السبت، 27 فبراير 2021

المنشور "152" (الاعراف والاسراف)


لقد ذكرت لكم سابقً بأن المنهج الكوني القرآني سهل وممتنع في الوقت ذاته ومن انه بسيط جدا وسهل للغاية إن انتم اتبعت قواعده التي اضعها لكم ومن أنه صعب جدا أيضاً إن انتم لم تنسوا أو تتناسوا مؤقتً كل ما معكم من قواعد لغوية أعرابية درستموها فيما تسمى بمدارس اللغة العربية..


وعليه
لقد سألتني إحدى بناتي عن معنى مصطلح (الأعراف) في القرآن الكريم وبحيث أنني اعود واذكركم بأنكم ولكي تستطيعوا ان تدركوا معنى أي مصطلح من مصطلحات القرآن الكريم عليكم إعادته أولً الى فعل الامر الكوني النافذ الخاص به والمؤلف من حرفين فقط وعلى وزن (كُنّ) لتدركوا معناه وبكل دقة لأن جميع المصطلحات القرآنية وبشكل خاص وجميع مصطلحات لساننا العربي السامي وبشكل عام تعود في اصلها الى الله تبارك وتعالى ومن أنه قائلها ومن أنها جميعها عبارة عن أوامر كونية مبنية على أفعال الامر النافذة من المولى تبارك وتعالى لأن الله تبارك وتعالى فعال لما يريد..

ومثال على هذا أقول:
ان الله تبارك وتعالى واذا ما أراد أن يصنع شيء جديد فإنه يقول له (كُنّ) فيكون هذا الشيء ويتكون..
واذا ما أراد من أحدنا أن يعود فانه يقول له (عُدّ) فيعود هذا المأمور بالعودة ويتعود...
واذا ما أراد للشيء أن يصير فإن يقول له (صرَّ) فيصير هذا الشيء بالصيرورة ويتصور..

أي ان جميع أوامر الله وافعاله عبارة عن أوامر كونية نافذة وليست طلب أو رجاء او أي نوع من أنواع التفعيلات لأن أوامره نافذة تبارك وتعالى وبحيث انه واذا ما أراد شيء فإنه يقول له (كن.. فيكون) او (عد... فيعود) او (صر... فيصير) لان امره نافذ تبارك وتعالى ولا راد لأمره..

واذا ما كنا نقول بأن القرآن هو كلام الله فلابد لنا وان ندرك بأن أي مصطلح من مصطلحات هذا القرآن ومهما كان صغيرً او كبيرً في عدد حروفه فإنه حتمً يعود في اصله الى فعل الامر الكوني النافذ الخاص به والمؤلف من حرفين فقط وعلى وزن (كن) او (عد) او (صر) لان جميع كلمات الله عبارة عن أوامر كونية نافذة كما قلت لكم..

والان
وان نحن اردنا ان نعرف معنى مصطلح (الأعراف) او أي مصطلح غيره ونراه مؤلف من خمسة حروف او ستة حروف وكما هو الحال مع مصطلح (الأعراف) هنا فإن اول شيء نقوم به هو اعادت هذا المصطلح الى حالة الفعل الثلاثي المفتوح على وزن (فَ عَ لَ) لنستطيع بعدها ان نصل الى الامر الكوني النافذ الخاص به والذي يطالبنا دائمً بحذف احد هذه الحروف الثلاثة..

وعليه
ماهوا الفعل الثلاثي المفتوح لمصطلح (الأعراف) وعلى وزن (فَعَلَ) احبتي؟

احسنتم..
ان الفعل الثلاثي المفتوح لمصطلح (الأعراف) وعلى وزن (فَعَلَ) هو الفعل (عَرَفَ)...

والان
ماهوا فعل الامر الكوني النافذ لمصطلح (عَرَفَ) اذا ما كانت القاعدة تقول لنا بأن الامر الكوني النافذ مؤلف حصرً من حرفين فقط وان كان احدهما مشدد وعلى وزن فعل الامر الكوني النافذ (كُنّ)؟

احسنتم..
فالقاعدة تقول بأن الحرف الأول هو المرجح الأول لأن يكون حرفً إضافي ومن حروف الجر وليس من اصل الامر الكوني النافذ..

