السبت، 24 ديسمبر 2022

المنشور "273" (الطس و الغطس)

 


قال لي بأنه يعرف بأن حروف الجر القرآنية مثل (كهيعص) او (طه) او (الر) تأتي دائماً بشكل مستقل وفي بداية ما تسمى بالسورة فقط ومن انها لا تأتي مدموجة مع مصطلحات أخرى غيرها او في تالية كاملة وكجزء منها وفق ما تعلمه مني من المنهج الكوني القرآني الذي اضعه لكم ومن انه قد وجد مصطلح (طس) مدموج مع غيره في تالية كريمة تقول: (((طس تلك آيات القران وكتاب مبين))) مما جعله يتأكد بأن مصطلح (طس) هنا ليس من حروف الجر وانما هو مصطلح كامل وله الامر الكوني النافذ الخاص به ومن انه يتمنى أن يعرف معناه الدقيق ومن خلال شرحي المنهجي له ومما دفعني لان أقول له بانني قد اجلت نشره منشور (الطس و الغطس) وقمت بنشر منشور (الطوش و الغطوش) قبله من اجل هذه التالية الكريمة التي عرضها علينا تحديد ولكي تتضح الصورة له وللقارئ الكريم فأقول: أن مصطلح (الطس) القرآني يفيد الامر بالتركيز الشديد على الشيء وكما نقول نحن في سوريا عبارة (طس قدامك الطريق) وبمعنى ركز عليه وانتبه ومن ان هذا المصطلح القرآني من اكثر المصطلحات التي تؤكد سريانية هذا الكتاب الكريم البعيد كل البعد عن الاعراب القرشين ولغوهم.. نعم احبتي
فالطس القرآني هو ان تركز على شيء محدد من اجل تحديد ملامحه او التعامل معه وبحيث ان الطس و الغطس معاكسان لبعضهما تمامً وكحال الطش و الغطش في المنشور السابق وبحيث أن الميزان الخاص بمصطلح الطس هو: طُسَّ (طاس. طوس. طيس) وجميعها تفيد عملية التركيز على الشيء لتحديد ملامحه او التعامل معه وبحيث يدخل عليه حرف الجر والحركة "غ" والمختص بعكس المعنى فيصبح: غطس (غطاس. غطوس. غطيس) وجميعها تفيد عدم التركيز على شيء محدد لان الغطس يفقدك القدرة على التركيز وتحديد الملامح بسبب حالة الغطس هذه.. وكان أقول لك مثل (طس وشك بشوية مي) وبمعنى ان تركز على وجهك فقط وتغسله بالماء ودون الحاجة لغسلك لباقي جسدك لأنني طلبت منك التركيز على وجهك فقط لأنه بحاجة الى الغسل.. ومن هنا فقط ندرك الفارق بين السباحة والغطس وبان السباح هو الذي نستطيع ان نراه ونركز عليه لان جزء كبير من جسده خارج الماء وتراه بعينك وعلى حين ان الغطاس يغطس بكل جسده داخل الماء فلا تستطيع ان تركز عليه او على حركته لأنه قد اصبح داخل الماء ولم تعد تراه. اذن فإن الطس هو التركيز على شيء محدد من اجل التعامل كالوجه مثل وعلى حين ان الغطس لا تركيز فيه على شيء محدد لأنه يشمل الجسد كله. وعليه
فان الامر الكوني النافذ (طُسَّ) يفيد التركيز على الشيء الذي طلب منك ان تركز عليه وتتعامل معه وبحيث ان قوله عز من قائل: (((طس تلك آيات القران وكتاب مبين))) معناه (ركز انتباهك على آيات القرآن الكريم والكتاب المبين) عسى ان تأخذ منها الحكمة وتستفيد. وهذا هو شرحي الجذري لمصطلحات القرآن الكريم من خلال المنهج الكوني القرآني الذي اضعه لكم او لمن كان مهتم بفهم مصطلحات القرآن الكريم من خلال المنهج الكوني القرآني. وكل الحب والسلام للجميع محمد فادي الحفار 26/12/2022

المنشور "272" (الطوش و الغطوش)

 



لقد سألني احد ابنائي عن معنى مصطلح البطش في القرآن الكريم وعن الجذر الصحيح له ان كان (طش) كما توقع وان كان مصطلح (اغطش) يعود للجذر ذاته لانه واثناء بحثه عن مصطلح البطش ظهرت له هذه التاليات الكريمة ادناه:

(((و اذا بطشتم بطشتم جبارين)))
(((يوم نبطش البطشة الكبري انا منتقمون)))
(((واغطش ليلها واخرج ضحاها)))


ومما جعله يستنتج ان مصطلح (اغطش) من الجذر ذاته..

واما ردي عليه فكان ان اكدت له صحة استنتاجه وبأن البطش و الغطش من الجذر ذاته ولكن بعدما وضعت له التفسير الصحيح لمعنى الجذر فقلت:

أن مصطلح البطش و الغطش ومن الجذر ذاته وهو (طُشَّ) والذي يفيد الحالات الطائشة او حالات الطوشة التي تحدث دون اي تركيز فيه وكما نقول عن الشباب بأنه طائش او نقول (طوشة شباب) وبمعنى عركة لسبب تافه او لا تركيز فيها..
ومن هنا ايضا جائت عبارة (رصاصة طائشة) لانها قد اطلقت دون تركيز على الهدف.
واما الغطش فهو الشيء الغير طائش لانه عكس الطوش بسبب دخول حرف الجر والحركة "غ" عليه وعلى النحو التالي:

طُشَّ (طاش. طوش. طيش) وجميعها تفيد الحالات الطائشة بين فاعل وصفة ومفعول به وبحيث يدخل عليه حرف الجر والحركة "غ" الذي يعكس المعنى فيصبح عندنا:
غطش (غطاش. غطوش. غطيش) وجميعها تعكس معنى الطوش فيكون الغطش عملً غير طائش او عمل دقيق ويحدث ضمن حسابات مركزة.

ومن هنا جاء قوله عز من قائل (واغطش ليلها) وبمعنى جعله يحدث ضمن حسابات مركزة ومحسوبة ومن انكم ترون أن الليل وكيف يحدث على مراحل بين الغروب الى الليل الكامل ضمن حسابات زمنية دقيقة ومحسوبة بالنسبة لنا لاننا نستطيع قياس حدوثه زمنياً ومما يؤكد بان الغطوش هو العمل الغير طائش لانه يحدث ضمن مقياس دقيقة ومركزة.

اذن
فان الطُش هو العمل الطايش او (الغير محسوب والذي يفتقد للتركيز).
واما الغطش فهو العمل الغير طايش او (المحسوب والمدروس بتركيز).


واما ومع دخول حرف "ب" الذي ياكد حدوث الفعل على المصطلح (طُش) يصبح عندنا (بطش) وبمعنى حدوث الفعل الطايش او صدر عنه عمل فيه طوش لان عمله غير مركز او يفتقد للتركيز..

وقوله (واذا بطشتم) اي اذا صدر عنكم عمل فيه طوش لانه عمل يفتقد الى التركيز.

واما قوله (يوم نبطش البطشة الكبرى انا منتقمون) فدلالة على ان هذا اليوم عبارة عن يوم طايش ولا تركيز فيه لانه غير مركز على اشخاص محددين وانما هو يصيب الجميع لانه يوم مختص بتقويم جميع اعمال الناس.

ويبقى ان اوضح لكم مشكلة صغيرة في حروف (كهيعص) التي تعكس المعنى وهي ان تنتبهوا الى عدد حروفها وهو خمسة ومن ان الحرف الاوسط فيها هو الحرف (ي) من الحروف المنقطة ومن انه قد يكون (باو حتى (توبحيث ان الذي وضعه في منتصف حروف (كهيعص) لم يضعه بشكل عشوائي حتمً وانما قد وضعه في المنتصف لسبب مهم جد وهو انه قد ورد ايضا في حروف (يس) المختصة بالاستمرارية وكأنه يقول لنا بان الحروف (ي. ب. ت) قد تكون عاكسة للمعنى تارةً وقد تكون خاصة بالاستمرارية تارة اخرى ومن اننا نستطيع ان ندرك نوعية عملها أكان عاكسً ام مستمرً من خلال منطقية معنى المصطلح ذاته ومن انني ساوضح هذا مرة اخرى في منشور (احرف الجر والحركة القرآنية) والذي سأقوم بتجديده وتحديثه قريبا بإذن الله.

