الأربعاء، 31 مارس 2021

المنشور "167" (سبغاً من المثاني)

 



لقد سألني احد الأصدقاء عن معنى مصطلح (سبع) في قوله عز من قائل:

(((ولقد اتيناك سبعا من المثاني والقران العظيم)))

وبحيث 
قلت له بأن اصلها هو (سبغا) وليس (سبعا) ومن انني قد ذكرت هذا في منشور (البغي الاعرابي والبغي القرآني) منذ حوالي الأربع سنوات..

نعم احبتي
فهي سبغاً من المثاني التي لا عدد او حصر لها وبحيث أن اصل الجذر هو الامر الكوني النافذ (بُغَّ) والذي يفيد معنى الابتغاء...

بُغَّ (باغ. بوغ. بيغَ) وجميعها تفيد معنى الابتغاء والاشياء التي تبتغيها لنفسك او ابتغيها لنفسي وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة "س" والمختص بالاستمرارية فيصبح عندنا:
سبغ (سباغ. سبوغ. سبيغ) وجميعها تفيد استمرارية حالة البغي او الأشياء المبتغات لنفسك او لنفسي او لكل من يبغي ولكن بشكل مستمر ودون توقف لحالة الابتغاء..

واما مصطلح (المثانى) فهي من عملية التثنية او ان تثني الشيء مرة أخرى وكأنك تصنع صورة طبق الأصل له..
ولكنني افضل ان تقرؤوا المصطلح بحرف "ت" لا بحرف "ث" لان الأخير اعرابي وعليل في النطق وبحيث ان القراءة الصحيحة للمصطلح هي (المتانى) والتي تفيد الامر ذاته وهو تتنية الشيء مرة أخرى وكأنك تصنع صورة طبق الأصل له..

تَنِّ (تان. تون. تين) وجميعها تفيد عملية تتنيه الشيء وكما نقول نحن في دمشق وعلى سبيل المثال والدعابة لمن يتزوج زوجة تانيه عبارة (من تنى دخل الجنة) 🙂

وعليه
فان قوله عز من قائل (ولقد اتيناك سبغا من المتاني والقران العظيم) عبارة عن خطاب للإنسان وبشكل عام وليس مخصص لاحد من الرسل وكما يدعي بني جهل من امة الاعراب لأن ربي قد اتى الانسان كل الأشياء التي يبتغيها لنفسه من المثاني سبغاً او عطاءً غير محدودً واتاه فوق هذا القرآن العظيم..

واما المتاني السبغ والتي مازال ربي يسبغها علينا حتى الان فهي جميع الاضداد التي لا عدد ولا حصر لها في الكون..

-فالسالب والموجب من المتاني السبغ
-والليل والنهار من المتانى السبغ..
-وعيناك التي تبصر بها من المتانى السبغ
-ويداك التي تأكل بها من المتانى السبغ
-وقدماك التي تمشي بها من المتانى السبغ
-ورئتاك التي تتنفس بها من المتاني السبغ
بل حتى دماغك الذي يعتمد عليه كل جسدك من المثاني السبغ لانه عبارة عن فصين...

وعليه
فان متانى ربي عبارة عن سبغٌ عظيم كان ومازال يُسبغه علينا دون توقف ومن خلال ما يأتينا به من فضله باستمرار لان ما يسبغه علينا ربي من متانيه لا عدد او حصر له.

واما القرآن العظيم فهو حالة الإقرار المؤكد عند الانسان لان مصطلح قران من الامر الكوني النافذ (قِرَّ) والذي يفيد حالة الإقرار وكقوله عز من قائل (قرن في بيوتكن) وهذا ايضا مشروح في بحث (قران الاعراب)..

قِرَّ (قار. قور. قير) وجميعها تفيد عملية الإقرار وبحيث يدخل في اخرها حرف "ن" المختص بالتأكيد فيصبح عندنا:
قرن (قارن. قورن. قيرنوجميعها تأكيد لحالة الإقرار بين أمر وفاعل وصفة ومفعول به..

وعليه
فإن قران ربي العظيم ليس مختص بالكتاب الذي بين أيدينا ونطلق عليه لقب القرآن وحده ودون غيره لان كل حالات الإقرار الموجودة عند أي كائن حي يمتلك الحرية والإرادة واتخاذ القرار هي من قران ربي العظيم الذي اتاه لنا..

فقران ربي كبير جدا ومن ضمنه هذا الكتاب الكريم الذي بين أيدينا ونطلق عليه لقب القرآن لما فيه من حالات إقرار بربوبية المولى تبارك وتعالى.

اذن
فلقد اتانا ربي متانٍ لا عدد ولا حصر لها واتانا فوق هذا القران العظيم او القدرة على الحرية واتخاذ القرار لأنه لا يوجد اعظم منها هدية لنا من عند ربي الذي يريدنا جميعنا احرار وأصحاب قرار لكي نكون على صورته وخلفاء له في الأرض.

وكل الحب والسلام للجميع


محمد فادي الحفار
31/3/2021

المنشور "166" (خير امة)

 