أي ان مصطل مصطلح (عرف) يعود الى الامر الكوني النافذ (رُفَّ) والذي موضوع الرأفة وتسهيل الامر وتبسيطه وميزانه (راف. روف. ريف) وجميعها تفيد موضوع الرأفة...

رُفَّ (راف. روف. ريف) وجميعها تفيد موضوع الرأفة بالشيء والتبسط في الأحكام الصادرة ضده لعدم ادراكنا المطلق للحقيقة الثابتة او المعرفة المطلقة وبحيث يدخل عليه حرف الجر والحركة "ع" والمختص بعكس المعنى فيصبح عندنا:
عرف (عراف. عروف. عريف) وجميعها تفيد عكس حالة التبسط في الاحكام الصادرة ضد الشيء لعدم ادراكنا للحقيقة الثابتة او المعرفة المطلقة لان العرف والأعراف هي لقوانين والثوابت المتعارف عليها والتي توجب علينا عدم الرأفة.

ولكي نفهم الرأف والأعراف بشكل فلسفي واضح ويتناسب مع موازين الكلمة التي اضعها لكم أقول:

ان الرأفة لا تكون الا مع المخطئين الذين وقعوا في الخطأ دون التعمد في الوقوع به لان المتعمد يصبح من المجرمين وليس من المخطين...

ومثال عليه أقول:
نحن نراف بأبنائنا او حتى بالمخطئين بحقنا لأننا بارين بهم وبمعنى اننا نجد لهم التبريرات التي دفعتهم للخطأ وهي (عدم المعرفة بانه خطأ) او الكثير من الحالات الغير محكومة بالعرف والأعراف الثابتة...

أي انني اراف بحالة المخطئ الذي وقع في الخطأ دون معرفته بأن هذا الامر الذي قام به ليس صحيحً او له قانون ثابت وعرفً من الأعراف التي تمنعنا من تجاوزه بشكل واضح وصريح..

فسفك الدماء وعلى سبيل المثال هو عرف واضح ومؤكد بأنه ممنوع تمامً وبحيث أننا نعتبر المقدم عليه مجرم ويستحق الإعدام اذا ما كان قد قام به عن سبق إصرار وترصد ودون أي دوافع أخلاقية...

ولكننا قد نراف بحالة احدهم ان كان قد سفك الدماء بسبب الخوف او الدفاع عن النفس او أي دافع من الدوافع الإنسانية التي فيها بعض اللبس علينا لأننا لم نختبرها بشكل صحيح ولم تصبح عرفً سائدً لدينا وذلك لأننا لم نختبرها او نجربها او اننا لم نضع انفسنا في مكان مرتكبها لندرك دوافعه..

ومن هنا تأتي الرأفة احبتي ومن انها حالة من التبرير للغير تعترينا ان نحن صادفنا مشكلة ليس لها عرف مؤكد كنا قد تعارفنا عليه كقانون ثابت لا يتغير..

ولهذا نقول نحن المؤمنين بالله تبارك وتعالى بأنه وحده الرحيم الرؤوف لأنه وحده تبارك وتعالى من يملك العلم المطلق والمعرفة المطلقة التي تصدر عنها جميع الأعراف فنكون جميعنا مجرد أطفال اغبياء بالنسبة له ومهما بلغنا من العلم فيبرر لنا أخطاءنا مهما بلغت لأنه هو البار تبارك وتعالى..

وبالطبع فإنني سأتوقف هنا عن شرح معنى (الرؤوف و الرأفة) لأنني وان اردت التبحر بها فلسفياً فإنني سأحتاج الى كتاب فلسفي كامل ان لم يكن كتب كثيرة في الفلسفة لان كل مصطلح من مصطلحات القرآن الكريم بحاجة الى كتب كثيرة لشرحه وبشكل مفصل ان كنا نريد التبحر به فلسفياً بما يستحقه من تبحر..