وكل الحب والسلام للجميع


محمد فادي الحفار
24/12/2022

الخميس، 22 ديسمبر 2022

المنشور "271" (الصافيات الجياد)

 


عندما سمع الشيخ الشيعي المعمم فلان الفلاني بأنني مسيحي قرآني دخل الى صفحتي لكي يذهلني بمعلوماته الشيعية القرآنية وكما كان يعتقد بنفسه العلم القرآني وليقينه ايضا بأنني مسيحي تقليدي (او صليبي ان صح التعبير) وبحيث انني حديث عهد بالقرآن الكريم ولا خبرة لي به وبحيث طلب مني ان اشرح له معنى الصافنات الجياد وبعدما وضع في نهاية مداخلته الوجه الضاحك كنوع من السخرية او الاستخفاف بما عندي وهو لا يعلم بانني من اصل عقائدي اعرابي قرشي واحفظ مذاهب الاعراب من سنة وشيعية وما فيها من خفايا وتفاهات عن ظهر قلب وبحيث جاءه ردي على النحو التالي: ان كنت تظن بانني ساقول لك بان الصافنات الجياد هي الخيول المجنحة التي عرضت على سيدنا سليمان في وقت متاخر الليل واثناء فترة الصلاة فقام بسفك دماء هذه الخيول المجنحة الرائعة ورغم حبه الشديد للخيول لانها جعلته ينسى وقت الصلاة او يتأخر على صلاته فستكون واهم اشد الوهم يا صديقي الشيعي الاثنى عشري.. نعم فأنت لا تعرف ربما بأنني صاحب منهج كوني قرآني متميز بما فيه من قواعد دقيقة ويقول لاتباعه بان جميع مصطلحات القرآن الكريم يجب أن تعود في اصلها الى امر كوني نافذ مؤلف من حرفين فقط وعلى وزن (كُن) لان قرأننا كله افعال لان الله فعال لما يريد وامره اذا اراد شيء ان يقول له كن فيكون. وعليه وعلى بركة السلام ربي اقول: (((اذ عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد))) والعرض او العروض القرآنية وكما جاء في منشور (جنة عرضها السموات والارض) يفيد الاشياء المعروضة علينا ولا يفيد السماكه او الثخانة ومن انه عكس حالة الرضا وبحيث انني احاول أن ارضيك من خلال ما اعرضه عليك حتى ترضا.. فجنة عرضها السماوات و الارض لاتعني سماكتها او ثخنها او حجمها وانما تعني بان ما تعرضه علينا هذه الجنة (وكما يعرض علينا الفيلم في السينما) هو عرض سامي ويجعلنا في حالة سموا ومن انها تعرض علينا ايضا كل ما كان على ارضنا ويجعلنا في حالة رضا. واما العشى او العشاء القرآني فهو الحالة العشوائية الغير مرتبة وكما هو مشروح في منشور (شاء و عشاء) وليس وقت من اوقات الطعام وكما هو الحال في الشرح الاعرابي. واما الصافنات فلا جذر واضح لها لما فيها من خطأ التنقيط الاعرابي الذي وقع عليها (وكما وقع على الكثير من مصطلحات القرآن الكريم) ومن اصلها القرآني الصحيح هو (الصافيات) او الاتي فيهن حالات الصفاء ومن الامر الكوني النافذ (صُفَّ) والذي يفيد حالة الصفا وكقوله (الصفا و المروة) والتي تفيد حالة الصفاء والمروءة عند الانسان.. صفّ (صاف. صوف. صيف) فهم صافون و صافيات فتفيد حالة الصفاء والشيء الصافي وبحيث أننا نطلق على فصل الصيف هذا اللقب لان سمائه صافية وخالية من الغيوم. واما مصطلح الجياد فمن الامر الكوني النافذ (جُدَّ) والذي يفيد العمل الجاد وميزانها (جاد. جود. جيد) وجميعها تفيد الحالات الجادة بين فاعل وصفة ومفعول به. وعليه فلقد عُرض على سيدنا سليمان بحالة عشوائية غير مرتب لها او غير مدروسة سيدات صافيات من ناحية الجمال والاخلاق والعلم وبالاضافة الى انهن يجدن اعمالهن بكل جدية وذلك لكي يختار لنفسه زوجة من بينهم وذلك عندما اصبح هو ملكً لاسرائيل وهو في ريعان شبابه.. اي انه لم يعرض عليه خيولً مجنحة اسطورية وكما هو الحال في شرحكم الاعرابي الشيعي التافه وانما عرض عليها سيدات صافيات من جميع النواحي (الجمالية والعلمية والاخلاقية) وبالضافة الى أنهن جيادٌ ايضا وبمعنى ان كل ما لديهم جاد. وكل الحب والسلام للجميع محمد فادي الحفار 22/11/2020
أعجبني
تعليق