قال لي نحن خير أمةٍ أخرجت للناس وكما قالها عنا من لا ينطق عن الهوى (ويقصد هنا رسوله القرشي طبعً وبأن الاعراب القرشيين هم خير امة أخرجت للناس) فقلت له التالي: ان كنتم انتم خير امة أخرجت للناس كما تدعي فلماذا قالت التالية الكريمة عبارة (كنتم) ولم تقل (انتم) ان كان المقصود فيها انتم أيها الأعراب القرشيين انها تخاطب رسولكم المفترض وصحابتكم المؤمنين الراشدين حينها؟!!! ألا يفترض بها ان تقول (انتم خير امة اخرجت للناس) طالما انها تتحدث معكم فقط او مع رسولكم وصحابتكم حينها؟!!! وعليه هل تعرف الفارق بين مصطلح "كنتم" ومصطلح "انتم"؟ وهل تعرف بأن المجنون لا يعرف بانه مجنون ويظن نفسه عاقل وهذا مثبت طبياً؟... وكذلك هو الحال مع الجاهل ومن انه لا يعرف بأنه جاهل ويظن نفسه عالم وهذا مثبتً تاريخياً... فما بالك في حال اسوء حزب شيطاني أخرج للناس وأكثرهم اجرامً وسفكً للدماء وانتهاكً للحريات وانت ترى اتباعه يظنون انفسهم خير من أخرج للناس؟!!! نعم فانتم الأسواء والأكثر اجرامً وتطرفً وتظنون أنفسكم الأفضل!!!! فاذهب وتعلم اكثر لتدرك المعاني الصحيحة للمصطلحات القرآنية بدقة علك تفهم حينها بان تالية خير امة أخرجت للناس لا تتحدث عنكم يا اتباع الاجرام القرشي والجهل والتخلف الاعرابي وانما هي تتحدث عن امة البشرية من بني ادم كافة وتخص منهم بالذكر اهل السلام الذين يؤمن بالسلام والحريات والمعروف وينهون عن المنكر او المتكرر وذلك لانهم عقلانيون ويؤمنون بالسلام ومن ان الله ربي لا يجعل المجرمين كالمسلمين. فقوله (كنتم خير امة) أي ان تكوينكم مصنوع من الخير الامومي الخالص وبحيث أن المقصود بها هنا هم البشر من بني ادم جميعهم وبشكل عام لان القرآن يخاطب البشرية كافةً ولا يخاطب الاعراب وحدهم... وقوله (للناس) يقصد به جميع الأمم الانسية التي تأنس ببعضها البعض بين ذكر وانثى وبحيث أن جميع كائنات الأرض الأممية (الحيوانات التي تملك غريزة الامومة) عبارة عن أمم انسية امثالنا لأنها تأنس ببعضها البعض وتشكل عائلات اممية.. فالقرآن الكريم (والذي هو للناس كافة وليس للأعراب وحدهم) يخاطب جميع بني ادم وبجميع اعراقهم وطوائفهم ومعتقداتهم وقومياتهم ويقول لهم بأن تكوينكم الانسي الامُومي هو خير تكوين امومي انسي بين جميع الكائنات الأممية الانسية او التي تمتلك غريزة الامومة وتأنس ببعضها البعض... فنحن بني ادم عبارة عن امةً انسية واحدة موجودة على الأرض مع أمم انسية كثيرة غيرها وهم الحيوانات لانهم أمم امثالنا.. فلا يوجد أمم بشرية من بني ادم لأننا امة بشرية واحدة من اب واحد هو ادم وبحيث اننا عبارة عن قوميات متعددة لأننا نتبع قوامةَ ذلك الرجل الذي قوَّمنا (أي رسول او نبي المسؤول عن تقويمنا من اعوجاجنا) وجعلنا تابعين لمقامه وفكره الذي صنعه لنا... فنحن قوميات متعددة ولكننا من امة انسية واحدة (هي الامة البشرية الادمية) وبحيث انه هذه الامة البشرية تعيش مع باقي الأمم الانسية من أمم امثالها على سطح الأرض وهي من قصدها ربي بخير امة أخرجت للناس. واما الأمم الانسية الموجودة على الأرض وبحيث اننا نحن البشر بني ادم خيرً منها في تكويننا العاقل فهي الأمم الباقية من الحيوانات الانسية لانهم أمم امثالنا وتأنس ببعضها البعض وبحيث أن الأسد المفترس والذي يسفك دماء الحيوانات العاشبة عبارةً عن كائن امومي مثلهم ومثلنا او فصيل من باقي الفصائل الانسية الأممية التي تعيش على كوكب الأرض لأنه وبدوره يملك عائلة انسية يانس بها وتأنس به.. واما وان تظن بأن بني ادم عبارة عن أمم فهذا لأنك حمارً اعرابيً جاهلً وعنصريً متطرفً أيضا وذلك لأنك تسعى الى تفريق الاخوة من بني ادم عن بعضهم وهم أمةً واحدة.. وعليه فنحن البشر من بني ادم عبارة عن امة أنسية واحدة تعيش مع أمم امثالها من الحيوانات أيها الاعرابي القرشي الجاهل وبحيث أن القرآن الكريم يطلق علينا عبارة (بني ادم) او (امة بني ادم) لأننا امة واحدة ولسنا بأمم متعددة وبحيث أن افضلنا عند الله هو أكثرنا سلامً ورحمةً ومحبة وتسامحً لان ديننا هو الإسلام الذي يدعو للسلام ولان ربنا هو السلام ولان الله ربي لا يجعل المسلمين كالمجرمين... فانت من خير امة أخرجت للناس وحتى وان كنت مجرمً في قوميتك وهذا امر مفروغ منه لأنك من امة بني ادم الواحدة والتي هي خيرً من باقي الأمم الانسية من الحيوانات وبحيث ان قوميتك وانتماءك للرجل الذي قام بتقوميك هو الذي يحدد مقدار الخير او الشر فيك.. واما وان تظن نفسك خيرً من باقي القوميات لأنك اعرابي قرشي وعلى دين السفاح القرشي ابن عبد اللات فهذا ليس صحيحً ابدً لأنك تتبع قوامة الشر وقومية الاجرام ولا تتبع قوامة السلام وقومية الإسلام وبحيث أننا وان اعتبرنا جدلً بأن أبناء ادم أمم وليسوا امة واحدة فهذا معناه بأنكم اسفل واحط وانجس امة أخرجت للناس لأنكم الأكثر اجرامً وسفكً للدماء وانتهاكً للحريات. اذن
فنحن قوميات ولسنا أمم لأننا من امة واحدة وبحيث أنه ومن الخطأ الكبير ان نطلق عبارة (الأمم المتحدة) التي اعتدنا عليها في الترجمة العربية لعبارة (United nations) الإنجليزية لان الصحيح هو (القوميات المتحدة).

