد حالة النسيان وميزانه (ناس. نوس. نيس)...
نُسَّ (ناس. نوس. نيس) وجميعها تفيد معنى النسيان وبحيث يدخل عليها حرف الالف في أولها والذي يفيد الالمام والملكية فتصبح:
انس (اناس. انوس. انيس) والتي تفيد جميعها خاصية النسيان عند المتحدث او المخاطب وكقول موسى..

(((قال ارايت اذ اوينا الى الصخرة فاني نسيت الحوت وما انسانيه الا الشيطان ان اذكره واتخذ سبيله في البحر عجبا)))

اذن
فان قولي (انسان) او (نسيت) او (انسانيه) تفيد حالة النسيان التي تحتاج الى المؤانسة فيما بينها لكي تتذكر وبحيث انني وعندما أقول لك (لقد انسانِ الشيطان ذكر ربي) وبكسرة تحت حرف النون فانك ستدرك هنا حالة النسيان التي عندي وبكل وضوح ومن قولي (انسانِ)..

وعليه
فهناك الانس الفردي والانسان المثنى والذي هو وبحد ذاته جمع لجميع حالات المثنى...

انس + انس = انسان

وهناك الشيط المفرد والشيطان المثنى والذي هو وبحد ذاته جمع لجميع حالات المثنى...

شيط + شيط = شيطان

والانسان هو الكيان الظاهر منا نحن الانسان المثنى او الكائنين الناسيين واللذين نأنس ببعضنا البعض ونذكر بعضنا البعض..
واما الشيطان فهو الكيان الباطن منا او (الانا الشخصية في كلا الكيانين من انس وانسية) وبحيث يجعلنا نتطرف لذاتنا ونشطط...

نعم احبتي
فالله سبحانه وتعالى قد أعطى جميع الكائنات الحية الناسية والجانية شطاها الخاص بها او أناها الشخصية الخاصة بها ولقوله (شياطين الانس والجن) وبدليل واضح على ان الشياطين من الانس والجن ومن ان ابليس وبدوره له شطاه الذي يشطط به الى نفسه لأنه من الجن والان الجن من الملائكة او اللذين هم قادرين على جني العلوم والمحاصيل لان الجنا فعل تقوم به الكائنات التي تستطيع القيام بعملية جني الأشياء ومن اني انصح هنا بمراجعة منشور (الجن الاعرابي والجن القرآني)..

اذن
فإن مصطلح (الانسان) هو المثنى والجمع لجميع الكائنات الانسية الناسية والتي تأنس ببعضها فيكون عندنا (انس + انس = انسان)...
والشيطان أيضا هو المثنى والجمع لجميع الكائنات المتطرفة والتي تشطط لنفسها او لجهة دون الأخرى فيكون عندنا (شيط + شيط = شيطان)...

والانس وشطاه متلازمان مع بعضهما ومن أنه يوجد في دخل كل إنس منا شطاه الخاص به او اناه الشخصية وتطرفه لذاته (شياطين الانس)...
وهذه الشياطين هي بواطننا المخفية عنا ولا نراها بأعيننا لأنها مكفوره عنا في اعماقنا او التي شطئت بذاتها عن باقي النفس وتقوقعت على كينونتها..

أي انه وفي داخل كل واحد منا شطاه او (اناه الشخصية) والتي هي من ضمن تكوينه وكيانه وبحيث ان كل انسي منا عبارة عن كائن ممزوج من عدة عناصر أو (ظاهر و باطن) أو ( أنت و اناك) لان كل شيء في هذا الكون قد خلق ازواج وبقوله عز من قائل (وخلقناكم "أنتم" ازواجا)...

وعليه
فان الإنسان كائن مثنى مؤلف من (انس + انس = انسان)..
والشيطان أيضا كائن مثنى مؤلف من (شيط + شيط = شيطان)..

وسبب ثنائية الشيطان هي ثنائية الانسان وثنائية كل شيء في هذا الكون المثانى من نور و ظلام وخير و شر وموجب وسالب لأننا جميعنا في كون المثنى المحاط بالله الفرد او المحيط الواحد الذي يحيط بنا جميعنا نحن الكائنات المثانى....

