الجمعة، 12 يونيو 2020

المنشور "95" (الماء ام الماى)


قال لي هل الملائكة كائنات حية ام لا؟
فقلت له نعم...
فقال لي وهل جعلها ربي من نور ونار ام لا؟
فقلت له نعم...
فقال لي حينها بان كيف يقول الله في قرانه بان جميع المخلوقات من الماء وبقوله (وجعلنا من الماء كل شيء حي) ومما يؤكد وجود التناقض الصارخ هنا لان الملائكة كائنات حية ومجعولة من النور او النار ولا علاقة لها بالماء من قريب او بعيد؟؟

فقلت له احسنت بسؤالك هذا لانه سيجعلني اعود واوكد عليكم مرة اخرى (وكما افعل في جميع منشوراتي) بان القران الكريم سرياني الاصل والمصدر ولا علاقة له بامة الاعراب ولغوها من قريب او بعيد وبحيث يجب عليكم قراته بطريقته السريانية الصحيحة وكما افعل انا وبان تبتعدوا كل البعد عن القراة الاعرابية الركيكة ولغوها اكان من ناحية التنقيط والتشكيل او حتى طريقة نطقنا لبعض حروفه السامية....

نعم
فالتنقيط والتشكيل صناعة اعرابية 100% وهذا اولاً..
وطريقة نطقنا لبعض حروف القران والتي نعض بها على لساننا كحرف (ذ. ث. ظ) اعرابية ايضا وليست من اصل القران الكريم في شي وهذا ثانياً...
واما ثالثا وليس اخير فهو مصيبة الحرف المسمى بالهمزة (ء) ومن انه اعرابي خالص 100% وليس من اصل القران السامي ابدا....

وعليه
وان انت ادركت معي التشابه الكبير من حيث الكتابة بين حرف الهمزة الاعرابي (ء) وحرف الالف القراني (ى) واقتنعت بآن 
اصل التالية الكريمة التي تسالني عنها هو (وجعلنا من الماى كل شي حي) لزال عنك استغرابك وزال عن قران ربي ما تقول عنه بانه تناقض موجود فيه لان قران ربي لا تناقض فيه ابدا...

فمصطلح (الماى او الماوى او ماواهم) تفيد الماوى الذي تاوي اليه لكي يحميك ويقدم لك كل ماتحتاجه من معونة وبحيث انها تعود جميعها لفعل الامر الكوني النافذ (اوّ) والذي يفيد الامر لك بأن تاوي اليه وميزانه هو (اوى. اوو. ايي) وجميعها تفيد معنى الماوى او المكان الذي تاوي اليه..

أُوِّ (اوى. اَوَوَ. اييَ) وجميعها تفيد معنى المأوى وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة "م" والمختص بالالمام فتصبح.
ماو (ماوى. ماووا. مايي) وجميعها دلالة على وصولنا للمكان الذي يجب ان ناوي اليه والمامنا به...

وتستطيع ان ترى جميع تفعيلات الميزان (اوى. اوو. ايي) في قران ربي لكي يطمين قلبك الى انه ميزان صحيح فاقول:

(ولما دخلوا على يوسف اوى اليه اخاه) (والذين اووا ونصروا) * (اياي فاتقون)...

نعم حبيبي
فجيمع هذه التفعيلات في التاليات الكريمة اعلاه تفيد معنى الماوى وكما هو واضح لك وبما فيها مصطلح (اياي) وبحيث ان قوله تبارك وتعالى (اياي فاتقون) اي كونوا في حالة توق دايم الى الماوى الذي عندي ومن انني ارجوا منك هنا مراجعة منشور (التقوى) لتدرك معناه وبانه يفيد حالة التوق والحب والرغبة الشديدة في الشيء وليس حالة خوف وتحذير وابتعاد وكما هو الحال في الشرح الاعرابي...
فمصطلح
(اياي) يفيد معنى الماوى الذي عندي ولا يفيد ذاتي او (انا) وكما هو الحال في الشرح الاعرابي الركيك...


وعليه
فلا يوجد مصطلح قراني يقال له (ماء) وانما يوجد مصطلح (ماى) والذي يفيد الماوى او المكان الذي ناوي اليه لان حرف الهمزة (ء) اعرابي خالص ولانه يشبه في كتابته حرف (ى) بصورة تكاد تكون طبق الاصل..

ونحن في سوريا (او بلاد السريان ولسانه الصحيح) لا نقول (ماء) وكاننا ماعز او اغنام وكحال امة الاعراب وطريقة نطقها التي تعلمتها من الحيوانات التي تعيش معها وانما نقول (ماي) لاننا شعوب سامية ومتحضرة ولها تاريخها العريق وحضارتها الانسانية الضاربة في القدم وذلك لاننا اصحاب اللسان القراني السامي الصحيح ومصدره الاساسي..

ولقد اطلق اجدادنا لقب (الماي) على الانهار والبحيرات لانهم كانوا ياوون اليها اينما وجدت ويبنون منازلهم التي تاويهم بجوارها..

وقوله تبارك وتعالى (وجعلنا من الماى كل شي حي) اي جعلنا من الماوى كل شي حي...
ولكن
ما هو هذا الماوى الذي يتحدث عنه ربي هنا؟؟
فالانهار والبحيرات هي ماوى لنا لاننا ناوي اليها ونبني منازلنا في قربها لحاجتنا لها وهذا صحيح عبر التاريخ الانساني..
ولكننا ومع تطورنا الانساني او تطور النفس الواحدة سندرك بان الارض كلها هي ماوى لنا وباننا نستطيع الحصول على هذا الشراب السايل الذي اطلقنا عليه سابقً لقب الماوى اينما كنا فلا يصبح هو وحده الماوى وانما ندرك بان الارض هي الماوى...
بل اننا ومع تطورنا والاطوار التي نركبها سندرك بان الارض ليست هي الماوى الوحيد في هذا الكون لان اي مكان ناوي اليه هو ماوى لنا وبحيث اننا وان ذهبنا الى المريخ فانه سيصبح ماوى لنا وان ذهبنا الى اي كوكب في هذا الكون الفسيح فانه سيكون ماوى لنا..

وعليه
فان الكون كله وبكل ذرة فيه وبجميع انواع المادة الموجودة فيه هو الماوى الاصلي لجميع المخلوقات التي جعلها او صنعها ربي من مكوناته وبحيث ان جميع انواع المادة قد اتت عن هذا الماوى (الكون) الذي جعل منه ربي كل شي حي وهذا وبكل بساطة..

فربي لم يجعل من هذا الشراب السايل الذي يطلق عليه الاعراب لقب (
الماء) كل شي حي وانما هو قد جعل من الماىُ (او المكان الي يوي الجميع ضمنه وهو الكون والكيان كله) كل شيء حي وبحيث ان كل مادة فيه مستقلة بذاتها وكينونتها وما ينتج عنها...
فالنور من النور والسايل من السايل والمادة من المادة وكل شي يعود الى اصله حبيبي.

وكل الحب والسلام للجميع


محمد فادي الحفار
12/6/2020

الأربعاء، 10 يونيو 2020

المنشور "94" (اليم و الايام و الايامى)



اكثرنا قد قرأ قوله عز من قائل: (((في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب اليم بما كانوا يكذبون))) وبحيث اننا تعلمنا في مدارس اللغو الاعرابي بان معناها يفيد تلك العملية الرهيبة والمفجعة التي سيلقاها الكاذبين في جهنم على ايدي الملائكة الغلاظ الشداد الذين سيتفننون في التنكيل بهم بأنواع العذاب المؤلم جدا لان الاعراب قد شرحوا لنا معنى العذاب بانه العقاب ومعنى الأليم بانه الموجع جدا.. وعليه وبغض النظر عن معنى مصطلح (العذاب) هنا ومفهومه الخاطئ عند الاعراب لأنني قد شرحته بشكل مختصر في منشور (كون الدواب) وقلت عنه بانه عكس الحركة الدابة او الدؤبة من ان العدب هو الذي لا يدب ولا يتحرك ومن انني سأتطرق لهذا في نهاية المنشور فاقول: لو كان مصطلح (اليم) يفيد الشعور بالوجع الشديد وكما شرحها الاعراب لنا فما معنى قوله عز من قائل: (((فانتقمنا منهم فاغرقناهم في اليم بانهم كذبوا باياتنا وكانوا عنها غافلين))) فهل ترون معي بان مصطلح (اليم) هو ذاته وطبق الأصل في قوله (ولهم عذاب اليم) وقوله ايضا (فاغرقناهم في اليم)؟!! وهل يكون المصطلح ذاته بنطقين مختلفين و معنين مختلفين؟!! هل نقول بان مصطلح اليم في التالية الأولى يفيد معنى الشعور بالوجع الشديد وعلى حين انه يفيد النهر او البحر في التالية الثانية؟!! طبع لا احبتي... فهذه التفاهة اللغوية و ترادفاتها موجودة عند الاعراب فقط لانهم الأشد لغوً وتفاهة والاجدر ان لا يعلموا ما انزل الله في قرانه المبين الذي لا يحمل المترادفات ابدا... بل ان المصيبة ليست في مصطلح (اليم) وحسب ومن ان له معنين مختلفين كلياً عند الاعراب وانما هي موجودة ايضا في مصطلح (اياما) و (الايامَ) بالفتحة على حرف الميم او مصطلح (الايامى) بالألف المقصورة والذي يصبح له معنى مختلف كلياً عن مصطلح (الأيام) وبطريقة اعرابية عجيبة ولا تبرير لها او حتى قاعدة صحيحة وثابته لننطلق منها..!! واما أنا فأقول لكم بان جميع المصطلحات القرانية من "يُمَّ" و "يوم" و "ايام" و "اياما" و "ايامى" و "اليم" و "اليوم" و "الايام" و "الايامى" و "ايامى" و "ايامكم" و "تيمموا" تعود في اصلها الى الامر الكوني النافذ (يُمَّ) والذي يفيد محاذة الشيء الشيء ومرافقته (وكأن أقول صديقي في يمي وبمعنى جانبي) وميزانه (يام. يوم. ييم) والتي تفيد جميعها ذلك الذي يرافقك في رحلتك ويكون ملاصقً لك تقريبا.. يُمَّ (يام. يوم. ييم) وجميعها تفيد معنى الذي يرافقني في رحلتي او طريقي ولا يبتعد عني وكقولنا (امشي يمّي) وبمعنى امشي في جواري ودون تشبيه هنا لان الفارق بين اليم والجوار كبير جدا وذلك لان جاري او من هو في جواري يغيب تارةً ويظهر تارةً أخرى بسبب حياته الشخصية او حتى ذهابه للنوم او كحال الشمس مثلا والتي هي جارتنا ونحن في جوارها ولكنها لا تبقى معنا باستمرار وانما هي تغيب وتظهر خلال الاربع وعشرين ساعة بين ليل ونهار وعلى حين ان اليم او الذي هو بيمي فانه لا يفارقني ابدا وانما هو يبقى في يمي حتى نهاية المطاف.. اذن
فأن اليمَّ هو الذي يكون بيمّي او بيمّك او بيمّهم طوال الوقت او الرحلة التي طلب منه ان يبقى فيها بيمك..
ولهذا فان القرآن الكريم يطلق على الوقت وبشكل عام او على (الاربع وعشرين ساعه) وبشكل خاص لقب اليوم لان هذا اليوم يبقى في يمنا ويرافقنا طوال رحلة حياتنا وبحيث ان اليوم القرآني هو الذي يبقى بيمك وتبقى بيمه وكحالك مع الزمان الذي هو بيمك وانت بيمه دائماً ولان يوم عند الله كالف سنة مما تعدون ومما يؤكد بأن اليوم القرآني هو الزمان كله ونحن يمّه وضمنه وليس اربع وعشرين ساعه وحسب.. يُمَّ (يام. يوم. ييم) وجميعها تفيد معنى الذي هو في يمّي حتى وان دخل عليها آل التعريف لتصبح.. اليم (اليام. اليوم. الييم) او حتى (الايام و الايامى) ومن انها جميعها تفيد من هو في يمي مفرد كان ام جماعة.. فقوله عز من قائل وعلى سبيل المثال (وانكحوا الايامى منكم) اي اجمعوا بينهم لان الايامى هم العشاق الرغبين بأن يكونوا في يم بعضهم البعض او الذين لا يطيقون مفارقة بعضهم البعض لان الايامى هم أولئك الذين لا يريدون ان يبتعدوا عن بعضهم وبحيث يريد كل واحد منهم ان يبقى بيمّ الاخر ولا يفارقه ابدا طوال الحياة.. اذن فإن اليمَّ و الايامى و الايام تفيد جميعها معنى الذي يبقى بيمك او بيمّكم ومن ان قوله عز من قائل لام موسى (فالقيه في اليم) اي ضعيه في المكان المخصص للمّة او المكان المزدحم بالناس (الساحة العامة التي يلتم فيها الناس ويكونون يم بعضهم البعض) وتركيه هناك وبحيث ان الله ربي سيرسل له في هذا الزحام من يحن ويشفق عليه و يأخذه معه. واما وان نظن بأن ام موسى قد وضعت طفلها في سلةً ومن ثم رمت بها في مياه النيل المليئة بالتماسيح حينها فهذا هو الغباء بعينه احبتي. وكذلك هو الحال بالنسبة لقوله (لهم عداب اليمَّ) اي الذي يكون في يمهم دائما ولا يفارقهم. اي لهم عدم الحركة في المكان الذي تجتمع فيه الانفس بعد الموت وبحيث يتم منعهم من الحركة في هذا المكان حتى تتم عملية تطهيرها من العكر الذي فيها لان مصطلح العداب عكس مصطلح الداب وعلى النحو التالي: دُبَّ (داب. دوب. ديب) وجميعها تفيد معنى الدبيب والحركة الدؤوبة وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة "ع" والذي يعكس المعنى فيصبح عندنا: عدب (عداب. عدوب. عديب) وجميعها تفعيلات لعدم وجود الحركة الدبيب وهذا مذكور في منشور (عذاب الاعراب وعداب القرآن). نعم احبتي فمصطلح العداب هو عكس مصطلح الداب والدواب ومن انه يفيد عدم الحركة وبحيث أننا نطلق على الماء العدب هذا اللقب لأنه راكد ولا يتحرك ونستطيع ان نرى كل صفاته وما هو موجود فيه بسبب ركوده وعدم حركته... واما وان كان الماء يتحرك فإنه لا يكون عدبً لأننا لا نستطيع ان نرى محتوياته ولان اول شروط الماء العدب هو يكون هادئ ولا حركة فيه لكي لا تتحرك الرواسب الموجودة فيه فيصبح عكرً.. وعليه فإننا جميعنا وبعد موتنا نعود ونتجسد مرة أخرى في الحياة وبعدما نمر في نفق الموت المظلم (المكان الذي تنعدم فيه الحركة) والذي نبقى فيه لفترات مختلفة من الزمان لكي نتطهر وبحيث ان بعضنا يبقى فيه لثواني معدودة من ثم يتجسد في الحياة مرة أخرى وبعضنا يبقى لدقائق وساعات وبعضنا الاخر يبقى لأيام وشهور وبعضنا قد يبقى حتى تبعث النفس الواحدة وتعود الى ربها راضية مرضية لان العداب هو المدة الزمنية التي نبقى فيها دون القدرة على الدبيب والحركة ورغم ادراكنا وشعورنا بكل ما حولنا لكي تتم عملية تعديبنا او تطهيرنا من الشوائب التي فينا وبحيث ان الأموات العالقين في ذلك المكان يروننا ويرون كل اشكال الحياة ولكنهم لا يستطيعون الحركة او المشاركة فيها.. فتصوروا معي هذا الكابوس ومن ان يكون احدكم مستلقي على فراشه ويشعر بكل ما يدور حوله ولكنه لا يستطيع المشاركة فيه او حتى ان يحرك جفونه لتدركوا معي حالة الموت او الحالة في هذا النفق المظلم الذي لا حركة فيه او دبيب وماهي استطاعتك على تحمله او تحمل البقاء فيه لتدرك معي عملية التعديب او التطهير التي نمر فيها جميعنا.. ولن اطيل عليكم بأكثر من هذا لان موضوع العداب والتعديب وعدم القدرة على الدبيب يحتاج مني لمنشورات كثيرة خارج نطاق المنهج الكوني القرآني لكي اجعلكم ترون الصورة واضحة وجلية عن حياة الأموات في ذلك المكان الذي لا يموت فيه الفرد ولا يحيى. وكل الحب والسلام للجميع محمد فادي الحفار 10/6/2020

المنشور "93" (دبَّ و كدبَ)



دخول حرف الجر والحركة "كوايضا "ع" على بعض الجذور القرآنية....

مازال اكثرنا يعتقد بان مصطلح (الدابة) القرآني يفيد بعض الكائنات التي تمشي على قوائمها الاربعة على سطح الارض وذلك بسبب اللغوا الاعرابي الذي شرح لنا هذا المصطلح الكريم بمفهومه الضيق فضاعت علينا شمولية القرأن الكريم لأننا اتبعناهم في لغوهم وفي اعتمادنا على معاجمهم اللغوية ورغم ان هذا القرآن الكريم كتاب بيان واضح جدا لمن يدرس مصطلحاته من ضمن معطياته ودون الحاجة لغيره فاقول:

ان جميع المصطلحات القرآنية من "دابة" و "دواب" و "دائبين" و "دابا" و "كدبا" و "الكادبين" عبارة عن تفعيلات للامر الكوني النافذ (دُبَّ) والذي يفيد العمل الدؤوب والحركة الدؤوبة وميزانه (داب. دوب. ديب) او الحركة الدؤوبة لجميع الكائنات الدابة في هذا الكون الرحيب وكما سيتضح لكم ادناه وعلى النحو التالي:

دُبَّ (داب. دوب. ديب) وجميعها تفيد معنى العمل الدؤوب...