فان انتم اخذتم مصطلح (nations) وترجمتم معناه بالشكل الصحيح فستجدون بأنه يفيد معنى القومية ولا يفيد معنى الامة والأمومة والامامة...

نعم
فمصيبتنا اننا نتفاخر بالغتنا العربية ونقول عنها ظلمً وعدوانً بانها لغة القرآن وهي اسوء لغة عرفها تاريخ الإنسان...

فماذا بقي لكم تفاخرون به يا امة الاعراب الأشد جهلً ونفاقاً وانتم ترون بأن لغتكم وبحد ذاتها اسوء لغة على سطح الأرض ولا تُعبر عن المعنى الصحيح للمصطلح؟!!!

فلا والله ربي ما انتم من اهل القرآن ولا تعرفون لسانه السامي ومصطلحاته الدقيقة لأنكم من اهل الجهل الاعرابي ولغوه ولغته الأشد جهلَ.

ورحم الله ربي رجلً عرف قدر نفسه فوقف عند حدوده وحده.
محمد فادي الحفار 31/3/2021

الاثنين، 29 مارس 2021

المنشور "165" (الاحمق الكوثري)

 



يقول الأحمق الكوثري (أبو ادم السوري) شرشح الله غباءه الأسطوري بان الإسلام عكس الاملاس وبأن (سَلَمَ) عكس (مَلَسَ) وبحيث ان الشيء السليم هو الشيء المتعرج وعلى حين ان الشيء الاملس هو الشيء الغير سيلم لأنه ليس املساً وليس متعرجً فيصبح المسلمين هم المتعرجين بعرف هذا الكائن الكوثري الهجين ..!!!!

وبالطبع فإن الاحمق الكوثري سيبقى احمقً وكحال الحمار الذي يحمل اسفار لأن هذه هي سنة الله في امثاله عبر الدهور وفي جميع العصور ومن أنه قد قرء قوله عز من قائل:

(((وان كان كبر عليك اعراضهم فان استطعت ان تبتغي نفقا في الارض او سلما في السماء فتاتيهم باية ولو شاء الله لجمعهم على الهدى فلا تكونن من الجاهلين)))

معتقدً بأن عبارة (نفقا في الأرض) تفيد الحفرة الملساء التي لا تستطيع الخروج منها لأنها ملساء ولا يوجد لها حواف متعرجة تساعدك على التسلق وعلى حين ان عبارة (سلما في السماء) تفيد الدرج المتعرج الذي نصعد عليه الى الأعلى لان له حواف متعرجة وذلك لأنه يرى بأن الحفرة في الأسفل والسماء في الأعلى وبأن هذه التالية الكريمة تخاطب الإنسان عامة وكنوع من أنواع التحدي له من انه لن يستطيع يحفر حفرة في الأرض ويخرج منها لان حوافها ستكون ملساء ومن انه أيضا لن يستطيع ان يصنع لنفسه درج متعرجً نحو السماء لان الدرج هو (السلما) هنا ومع العلم أن هذه التالية الكريمة تخاطب الرسول الكريم لأنها تقول له في بدايتها (وان كان كبر عليك اعراضهم) ومما يؤكد بأنه خطاب من الله لرسوله ومن انه لا يوجد فيها أي تحدي للرسول لان الله لا يتحدى رسله وانما يعلمهم وبحيث أن هذه التالية الكريمة تحمل معها الطريقة الصحيحة التي يجب على الرسول اتباعها في حال تعرض للإعراض عن رسالته من الحمقى الذين يرون انفسهم علماء كهذا الكوثري الأحمق!!

وبالطبع فإن أمثال هؤلاء الحمقى الذين يرون انفسهم علماء وهم اجهل من الجهل بذاته كثيرون جدً عبر التاريخ ومن أن جميع السلفيين والعقائديين وشروحاتهم المبنية اصلً على السرقات او حتى الاسقاطات التافهة التي ما انزل بها الله من سلطان في كتابه حالهم كحال هذا الكوثري الذي خرج علينا بتفاهاته وترهاته التي تقول لنا بأن سلما عكس ملسا و حلم عكس ملح و جملَ عكس لجم و قلم عكس ملق وما الى ذلك من تفاهات وترهات لا تخرج الا عن مختل عقلياً واجتماعياً أو كائنً منعزل عن الواقع لدرجة انه قد دخل في غيبوبة الجهل التي لا صحوة منها.!!!

واما انا احبتي فأقول لكم ومن خلال المنهج الكوني القرآني بأن مصطلح (نفق) في القرآن الكريم لا يعني الحفرة وانما هو من حالات التفوق والفوقية وعلى النحو التالي:

فُقَّ (فاق. فوق. فيق) وجميعها تفيد حالة التفوق وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة "ن" والمختص بتأكيد حدوث أو الإقرار بحتمية حدوثه ولو لاحقً فيصبح عندنا:
نَفُق (نُفاق. نفُوق. نُفيق) وجميعها عبارة عن حالة إقرار بالتفوق وبأننا سنبذل كل جهدنا من اجل التفوق..

واما مصطلح (سلما) فيعود في اصله الى الفعل الثلاثي المفتوح (سَلَمَ) والذي يفيد الاستمرار في عملية اللوم ومن أن الامر الكوني النافذ الخاص به (لُمَّ) والذي يأمرك ان تكون في حالة لوم لذاتك وميزانه (لام. لوم. ليم) والتي تفيد جميعها حالات اللوم ولقوله عز من قائل (ولا يخافون لومة لائم) وقوله أيضا (فاقبل بعضهم على بعض يتلاومون) ومن ان مصطلح (سلما) القرآني بعيدٌ كل البعد عن معنى الدرج المتعرج والذي جاء في شرح هذا الكوثري المُهرج...