وعليه
فإن (الرف بالشيء) هي التبسط في الأحكام الصادرة ضد هذا الشيء لعدم ادراكنا المطلق للحقيقة الثابتة او المعرفة المطلقة وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة "ع" والمختص بعكس المعنى فيصبح عندنا (العرف بالشيء) والذي هو حقيقة ثابتة من المعرفة المطلقة او عرف ثابت من الأعراف والتي هي قوانين وثوابت ومتعارف عليها وتوجب علينا عدم الرأفة.

واما الغرفة فهي الحالة الإيجابية للعرفة لان حرف "غ" له نفس عمل حرف "ع" ولكن في الحالة الإيجابية كما ذكرت لكم سابق.

فالغرفة هي ان نغترف غرفةً صغيرة من الشيء من اجل ادراكه ومعرفته والتأكد منه ليصبح عرفة بالنسبة لنا حينها وبعدما اغترفنا منه فعرفناه..

فلا نستطيع ان نعرف الشيء ويصبح من الأشياء المتعارف عليها قبل ان نأخذ منه غرفة او عينة صغيرة (نقيسها على انفسنا) لتجعلنا ندرك معناه الدقيق وسبب حدوثه..

وعليه
فلا يشترط بالغرفة هنا ان تكون غرفةً ماديةً من الشيء (كأن نتذوقه مثلً) لان الغرفة وفي الكثير من الأحيان تكون غرفةً معنوية وبأن اغترف من الشيء لنفسي او اضع نفسي في موضع فاعل الشيء لكي احكم عليه بالحكم الصائب أو العرف المتعارف عليه.

اذن
فإن مصطلح الغرفة يعود في اصله الى الامر الكوني النافذ (رُفَّ) وبحيث يدخل عليه حرف الجر والحركة "غ" والمختصة بعكس المعنى فيصبح عندنا (غرف)..

واما (السرف في الشيء) فهو الاستمرار الدائم في حالة الرأفة ومما ينتج عنه ما نسميه بالعامية (الدلع او فساد الاخلاق) لان الاسراف والمسرفين هم المستمرين دائما في هذه الحالة من الرأفة التي لا تعتمد على أي عرف من الأعراف او الروادع التي تمنع حدوث هذا الفعل.

اذن
فإن مصطلح السرف والاسراف والمسرفين يعود في اصله الى الامر الكوني النافذ (رُفَّ) والذي يفيد حالة الرأفة بحيث يدخل عليه حرف الجر والحركة "سوالمختص بالاستمرارية فيصبح عندنا (سرف) والذي يفيد المستمر دائما بجالة الرأفة دون أي عرف سائد او مبرر أخلاقي يردعه..

وبالطبع فإنني سأتبحر معكم لاحقً في جميع المصطلحات القرآنية التي أوردتها هنا أن شاء ربي السلام هذا ومنحني الوقت وحتى المال ومستلزمات الحياة لأن كل مصطلح من مصطلحات القرآن الكريم يحتاج مني الى موسوعة فلسفية كاملة لكي اوضحه لكم لأننا نتعامل مع مصطلحات إلهية كونية تحمل معها العلم كله والأعراف جميعها احبتي.

وكل الحب والسلام للجميع


محمد فادي الحفار
27/2/2021

أعجبني
تعليق

الأحد، 7 فبراير 2021

المنشور "151" (قريب القرآن)

 



دخول حرف الجر والحركة "ق" والمختص بالقدرية على بعض الجذور القرآنية...