فقولنا وعلى سبيل المثال (لقد دأب على الشيء) اي كان في حالة حركة دؤوبةً من اجل اتمامه وبحيث سيتضح لكم هذا من قوله عز من قائل:

(((قال تزرعون سبع سنين دابا فما حصدتم فذروه في سنبله الا قليلا مما تاكلون)))

ومن ان معنى مصطلح (دابا) في هذا التالية الكريمة واضح جدا ومن انه يفيد الحركة باستمرار وذلك لانهم كانوا يدأبون وبكل جهدهم وطوال سبع سنين على الزراعة ودون توقف لكي يحصدوا أكبر كمية ممكنة من السنابل التي سيوفرونها لاحقا لأيام القحط..

اي ان مصطلح (دابا) يفيد الحركة المستمرة او النشاط المستمر والجهد الكبير وعدم التوقف عن هذه الحركة وهذا النشاط وبحيث ان كل كائن متحرك في هذا الكون الرحيب هو من الكائنات الدواب ويطلق عليه لقب (الدابة) وكحال الشمس والقمر وبانهم من الدواب ولقوله عز من قائل:

(((وسخر لكم الشمس والقمر دائبين وسخر لكم الليل والنهار)))

نعم احبتي..
فالشمس والقمر من الدواب لان ربي قد جعلهم دائبين في حركتهم وسعيهم الدؤب وذلك لان الكائنات الدواب موجودة في السماوات والارض على حد سواء لقوله:

(((ومن اياته خلق السماوات والارض وما بث فيهما من دابة وهو على جمعهم اذا يشاء قدير)))

اذن
فان الشمس والقمر من الدواب السماوية لانهم دائبين فيهما ولان مصطلح (الدابة) القرآني لا يفيد الكائنات الحية او الكائنات التي تدب على قدميها فقط وكما شرحها لنا الدكتور محمد شحرور في استنتاجاته الخاطئة التي قال فيها بوجود كائنات فضائية تدب على كواكب أخرى ليرقع اللغو الأعرابي بلغو أكبر منه وذلك لانه لم يفهم معنى مصطلح الدابة ومن جذره وكما اشرحه لكم..

نعم احبتي
فدابة السماء ليست الكائنات الفضائية وحسب (وان افترضنا وجودها وكما قال الدكتور شحرور) وانما هي جميع المجرات والكواكب السيارة في الكون لانها جميعها من كائنات السماء الدابة كونها في حركة دؤوبة ومستمرة...
وعليه
وحتى وان لم يكن هناك كائنات فضائية ابدا فان قوله عز من قائل عن وجود دواب في السماء يبقى قائمً وصحيحً دائما لان الشمس والقمر من الدواب الموجودة في السماء وكما هو واضح في التالية الكريمة اعلاه...

اذن فان الشرح المختصر لمصطلح (الدابة) القراني يكون على النحوا التالي:

الدابة: هي كل كائن يتحرك وفي حالة حركة دؤوبة اكان كائن صغير او ذرة ام حتى كوكبً ضخمً ومجرة..

نعم
فالحشرات من الدواب والاسماك من الدواب وجميع الحيوانات من الدواب ونحن الانسان من الدواب وحتى الكواكب والمجرات من الدواب لان كوننا كله عبارة عن كون للدواب وذلك لان كل شيء فيه يتحرك و يدأب في حركته وبحيث اطلقت على منشوري هذا عنوان ( كون الدواب ) وبحيث ان دواب السماء هي الكواكب جميعها لأنها في حالة حركة دؤبة ولا تتوقف عنها وهذا واضح في قوله تبارك وتعالى بأن الشمس والقمر دائبين لأنهم من دواب السماء ومن ان دواب الارض هم جميع الكائنات التي تتحرك عليها اكانت وحيدة الخلية ام حشرة ام حيوان وانسان.

واما لأن فتعالوا معي لنأخذ التالية الكريمة التي تقول:

(((ان شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون)))

وبحيث نسال انفسنا هنا ونقول:
من هم شر الدواب الصم البكم الذين لايعقلون؟
وهل هم اصحاب الاحتياجات الخاصة من فاقدي السمع او النطق وكما شرحها الاعراب لنا بلغوهم الغير عقلاني؟
وان لم يكونوا هم المقصودين بها فلماذا ضرب لنا الله المثل بهم؟
وهل هناك ذنب قد ارتكبه هذا الانسان المسكين الذي ولد وهو فاقد للسمع او البصر لكي يشبهه الله لنا بشر الدواب؟!!!!

ابدا احبتي..
فشر الدواب عند الله الصم البكم (او حالت التصميم الموجودة بكم) لان هذا الخطاب للانسانية كافة او لكل انسان يصمم على ما معه من تراث غبي ورغم كل الاخطأ التي فيه لانه لا يريد ان يستخدم عقله وكحال امة الاعراب المتخلفة ومن ان مصطلح شر الدواب الصم يبطبق عليها تمامً لانها مصممة على ما معها من لغو ابائها واجدادها ورغم كل سخافته وعدم منطقيته..!!!

فقوله عز من قائل (صم بكم عمي فهم لا يرجعون) اي حالة التصميم التي بكم انتم العامة هي التي تجعلكم لا ترجعون وبحيث ارجوا منكم هنا مراجعة بحث الصوم الاعرابي والاعمى الاعرابي لتصلكم الصورة تمامً..


اذن
فان قوله عز من قائل (الصمُّ البكم) اي حالة التصميم الموجودة بكم لان مصطلح (بكم) يفيد المعنى الذي حصل لكم وبقوله عز من قائل (واذ فرقنا بكم البحر)..

وعليه
فان شر الدواب منا نحن الانسان لاننا الكائن الاكثر تصميمً على ما معه من افكار ومهما كانت غبية وسلفية ومهترءة وبحيث انه يرفض كل انواع التطور والاقتناع بكل ماهو جديد ومفيد.

اذن
فاني أعود وأؤكد عليكم بأن جميع المصطلحات القرانية من "دابة" و "دواب" و "كداب" و "دائبين" و "دابا" عبارة عن تفعيلات للجذر الثلاثي المفتوح ( د ب ب ) والذي هو فعل فردي عائد على فاعل فردي هو الله سبحانه وتعلى والذي جعل الكون كله دأبً على الحركة لاننا في كون الدواب.

دُبَّ (داب. دوب. ديب) وجميعها تفيد معنى العمل الدؤوب وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة "ك" والمختص بالمثالية التشبيهية المانعة للتطابق ليصبح عندنا:

كدب (كداب. كدوب. كديب) والتي تفيد جميعها حالة التشبيه بعملية الحركة الدؤوبة ولكنها وفي الوقت ذاتها مانعة للتطابق بالمثلية فتكون اقرب ما يكون لعكس المعنى ولكن دون ان تعكس المعنى..

فقوله عز من قائل وعلى سبيل المثال (كداب ال فرعون) اي كالحالة التي كان عليها آل فرعون ومن انهم يظنون انفسهم دائبين على الحركة او على اكتساب العلم والمعرفة وهم لا يفعلون هذا بانفسهم وانما هم يستعبدون الامم لتقوم بالعمل عوضً عنهم..

أي ان قوله (كداب) يفيد المتشبهين بالكائنات الدواب ولكنهم ليسوا محسبوين على الكائنات الدواب او لا يحتسبهم ربي من الكائنات الدواب لانهم لا يدأبون بانفسهم على الحركة.

واما وان دخل على الميزان اعلاه حرف الجر والحركة "ع" فانه يعكس المعنى تمام لانه من الحروف التي تعكس المعنى ليصبح عندنا: 

عدب (عداب. عدوب. عديب) والتي تفيد جميعها عدم الحركة او عكس مصطلح (داب) والذي يفيد الحركة الدؤوبة وبحيث انني احتاج لان اضع لكم بحث بخاص تحت عنوان (العذاب ام العداب) لكي اوضح لكم الخطأ في التنقيط الذي وقع على المصطلح ومن ثم اشرح لكم بعدها معنى قوله (يعدبهم الله) وبانها تفيد تقويد عملية الحركة لتصلكم الصورة وبكل وضوح وذلك لان عداب ربي للمجرمين هو ان يجعلهم يرون ما نحن فيه من حركة نحن المسلمين وما سيكون عليه حالهم من عدم الحركة حينها..

ملاحظة:
لاتنسوا ابدا بان حرف (الذال) اعرابي في نطقه ومن الاحرف المشكوك بامرها عندي وبحيث اني اقرأه دائما وفي جميع مواقع القرآن الكريم (دال)..

وكل الحب والسلام للجميع.


محمد فادي الحفار
18/7/2015

الاثنين، 8 يونيو 2020

المنشور "92" (دلَّ و عدل)


دخول حرف الجر والحركة "ع" على بعض المصطلحات القرآنية...

من قال بان الله عادل لايفقه شيء في القران..

نعم احبتي
هكذا سابدء معكم منشوري هذا عن معنى مصطلح العدل القراني وبان الذي يقول بان الله عادل لايفقه شيئ في القران الكريم لان الله لايعدل عن امر قد اتخذه وهو احكم الحكامين ولان مصطلح (العدل) من العدول والتعديل وبان تعدل عن قولك (تتراجع عنه) لانك قد وجدته غير صحيح او انك لاتملك دلالة قاطعة لك على صحته وبحيث أني ساعرض عليكم التاليات الكريمة التي تؤكد قولي هذا وبعد ان اعرض عليكم الجذر الكوني لمصطلح العدل فاقول:

ان جميع المصطلحات القرآنية من "عدل" و "عدله" و "عدلي" و "عدول" و "تعدلون" تعود في اصلها الى الامر الكوني النافذ (دُلَّ) والذي يفيد موضوع الدلالة على الشيء وميزانه (دال. دول. ديل) وجميعها تفعيلات لمعنى الدلالة.

دُلَّ (دال. دول. ديل) وجميعها تفعيلات تفيد معنى الدلالة على الشيء بين فاعل وصفة ومفعول به وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة "ع" ليعكس معناها فتصبح:

عدل (عدال. عدول. عديل) وجميعها تفيد عدم وجود الدلالة على الشيء وبحيث أن الذي يعدل عن رآيه هو الذي يتراجع عنه لأنه لم يجد الدلالة القاطعة التي تؤكد على صحته...
فالذين يعدلون هم الذين يتراجعون عن أخطائهم عندما يدركون عدم صحتها ومن انهم لم يكونوا ليملكوا الدليل القاطع على صحة ما معهم...
واما الله تبارك وتعالى فليس بعادلٍ وكما قلت لكم في بداية منشوري لانه لا يخطئ لكي يتراجع عن امره وهو عالم الغيب والشهادة والذي امره اذا اراد شيء ان يقول له كن فيكون...

اذن
فان معنى العدل القرآني يكون على النحو التالي:

العدل: هو التراجع عن افعالك او اقوالك لانك لم تكن تملك الدليل القاطع على صحتها عند قيامك بها..

واما الان فدعوني اضع لكم شواهدي القرانية التي تؤكد بان العدول عن الشيء هو التراجع عنه لاشرحها لكم فاقول:

(((الحمد لله الذي خلق السماوات والارض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون)))

فهل ترون معي كيف ان الذين كفروا بربهم يعدلون؟!!!!
فلو كان العدل القرآني هو احقاق الحق ووضع الميزان الصحيح فكيف يكون الكافرين عادلين هنا وبقوله عنهم (يعدلون)؟!!
وهل هذا دليل عن ان الكافرين محقين لكفرهم بربهم مثلاً؟!!

طبع لا احبتي...
فالعادلين في القرآن الكريم هم الذين لا يملكون الدلالة القطعية على ما معهم وبحيث انهم يعدلون عما كان معهم وبمعنى (يتراجعون عنه)...
واما الكفرين الذين هم بربهم يعدلون فهم أؤلائك 
الذين يتراجعون عن التصديق بربهم ووجوده او الايمان به لانهم اصلً لم يكونوا مؤمنين به ومن خلال ما معهم من دلالات غير عقلانية كانوا قد توارثوها عن ابائهم واجدادهم الاولين..

(((وذر الذين اتخذوا دينهم لعبا ولهوا وغرتهم الحياة الدنيا وذكر به ان تبسل نفس بما كسبت ليس لها من دون الله ولي ولا شفيع وان تعدل كل عدل لا يؤخذ منها اولئك الذين ابسلوا بما كسبوا لهم شراب من حميم وعذاب اليم بما كانوا يكفرون)))

وهنا ايضا نرى مصيبة كبرى لمعنى العدل الاعرابي....
فهل الله ربي ظالم لهذه الدرجة وبحيث اني وان عدلت كل العدل فلن ياخذ مني هذا العدل ان كان العدل كما تعلمناه بالمفهوم الاعرابي ومن انه احقاق الحق ضمن الموازين الصحيحة؟!!

طبع لا احبتي...
فالعدل القراني وهو ان تعدل عن رايك وتتراجع عنه وبحيث انكم وان تراجعتم كل التراجع عن افعالكم في ذلك اليوم الذي لاينفع فيه تراجعكم فلن يؤخذ منكم.

(((واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها عدل ولا تنفعها شفاعة ولا هم ينصرون)))

وهنا ايضا نراه يقول (ولا يقبل منها عدل) وهذا امر غريب جدا اليس كذلك؟
فلو كان العدل هو احقاق الحق وهو الميزان الصحيح فكيف لا يقبل من النفس هذا العدل الذي تحمله معها؟؟

واما وانتم ادركتم بان العدل هو العدول عن الشيء والتراجع عنه لانك لاتملك الدلالة المؤكدة عليه وعلى صحته فانكم ستدركون قوله عز من قائل بانه لن يقبل من النفس تراجعها عن اخطائها يوم الحساب لان الوقت قد فات على هذا التراجع...

فقوله عز من قائل وعلى سبيل المثال (ذوا عدل منكم) اي رجل نزيه ومستعد لان يتراجع عن اقواله او حتى احكامه التي اصدرها سابقً ان هو شعر بانها اقوال او احكام غير صحيحة ولا يملك دلالات واضحة على صحتها وبحيث ان هذا الرجل هو الرجل الصحيح ليكون الحكم بينكم..

عليه
فانني اعود واؤكد عليكم بان من قال بان الله عادل لايفقع شيء في القران الكريم لان الله تبارك وتعالى لايعدل عن امر قد اتخذه وانما نحن فقط من نعدل عن اخطائنا ونتراجع عنها لان جميع دلالاتنا او الاشياء التي نستدل بها غير ثابته وبحاجة للمراجعة دائما...
فانا اعدل عن راي وانت تعدل عن رايك لاننا جميعنا لا نملك العلم الثابت او الدلالات المؤكدة على صحة مامعنا وعلى حين ان ربي الرحمن المحيط تبارك وتعالى لا يعدل عن امره ابدا لانه يملك العلم الصحيح كله ولان امره نافذ ولاتراجع فيه ابدا.

وكل الحب والسلام للجميع


محمد فادي الحفار
27/6/2019

المنشور "91" (سير و عسير)


دخول حرف الجر والحركة "ع" على بعض الجذور القرآنية...

قال لي بأن كلمة (اسرى) في القران الكريم تفيد السبايا من الناس في الحروب والغزوات فيصبحون عبيد وجواري تم احتجازهم من احد الفرق المتناحرة ليتم المبادلة عليهم لحقاً أو بيعهم في الاسواق كسبايا وعبيد ليكون ثمنهم لصالح خزينة الدولة...
ومن ثم استشهد بالتالية الكريمة التي تقول:

(((ما كان لنبي ان يكون له اسرى حتى يثخن في الارض تريدون عرض الدنيا والله يريد الاخرة والله عزيز حكيم)))

وبأن النبي هنا هو الذي يقاتل مع جنوده وبحيث يصبح عنده اسرى يأسرهم من الكفار للمبادلة عليهم لاحقا واطلاق سراح المؤمنين الذين في الاسر!!!

فقلت له بأن قران ربي يدعوا الى السلام وعدم سفك الدماء وبأنه لا يجب أن يكون هناك نبيا أو رسول من عند ربي السلام ويسفك الدماء...
وبأن هذا الشرح الذي اسقطه التالية الكريمة مجرد لغوا أعرابي قديم وضعه لكم مشايخ السلطان لخدمة السلطان واطماعه التوسعية وبحيث صدقه العامة منكم لاحقً واصبح هو الشرح الصحيح والمعتمد عندكم..

نعم
فالآعراب هم من قال لكم بأن كلمة (اسرى) في هذه التالية الكريمة تفيد السبايا من الناس لأن طبيعتهم الاجرامية في اصلها وثوابتها القائمة على السلب والنهب وقطع الطريق وترويع الأمن هي من فرضت عليهم اسقاط هذه الصورة التي يرونها على القران الكريم ومن انه يصادق لهم على اعمالهم الاجرامية..

ولكن ربي السلام يأبى ألا أن يتم نوره ويفضح ظلامهم وكفرهم واجرامهم وبحيث يوضح لنا في قرانه الكريم كذبهم وضلالهم هذا ومن خلال التالية الكريمة التي تقول:

(((سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا انه هو السميع البصير)))

والان
ألا ترون معي بأن كلمة (اسرى) هي ذاتها وبنفس الصورة المتطابقة حرفيا بل وحتى لفظياً في التالية الكريمة الاولى التي عرضها صاحبكم علينا والتالية الكريمة الثانية والتي اعرضها انا عليكم؟؟

نعم
هي ذاتها هنا وهناك وبنفس النطق ايضاً أليس كذلك؟
فكيف تصبح الكلمة ذاتها بمعنين مختلفين كليا فتارة تفيد استعباد الناس وتارة أخرى تفيد السريان أو السير أو حتى الطيران على ظهر حمار طائر؟!!!

فأما أن ننفي هنا حادثة الاسراء ووقوعها مطلقا ونعتمد كلمة (اسرى) وعلى أنها تفيد المعتقلين في الحروب أو أن نفهم معنى قوله تبارك وتعالى (ما كان لنبي ان يكون له اسرى حتى يثخن في الارض) ومن ان معناها بانه لا يكون لاي نبي أن يكون له معرفة تسري فيه حتى يكتشف الارض وما عليها من آيات ربه فيزداد علمه ويصبح من العالمين بالله..

اي ان النبوءة ليست منحة ألهيه من خلال الواسطة (وكما يحصل ابناء الرؤساء والملوك على شهاداتهم الجامعية من غير ان يتعبو فيها) وبحيث يختار ربي أحدنا عشوائيا ويمنحه مرتبة النبوءة لأن النبوءة علم واجتهاد مضني من الإنسان وقد يصل فيه الى درجة يثخن معها نفسه ويكاد يهلكها لكثرة جهده وجهاده في سبيل الوصول الى العلم والمعرفة ليصبح من اصحاب الانباء العلمية التي سينبئنا بها وبدوره لاحقاً.

وعليه
فان جميع المصطلحات القرآنية امن "اسرا" و"اسرهم" و "اسيرا" و "اسرى" و "اسارى" و "يسيركم" و "سيروا" و "سيرت" و "سيرتها" و "سريا" و "سير" و "سيارة" و "اسرائيل" و "سورة" و "اسورة" عبارة عن تفعيلات للجذر الكوني المشدد (سرَّ) والذي هو امر كوني بالسير والسريان وميزانه الكوني هو (سار. سور. سير) والتي تفيد جميعها معنى السير او الشيء الذي يسير ويسري.

سرّ (سار. سور. سير) وجميعها تفيد معنى السير والسريان.

وكل شيء يسير ويسرى في هذا الكون هو سيارة وابتداء من الذرة وانتهاء بالمجرة لأن المولى تبارك وتعالى هو من سيره وجعله سرياً يسري...
وقوله (أسرى الشيء) أي جعله يسير ويسري..

واما الان فأقول ما هو الفارق بين قولنا (سار) و (اسرى) وعلى النحو التالي:

(((فلما قضى موسى الاجل وسار باهله انس من جانب الطور نارا قال لاهله امكثوا اني انست نارا لعلي اتيكم منها بخبر او جذوة من النار لعلكم تصطلون)))

فموسى هنا قد سار بأهله وجعلهم يتحركون من مكانهم...
وأما لو كان موسى قد اسرى بأهله فيكون السريان قد تم فيهم وفي داخلهم وليس سريانً لأجسادهم..
وكائن أقول (سرت بمركبي في الماء) وهذا معناه بأن المركب هو الذي يتحرك في الماء...
وأما وان قلت (أسريت الماء في مركبي) فهذا معناه بأن الماء هو الذي سرى داخل مركبي واصبح فيها ماء شرب وجاهزة للترحال.

وهذا هو الحال بين سار و أسرى..
فلو قال (سبحان الذي سار بعبده) يكون العبد بذاته هو من سار وتحرك من مكانه وكما سار موسى بأهله...
وأما وعندما يقول (سبحان الذي اسرى بعبده) يكون السريان قد تم داخل العبد ولم يتحرك هذا العبد من مكانه.

والان
تعالوا معي الى أكبر خدعة عبر التاريخ الأعرابي المزور والتي جعلت من محمد الأعرابي يركب على حمار طائر في رحلة سندبادية اسطورية بين مكة وفلسطين وبما لم ينزل الله به من سلطان في كتابه وانما هو مكتوب في اساطير الأولين في الهند والصين فأقول:

(((سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله لنريه من اياتنا انه هو السميع البصير)))

وعليه
نراه هنا يقول (اسرى بعبده)...
فهل اسرى هنا تعني بأنه قد سار بعبده أو حتى قد حمله على ظهر حمار؟
طبعا لا أحبتي...
فلو كان قد سار بعبده وبحيث أن هذا العبد قد تحرك من مكانه لكان قال (سار بعبده) وكحال موسى وكيف سار بأهله؟

اي ان العبد لم يسير ولم يتحرك من مكانه وانما هناك شيء قد اسري فيه وكما تسري الدماء في عروقنا...
فالسريان قد تم في هذا العبد وبحيث أن كل علوم الله قد أسريت فيه واصبحت ضمنه فوصل الى اقصى درجات العلم ومن دون أن يتحرك من مكانه..

اذن
فان المصطلح الكريم (اسرى) يفيد كل شيء يسري فينا او حولنا ولا يفيد المعتقلين في الحروب ابدا لان رسل ربي السلام جميعهم مسلمين ولا يحاربون او يسفكون الدماء ابدا لكي يكون لهم اسرى او رهائن حرب وبحسب الشرح الأعرابي لمعنى المصطلح...

سرّ (سار. سور. سير) وجميعها تفيد معنى السير والسريان والشيء الذي يسري وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة "ع" فيعكس معناها لتصبح:

عسر (عسار. عسور. عسير) وجميعها الاشياء التي تعطلت عملية سيرها ولم تعد تسير او تسري..

فقوله عز من قائل وعلى سبيل المثال (فان مع العسر يسرا) اي انه ومع كل حالة تعسر وتوقف وعدم سريان للاشياء هناك حالة تسير لها وستجعلها تسير تارةً اخرى.

وكل الحب والسلام للجميع


محمد فادي الحفار
4/1/2015

الخميس، 4 يونيو 2020

المنشور "90" (جار و هجار)


دخول حرف الجر والحركة "هـ" على بعض المصطلحات القرآنية....

ولا بد وان اذكركم هنا بأن جميع حروف (كهيعص) تدخل على الجذر وتعكس معناه فاقول:

كثيرا مانسمع أصدقائنا المحمديين (او المؤمنين بالقرشي المكي محمد) من جميع الأحزاب والفرق كالشيعة والسنة وحتى الإباضية و الاحمدية وهم يقولون بأن الرسول الكريم الذي أرسله ربي رحمة للعالمين هو الرسول العربي القرشي محمد والمذكور اسمه في القرآن الكريم ولقوله عز من قائل:


(((وما ارسلناك الا رحمة للعالمين)))

واما انا فسأبقى مختلف معهم في هذا القول دائماً لانه يخالف القرآن الكريم شكلا وموضوعا ولان الذي أرسله ربي رحمة للعالمين رسولً آخر غير محمد القرآني حتماً ودون اي جدل....
أي أنني وان قلت بأن محمد القرشي المكي هو محمد المذكور في القرآن الكريم (ورغم أني لا أقول هذا ابدا) فإنني سأبقى مصرً بأن الرسول الكريم محمد والمذكور في القرآن الكريم ليس هو المرسل رحمة للعالمين لانه كان رحيمً بأتباعه فقط وليس رحيم بالجميع وبدليل قوله عز من قائل:



(محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم)

نعم
فحمدً واتباعه اشداء على الكفار وليسوا رحماءً بهم لان الرحمة موجودة بينهم كمؤمنين بمحمد فقط وبدليل عبارة (
رحماء بينهم) والتي هي قاطعةً للشك بالقين بأن الرحمة محصورة بينه وبين اتباعه ومما يؤكد بان الرسول محمد المذكور في القران الكريم ليس هو المقصود برحمة للعالمين لان رحمته كانت مقتصرة على اتباعه المؤمنين به فقط ولان المقصود بعبارة (رحمة للعالمين) سيكون رحيمً بالجميع اليس كذلك؟...

إذن
فلو كان محمد هو المرسل رحمة للعالمين لما جاء في هذه التالية الكريمة عبارة (رحماء بينهموالتي تؤكد على أن الرحمة عند محمد القراني محصورة بينه وبين اتباعه فقط ولاتشمل الجميع ومما يؤكد بأنه ليس هو المقصود بعبارة (رحمة للعالمين) وهذه هي حجتي الواضحة على كل من يدعي بأن الرسول محمد هو المرسل رحمةً للعالمين لأن الذي ارسله ربي ليكون رحمة للعالمين سيكون قطعا رحيم بكل شيء وحتى بالكافرين والمجرمين وربما بالشياطين ايضا لأنه رحمته وسعت الجميع ولم تكن مقتصرة على أتباعه فقط...

وعليه
من هو برأيكم الذي أرسله ربي ليكون رحمة للعالمين من بين جميع رسله الذين أرسلهم للانسانية على مر العصور؟

اقول لكم...

(((قال كذلك قال ربك هو علي هين ولنجعله اية للناس ورحمة منا وكان امرا مقضيا)))

وعليه
نرى في هذه التالية الكريمة هنا والتي تتحدث عن السيد المسيح عليه أفضل صلوات ربي وتقول (ولنجعله اية للناس ورحمة منا) دليل واضح على ان السيد رحمةً من رحمة الله ولقوله (رحمة منا) لان رحمت قلبه كانت كبيرة جدا وواسعة جدا لانها من رحمة ربه التي وسعت كل شيء وخاصةً واننا نعلم بانه كان رجل سلام بمعنى الكلمة ومن انه لم يسفك قطرة دم واحدة في حياته....
بل انه قد منع تلاميذه من حمايته هو شخصيا وعندما جاء الرومان للقبض عليه واستل بطرس سيفه ليحمي السيد المسيح فقال له صلوات ربي السلام عليه (رد سيفك الى غمده لأن من يقتل بالسيف بالسيف يُقتل)...


ثم لاحظوا قوله عز من قائل عن السيد المسيح ووالدته وكيف يقول:

(((والتي احصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا وجعلناها وابنها ايه للعالمين)))

فهل ترون معي بان السيد المسيح آية للعالمين؟
وهل ذكر لنا ربي مصطلح (العالمين) عن عبث في هذه التالية ومن أن السيد المسيح (آية للعالمين) ام انها مقارنة لنا لكي ندرك بانه هو المرسل (رحمة للعالمين) ايضاً؟

فهل يكون السيد المسيح آية للعالمين ولايكون ايضا رحمة للعالمين؟

ثم تذكروا معي بأني قد قلت لكم سابقً بأن القرآن الكريم قد نزل على السيد المسيح وبانه هو من خطه بيده الكريمة لتدركوا معي الان عبارة (مهجورا) فأقول:

(((وقال الرسول يارب ان قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا)))

وهذه التالية تؤكد بان الرسول قد قال في الماضي وانتهى الامر بأن قومه قد اتخذوا هذا القرآن مهجورا...
فهل قال محمد المكي او حتى القرآني هذه المقولة؟؟
وهل اتخذ قومه هذا القرآن مهجورا فعلاً ام انهم كانوا اشد الناس جوار لهذا القرآن واخذً به وبكل حرف جاء فيه؟؟
وقد يقول البعض لي بأن محمد المكي سيقول هذه العبارة يوم القيامة ومن انه لم يقلها بعد فأقول لهم ولماذا لم يوضح لنا ربي هذا ويقول لنا مثلاً (وسيقول الرسل يارب ان قومي اتخذوا هذا القران مهجورا) وفي صيغة المستقبل؟؟!!!

وعليه
وقبل ان اتوسع معكم في هذا الامر ومن ان الرسول الذي انزل عليه هذا القرآن قد قال بالفعل هذه العبارة قبل وفاته فعلا ومن ان قومه قد اتخذوا هذا القران مهجور من كل بد اقول:

ان المصطلح القرآني "مهجور" و "هاجر" و "هجرة" و "هاجروا" تفيدة معنى الهجرة والتوقف عن عملية الجوار وبحيث أن اصل هذه المصطلحات هو فعل الامر الكوني النافذ (جُرَّ) والذي يفيد الامر بعملية الجوار وميزانه (جار. جور. جير) وجميعها تفيد عملية الجوار...

جُرَّ (جار. جور. جير) وجميعها تفيد عملية الجوار وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة "هـ" والذي يعكس المعنى فيصبح عندنا:
هجر (هجار. هجور. هجير) وجميعها تفيد فقدان عملية الجوار ومن ان الذي هاجر او هجرني هو الذي لم يعد موجود في جواري..

اي ان الذين هجروا القرآن هم الذين لا يجاورونه ابدا ولا يتخذونه جارً لهم وهو ليس قريبً منهم ابداً ولا علاقة لها بمعنى تدبر القرآن وفهمه وكما شرحها الاعراب لنا..
فالمهجور هو الذي لا نجاوره ولا نرضى حتى بحواره او ان يكون قريب منا...


وعليه
هل امتنع اتباع المكي محمد عن جوار هذا القرآن الكريم ام انه موجود في كل منزل من منازلهم وكل مسجد من مساجدهم وبحيث ان كل واحد منهم يسمع هذا القرآن كل يوم أكان في التلفاز ام المسجل او حتى في العزاء وعندما يموت احد اقربائهم وعلى اقل تقدير؟؟
نعم
فأتباع المكي محمد لم يهجروا القرآن ابدا وحتى وان كانوا لا يتدبرونه او لا يدركون ماجاء فيه بمعنى الكلمة لأنه موجود في جوارهم دائماً اكان على رفوف مكاتبهم او تحت وسادتهم ليحفظهم من الشر او حتى في دروج سيارتهم او كقلادة ذهبية يرتدونها حول اعناقهم ويتباركون بها...

واما الذين هجروا هذا القرآن فهم الذين يكرهونه تمامً ويرونه كتابً شيطانيً واجراميً وارهابيً وبحيث انهم لا يريدونه الى جوارهم ابدا ويتمنون ان يبتعدوا عنه ويبتعد عنهم كما يبتعد المشرق عن المغرب...

وأكثر قوم يكرهون هذا القرآن الكريم ويحتقرونه ويريدون الخلاص منه ومن وجوده في قربهم او على اي ارض يقطنونها هم قوم السيد المسيح عليه افضل صلوات ربي وبحيث انكم تستطيعون ملاحظة هذا على اقباط مصر على سبيل المثال لتدركوا كم الكره الشديد عندهم لهذا القرآن..

اذن
وان انتم ادركتم معي بأن السيد المسيح هو صاحب القرآن الكريم وهو الذي ارسل هذا القرآن الى قومه بعد رحيله عنهم لأدركتم تمامً بأنه قد قال فعلا عبارة (يارب ان قومي اتخذوا هذا القران مهجورا)...

ولكي اوضح لكم الامر وبصورة اكبر اقول:

لماذا يخاطب القرآن الكريم السيد المسيح تارةً باسم (عيسى ابن مريم) وتارة أخرى باسم (المسيح عيسى ابن مريم) وكأن مرتبة المسيح لها حالة محددة؟؟؟

اقول لكم لماذا
لأن عيسى كان لقبه القرآني قبل أن يرفعه ربي إليه ويطهره وبدليل قوله:

(اذ قال الله يا عيسى اني متوفيك ورافعك الى ومطهرك)

نعم
فربي يخاطبه هنا بلقب عيسى فقط ويقول له بإني متوفيك ورافعك الى ومطهرك وبحيث أنه لم يخاطبه بلقب المسيح بعد لأن المرحلة التي سيصبح فيها مسيحً لم تكن قد حانت بعد لأنها مرحلة عظيمة جدا في حياته ومن أنها هي المرحلة التي سيتنزل فيها القرآن على قلبه وبعدما يرفعُ له ربي ذكره ومرتبته الى المراتب الربوبية وكما سيتضح لكم ومن قوله (ورافعً لك ذكرك) لان لقب عيسى ابن مريم كان يطلق عليه قبل أن ترتفع مرتبته وذكره عند ربه وقبل ان ويوفيه ربي حقه ويطهره من كل شيء ليكون جاهزً لان يصبح المسيح او الماسح لملكوت الله بالعلم والمعرفة..

وأما الأن فتعالوا معي لكي اشرح لكم معنى لقب (عيسى) و (المسيح) من خلال جذورهما الكونية لكي تتضح لكم الصورة أكثر فأقول:

إن مصطلح (عيسى) يعود في اصله الى فعل الأمر الكوني (عُسَّ) او الفعل الثلاثي المفتوح ( عَ سَ سَ ) وميزانه (عاس. عوس. عيس).

عُسَّ (عاس. عوس. عيس) وجميعها تفيد التحرك نحو الهدف بالتدريج وعلى مراحل..

ومن هنا جاء قوله (والليل اذا عسعس) لأن الليل يحصل بالتدريج وليس بشكل مفاجئ ودونما إنذار...

وقوله (عسى) تفيد الحركة بالتدريج وبحيث جاء منها قوله عز من قائل (عسى أن يبعثك ربك مقامً محمودا) وبمعنى ستصل للمقام المحمود ولكن بالتدريج..

واما لقب (عيسى) فيفيد ذلك الذي يتحرك بالعلم او العمل او المعرفة التي معه إلى هدفه ولكن بالتدريج لأن العيسى هو الذي يعسعس (وبمعنى يتحرك بالتدريج نحو هدفه) وبحيث جاء منه لقب العيس على حيوانات الجمال لانها تتحرك بالتدريج وبكل هدوء نحو هدفها...

ومن هنا جاء قول الشاعر الكُميت في قصيدته عن الجمال بأنها (العيس) وبحيث قال:

لما أناخوا قبيـل الصبـــــــــــح عيسهـمُ
وحملوها وسـارت بالهــــــــــوى الإبـل
فأرسلت من خلال السجـــــف ناظرهـا
ترنو إلـيَّ ودمـع العيــــــــــــــن ينهمـلُ
يا حادي العيس عـــــــرِّجْ كي أودعهـم
يا حادي العيس في ترحــــــالك الأجـلُ

اذن
فان قولنا (عيس وعيسى وعيسهُم) تفيد معنى العسس والعسعسة والتي هي التحرك التدريجي نحو الهدف..

وأما اسم المسيح فيفيد المسح والمساحة وبحيث يعود في اصله الى فعل الامر الكوني النافذ (سُحّ) وميزانها الكوني (ساح. سوح. سيح) وجميعها تفيد موضوع السياحة..

سُح ( ساح . سوح . سيح ) وجميعها تفيد عملية السياحة وبحيث عليه يدخل حرف الميم المختص بالإلمام فيصبح عندنا.
مسح (مساح. مسوح. مسيح) ومن أن المسيح هو الذي مسح كل شيء وادراك كل نقطة في هذا الكون وكحال الذي يمسح الأرض ويدرك مساحتها وهو واقف في مكانه دون ان يتحرك ويقول لكم بان مساحتها عشرة آلاف متر مربع مثلً...

ولقد سمي السيد المسيح بهذا الاسم القرآني العظيم لأنه قد مسح الكون كله وهو في مكانه وأدرك ملكوت الله في عقله وقلبه لأنه كلمة الله وبحيث كانت أفعاله إلهية كأفعال الله...

نعم احبتي
فالله تبارك وتعالى يدرك كل صغيرة وكبيرة في هذا الكون الذي أوجده ومنحه مساحته واتساعه لان الكون كله ملكوت الله او (مُلك الله)..

والسيد المسيح وبدوره قد مسح الكون كله وأدرك ملكوت الله في قلبه واصبح عارفً بالله لأنه هو كلمة الله اصلً وبحيث أن كلمة الله هي الله في أصلها وأفعالها ألهية بامر الله...

وقوله عز من قائل:

(((واذ قال عيسى ابن مريم يا بني اسرائيل اني رسول الله اليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول ياتي من بعدي اسمه احمد فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين)))

تؤكد بأن عيسى ابن مريم كان رسولً الى بني اسرائيل فقط ولم يكن رسول للناس كافة لانه لم يصبح المسيح الاحمد بعد ولم يُرفع له ذكره من الرسول المحمد الصفات الى الرسول الاحمد من الجميع في صفاته لانه لم يكن مؤيدا بعد بالروح القدس ولم يتنزل عليه القران ليصبح رسول للناس كافة...
اي ان الرسول المحمد الصفات عيسى ابن مريم كان قد بشر برسول من بعده هو الاحمد (او الاكثر حمدً في صفاته منه) لانه كان يبشر الناس بحالته الجديدة والتي سيصبح فيها لقبه (المسيح عيسى ابن مريم) وليس (عيسى ابن مريم) وحسب.

نعم
فنحن نرى وفي التالية الكريمة اعلاه بأن ربي يخاطبه بلقب عيسى ابن مريم فقط وبحيث يقول له (اني متوفيك ورافعك الي) ومن انه لم يخاطبه هنا بلقب المسيح وهذا ليس عبثً احبتي...
كما وان الوفاة هنا لا تعني الموت وانما تعني بأنه سيوفيه حقه الذي وعده به..
وحقه هو ان قال له (رافعك إلي) وبمعنى الى مرتبة الربوبية السامية ليكون هو المسيح الاحمد وتنهتي مرحلة العيسوية المحمدية...

نعم احبتي
فعيسى عليه صلوات ربي وبعدما قام بدوره المطلوب منه مع بني اسرائيل توفاه ربه ووفاه حقه ورفع له ذكره وجعله مسيحً احمدً وايده بالروح القدس فتنزل القرآن على قلبه ومن خلال الروح القدس وبحيث أنه وبعد حادثة الصليب التي حصلت مع صديقه الفادي (يهوذا الاسخريطوي) ذهب الى قرار مكين وايده الرب بالروح القدس التي تصل بينهما فنطق حينها بالحكمة كلها فكان معنا القرآن الكريم (او المائدة التي سأل ربه ان تنزل علينا) لأن القرآن هو مائدتنا التي نستمد منها كل علومنا الكونية الالهية عبر العصور والى اخر الزمان ان كان للزمان آخر..

وهذا القرآن احبتي كان من المفروض ان يصل الى بني اسرائيل لأنه يقص عليهم أكثر الذي هم فيه يختلفون...
ولكن بني إسرائيل (واخص منهم اتباع السيد بطرس سمعان) رفضوا هذا القرآن ولم يعترفوا به وهذا ليس خطأهم وإنما يعود ألى الادعاء الباطل الذي قام به بطرس سمعان عندما ادعى النبوة لنفسه ومن أن الروح القدس قد حل عليه..

والآن
قد يقول لي احدكم بأن الإنجيل هو كتاب السيد المسيح وهذا معناه بأن القرآن ليس كتابه..

فأقول له بدوري بأن الإنجيل هو كتاب عيسى ابن مريم لاتباعه من بني اسرائيل فقط وبحيث يجب عليك أن تدرك الفارق بينهما وبأن السيد المسيح قد عاش مرحلتين مختلفتين في حياته إحداهما قبل حادثة الصليب ورفع المرتبة وكان لقبه فيها (عيسى ابن مريم) والثانية بعد حادثة الصليب ورفع المرتبة والتي اصبح لقبه فيها (المسيح عيسى ابن مريم) لتدرك بانه صاحب كتابين وقد عاش مرحلتين..

أي أن الإنجيل هو كلام السيد عيسى وكتابه قبل أن يصبح مسيحً وتتم عملية تأييده بالروح القدس..
وأما القران الكريم فهو الروح الحق او القدس الذي انزل على قلب السيد المسيح في المرحلة الثانية من حياته الكريمة ومن أنه ولابد لكم وان تدركوا الفارق بين المرحلتين في حياة هذا الإنسان العظيم والذي لعب دور رسولين كريمين في آن واحد فكان هو المحمد الصفات عندما كان في مرحلة عيسى واصبح هو الاحمد من جميع المحمدين في صفاتهم عندما أصبح في مرحلة المسيح ومن أنه ومن الضروري جدا أن تدركوا بأن لقب (محمد) في القرآن الكريم يطلق على جميع رسل ربي ومن أنهم محمودي الصفات ومن أنه لا يوجد شخص او رسول محدد لقبه محمد دون غيره لأن محمد صفة وختم لجميع رسل ربي فأرجو ان تراجعوا منشور (المحمد هو خاتم النبيين) لتصلكم الصورة أكثر..

إذن
فإن كتاب عيسى ابن مريم هو الإنجيل وهو كلامه الشخصي وحكمته التي ألقاها على اتباعه من بني اسرائيل...
وأما كتاب المسيح عيسى ابن مريم فهو القرآن الكريم وهو الروح القدس الذي ينبثق عن الاب ويبقى معنا الى الابد لانه المائدة التي دعا عيسى ربه ان تتنزل علينا وتكون عيد لاولنا واخرنا فاستجاب له ربي وبعدما رفع له ذكره...

نعم
فالمولى سبحانه وتعالى لم ينزل سوى كتابين (عهدين) وهم كتاب موسى وهذا الكتاب الذي معنا وهو القران او ( العهد القديم والعهد الجديد ) ولقوله:

(((قالوا يا قومنا انا سمعنا كتابا انزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدي الى الحق والى طريق مستقيم)))

فما هو الكتاب او العهد الثاني الذي أنزله ربي بعد كتاب موسى سوى هذا الكتاب الذي بين ايدنا ونطلق عليه اسم القران ومن انه هو الذي يقص على بني اسرائيل اكثر الذي هم فيه يختلفون؟

نعم احبتي
فهذا الكتاب الكريم الذي معنا ونطلق عليه اسم القرآن هو الكتاب الثاني والأخير من رب العالمين السامي وهو العهد الجديد لان ربي لم ينزل سوى عهدين اثنين..