اذن
فإن جميع المصطلحات القرآنية من "سلام" و "اسلام" و "تسلمون" و "مسلمين" و "سلمتم" و "اسلمتم" و "اسلمنا" تعود في اصلها الى الفعل الثلاثي المفتوح (سَلَمَ) والذي يفيد الاستمرار في عملية اللوم وعلى النحو التالي:

لُمّ (لام. لوم. ليم) وجميعها تفيد معنى اللوم والملامة والإلمام به وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة "س" والمختص بالاستمرار فيصبح عندنا:
سلم (سلام. سلوم. سليم) وجميعها تفيد الاستمرار الدائم في حالة اللوم للذات فتكون انفسنا لوامة..

اذن
فإن المولى تبارك وتعالى يخاطب رسوله ويقول له:

(((وان كان كبر عليك اعراضهم فان استطعت ان تبتغي نفقا في الارض او سلما في السماء فتاتيهم باية ولو شاء الله لجمعهم على الهدى فلا تكونن من الجاهلين)))

وبمعنى أنك وان وجدت الناس معرضين عنك وعن ما جئتهم به من علم ومنطق ولا يريدون الاخذ به فحاول ان تجتهد وتتفوق في الأرض او في حالات الرضا وبأن ترتقي الى اسمى المراتب العلمية لكي تأتيهم بعدها بآية ودليل واضح لا جدال فيه فيؤمنون بك حينها..

وعليه
فهي دعوى دائمة من الله لرسوله بأن يتفوق ويجتهد ويرتقي الى المراتب السامية مهما حصل معه من أمور في حياته ودعوته وبأن لا ييأس ابد من روح الله وروح العلم حتى يصل الى مبتغاه..

اذن
فإن مصطلح "سلم" و "سلما" و "اسلام" يفيد الاستمرار الدائم في حالة اللوم للذات لكي يبقى قلبك نظيفً ومُحبً وحنونً وطيبً ولينّا ورحيمً ومن ان هذه الصفات السامية لن تكون لك ما لم تكن من اللذين يلومون انفسهم باستمرار...

نعم احبتي
فلا يسلم من خديعة الشيطان واضلاله لنا إلا من كان مسلمً مسالمً وبمعنى مستمر دائماً في عملية اللوم لذاته وكأنه هو السبب في جميع أخطاء الكون ومشاكله فلا يتيح للشيطان أي فرصة لكي يخدعه ويجعله يطمئن لنفسه واعمالها بأنها اعمال عظيمة فيقسى قلبه لأنه قد توقف عن لوم نفسه..

أي ان المسلم المسالم والذي ابتغى لذاته سلما الى السماء ليرتقي هو ذلك الانسان الذي يستمر دائما في لوم نفسه ويحاسبها باستمرار على كل كبيرة وصغيرة من تصرفاتها لأنه حريصٌ كل الحرص على ان لا يقع في أي خطأ بحق غيره وذلك لان نفسه اللوامة رقيقة ولطيفة كقلب الطفل الصغير الذي قد تجرحه نسمة هواء فيكون المسالم هو الوديع واللطيف الذي يكاد لا يؤذي حتى الحشرات لأنه في حالت لوم مستمر لذاته...

ولهذا نرى المولى تبارك وتعالى قد اقسم بالنفس اللوامة حصرً ولم يقسم بغيرها (كالنفس المطمئنة مثلً والتي تعود إليه لتدخل جنته) لان النفس اللوامة اعلى منها مرتبة كونها هي الأصل وهي الطريق الصحيح المؤدي للحق والاطمئنان ولقوله عز من قائل (ولا اقسم بالنفس اللوامة) وبأنه ومن المستحيل لك أن تصل الى مرحلة الأمان والاطمئنان اذا لم تكن نفسك لوامة في اصلها وطيلة حياتك.

وليس هذا وحسب احبتي..
فإن قوله عز من قائل (((ان كل نفس لما عليها حافظ))) لا تعني بأن جميع الانفس عليها حافظ وكما هو الحال في الشرح الاعرابي لها وانما تعني (كل نفس لُمّا ....(تلوم ذاتها).... عليها حافظ) لان الله ربي يحفظ لأنفس اللوامة فقط وكحفظه لقرآنه ولا يحفظ الانفس الأنانية التي لا تفكر سوى بذاتها..

وعليه
اعود وأؤكد عليكم بأن تُخرجوا من عقولكم أغبياء اللغة الأعرابية السلفية او حتى مدعي العلم من حمير بني جهلٍ الكوثرية كما تخرجوا القمامة من بيوتكم لأن أمثال هؤلاء الجُهال الاغبياء لن يزيدونكم الا جهلً على جهل وخباله فوقها خباله بادعائهم للعلم وهو بريء منهم براءة الذئب من دم ابن يعقوب.

وكل الحب والسلام للجميع


محمد فادي الحفار
29/3/2021

الخميس، 25 مارس 2021

المنشور "164" (لله أسماء تسجد لبعضها)

 



قالت بأن لجوئنا للقوة افضل من لجوئنا للسلام أحيان لأننا وان لم نلجئ الى القوة في بعض الأحيان فسنصنع لأنفسنا فراعنة يحكموننا لأننا لم نقف في وجههم ونقاتلهم بدعوي اننا رجال سلام ولا نسفك الدماء أليس كذلك؟

فقلت لها بالطبع ليس كذلك لأنك لم تقرئي منشوري الذي قلت فيه بأن السلام هو الاسم الأعظم لله وأن جميع أسماء الله الحسنى قد سجدت لاسم السلام وبما فيهم اسم الله القوي فأصبح الإسلام ديننا..

نعم
فإن نحن أمنا بالسلام فعلً ويقينً ومن أن السلام هو ربانا ولا رب لنا سواه فسنصبح مجتمعات إنسانية متحضرة وديمقراطية وبحيث لن يتجرأ احد على ان يصبح فرعوناً او دكتاتور حينها لان قانون السلام الإنساني العالمي سيقف في وجه او (ربي السلام سيقف في وجهه بقول ادق) ومن أن هذا الفرعون او الدكتاتور وإن وصل الى الحكم لبعض الوقت فإنه سيسقط شعبياً وسريعً عن كرسي الحكم لان هذا الكرسي ليس لأمثاله وانما هو مخصص للاب الرحيم فقط والذي هو ملك السلام....