يعتقد اكثرنا بان مصطلح "قريب" في القران الكريم يفيد احد افراد العائلة والقبيلة وبينما يعتقد البعض الاخر بانه يفيد المسافة وكما هو مشروح ومفسر لنا في معاجم اللغو الأعرابي وقواميسها التي وضعت لنا في الزمن الاموي والعباسي وبعد 200 عام على اقل تقدير من نزول القرآن الافتراضي..!!! وعليه هل يفيد مصطلح (القريب) القرآني المسافة بين الأشياء ام انه يفيد روابط الدم العائلية ام ان له معنى اخر ويختلف تمامُ عن هذين المعنين؟؟ اذن وبما ان منهجنا الكوني يعتمد على القران الكريم فقط وعلى انه المعجم الوحيد والصحيح للساننا العربي فإننا وان وجدنا ترادفً في بعض مصطلحاته او حتى تعارضً معه او تناقض فيه فأننا نقوم بتصحيح معاجمنا اللغوية وقواعدها بناء على معطيات القرآن الكريم الجديدة وليس العكس وكما يفعل الكثيرين منا وبان يحاولوا تطويع القران لمعاجمهم (او لي عنق الآية كما يقال لتبقى ضمن شرح معاجمهم) لان القران هو الأصل والنبع وهو المسيطر عليها على اللغة وقواعدها وليس العكس ابدا لأنه مصدرها.. وعليه تعالوا معي لكي اضع لكم تالية كريمة من تاليات القرآن الكريم واريكم التناقض الاعرابي الغير المنطقي والذي فرض عليها فأقول: (((واذ اخذنا ميثاق بني اسرائيل لا تعبدون الا الله وبالوالدين احسانا وذي القربى واليتامى والمساكين وقولوا للناس حسنا واقيموا الصلاة واتوا الزكاة ثم توليتم الا قليلا منكم وانتم معرضون))) وبحيث اننا نجد هنا بان الاحسان بحق الولدين (القادرين على الولادة والانجاب) مفروض علينا وبشكل لا جدال فيه لأننا نعلم بان الوالدة تضحي بحياتها من اجل أولادهم وكحال جميع الوالدات من الكائنات الأممية التي تقدم لأطفالها الرخيص والغالي ولدرجة قد تصل معها الى ان تقطع من لحمها لكي تطعمهم صغارها حتى يكبروا وينضجوا ويعتمدوا على انفسهم اليس كذلك؟... أي ان الاحسان بحق الوالدين امرا مبررا لنا ولا جدل فيه عندنا لان الوالدة هي اغلى شيء في الوجود ومن حقها ان تنال مني كل احساني بل كل مالي ان لزم الامر لأني انا وبذاتي وبكل كياني ماكنت لأكون موجود لولا رعايتها لي في صغري وعندما كنت بأمس الحاجة لها لكي يستمر وجودي.. ولكننا نراه أيضا يقول لنا بان الاحسان مفروض علينا في حق ذي القربى وليس في حق الوالدين فقط أليس كذلك؟... فمن هم هؤلاء ذي القربى في مفهوم القران الكريم والذين جعلهم ربي بمرتبة الوالدين في موضوع الحسنى هذا؟!! هل هم اخوتي وأبناء عمومتي وخالتي او حتى عشيرتي؟ فماذا لو كان هؤلاء أعداء لي ولم يقدموا لي شيء في حياتي؟ فهل اعاملهم بإحسان وكمعاملتي لوالدتي التي افنت شبابها لأجلي وانا صغيرا فأكون حينها من الذين يبخسون الميزان او يبخسون قدر الوالدة لأني اعمل الجميع مثلها ورغم انها هي وحدها من قدمت وضحت لأجلي؟ وهل احسن الأنبياء والرسل لإبائهم وعشيرتهم من الكافرين ام انهم هجروهم وكما هجر إبراهيم ابوه ازر ولم يعد يسأل عنه أبدا؟ وعليه فدعكم من اللغو الاعرابي احبتي ومن ان مصطلح "ذي القربى" يفيد عائلتي وعشيرتي لان ذي القربي في القران هم اذين يقدمون القرابين والتضحيات من اجلنا وكما سيتضح لكم ادناه فأقول: ان جميع المصطلحات القرآنية من "قريب" و "اقرب" و "قربى" و "تقربون" و "تقربا" و "تقربوها" و "مقربين" و "اقربين" و "قربان" عبارة عن تفعيلات للجذر الثلاثي المفتوح (قَ رَ بَ) والذي هو فعل فردي عائد فاعل فردي تقديره هو ويفيد تقديم القربان للجميع....
واما الجذر الكوني للفعل المفرد (قَ رَ بَ) فهو الامر الكوني النافذ (رُبَّ) والذي يفيد الامر في موضوع التربية ومن ميزانه الكوني (راب. روب. ريب) وجميعها مختصة بموضوع التربية وكما سيتضح لكم لاحق في البحث المختص بمعنى مصطلح الرب والارباب والربانيون.. رُبَّ (راب. روب. ريب) وجميعها تفيد موضوع التربية وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة "ق" والمختص بالقدرية فيصبح عندنا: قرَبَ (قراب. قروب. قريب) وجميعها تفيد قدرية الرباية والتربية ضمن مقادير فيكون الشخص الذي يهتم لأمور تربيتنا هو الذي يُقربٌنا ويقدم لنا قرابينه من اجل اكتمل تربيتنا.. نعم احبتي