الاثنين، 12 ديسمبر 2022

المنشور "270" (معنى مصطلح الكهف القرآني)

 



في كل مرةً يسالني فيها أحد ابنائي عن معنى مصطلح ما من مصطلحات القرآن الكريم أقول له بأنك وان تعلمت اصول المنهج الكوني القرآني واستخدمته في شرحك لمعاني المصطلحات القرآنية لوجدتها سهلةً جد ولا تحتاج لان تسال احد عنها لأن هذا القرآن وبجميع مصطلحاته بيان للناس وليس معاجزة لهم..

واما عن اصول المنهج الكوني القرآني وقواعده فإنها سهلة جدا ولا تحتاج منك لاي مجهود او دراسة وبحيث أنني اختصرها لك على النحو التالي:

1- ان جميع المصطلحات القرآنية الكريمة تعود في بادئ الامر الى الفعل الثلاثي المفتوح الخاص بها وعلى وزن (فَ عَ لَ) لأن لغة هذا القرآن الكريم لغة افعال فقط وليست لغة اوصاف او ما يسمي بالاسماء وذلك لانها إلهية سماوية خالصة ولان الله فعال لما يريد وليس وصاف لما يرد.

2- ان جميع الافعال الثلاثة المفتوحة تعود في اصلها للامر الكوني النافذ الخاص بها والمكون من حرفين فقط وعلى وزن (كن) وبحيث أننا نستطيع أن نحذف الحرف الأول من الفعل الثلاثي المفتوح لأنه حرف جر حتمً وليس من اصل الأمر الكوني النافذ.

3- أن احرف الجر القرآنية الصحيحة بالنسبة للغتنا العربية هي تلك التي يطلق عليها لقب الاحرف المقطعة من (الم. الر. كهبعص. طه. يس) ومن ان كل حرف من بينها له عمله الخاص به في دخوله على الامر الكوني النافذ وبحيث يجيب عليكم ان تتذكروا هذه القواعد الثلاثة فقط لكي تتقنوا المنهج الكوني القرآني وبكل دقة.

واما الان فأنتقل معكم لشرح مصطلح (الكهف) القرآني والذي هو فعل في اصله وليس اسم او صفة فقط وكما هو الحال في الشرح الاعرابي له وبحيث اننا نعيده الى الفعل الثلاثي المفتوح الخاص به وعلى وزن (فَ عَ لَ) فينتج عندنا الفعل (كَ هَ فَ) وبحيث اننا نستطيع ان نحذف الحرف الاول منه لانه حرف جر حتم وهو الحرف "ك" فيصبح عندنا الامر الكوني النافذ (هُفَّ) والذي يفيد الامر بحالة الهفوة وبأن تفهو الى الشيء او يهفو قلبك له وكقولنا (تهفو قلوبنا إليه)..

اذن
فإن الأمر الكوني النافذ لمصطلح (كَهَفَ) هو الامر (هُفَّ) وميزانه معه وعلى النحو التالي:

هُفّ (هاف. هوف. هيف) وجميعها تفيد فعل الهفوة وما نهفو او تهفو اليه قلوبنا بين فاعل وصفة ومفعول به وبحيث يدخل عليه حرف الجر والحركة "ك" والمختص بالتشبية المانع للتطابق بالمثلية فيعطينا عكس المعني ويصبح:
كهف (كهاف. كهوف. كهيف) وجميعها تفيد التشبيه بحالة الهفوة ولكنها ليست هفوة في الوقت الحالي بسبب دخول حرف "ك" العاكس للمعنى و المانع للتطابق بالمثلية.

اي أن مصطلح (الكهف) القرآني يطلق على كل شيء كان فيما مضى هفوة او مما تهفو اليه قلوبنا ولكنه اصبح حالياً من الاشياء أو الاماكن التي لا تهفوا إليها قلوبنا.