فلا يجلس على عرش الأرض وعرش السماء سوى رب السلام وملك السلام فيكون هو الذي في السماء إله وفي الأرض إله.

ولهذا فإننا نعطي مال قيصر لقيصر دون ان نقاتله ونعطي مال الله لله دون ان نشرك به لأننا مؤمنين بالسلام ربً لنا ومن انه سيحمينا.

فلا يوجد اسم افضل او اعظم من اسم السلام لا أحيان ولا حتى مؤقتً لأن السلام هو الاسم الأعظم لله وبحيث ان جميع أسماء الله الحسنى (وبما فيها اسمه القوي) قد سجدوا لاسم الله السلام الذي اختار لنا ديننا على اسمه ومشتقً منه فلم يرضى لنا سوى الإسلام دينا.

وكل الحب والسلام للجميع


محمد فادي الحفار
25/3/2021

المنشور "163" (السفاح ابن ابي طالب)

 



لقد حاول صديقي الشيعي الجديد جاهدً ان يقنعني بأن علي ابن ابي طالب رجل سلام في طبعه وبأن المجرمين من الامويين فرضوا عليه أن يحمل السلاح ويحاربهم لكي يدافع عن نفسه وأهله وبحيث أنه ومن الظلم الشديد من طرفي ان اعتبر الذي يدافع عن نفسه مجرمً واضعه مع المجرمين في بوتقةٍ واحدة ورغم كل ما ذكرته له من تاليات القرآن الكريم التي تؤكد لنا وبما لا يدع مجالً للشك ابدً بأن الإسلام هو ديننا والسلام هو ربنا وان المسلم الصحيح لا يسفك الدماء ابدً ومهما كانت الأسباب او الظروف ومن اننا نسير في اسلامنا وسلامنا على خطى الأنبياء والرسل وعلى راسهم السيد المسيح ملك السلام والذي قال لنا بأن نحب اعدائنا ونحسن الى مبغضينا وبحيث أن تالية ابني ادم القرآنية دليلٌ واضحً جدً على حال الرجل المسلم والرجل المجرم والفارق بينهما ومن ان احدهما كان مسلمً لأنه رفض سفك دماء أخيه ورغم قدرته على هذا لأنه يخاف الله رب العلمين وعلى حين ان الاخر كان من المجرمين لأنه قد سفك دم أخيه دون أي خوف من الله فيكون الأول مسلمً والثاني مجرمً وبحيث أننا نعلمُ يقيناً بأن الله لا يجعل المسلمين كالمجرمين...

وعليه
وعلى الرغم من هذا كله ومن جميع محاولاتي معه (لكي أقنعه بأن علي ابن ابي طالب مجرمً وكحال جميع الخلفاء الغير راشدين وبانهم جميعهم رجال حرب مجرمين ولا يعرفون للسلام معنى) بقي مصرً على رايه ومن أن علي ابن ابي طالب رجل سلام وبحيث ذهب جهدي معه هباءً حتى تذكرت هذه القصيدة للمدعو عليً ابن ابي طالب وهو يتحدث فيها عن نفسه مفاخرً ويقول:

أنا الصقرُ الذي حدثت عنـــه عِتاقُ الطيرِ تنجدلُ انجدالا
قاسيت الحروب وانا ابن سبعٍ فلما شبت افنيتُ الرجالا
فلم تدع لنا الســـيوف عدوً ولم يدع لنا الســـــخاءُ مالا


والان اخبروني من فضلكم وقولوا لي...
هل يصدر هذا الكلام عن رجل سلام مسلم ام عن رجل اجرام مجرم وقد سرى الاجرام في دمه منذ طفولته؟؟

فهو يرى نفسه صقرً جارحً بين باقي الطيور (او الحمائم ان صح التعبير لانهم فرائسه) وبحيث أنه يجندلهم جندلةً وبمعنى يسفك دماءهم ويفترسهم وكما هو واضح من معنى القصيدة وبحيث يريد منا صاحبنا الشيعي ان نقول عن هذا الذي وصف نفسه بالصقر بأنه رمزً للسلام ونقول عن الحمامة المجندلة بانها رمزً للإجرام؟!!!

فهل يصلح ان نقول عنه بانه رجل سلام وهو من وصف نفسه بالصقر الذي يسفك دماء فرائسه من باقي أنواع الطيور ويجندلهم جندلة؟!!!

ثم أنه قد ابتدئ حروبه واجرامه وهو ابن سبع سنين ومن انه وعندما شاب افنى الرجالَ كما ترون!!!!

فهل هناك اجرامً وصورةً مريعةً عن سفك الدماء اكثر من هذه الصورة التي رسمها لنا هذا السفاح القرشي عن نفسه وبنفسه ومن خلال هذه الابيات الدموية في قصيدته التي يحدثنا فيها بفمه مفاخرً بأفعاله الإجرامية كصقر بين الحمام ومن أنه قد ابتدئ حروبه وهو ابن سبع سنين وانه وعندما شاب افنى الرجال؟

وهل ما زال صاحبا الشيعي مصرً على قوله بأن علىً ابن طالبٍ مسلمً ورجل سلام وليس مجرمً ورجل اجرام ومن ان الامويين فقط هم اللذين جروه الى هذه الحرب التي لا يريدها جرا؟

فان كان يحاربُ وهو ابن سبع سنين وباعترافه في قصيدته فعن أي امويين يتحدث صحابنا هنا وهم الذين كانوا اهله وعشيرته في ذلك الوقت والزمان؟

نعم
فالمدعو علي ابن ابي طالب بدء اجرامه قبل أن يكون هناك دولةً للإسلام او أعداء لها ومن خلال اعترافه على نفسه بقصيدته هذه ومن انه كان يسفك الدماء وهو ابن سبع أعوام فقط وقبل ان يكون هناك حاجةً لان يدافع عن نفسه من اعداءه الامويين اصلً لانهم وفي ذاك الزمان وعندما كان علي ابن ابي طالب بعمر السبع سنين كانوا من عشيرته وأهله ولم يكن هناك أي عداء بينهم اليس كذلك؟

فهل يستطيع صاحبنا الشيعي المحب لعلي ابن ابي طالب أن ينكر هذه القصيدة ويقول لنا بأنها ليست من أقواله عن نفسه وانما هي مدسوسةً عليه ورغم انها مذكورة في كتاب نهج البلاغة والذي هو اعظم من القرآن عند إخواننا المُغيبين من الشيعة؟

فتأمل يا صاحبي وحاول ان تنزع عن نفسك اصرها واغلالها لأني لك من الناصحين ولأن الشيعة والسنة من المجرمين ولا يعرفون للإسلام والسلام معنىً او طريقً او دين.