فقولنا (قَرَبَ الشيء) أي قدم له قربانً.... - انا قربته (اي قدمت له قربان) - هو قربني (اي قدم لي قربان) - نحن قربناه (اي قدمنا له قربان) وبحيث ان مصطلح "القريب" في القرآن الكريم لا يعني المسافة الصغيرة بين الأشياء ولا يعني العائلة او العشيرة وانما يعني ذلك الذي يقدم لي القربان لكي استمر في حياتي وطريق....
وقولنا عن الله تبارك وتعالى بانه (قريب يجب دعوة الداع) أي الله يقدم لنا ما عنده كقربانً لنا ويجب دعوة الداع لان الله هو رب الارباب جميعهم وهو المربي الأعظم الذي يربينا لكي نصبح ربانيين.. واما الفعل الذي يتحدث عن المسافة فهو (قاب) ولقوله (قاب قوسين او ادنى) وكما شرحتها لكم في المنشور السابق.. نعم
فقولنا (قاب , قوب , قيب) هي التي تتحدث عن المسافة وبحيث يدخل عليها حرف الجر القرآني (الر) فتصبح (الرقاب , الرقيب) فراجعوا البحث مرة أخرى.. وعليه فان القريب والاقرب والاقربون هم الذين يقدمون لكم القرابين والتي هي مقادير التربية والرباية وكل ما تحتاجونه في طريق الرباية وبحيث ان معنى قوله عز من قائل (وذي القربى) بفيد الذين يقدمون لكم قربان الرباية مما معهم وبان تحسن لهم وكما تحسن لوالدتك لانهم قد فعلوا معك مثلما فعلت والداتكم.... نعم احبتي فمعلمي الذي يريد ان يعلمني لكي اصبح عالمً ويخرجني من جهلي الى النور هو من ذوي القربى لي لأنه يُقربُني بالعلم ويقدمه لي قربانً لكي انموا واتطور.. وكل من يهتم لأمري بصدق وحب ودون أي طمع منه فيما عندي هو من ذوي القربى لأنه يُقربني بما معه من حب ويقدمه لي قربانا وبحيث ان الأنبياء والرسل والعلماء والأصدقاء الصادقين المحبين جميعهم من ذوي القربى لما يُقرِبونني بما معهم. اذن فانا احسن لوالدتي أولا لأنها اكثر ذي القربة قربانً لي كونها هي التي ضحت بكل حياتها من اجلي.. ومن بعد والدتي فإنني احسن لكل من قدم قربانً لي وعلى انه من ذوي القربى كمعلمي او ابي ان كان صالحً ويهمه امري او كل من تقرب مني وأقربني بقربان مما عنده فأكون محسنً وله وارد له الجميل. والان
تعالوا معي لنضع بعض التاليات الكريمة التي جاءت على مصطلح قريب وقربان من جذره لنشرحها بمعناها الدقيق ونقول: (((اذ قالت الملائكة يا مريم ان الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها في الدنيا والاخرة ومن المقربين))) فما معنى قوله عن عيسى عليه صلوات ربي وبانه (من المقربين)؟؟ هل تعني بأن عيسى قد سافر في الكون واصبح على مسافة قريبة من مسكن الله او المكان الذي يجلس فيه الله والعياذ بالله؟!!! طبعً لا.. فالله ليس محدود بكيان خاص به وله ابعاد منظورة وبحيث يكون احدنا على مسافة صغيرة منه والأخر على مسافة ابعد اليس كذلك؟ فالله ربي هو المحيط الذي يحيط بي وبكم وبنا جميعنا لأننا موجودين ضمنه وضمن رحمته وكما هو الجنين في رحم امه وبحيث انه ولا يوجد مفهوم للمسافات الاعرابية في محيط الله الرحمان الذي يُقْرِبُنا بما عنده من قرابين اكثر حتى مما يُقْرِبُنا حبل وريدنا بالدماء. فعيسى عليه صلوات ربي من المُقْرِبين وبمعنى من الذين يقدم الله القرابين ويقدمون هم وبدورهم لقرابين لله... وكل انبياء ربي السلام ورسله اما (مُقرِبين) وبمعنى يقدمون القربان مما معهم للناس او (مُقرَبين) وبمعنى ان الله هو من يقدم القربان والرباية الخاصة بهم ويمنحهم من علومه ورزقه. وعليه فان قريبي هو الذي يُقربني بما معه من قرابين ويضحي بها لأجلي اكان من حياته كأمي او من ماله كأبي او من مشاعره الصادقة معي وبغض النظر تمامً عن رابط الدم القبلي الاعرابي لأننا اصل من نفس واحدة وجميعنا عبارة عن كائن واحد. وكل الحب والسلام للجميع
محمد فادي الحفار 11/7/2017