أي انني وكفرد لست بفرد وحتى وأن ظننت بأني فرد لأنني وبحد ذاتي عبارة عن كائن ثنائي او مزيج من عدة عناصر ثنائية مركبة مع بعضها او مؤلفة من (انس + شطا) أو (كائن اجتماعي يأنس مع غيره وكائن أناني أيضا ويتطرف لذاته)...

والأنس هو الظاهر (النحن التي تريدا أن تأنس مع الجماعة) وبحيث يكون الشيط هو ما خفي عنا في أعماقنا أو (الأنا) والتي يمثلها العقل الباطن..

اذن
فأنت أيها الكائن الأنسي ويامن تظن نفسك كائن فردي عليك أن تدرك بأنك كائن مزيج وداخلك النور والظلام أو النحن و الأنا لأن هذا الكون هو كون الأزواج ولا يوجد فيه فرد سوى الله تبارك وتعالى..

فالله هو الفرد الصمد وكل ما هوا دون الله هو كائن مثانى وممزوج بين الانا والنحن او السالب والموجب..

وحتى الرب تبارك وتعالى كائن مزيج ..
ولهذا يقول في قرانه (أنا نحن) ...

وعليه
فأنا كفرد لست فردا وانما زوج مؤلف من عدة عناصر ممزوجة مع بعضها ومن بينها (انس + شطاه)..
وشريكتي أيضا ليست بفرد وانما هي زوج مؤلف من (انسيا + شطاها)...

والأنسان هو الكيان الظاهر منا نحن الكائن الثنائي الذي يأنس بشريكه ومحيطه فيكون مع فكرة أل (نحن) ...
والشيطان هو الكائن المتطرف فينا او ما خفي عنا من شخصيتنا الأنانية فتكون مع فكرة (الانا)...

ولهذا لا نجد خطاب بياء المخاطبة للشيطان في القرآن الكريم لأنه موجود ضمن جميع الكائنات الحية وذلك لأنه اناها او شطاها الذي تشطط من خلاله إلى ذاتها او الى شيء دون الآخر.

واما ابليس فهو كائن مستقل وله شخصيته المستقلة وله شيطانه مثلنا ايضا وبحيث ان المولى تبارك وتعالى قد خاطبه بياء المخاطبة وبقوله (يا ابليس) ومما يؤكد بان ابليس كائن مستقل ذو شخصية وكحال أي انسان مثلنا وبان لقبه المركب ابليس يشبه أي لقب مركب اخر مثل إبراهيم او مريم ومني انني وضعت لكم منشور عن لقب إبراهيم ولقب مريم لتعودوا لهما كلما احتاج الامر...

اذن
فان ابليس كائن مستقل ذو شخصية وحرية وليس كائن شمولي وكحال الشيطان الموجود فينا جميعنا وبحيث ان ابليس له شيطانه كحالنا تمامً

ولقب ابليس مركب من فعلين للأمر وهم الامر الكوني النافذ (إبَّ) والذي يفيد حالة الايباء و الامر الكوني النافذ (يُسَّ) والذي يفيد حالة اليأس وعلى النحو التالي:

إبَّ (أب. اوب. ايب) 
وجميعها تفيد حالة الايباء وبان تأبى الأشياء وترفضها وكقوله (يأبى الله الا ان يتم نوره)..

يُسَّ (ياس. يوس. ييس) وجميعها تفيد حالة اليأس وكقوله (افلم يياس الذين امنوا)...

اذن
فإن ابليس هو (اب ليَس) او (أبا لياس) لأنه يأبى أن ييأس من حاله معنا او حتى يأبى أن ييأس من رحمة الله له وغفرانه وبدليل أنه قد طلب من الرب أن ينظره الى يوم بعثنا لأنه لم ييأس من وجهة نظره فينا وبأنه يرى نفسه على حق.

وهذا هو الفارق بين الشيطان وابليس احبتي ومن ان الشيطان ليس كائن مستقل بذاته وانما هو حالة شطط موجودة عند الجميع لأنه الأنا الشخصية فينا وعلى حين أن ابليس كأن مستقل بذاته وشأنه شأننا جميعنا وله شيطانه او اناه الشخصية مثلنا.

وكل الحب والسلام للجميع


محمد فادي الحفار
28/4/2015

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق