السبت، 18 يونيو 2022

المنشور "232" (خيل الاعراب و خيل القرآن)

 


يقول احد السادة القرآنيين (او من يعتقد نفسه بانه قرآني) بان مصطلح الخيل في القرآن الكريم يفيد بدلالته المعنوية صفة الخُيلاء او استعراض القوة لفرض الرهبة في نفوس العدو وذلك بسبب قوله عز من قائل (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة و من رباط الخيل ترهبون به عدوكم) وبحيث ان هذا الحيوان المسمى بالخيل قد اكتسب لقبه هذه لأنه يمشي بخيلاء و تكبر و يستعرض مهاراته و قدرته على المناورة بحركات متقنة و رياضية..!!!

واما انا فأقول له بان الطاووس يمشي بخيلاء ويعرض مهارته ايضا فلماذا لم يطلق عليه لقب الخيل؟؟
والغزال ايضا يمشي بخيلاء ويعرض مهارته وقدرته على المناورة فلماذا لم يطلق عليه لقب الخيل؟؟

بل ان موضوع الخُيلاء والمهارات ينطبق على الكثير من الحيوانات وبحيث انني أقول له بان استنتاجك هذا لمعنى مصطلح الخيل القرآني مجرد استنباط عشوائي لا قاعدة له وكحال جميع التفاسير والشروحات الاعرابية التي يفرضها علينا من يسمون انفسهم بعلماء الامة دون وجه حق...

فلماذا تطلق على نفسك لقب القرآني وانت لا تفرق عنهم في طريقة الاستنباط التي لا قاعدة لها؟!..

واما انا فأقول لكم بأنه لا يكفي ان تنكروا الحديث وما يسمى بالسنة النبوية لكي يطلق عليكم لقب القرآني لأن القرآني الحق لا يستعين بالاستنباط او بما تسمى بقواعد اللغة العربية المستحدثة التي صنعها الامويين والعباسيين وانما هو يستخرج قواعد القرآن من خلال القرآن الكريم فقط وبحيث يضع لنا قاعدة ثابته في الشرح وتصلح لجميع المصطلحات القرآنية وكما هو الحال في المنهج الكوني القرآني الذي اضعه لكم والذي يعيد المصطلحات القرآنية الى جذورها والى الامر الكوني النافذ الخاص بها وعلى وزن (كن) لكي نفهم معنى المصطلح وبكل دقة وبحيث ان هذه القاعدة القرآنية الكونية ثابته وتنطبق على جميع مصطلحات القرآن الكريم خاصة ولساننا العربي عامة.

وعليه
ولكي تدركوا معي معنى مصطلح الخيل القرآني ومن خلال جذره الصحيح او الامر الكوني النافذ الخاص به أقول:

ان جميع المصطلحات القرآنية من "خيل" و "خيلك" و "يخيل" و "مختال" و "يخولكم" و "اخوالكم" تعود في اصلها الى الأمر الكوني المشدد (خِلَّ) والذي يفيد تخلل الشيء والمرور من خلاله في عملية تخويل لهذا المرور وميزانه (خال. خول. خيل) والذي يفيد بجميع تفعيلاته عملية التخويل.

خِلَّ (خال . خول. خيل) فهو "خالي" وهو "خليلي" الذي تخللني ومر من خلالي وبحيث ان جميع هذه التفعيلات تفيد معنى التخويل ومن أن خالي هو الذي خولني بالأمر وجعلني مخولً به.

ولقد سمي هذا الحيوان الرائع باسم الخيل لأنه الحيوان الأول الذي خول الانسان بأن يمتطيه وسمح له بهذا الامر فاستحق اسم الخيل.

فهل عندكم حيوان اخر سمح للإنسان بأن يمتطي ظهره قبل هذا الحيوان لكي يستحق لقب الخيل اكثر منه كونه هو الحيوان الأول الذي سمح لنا بهذا الامر؟

اذن
فإن اسم الخيل من التخويل ومن الامر الكوني النافذ خِلَّ وهذا اولً...

واما ثانياً فهو لقب سيدنا إبراهيم (الخليل) والذي يعتقد اكثرنا بأنه يفيد الصديق الوفي وبحسب الشرح الاعرابي له وهذا ليس صحيح قرآنياً ابدا لان لقب الخليل من التخويل او المخول بالأمر و الذي مُنح التفويض.

فإبراهيم الخليل هو المخول من الله او الذي مُنح التفويض من الله.

نعم احبتي..
فكل من خولنا بشيء هو خالنا وخيلنا وخليلنا وبحيث ان هذا سيتضح لكم في قوله عز من قائل:

(((واستفزز من استطعت منهم بصوتك واجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان الا غرورا)))

ومن اننا وان اعتبرنا هنا بان مصطلح (خيلك) تعني ما تمتلكه أنت من هذه الحيوانات في حظيرتك أيها الشيطان فهذا والله ربي هو قمة السخافة والتفاهة اللغوية والعقلانية!!!

فهل رأى أحد منكم خيول الشيطان هذه او هذا الاسطبل الضخم التابع له؟!!!طبع لا أليس كذلك؟...

فمصطلح (خيلك) يفيد الأمور التي خولتك بها او خولناك نحن بها او حتى خولت انت نفسك بها وأصبحت تختال بها على الناس..

أي أن الحال هو ذاته بالنسبة لمصطلح (يختالون) ومن انه لا يعني أولئك الذين يمشون في الأسواق مثل الطاووس وكما هو الحال في الشرح الاعرابي الغبي للمصطلح وانما يعني أولئك الذين يقولون للناس بأنهم مخولون بالأمر وهو حق من حقوقهم وكما يفعل شيوخ السلفية الذين يأمرون الناس بتطبيق الشريعة وكأنهم على عهد مع الله في هذه الأمور وهو من خولهم بها ومنحهم حق القيادة وهم كاذبون..!!

وعليه
فان المختالون هم الذين يدعون بانهم مخولين في أي امر من الأمور ومن بينهم أولئك الذين يدعون بان المولى سبحانه وتعالى هو من خولهم بالأمر.

وأما قوله (واجلب عليهم بخيلك ) فتفيد الأشياء التي يجلبها الشيطان لنا من أمور مخول بها (علومه الضلالية مثلاً) وبحيث انه يستطيع من خلالها ان يضلنا ضلال بعيدا ويجعلنا نعتقد بأنه على صواب لان هذا هو عمل الشيطان في اضلالنا ومن خلال خيله او الأمور المخول بها..

اذن
فإن الشيطان وعندما يجلب لنا الأمور ويخولنا بها سيجعلنا نعتقد بانها صادرة عنا ونحن أصحابها لأنها من افكارنا المخولين نحن بها وبحيث اننا ندافع عنها دفاع المستميت وكأنها هي الحقيقة المطلقة لتكون مجلوباته لنا جلباب ضلال لا جلباب هدى.

وهذا هو معنى الخيل القرآني احبتي ومن انه يفيد عملية التخويل او التفويض بفعل الشيء او الذي مر من خلالي بما سمحت له ومن اننا نستطيع ان نطلق هذا اللقب على هذا الحيوان الرائع وبدوره لأنه اول من فوض الانسان من بين جميع الحيوانات بامتطائه ولكن على ان ندرك هنا بان لقب الخيل ليس خاص به ابدا لأنه يفيد موضوع التخويل او فعل التخويل كما ذكرت لكم.

وكل الحب والسلام للجميع


محمد فادي الحفار
24/5/2016

المنشور "231" (معنى لقب فرعون)

 


جميعنا يعلم بان لقب فرعون مفرد وبان جمعه هو (فراعنا) او (فراعنة) وبحيث اننا وكثيرا ما نسال انفسنا عن المعنى الصحيح قرآنياً لهذا المصطلح دون ان نصل الى نتيجة مرضية..

ولقد ذهب بعض ابنائي الى ان مصطلح فرعون مؤلف من فعلين للأمر وهم (فرَّ + عون) فيكون فرعون هو الذي فرَّ من العون...!!!

أي ان فرعون هو الخاطئ الذي فرَّ من عون الله..

ولكنني قلت لهم ايضا بان مصطلح (فُرَّ) في القرآن الكريم لا يفيد معنى الهروب وكما هو الحال في الشرح الاعرابي له وانما يفيد معنى الفوران الذي يحدث للشيء الوفير وميزانه (فار. فور. فير) والتي تفيد جميعها معنى الوفرة في الشيء ولقوله عز من قائل (وفار التنور)...

اذن
فإن الامر الكوني النافذ (فُرّ) هو امر لك بان تفور وبان يكون عندك الشيء الوفير مما يجعل لقب فرعون (ان كان مؤلف من فعلين وهم "فر+ عون") يفيد الانسان الذي عنده الوفرة الكثيرة من العون لباقي الناس ومن انني وان قلت لكم بان مصطلح (فرعون) يفيد الملك صاحب النفوذ والجاه والمال الذي يستطيع من خلاله ان يعين الكثير من الناس بسبب وفرة ما عنده فهذا سيكون منطقيا وعقلانياً اكثر من المعنى الذي وضعه تلاميذي ومن انه يفيد الذي هرب من عون الله اليس كذلك؟

ولكننا ايضاً لا نستطيع ان نجزم بأن جميع الملوك والرؤساء كرماء ويعينون شعوبهم لكي ينطبق عليهم جميعهم معنى الوفير في عونه اليس كذلك؟

اذن
فان فرعون وبمعنى (الوفير في عونه) لا يصلح منطقياً هنا..

وعليه
فإنني أقول لكم (بل وارجوكم ايضاً) بأن لا تتسرعوا في جعل اللقب مركب من فعلين للأمر وتبنوا عليه شرحكم وكما فعل بعض ابنائي ممن قالوا بان اصله هو (فر+عون) وانما اطلب منكم ان تبحثوا في اصل الجذر الخاص به عسى ان يكون هذا اللقب مجرد تفعيلات للجذر الخاص به وكما سيتضح لكم ادناه.

واما الان فأضع لكم التالية الكريمة التي جاءت على الجذر الصحيح للقب فرعون و اصله القرآني وبحيث انني ارجو منكم الانتباه الشديد لها فأقول:

(((يا ايها الذين امنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا وللكافرين عذاب اليم)))

ولان
لاحظوا معي مصطلح (راعنا) والذي يفيد معنى الرعاية في التالية الكريمة أعلاه ومن اننا وان اضفنا له حرف الجر والحركة "ف" والمختص بالقدرية فسيصبح (فراعنا)...

أي اننا وان طلبنا من احدهم الرعاية وقلنا له مثلنا (فراعنا في أمور حياتنا ولا تظلمنا) فإننا سنستمر في قراءتها بمعنى الرعاية وبكل الأحوال اليس كذلك؟

وعليه
فإن اصل مصطلح فرعون هو الامر الكوني النافذ (رع) وميزانه (راع. روع. ريع) وعلى النحو التالي:

رُعّ (راع. روع. ريع) وجميعها تفيد معنى الرعاية وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة "ف" والمختص بالقدرية المعتدلة فيصبح عندنا:
فَرَعَ (فراع. فروع. فريع) وجميعها تفيد موضوع الرعاية ولكن ضمن مقادير..

أي اننا وان قلنا لاحدهم في صيغة الطلب (فراعنا في أمور حياتنا) تكون الرعاية هنا ضمن مقادير لأنها لم تحدث بعد طالما انها عبارة عن طلب اليس كذلك؟

وهذا هو معنى مصطلح فرعون او (فرَعون) مع وضع الفتحة على حرف الراء ليكون هذا اللقب في صيغة الجمع وليس مفرد ومن انه يفيد أولئك الراعون للناس.

اذن
فإن الراعون هم اهل الحكم من الساسة والملوك والرؤساء وهم من يطلب منهم امر رعاية في صيغة الطلب الجماعي فنقول (فرَعونا وراعو حقوقنا)..

وعليه
فإن لقب (فرَعون) من خلال المنهج الكوني القرآني يفيد موضوع الرعاية المطلوبة من صاحبها لغيره من الناس وبأنه:

لقب جماعي يطلق على جميع الملوك والحكام المطالبون قرآنياً برعاية رعيتهم من الناس.

وكل الحب والسلام للجميع


محمد فادي الحفار
18/6/2022

الاثنين، 13 يونيو 2022

المنشور "230" (عفريت الاعراب و عفريت القرآن)

 

لقد سألني احد تلاميذي عن معنى مصطلح (عفريت) في القرآن الكريم وبقوله عز من قائل: (((قال عفريت من الجن انا آتيك به قبل ان تقوم من مقامك واني عليه لقوي امين))) وبحيث أقول: لكي نفهم معنى مصطلح (عفريت) في القرآن الكريم ومعنى التالية الكريمة والمقصود بها وبشكل دقيق لابد لنا من ان نعيد المصطلح الى الامر الكوني النافذ الخاص به وبناء على قواعد المنهج الكوني القرآني التي اضعها لكم وكما هي العادة وعلى النحو التالي: 1- نعيد مصطلح عفريت الى الفعل الثلاثي المفتوح الخاص به وعلى وزن (فَ عَ لَ) فينتج عندنا (عَ فَ رَ)... 2- نحذف الحرف الأول من مصطلح (عفر) لأنه حرف جر حتمً فيبقى عندنا (فرَّ).. ومصطلح (فُرَّ) من الشيء الوفير الذي يفور لغزارة محتواه وميزانه (فار. فور. فير) ومن قوله عز من قائل (حتى اذا جاء امرنا وفار التنور)... فُرَّ (فار. فور. فير) وجميعها تفيد معنى الفورة والشيء والوفير وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة "ع" والمختص بعكس المعنى فيصبح عندنا: عفر (عفار. عفور. عفير) وجميعها تفيد الشيء الذي لا وفرة فيه.. نعم احبتي فالعفريت قرآنياً هو الذي لا يملك الوفرة وحتى وان ظننت انه يملك الوفرة لان حاله كحال العفرة التي تنتج عن التراب.. فالعفرة في الغبار لا وفرة فيها من التراب رغم انك تظنها تحمل الكثير منه لما تقوم به من تعفير للجو ورغم انها عبارة عن حفنة صغيرة من التراب او لا وفرة فيها رغم ما تصنعه من تعفير للجو. أي ان العفريت قرآنيا كحال الطفل القليل المعرفة او الذي يظن نفسه على علم كبير ووفير وهو لا يملك الا القليل من العلم.. ولهذا استطاع الذي عنده علم من الكتاب ان يخزي مدعي العلم هذا لأنه يظن نفسه على علم وهو لا يعلم.. وقوله (عفريت من الجن) أي صاحب علم صغير مما يقوم بجنيه من العلوم لان الجن قرآنيا من الجنا وعملية الجني وكقولنا (جنا محصوله من العنب) مثلً.. اذن فالعفريت من الجن هو من لا يملك وفرة من جناه الذي يجنيه ورغم ظنه بنفسه انه قد جنا الشيء الوفير. وكل الحب والسلام للجميع محمد فادي الحفار 13/6/2022