الاثنين، 1 فبراير 2021

المنشور "150" (السماء والاسماء)

 


لقد قرأت مداخلة لاحد الاعراب جعلتني افكر ملياً في كيفية الخروج من هذا النفق المظلم الذي دخلنا به بسبب امة الاعراب الأشد كفرا ونفاقا وكما وصفها ربي في قرانه الكريم وبحيث أخرجت لنا من مدارسها السلفية جاهلاً كهذا الاحمق الذي احدثكم عنه ومن انه يفتي في القرآن الكريم بغير علمٍ او دراية وفي زمن اصبح فيه الأشقياء هم الأتقياء والأغبياء هم العلماء!!!

نعم
فهذا الجاهل كان يتحاور مع احد ابنائي على صفحته ويقول له هل تعلم يا أخي الكريم أن جميع اللاسامي مثل الله و الرب و الرحمان و غيرها عبارة عن صفات لأن اسم الله لا يعلمه أحد ولقوله:

(((رب السماوات والارض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا)))

أي انه يعتبرُ بأن عبارة (هل تعلم له سميا) تفيد عدم معرفتنا لأسماء الله ابدً لان الله لا أسماء له وانما له صفات فقط!!!!

واما انا فأقول لهذا الجاهل بأن كيف تقول بان الله له صفات والرب يقول لنا عنه في قرآنه (تعالى الله عم يصفون) وبمعنى أن الله لا تصفه الصفات ولا يصل الى وصفه الواصفون أيها الاعرابي المأفون؟!!!!...

وأيضا فان غبائك لم يتوقف عند هذا الحد وانما خالفت القران الكريم بغبائك وعندما قلت بان الله لا أسماء له ورغم أن القرآن الكريم يقولنا (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها) ومما يؤكد وجود الأسماء لله اليس كذلك؟؟

فمن هو الاصدق هنا انت ام القرآن الكريم؟؟!!!
وكيف سندعو الله بأسمائه الحسنى ان كنا لانعرف له اسمً واحد كما تدعي؟!!!!!