وكل الحب والسلام عامةً للجميع وخاصةً للمسلمين


محمد فادي الحفار
25/3/2021

الأربعاء، 24 مارس 2021

المنشور "162" (حنيف ام حييف)

 


من منشورات أخطأ التنقيط في القرآن الكريم

كثيرً ما نسمع مصطلح (حنيفا) في القرآن الكريم دون ان نفهم معناه الدقيق وبحيث اننا وان سألنا بعض من يسمون انفسهم بشيوخ الامة عن معناه ذهبوا بنا الى معاجم اللغو الأعرابي خاصتهم لكي نجد بها الكثير من الشروحات والتفاسير التي لا يوجد بينها أي ترابط وكتلك التي تقول:

-حنِفَ فلانٌ: (اي تشوَّهت قدمُه والتوت خِلْقةً أو اعوجَّت إلى الدَّاخل)..
-الحَنيفُ: (هو المائل من شرٍّ إلى خير)..
-الحَنيفُ: (هو لصحيح الميل إلى الإسلام)..
-الحَنيفُ: (هو الناسك)..
-الحَنيفُ: (هو كلٌّ من ذهب الحج)..

وما الى ذلك من ترهات لا تسمن ولا تغني من جوع ولا تصل بنا الى المعنى الدقيق للمصطلح ومهما حاولنا لان هذه الشروحات جميعها مجرد أراء او اسقاطات او استنباطات أعرابية ما أنزل الله بها من سلطان في قرآنه..

ولكن
وان انتم استعنتم بالمنهج الكوني القرآني وقواعده السليمة فستصلون حتمً للمعنى الصحيح له لأن المنهج الكوني يؤكد عليكم بأن أي مصطلح من مصطلحات القرآن الكريم خاصةً ومصطلحات لساننا العربي عامةً لابد له وأن يعود الى الفعل الثلاثي الخاص به على وزن (فَعَلَ) ومن ثم نتابع بعدها لنصل الى الامر الكوني النافذ الخاص به والمؤلف من حرفين فقط وحصرً وعلى وزن (كُنّ)..

ولكن المهم هنا هو أن تدركوا بأن التفعيلة (فَعَلَ) وبحد ذاتها يجب تكون على وزن (كَوَنَ) لان حرف "الواو" في الفعل الثلاثي المفتوح حتمي الوجود ومن انه هو الذي يحدد لكم وجود الأخطاء في التنقيط على المصطلح ان وجدت وكما سيتضح لكم ادناه...

واما الان فدعوني اضع لكم تجربة صغيرة في استعادة مصطلح (حنيفا) الى الفعل الفردي الثلاثي الخاص به وعلى وزن (فَعَلَ) ودون ان استعين بالميزان الأساسي هو (كَوَنَ) لتتضح لكم الصورة فأقول:

إن المصطلح القرآني (حنيفا) يعود في اصله الى الفعل الثلاثي المفتوح (حَنَفَ) وعلى وزن (فَعَلَ) وبحيث أن منهجنا الكوني القرآني يقول لنا بأن الحرف الأول من هذا الفعل الفردي هو حرف جر دائماً (لان هذه القاعدة ثابته) وبحيث أننا نستطيع حذفه لكي نصل الى الأمر الكوني النافذ الخاص به...

والحرف الأول في مصطلح (حنف) هو الحرف "ح" ومن انه حرف الجر الذي نستطيع حذفه ليبقى عندنا المصطلح (نفَّ) والذي لا نجد له أي معنى مفيد هنا اليس كذلك؟؟

نعم احبتي
فما المقصود من هذا الأمر الكوني النافذ (نَفَّ) ان كان حقً فيه حالة الامر؟؟
وهل أنا واذا ما أمرتك وقلت لك (نُفَّ) فستفعل شيء له علاقة بمصطلح حنيف او عكسه أم انك ستستخدم انفك لكي تخرج ما فيه من مادةٍ مخاطية؟!!!
وهل مصطلح (حنيفا) قد تعني مثلاً ذلك الرجل الذي لا يستخدم أنفه ولا يخرج منه المادة المخاطية لان حرف "ح" من الحروف الجدلية التي تكاد تعكس المعنى أحيان بسبب الجدلية التي فيها؟

طبعً لا احبتي اليس كذلك؟

إذن
فإن مصطلح (حنف) وبحد ذاته غير صحيح وفيه خطأ في التنقيط حتماً وبحيث أن اصل المصطلح اما ان يكون (حتف) او ان يكون (حيف)...