نعم احبتي
فالاماكن القديمة التي سكنها الانسان الاول ونطلق عليها اليوم لقب (الكهف) كانت بالنسبة له (هفوة) أو الاماكن التي يهفو اليها قلبه لشعوره بالأمان وهو داخلها..

واما بالنسبة لنا نحن اليوم او مع بداية نزول الكتب السماوية اصبح لقبها في هذه الكتب هو (كهَفَ او كهفوة) لانها لم تعد صالحة للسكن الانساني أو لم تعد تهفو اليها قلوب الناس لانها لم تعد مصدر امانً بالنسبة لهم ومع تطور العمران والحضارة الانسانية.

وعليه
فإن مصطلح الكهف القرآني ومن فعله الثلاثي المفتوح (كَهَفَ) يفيد الفعل الذي يشبه فعل الهفوة او (كأنه يهفو) او (كان يهفوا) ومن انه يطلق على الاماكن التي سكنها الانسان القديم في الماضي وكان قلبه يهفو لها لشعوره بالامان وهو داخلها وبحيث أن لقبها بالنسبة للانسان القديم هو (هفا او هفوة) لان قلبه يهفو اليها ومن ان هذا اللقب لم يعد صحيحً وبالنسبة لنا نحن الانسان المتحضر نوع ما او مع بداية نزول العلوم السماوية المكتسبة علينا وبحيث اصبح لقبها بالنسبة لنا هو (كهفا او كهفوة) لانها لم تعد صالحة للسكن بالنسبة لنا ولم تعد تهفو اليها قلوبنا وذلك لأن قلوبنا ومنذ زمن بعيد قد اصبحت تهفو الى التجمعات الانسانية المتحضرة نسبيا من قرى زراعية صغيرة يسكنها تجمعات من الناس ذو توجه مشترك او قرابة قبلية.

وعليه
فإن مصطلح (الكهف) القرآني او حتى التوراتي يفيد التشبيه المانع للتطابق بالمثلية لفعل الهفوة وبحيث أنه يطلق على تلك المغارات التي كان الانسان القديم يسكنها في الماضي وكان قلبه يهفو اليها لشعوره بالامان وهو داخلها ويستطيع هو فقط ان يطلق عليها لقب (هفا او هفوة) ومن انها لم تعد كذلك بالنسبة لنا وانما اصبحت (كهفا او كهفوة) لانها تشبيه لما كان عليه حالنا نحن الانسان في الماضي ولما كانت تهفو اليها قلوبنا او انفسنا.

وكل الحب والسلام للجميع

محمد فادي الحفار
12/12/2022

الأربعاء، 30 نوفمبر 2022

المنشور "269" (الشير و العشير)

 


دخول حرف الجر والحركة "ع" على بعض الجذور القرآنية.. يعتقد اكثرنا بأن مصطلح (االاشرار) القرآني يفيد الافعال السيئة التي يقوم بها الانسان الذي يطلق عليه الاعراب بلغوهم لقب الشرير وهذا ليس صحيح ابدا احبتي وانما هو من اسقاطات الاعراب ولغوهم والذين هم وفي الاصل الاجدر ان لا يعلموا حدود ما انزل الله.. فكيف تاخذون بلغوهم ولغتهم ورغم ان الله ربي قد اكد لكم بانهم الاجدر ان لا يعلموا حدود ما انزل الله؟!! وهل نذهب الى الجاهل لناخذ عنه العلم المنزل والمعرفة؟!! طبع لا احبتي. وعليه فان اردتم العلم والمعرفة فاسالوا اهل الذكر والعلم لان لسان القرآن الكريم السامي واضح وصريح جدا لانه وفيه بيانً للناس ولمن اراد دراسته من خلال المنهج الكوني القرآني الذي اضعه لكم و اؤكد من خلاله بان جميع المصطلحات القرآنية عبارة عن افعال تعود في اصلها للامر الكوني النافذ الخاص بها وعلى وزن "كن" والذي يوضح لنا معناها وبكل دقة.. والامر الكوني النافذ الخاص بمصطلح (الاشرار) احبتي هو "شرَّ" والذي يفيد موضوع الشورى والتشاور ولقوله عز من قائل: (((والذين استجابوا لربهم واقاموا الصلاة وامرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون))) ومن ان جميع المتواصلين بالصلاة القويمة والقائمة على المشورة او التشاور وعدم التفرد بالراي هم المقصودين في هذه التالية الكريمة. وعليه فلا يوجد امر كوني نافذ يقال له (شُر) وبمعنى كن سيئ الاخلاق ومجرماً لان الله ربي يأمرنا بالمعروف والسلام ولا يأمرنا بأن نكون سيئين ومجرمين..
نعم احبتي فمصطلح (الاشرار) القرآني عبارة عن تفعيلة من تفعيلات الامر الكوني النافذ "شُرّ" والذي يفيد عملية التشاور وكحال مصطلح (الاحرار) ومن انه تفعيلة من تفعيلات الامر الكوني النافذ "حُرّ" والذي يفيد الحوار او مصطلح (الاسرار) والذي هو تفعلية من تفعيلات الامر الكوني النافذ الخاص به وهو "سُرَّ".. واما اكثركم احبتي فيقرؤون مصطلح (الاشرار ) في التالية الكريمة التي تقول: (((وقالوا ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الاشرار))) وعلى انه يفيد الاشخاص السيئين المجرمين وبان اهل النار مستغربين من عدم وجود هؤلاء الاشرار في جهنم معهم وهذا غير منطقي ابدا لاننا وفي الدنيا ومهما كنا سيئين او حتى مجرمين فاننا نعتقد انفسنا صالحين ومسلمين ايضا (وكحال الارهابيين الذين يرون انفسهم صالحين) ومن اننا لا نقر او نعترف بسوء افعالنا لاننا لا نراها وعلى انها افعال سيئة وبحيث اننا وان انتقلنا الى الحجيم مثلً فلن نستغرب من عدم وجود رجال السيئين معنا لان هذا اقرار صريح منا باننا كنا سيئين في الدنيا ونعرف باننا كنا سيئين ونتعامل مع من هم سيئين مثلنا وهذا غير منطقي ابدا لاننا نعتقد بأن كنا صالحين ونتعامل مع الصالحين وكما وضحت لكم.. وعليه فان الصحيح في التالية الكريمة اعلاه هي انها حديث اهل الجنة بين بعضهم البعض واستغرابهم من عدم وجود بعض الناس الذين كانوا يرونهم من اهل الشورى والاتشاور ومن ان مكانهم الصحيح هو الجنة ومع هذا لا يرونهم فيها لانهم كانوا متطرفيين ودكتاتورين ومهما اظهروا للناس عكس هذا وبانه من اهل الشورى. اذن فإن جميع المصطلحات القرآنية التي جائت على مصطلح الشر والشورى والاشرار تعود تفيد حالة الشورى ومن الامر الكوني النافذ "شر" والذي يفيد حالة الشورى والتشاور وعلى النحو التالي: شُرّ (شار. شور. شير) وجميعها تفيد معنى التشاور والمشورة وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة "ع" والمختص بعكس المعني فيصبح عندنا: عشر (عشار. عشور. عشير) والتي تفيد جميعها عكس معنى المشورى والمشاورة في الامر.. نعم احبتي فالشورى هي عرض الامر الذي يحتاج الى التشاور وعدم التفرد فيه مع من اشاورهم لاصل للقرار الصحيح بشأنه.. واما العشور او العشرة او عشيرتي و العشيرة فهو الشخص او الاشخاص الذين لا استشير احد بامرهم لانهم موضع ثقة تامة عندي ولا احتاج لان اتشاور مع احد في امره.. فعشيرتي قد تكون مجموعة من الناس او انثاي وعشيقتي التي اثق بها ولا استشير احد بامرها. وعليه فإن جميع انواع العشرة و التعاشر و العشار و العشرون تفيد موضوع الامر الذي الا احتاج لان اشاور احد بشانه لانه واضح بالنسبة لي ومفروغ من امره. وقوله عز من قائل (ان يكن منكم عشرون صابرون) اي اناس يثقون ببعضهم وصابرين وليس عدد كما يعتقد اكثرنا.. كما وان قوله (واذا العشار عطلت) معناها تعطلت الثقة بين الناس او بين العشير وعشيره. وعليه فهناك الكثير من التاليات القرآنية التي جائت على مصطلح (عشر) وتفعيلاته والتي تفيد جميعها حالة الثقة او عدم الحاجة للمشورة بشائن هذا العشير.. ولكن على ان تنتبهوا هنا بان الكثير من تاليات القرآن الكريمة والتي جائت على هذا المصطلح فيها خطاء في التنقيط وبحيث ان اصلها هو (عسر) وليس (عشر) وكحال قوله مثلً (وليال عشر) ومن ان اصلها الصحيح بالنسبة لي هو (وليال عُسر) اي فيها تعسير وتفتقد لحالة التيسير. ولكم ان تراجعوا جميع التاليات القرآنية التي جائت على مصطلح (عشر) والذي يفيد الثقة وعدم الحاجة للمشورة ليتضح لكم تلك التاليات التي فيها خطاء في التنقيط ومن ان اصلها هو (عُسر) وليس (عشر) لان مصطلح العشر يفيد دائما وابدا موضوع الثقة او الامر الذي لا احتاج للمشورة فيه. وكل الحب والسلام للجميع محمد فادي الحفار 30/11/2020

الثلاثاء، 29 نوفمبر 2022

المنشور "268" (جلباب الاعراب و جلباب القرآن)

 



قال لي بان الجلباب هو ذاته الخمار او الغطاء الخارجي للراس وبان الجيوب هي فتحات الياقة الموجودة في القميص أو العباءة أو الفستان ومن ضرورة ان تكون هذه الفتحات ضيقه وغير واسعه حتي لا تكشف الصدر عند الذكر والأنثى.

فقلت له لماذا تخلطون الحابل بالنابل دائماً وتضعون شروحاتكم الغريبة هذا بناء على مترادفاتكم المفترضة التي جمعتموها لنا من تاليتين او ثلاث واكثر ولا تضعون لنا تالية واحدة فقط لنرى ما جاء فيها من مصطلحات وندرك معناها بشكل صحيح؟!!

فالجلباب لم يشترك مع الخمار في تالية واحدة حتى تدمجه لنا في شرحك الغريب هذا لان الجلباب شيء والخمار شيء اخر تمام عزيزي..

ثم ان المصيبة الكبرى هي اعتبارك بان مصطلح (الجلباب) اسم لنوع من انواع الملابس وهذا ليس صحيح ابدا لانني قد قلت لكم سابقً بان جميع المصطلحات القرآنية عبارة عن افعال فقط ومن انك وان لم تعيد المصطلح الى فعله الثلاثي المفتوح على وزن (فَعَلَ) ومن ثم الى الامر الكوني النافذ والمكون من حرفين فقط وعلى وزن (كن) فانك لن تفهم المعنى الصحيح للمصطلح ومهما حاولت او اجتهدت..

وعليه
فان مصطلح (الجلباب) من فعله الثلاثي المفتوج (جَلَبَ) وبحيث أنني سأضع لك هنا التاليات الكريمة 
التي جائت على هذا المصطلح في القرآن الكريم (وهم تاليتين فقط) فاقول:

1- (((واستفزز من استطعت منهم بصوتك واجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الاموال والاولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان الا غرورا)))

ومن انك ترى معي هنا بان مجلوبات الشيطان لنا او (ما يجلبه علينا) هي خيله و رجاله كما تلاحظ اليس كذلك؟..

اي اننا لا نقول هنا بان الجلباب هو اسم لنوع من انواع الملابس كما تتفضل وانما نقول بانه فعل يفيد جلب الاشياء لنا ومن فعله الثلاثي المفتوح (جَلَبَ) والذي يفيد احضار الشيء لنا وكأن نقول مثلً (لقد جلب لنا الخير معه) وبمعنى احضره لنا او نقول (لقد جلب معه جميع لوازم الاحتفال) وبمعنى احضرها معه جميعها.

اذن
فان مصطلح "جلب" و "يجلب" و "اجلب" و "جلباب" و "جلابيب" و "جلابيبهن" عبارة عن افعال وتفعيلات تفيد معنى جلب الاشياء واحضارها لنا وليست اسماء او صفات لنوع من انواع الملابس كما تفضلت حضرتك وهذا اولً..