نعم
فهذا الجاهل الاعرابي الذي يهرف بما لا يعرف ويفتي في القرآن الكريم على هواه وكانه عالم قدير لا يدرك بان معنى مصطلح "أسماء" في القران الكريم يفيد السمو والمرتبة السامية وبان الله سبحانه وتعالى هو اللاسامي في كل شيء ولا يسموا فوقه سموه سامي وهو الذي يُسْمي الأشياء ويجعلها سامية ولا يُسميه أحد لأنه هو الاسمى في كل شيء...
نعم احبتي
فكل مصطلحات القران الكريم من "سما" و "يسمو" و "أسماء" و "اسمه" و "اسميته" و "اسميتها" و "اسميتهم" و "سميا" تعود في اصلها الى الامر الكوني النافذ (سُمَّ) والذي يفيد الارتقاء والسمو في المراتب وميزانه (سام. سوم. سيم) وجميعها تفيد المراتب السامية...

سُمَّ (سام. سوم. سيم) وجميعها تفيد المراتب السامية ومن جذرها الثلاثي المفتوح (سَ مَ مَ) والذي هو فعل فردي عائد على فاعل فردي تقديره هو (او الله سبحانه وتعالى) الذي يُسمي الأشياء والكائنات ويمنحها مرتبتها السامية وعلى حين أن الأشياء والكائنات لا تستطيع أن تُسمي الله وتمنحه المرتبة السامية لأنه هو الاسمى والذي لا نعرف له سميا او من هو اسمى منه في الكون كله تبارك وتعالى...

وعليه
فان قوله تبارك وتعالى عن الله (هل تعالم له سميا) عبارة عن سؤال لنا ان كنا نعلم من هو اسمى من الله وكأنه يقول لنا (هل تعلم له ندا) وبحيث أن الجواب الطبيعي لهذا السؤال هو أن أقول لك بأنني لا اعلم احدً نداً لله ولا اعلم احدً اسمى من الله لان الله ربي لا ندا له ولا يصل الى سموه أحدا..

اذن
فانا لا اعرف لله سميا لان ايماني يقول لي بانه لا يوجد من هو أسما من الله.

وأيضا فان قوله عز من قائل عن يحيى عليه صلوت ربي وبانه لم يجعل له من قبل سميا تفيد المعنى ذاته..

(((يا زكريا انا نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميا)))

وبحيث أن شرح هذه التالية الكريمة هو ان المولى سبحانه وتعلى قد بشر ذكريا بغلام سيكون هو الاسمى من كل من جاء قبله من الأنبياء والرسل في سمو اخلاقه الكريمة العالية والتي تعلوا وتسموا على كل من سبقه منهم...

نعم
فيحيى عليه صلوات ربي كان اسما الناس في صفاته الحميدة واسمى من كل الأنبياء الذين كانوا قبله لأنه هو الممهد لقدوم السيد المسيح والذي هو رب السلام واسما من على الأرض جميعا...

أي ان ربي لم يجعل على الأرض من هو اسما من يحيى عليه صلوات ربي في مرتبته لأن كل من كان قبله من الأنبياء والرسل اقل منه في مرتبتهم السامية وبما فيه إبراهيم ذاته لأن يحيى اسما منه في المرتبة..

واما من جاء بعده فهو اسما منه في المرتبة لأن ربي قد تحدث في بشارته لذكريا عن الذين كانوا قبله وبأنه سيكون اسمى منهم جميعهم وبقوله (لم نجعل له من قبل سميا)...

اذن
فإن يحيى عليه صلوات ربي اسمى من ادم ونوح وإبراهيم واسحاق ويعقوب وإسماعيل ويوسف وموسى وكل من جاء قبله من الأنبياء ربي ولكنه ليس بإسمي من الرسول الذي سياتي من بعده وكحال السيد المسيح الذي جاء بعده لان السيد المسيح هو من رفعه ربي الا اعلى المراتب السامية وبقوله (رافعك الي) او الى مرتبتي الربوبية.