وعليه
وان نحن اخذنا المصطلح المفترض (حَتَفَ) وبحثنا عنه في جميع تاليات القرآن الكريم فإننا لن نجد له أو حتى لمشتقاته او تفعيلاته أي اثر وناهيكم عن أننا وان حذفنا منه حرف "ح" فسيبقى عندنا (تفَّ) وهي اسوء من (نفَّ) أليس كذلك؟ 🙂
أي انه لم يبقى أمامنا سوى المصطلح (حَيَفَ) فنقول:

إن مصطلح (حنيفا) فيه خطأ حتمي في التنقيط لأننا لم نجد له الامر الكوني النافذ الخاص به وبحيث أن المصطلح (حتيفا) لا يصلح وبدوه ومن أنه لم يبقى امامنا سوى مصطلح (حييفا) والذي وان نحن رددناه الى فعله الثلاثي المفتوح على وزن (فَعَلَ) فسيكون (حَيَفَ) او على وزن (كَوَنَ) فسيكون (حَوَفَ) وبناءً على الميزان الكوني خاصتنا وعلى النحو التالي:

حُفَّ (حاف. حوف. حيف) وجميعها تفيد الاحتفاء والحفاوة بين المحبين والتي قد تصل الى درجة الملامسة أو حتى التبرك بالمحتفى أيضا وكحال الملائكة وكيف أنها تحف العرش حفاَّ ولقوله عز من قائل (وترى الملائكة حافين من حول العرش)...

والان
لاحظوا معي احبتي بان الوزنة المفتوحة (حَوَفَ) موجودة ضمن الميزان الكوني أعلاه ومن انها تعادل في قيمتها وعملها الوزنة المفتوحة (فَعَلَ) ومن انكم وعندما تعتمدون على الوزنة (فَعَلَ) ودون الاستعانة عليها بالوزنة الكونية (كَوَنَ) فإنكم ستقعون في الخطأ حتمً او تتأخرون في استنتاج الامر الكوني الصحيح للمصطلح على اقل تقدير وذلك لأن الوزنة (فعل) وحتى وان كانت مهمةً وتساعدنا في الوصول الى الجذر الكوني الصحيح إلا انها كثيرً ما تضللنا لعدم وجود حرف "الواو" فيها ولان هذا الحرف حتمي الوجود في الفعل الثلاثي الفردي الصحيح وعندما تزينونه على وزن (كَوَنَ) والذي يجب علينا ان نصل له قبل أن نصل أخير الى الامر الكوني النافذ وعلى وزن (كُنَّ)..

اذن
فإننا سنستعيض واعتبارً من اليوم عن الوزنة (فَعَلَ) بالوزنة (كَوَنَ) لكي لا نتعرض للخطأ في استخراج الامر الكوني النافذ وكما يحصل معكم في الكثير من الأحيان وذلك ريثما تصبحون متمكنين من المنهج الكوني القرآني..

وعليه
فإن المصطلح القرآني (حنيفا) فيه خطأ في التنقيط وبحيث ان الصحيح هو (حييفاومن أن الرجل الحييف هو الذي يكون حافً بالشيء ولا يفارقه فيكون وكأنه ملامسً له دائماً وكما تلامس انت كفيك ببعضهما عندما تقوم بحف احدهما بالأخر وهذا هو معنى الحف او الحييف الصحيح...

إذن
فإن إبراهيم الخليل عليه افضل صلوات ربي كان حييفاً بربه وحافً به بل ويحتفي به دائماً وكما يحتفي الحبيب بحبيبه او العاشق بمعشوقه ومن انه لا يريد أن يفارق ربه ابدا ولا يريد لقلبه حبيب اخر غير ربه الساكن وحده في القلب...
ولهذا تختم التالية قولها عن إبراهيم الحييف بأنه لم يكن من المشركين لأنه لا يريد لقلبه أن يمتلئ او يحُفَّ بغير حب الله..

ومن هنا فقط تدركون مشكلة إبراهيم مع ابنه الوحيد إسحاق الدبيح والذي رزقه به الله على كبر وبعد طول انتظار فأحب إبراهيم ابنه إسحاق حب شديدً لدرجة شعر معها بأنه قد بدء يشرك بالله لوجود شخص اخر في قلبه (وهو إسحاق ابنه) فقرر ان يحارب ذاته ويستغني عن ابنه ويجعله مباحً لكي لا يشعر بأنه قد اشرك بربه أحدا.

وكل الحب والسلام للجميع


محمد فادي الحفار 27/10/2019

الثلاثاء، 23 مارس 2021

المنشور "161" (النفس ام النفش)

 


من منشورات اخطأ التنقيط في القرآن الكريم...

أحبائي واصدقائي
موضوع اليوم شائك وصعب علينا أن نتقبله ومهما كان عقلانياً ومنطقياً لأنه يتحدث عن معنى مصطلح "نفس" في القرآن الكريم والبحث عن جذره الصحيح والامر الكوني النافذ الخاص به ومن أنني وبالرغم من اجتهادي في المنهج الكوني لما يزيد عن عقد من الزمان فإنني كنت ومازالت حتى أيامً قليلة مضت متوجسً منه ولا اريد الخوض ورغم أن الكثير من ابنائي سألني عنه..

ولكني ومع هذا التوجس الذي كان يعترني قررت أن اعرضه عليكم كما أراه اليوم فأقول:

لقد طرحت عليكم موضوع النفس منذ ما يزيد عن ستة أعوام وقلت لكم بأن التالية الكريمة تقول (كل نفس ذائقة الموت) ومما يؤكد حتميً بأنه لا توجد أي نفس لن تمر بحالة الموت ومن ثم قلت بعدها بأن الله له نفس ولقوله عز من قائل (يحذركم الله نفسه) ومن ان هذا معناه بأن نفس الله ستموت لأن كل نفس ذائقة الموت وهذا لا منطق ولا عقلانية فيه ابدا...

ومن ثم قلت لكم بعدها بأن النفس ليست كائن هلامي موجود فينا وبحيث أنه واذا ما خرجت من اجسادنا فإننا سنموت لان النفس فعلً من افعالنا وبأن معناها يفيد عملية المنافسة والتنافس فيما بيننا ولقوله عز من قائل (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون) واقنعتكم واقنعت ذاتي بهذا ورغم أنني لم اصل ابدا الى فعل الامر الكوني الخاص بها وعلى وزن (كُنَّ) وانما انا شرحتها وفسرتها بناء على المنهج الجذري الثلاثي فقط وليس على موجب المنهج الكوني وقواعده الثابتة ومن أننا وان نحن حاولنا ان نصل الى الامر الكوني النافذ لمصطلح (نفس) وحفنا منه حرف "النون" وعلى انه حرف الجر الدخيل على الجذر فسيصبح عندنا الجذر (فسَّ) والذي لا اجد له أي معنى يفيد حالة المنافسة التي كنت ادعيها سابقً ومما جعلني اتوقف عن الحديث في معنى مصطلح (نفس) معكم لفترة طويلة نسبياً وذلك لصعوبته الشديدة..

واما اليوم فإنني أؤكد عليكم بأن اصل المصطلح هو (النفش) وليس (النفس) ولقوله عز من قائل... 

(وداوود وسليمان اذ يحكمان في الحرث اذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين)
 وقوله أيضا (وتكون الجبال كالعهن المنفوشومن ان مصطلح (النفش) والذي يفيد حالة التضخم موجود في القرآن الكريم فعلً ومعناه واضح جدا ودون الحاجة لشرحه..

وعليه
وبما أن مصطلح "النفش" موجود في القرآن الكريم فتعالوا معي لكي نصل الى جذره وفعل الامر الكوني الخاص به فأقول:

فُشَّ (فاشَ. فوشَ. فيشَ) وجميعها تفيد حالة الفوش والتضخم وكما يفوش الزبد على سطح الماء فيظن الناظر اليه بأنه ضخم جدا وبأن البحر كله عبارة عن زبد لما فاش منه على سطح الماء وبحيث يدخل عليه حرف الجر والحركة "ن" والمختص بالحتمية فيصبح عندنا:
نفش (نفاش. نفوش. نفيش) وجميعها تفيد حتمية حدوث حالة الفوش والتي هي حتمً من حالات التضخيم للشيء...

وتضخيم الشيء لا يعني بالضرورة تكاثره او ازدياد اعداده وانما هي حالة تضخم الشيء بذاته وكما يتضخم جسدك او بمعنى ينفش او كما يتضخم محصل القطن وينفش فيظن الناظر اليه بان الدنية كلها قد اصبح لونها لكثرة القطن ورغم انه لا يوجد أي كثرة او تكاثر فيه وانما هو فقط حالة تضخم او (نفش)...

نعم احبتي
فالموضوع هنا ليس موضوع تكاثر لحبات القطن او ازدياد في عددها وانما هو العدد ذاته من الحبوب ولكنها قد نفشت وتضخمت فأصبحت توحي للناظر اليها بالكثرة ورغم ان العدد مازال هو ذاته وبأن كل ما في الامر هو انه قد تضخم في اعين الناظرين اليه او (نفش) وهو الاصح في التعبير هنا..

والان
هل يصلح ان نقول عن الانسان او عن فردٍ منا بأنه (نفشٌ) لأنه ينفش ويتضخم ام انه لا يصح؟

فإن نحن قلنا بأن هذا المصطلح يصلح على الانسان ولا ريب فيه لأن الانسان فعلً ينفش في حجمه ويتضخم فإن هذا يجعلنا نتوقف قليلً عند هذا المصطلح لكي لأصحبكم معي بجولة قرآنية اضع لكم فيها بعض التاليات الكريمة التي جاءت على مصطلح "نفس" كشواهد لكم وعليكم وخاصة وانني قد أصبحت متأكدً بأن مصطلح (النفس) اعرابي مغلوط في تنقيطه وبعدما نعيده الى اصله القرآني وهو "النفش" لنرى بأن كانت التاليات الكريمة ستتقبل وجوده ام انها سترفضه لأنه سيفكك معناها وحدتها الموضوعية فأقول:

1- (كل نفش ذائقة الموت) وبمعنى أن كل حالة تضخم ومهما بلغ امرها فإنها ستصل الى الموت أو التوقف عن هذا التضخم فهل هناك أي اعترض عليها في التالية القرآنية الكريمة؟

2- (يحذركم الله نفشهُ) وبمعنى يحذركم الله من تضخيمه والمغالاة في تلك التي نسميها بصفاته فيبعد عنا الصورة الحقيقية للمولى تبارك وتعالى وجمالها وروعتها...
فعندما يُغالي المتطرفون من أصحاب اللحى والعمائم في وصفهم لله الذي لا تصفه الصفات ويقولون عنه بأنه سيفعل بنا كذا وكذا فإن هذا هو النفش بعينه والذي حذرنا منه الله..

3- (اخرجوا انفشكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق) أي اخرجوا لنا كل شيء قد نفش معكم لنضعه على الميزان لنكم ستجزون اليوم بما كنتم تقولونه عن الله بغير حق..

4- (تعلم ما في نفشي ولا اعلم ما في نفشك) وبمعنى أنك تعلم كل الأشياء التي هي من صنعي وتنفش عندي ولا اعلم انا كل الأشياء التي صنعتها انت وتنفش عندك وهذا صحيح جدا...
فهل يعلم أي واحد منا جميع مخلوقات ربي وكائناته في هذا الكون الا نهائي؟؟
قطعً لا...

وعليه
وبناء على هذه الأمثلة فقط فإنني اطلب منكم ان تغيروا مصطلح (نفس او انفسكم) في جميع تاليات القرآن الكريم وتجعلونها (نفش و انفشكم) ومن ثم تخبرونني بعدها ان كان هناك أي اعتراض عليها من التالية الكريمة التي أدخلتموها عليها ومع وضعكم في عين الاعتبار بأن كل واحد منا عبارة عن (نفش) لانا فعلً وكجميع الكائنات الحية عبارة عن كائنات تنفش او تتضخم في حجمها.

أي اننا وان قلنا بأن الله قد خلقنا من نفشٍ واحدة وبث منها زوجها فإن هذا المصطلح صحيحً هنا لأن اول كائن قد اوجده ربي عبارة عن كائنٍ نفشٌ لأنه ينفش.

وكل الحب والسلام للجميع


محمد فادي الحفار
23/3/2021