واما ثانياً فهو ان الفعل الثلاثي المفتوح "جَلَبَ" يجيب ان يعود الى الامر الكوني النافذ الخاص به وعلى وزن "كن" لكي نفهم معناه وبكل دقة وذلك بان نحذف الحرف الاول منه وهو الحرف "ج" لانه ليس من اصل المصطلح وانما هو من حرف الجر القرآنية وكما يقول المنهج الكوني القرآني ليبقى عندنا الامر الكوني النافذ (لبَّ) والذي يفيد فعل التالبية وعلى النحو التالي:

لبَّ (لابَ. لوب. ليبَ) وجميعها تفيد عملية التالبية بين فاعل وصفة ومفعول به وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة "ج" والمختص بالجدلية فيصبح عندنا:
جلب (جلاب. جلوب. جليب) وجميعها تفيد الجدلية في جميع الاشياء التي قمت بتلبيتها من اجلنا وهل هي مجلوبات خير ام مجلوبات شر..

نعم احبتي
فالجلب والجلباب والمجلوب هي الاشياء التي احضرت لنا او تمت تلبية طلبنا بشأنها وبحيث اننا نضعها تحت الاختبار لان الجدلية بشأن جودتها موجودة عندنا..

وعليه
وبعودة منا الى تالية الثانية والتي تتحدث عن الجلباب في القرآن الكريم وهي تالية النبي وازواجه اقول:

2- (((يا ايها النبي قل لازواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك ادنى ان يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما)))

وبحيث اننا نلاحظ هنا بان مصطلح (يدنين) والذي شرحه الاعراب لنا وعلى انه يفيد الملابس بناءً على شرحهم لمعنى الجلباب وبانه الثوب الفضفاض كما يدعون وكيف ان عملية ادنائه تعني ان نٌطيله ونجعله الى الاسفل قدر المستطاع سيصبح كارثي هنا وبعد قوله (ادنى ان يعرفن)!!!

نعم احبتي
فلو كان مصطلح (الجلباب) يفيد الملابس الفضفاضة وكان مصطلح (يدنين) يفيد جعلنا لهذا الجلباب طويل والى الاسفل قدر المستطاع لكي نخفي مظهرنا فلا يتعرف علينا احد فان قوله (ادنى ان يُعرفن) قد اصبح مصيبة فعل لانهم سيصبحون معروفين للناس اكثر ومن ان الاصح هنا ان يقول (ادنى ان لا يُعرفن) وبمعنى من الافضل اطالة الملابس واخفاء جميع الملامح لكي لا يعرفهم احد من الناس ويجرح حيائهم بنظراته اليس كذلك؟!!!

وعليه
كيف يقول هنا (ادنى ان يُعرفن) وعوضا عن ان يقول (ادنى ان لا يُعرفن)؟؟!!!

اذن
فان الصحيح احبتي هو ان تدركوا معي بان مصطلح 
الجلابيب القرآني يفيد جميع الاشياء المجلوبة لنا وبان مصطلح الادنى يفيد الاشياء التي ندنيها منا ونجعلها في قلوبنا وعقولنا وليس ما نجعله طويلً والى الاسفل وبحيث ان المولى تبارك وتعالى يقول لنبيه هنا بان يوصي ازواجه وبناته ونساء المؤمنين ان يدنين منهن كل ما جلب لهن لتزداد معرفتهن فلا يستطيع احد ان يؤديهن لان العلم والمعرفة هو الذي يبعد عنك هذا الاذى.

اي ان التالية الكريمة لا تتحدث عن اي نوع من انواع الملابس كما يعتقد الكثير من القرآنيين بناء على الشرح الاعرابي لها وانما تتحدث عن جميع الاشياء المجلوبة لنا او التي قمنا نحن بجلبها لانفسنا وعلى راسها المجلوبات العلمية كالكتب والاسفار وغيرها وبان ندني منا هذه المجلوبات وندقق فيها بشكل جيد لكي تزداد معرفتنا ويزدد علمنا.

ويبقى ان اشرح لكم تالية الحجاب و الخمار و خمرهن لكي ننتهي تمامً من هذه المهزلة الاعرابية التي جعلت من الجلباب والخمار والحجاب اسماء تفيد انواع الملابس وهي والله ربي افعال كريمة رائعة وبعيدة كل البعد عن الفهم الاعرابي الاشد كفرا لها لان هؤلاء الاعراب هم فعلً الاجدر ان لا يعلموا حدود ما انزل الله وذلك لان هذا الكتاب الكريم ليس كتابهم ولا يدركون شيء من لسانه العربي السامي ومصطلحاته المباركة.

وكل الحب والسلام للجميع


محمد فادي الحفار
29/11/2020