وعليه
فان مصطلح الأسماء وسميا في القرآن الكريم لا يعني الألقاب التي نطلقها على الناس وانما تعني المراتب السامية وبحيث أنه ومن الخطأ الكبير أن تسألني ما هو اسمك لأن الصحيح قرآنيا هو ان تقول لي ما هو لقبك ولقوله عز من قائل (ولا تنابزوا بالالقاب)..

نعم احبتي
فلقبي الذي اطلقه علىَّ اهلي هو (محمد فادي) وبحيث أن ارجوا من الله ربي ان يكون لي من لقبي نصيب فاصبح في سموا المرتبة المحمدية ومرتبة الفداء فأكون حينها محمدً بصفاتي وفاديً لغيري لأنه يوجد الكثير من الناس الملقبين بلقب "محمد" ولكنهم لم يرتقوا ولم يسمو للمرتبة للمحمدية لكي يكون اسمهم محمد وهم ليسوا محمودي الصفات.
ولكم الان ان تضعوا جميع التاليات التي جاءت على مصطلح الاسم والأسماء وسميا لتدركوا جمال تاليات القران الكريم وعظمتها وعلى غير ما اعتدتم عليه وبحيث أنني سأضع لك مثالً اخر واخير للتضح لكم الصورة فأقول:

(((وعلم ادم الاسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال انبئوني باسماء هؤلاء ان كنتم صادقين)))

ومن أنني سأسلكم هنا عن هذه الأسماء التي تعلمها ادم من ربي ولم تكن الملائكة تعرفها وهل انتم تعرفونها؟
أم هل سيقول لي احدكم بأن ربي قد علم ادم ألقاب الحيوانات مثلاً وقال له بان هذا يُدعى كلب وهذا حمار وذاك جمل وتلك دجاجة وبحيث ان الملائكة كانت غبية لهذه الدرجة ولا تعلم ألقاب هذه الحيوانات؟؟؟

طبعا لا احبتي
فالعلم الذي تعلمه ادم من ربه كان علم الأسماء وكل الأشياء السامية التي تسمو بها مخلوقات ربي التي خالطها ادم على الأرض وعاش معها فاصبح يعلم بأن الحمار يسمو بالصبر والكلب يسمو بالوفاء وهكذا..
واما الملائكة وقبل ادم فكانت تنظر الى هذه المخلوقات عن بعد ولم تكن تخالطها وتتعايش معها لكي تدرك الأشياء السامية التي تسموا بها هذه الكائنات..

واما ادم (والذي هو نحن الانسان من النفس الواحدة وتجربتنا على الأرض) فقد تعلنا الأسماء كلها او جميع الأشياء السامية التي تسمو بها كائنات الأرض وبان الكلب يسموا بالوفاء والحمار يسموا بالصبر والجمل يسموا بالقدرة والجلد واحتمال المشقات لأننا قد عشنا مع هذه الكائنات وتعاملنا معها واصبحنا ندرك الأسماء كلها والتي تسمو بها كائنات الأرض.

واترك هذا البحث الصغير بين ايديكم لتراجعوا جميع التاليات الكريمة التي جاءت على مصطلح (أسماء) في القران الكريم وبعد ان تجعلوا من معنى السمو والسامي قاعدة لكم في شرحها ليتضح لكم قولي عن سموا القران الكريم الذي تركناه مهجورا لأننا قد اتبعنا لغوا الاعراب الدوني فهبطنا معهم الى مستواهم الأدنى وفي اسفل سافلين.

فمصطلح السماء القرآني لا يقتصر على تلك القبة الزرقاء التي فوقنا والتي هي مجرد انعكاس للضوء وخداع بصري لطبقات الجو لان السماء القرآنية هي كل شيء يسمو فوقنا ويعتلينا في المرتبة..

وكل الحب والسلام للجميع


محمد فادي الحفار
24/12/2016