وأما الانجيل فهو الحكمة التي نطق بها عيسى ابن مريم وعلمها لتلاميذه قبل أن يرفع له ربي مرتبته الى الربوبية ويصبح مسيحً ماسحً للملكوت وجاهزً لان يؤيده ربي بالروح القدس فيخرج عن لسانه الكتاب الثاني او العهد الجديد الثاني للانسانية كافةً وهو القرآن.

وهذا هو قوله لاتباعه وعندما كان في مرتبة المحمد او (عيسى ابن مريم فقط) بأنه وان ذهب فسيرسل لهم المعين البارقليط الذي ينبثق عن الاب ويبقى معهم الى الابد.

"وأنا أطلب من الأب فيعطيكم معزيا أخر – باركليت – ليمكث معكم إلى الأبد , روح الحق الذي ينبثق عن الاب ولايستطيع العالم أن يراه , ومتى جاء المعزي الذي سأرسله لكم فهو يشهد لي" يوحنا 14,15,16,17

فالمعزي الذي وعد به المحمد عيسى ابن مريم اتباعه هو (القرآن الكريم)
ولقد قالها لهم وبصراحة بانه هو من سيرسله لهم..
وقال لهم بأن هذا المعزي سيمكث الى الأبد..
وقال لهم بانه ينبثق عن الأب لأنه كلام الأب...
وقال لهم بانه روح الحق الذي لا يستطيع العالم أن يراه لانه سيكون مهجورا منهم ومن غيرهم لانهم سيرفضونه ولان غيرهم لن يفهم الحكمة التي فيه...
وقال لهم بان فيه كل النبؤات وبأنه سيشهد له...
وقد شهد القرآن (البارقليط) على عظمة السيد المسيح وهذا واضح وضوح الشمس في جميع تالياته الكريمة وكما انه يحمل معه جميع النبؤات وهذا لا شك فيه ابد..

ولكن بولوس أو (سمعان بطرس) والذي هو مؤسس الكنيسة الكثوليكية والكنيسة الرومية الأرثذوكسية هو من جعل اتباع السيد المسيح يتوهون عن الروح الحق او الروح القدس الحقيقي (القرآن الكريم) عندما ادعى بأن الروح القدس قد حل عليه وعلى التلاميذ الذين كانوا معه في الغرفة وبعدما صعد السيد المسيح الى السماء (بحسب ادعائهم وتخاريفهم) وبحيث يقول في إنجيله المحرف التالي:

"ولما صلوا تزعزع المكان الذي كانوا مجتمعين فيه وامتلا الجميع من الروح القدس وابتداوا يتكلمون بألسنة أخرى كما أعطاهم الروح أن ينطقوا"

وهنا تبدأ المشكلة الحقيقية في العقيدة المسيحية ومن أنهم لم يدركوا ان الذي صنع لهم عقيدتهم هو الشيطان بذاته وبشهادة السيد المسيح وفي حالتين قال فيهما عن هذا الشيطان بطرس التالي:

1- فالتفت وقال لبطرس: "اذهب عني يا شيطان! أنت معثرة لي. لأنك لا تهتم ما لله ولكن بما للناس"
أي أن بطرس كان شيطان في عين السيد المسيح ومعثرة له لأنه لايهتم لمكانته عند الله وأنما هو يفكر بمكانته في عيون الناس لأنه منافق.

2- عندما كان السيد المسيح يقول لتلاميذه بأنه ذاهب الى مكان لايستطيع أحد الوصول له ( الملكوت ) قال له بطرس التالي:

"فقال له سمعان بطرس: الى أين أنت ذاهب يا سيد؟ اجابه يسوع: حيث أنا ذاهب لاتقدر أن تتبعني .. فقال له بطرس: لماذا لا أقدر أن أتبعك يا سيد؟ أنا مستعد أن اموت في سبيلك! أجابه يسوع: أمستعد أنت أن تموت في سبيلي؟ الحق الحق أقول لك بأنه لايصيح الديك الا وأنكرتني ثلاث مرات."

لاحظوا هنا كيف يقول السيد المسيح لبطرس وبكل استهزاء ( أمستعد أنت أن تموت في سبيلي )؟؟ أنت كاذب يابطرس لأنك لا تهتم لله وأنما أنت تهتم لمكانتك وقداستك في عيون الناس , وأنك ستنكرني ثلاث مرات..

ولأن
لاحظوا معي التالي:

بعد الغداء قال يسوع لسمعان بطرس:
" ياسمعان, أتحبني أكثر مما يحبني هؤلاء؟ قال له نعم يارب. وأنت تعلم أني أحبك.. فقال له يسوع: إرع حملاني..
ثم قال له مرة ثانية: يا سمعان أتحبني؟. فقال له نعم يارب. وأنت تعلم أني أحبك..
فقال له يسوع: إرع نعاجي..
ثم قال له مرة ثالثة: يا سمعان أتحبني؟. فحزن بطرس لان يسوع قال له ثلاث مرات أتحبني!!!
فقال له يسوع: ارع خرافي.."

إذن
فلقد قال له أن يحافظ على الخراف ( الشعب من أتباع المسيح ) ثلاث مرات.. وكان قبلها قد قال له بأنه سينكره ثلاث مرات!!!!
أي أنه أبدا لم ولن يحافظ على خراف السيد المسيح وإنما سيضلهم ضلالا بعيدا ودون حتى أن يشعر..

ولهذا فإن تلاميذ السيد المسيح لم يأخذوا بالقران الكريم عندما جاءهم ولم يعترفوا به ابدا (لاتعرفونه) لانهم قد أخذوا بكلام معلمهم بطرس سمعان الشيطاني وبان البارقليط قد حل عليه هو واصبح معهم وبحيث بقي البارقليط الحقيقي (القرآن الكريم) قابعً في الظلام و تتناقله ايدي الابدال واحد بعد الآخر وعلى مدار 600 عام تقريباً وحتى وصل الى يد الراهب ورقة ابن نوفل والذي كان اخر المؤتمنين على هذا الكتاب العظيم وبحيث وقع بعدها في يد الدجال القرشي قثم ابن عبد اللات والذي سمى نفسه بعدها ب (محمد ابن عبد الله) ليتم نشر هذا الكتاب من خلاله هو واتباعه وذلك تصديقً لحكمة المولى سبحانه وتعالى والتي يقول فيها بانه يرسل الشياطين على الكافرين لتازهم ازا لان الاعراب هم الأشد كفرا ونفاقً ولأن رسولهم هو الشيطان الذي ياز اتباعه على كل الأمم الاخرى وبحيث ان حاله عندي كحال الشيطان المسيحي بولوس والشيطان السامري اليهودي من أنها ثلاثة حالات للتجسيد الشيطاني.

وعليه
فان السيد المسيح وعندما كان يخط بيده الكريمة هذا الكتاب العظيم (القرآن) كان يعلم بان قومه لن ياخذوا به وسيتركونه مهجورا (وبمعنى لا يجاورونه ابدا ولا ياخذون به ابدا) لانه وفي المكان الذي ذهب اليه بعدما تركهم (ربوة ذات قرار معين) بقي حياً الى ان اصبح عمره كبيرً جدا ويقارب الثمانين عام في راي ولقوله عز من قائل (يكلم الناس في المهد وكهلا) وبحيث انه وطوال اربعين او خمسين عام كان يكتب هذا القرآن الذي يتنزل على قلبه وكان يسمع اخبار بطرس التي تتناقلها الناس ومن ان روما وبذاتها قد امنت بدعوته واصبح له الكثير من الاتباع فايقن كل اليقين بان قومه لن ياخذوا بهذا القرآن وسيتركوه مهجورا...

نعم احبتي
فتخيلوا معي الان بأننا في تاريخ ثمانين او تسعين للميلاد وبأنني كنت انا هو تلميذ السيد المسيح الذي يحمل معه القرآن الكريم (البارقليط او رح الحق الذي ينبثق عن الاب) واريد ان اخذه معي واقدمه لاتباعه الذين تركهم قبل خمسين عام واقول لهم هذا هو البارقليط الحق وقد كذب عليكم بطرس سمعان عندما زورا الحقيقة وبان روح الحق قد نزل عليه وماذا كانوا ليفعلوا بي في ذاك الزمان غير الحرق او الصلب او تقطيع اوصالي كمهرطق كافر لان روما كلها كانت قد امنت بدعوة بطرس سمعان الذي قال عنه السيد المسيح بانه الشيطان.

ولهذا بقي القرآن الكريم طي الكتمان ويتداوله اتباع السيد المسيح الحقيقين والقلائل جدا جيل بعد جيل ولمدة ستمائة عام تقريباً حتى اظهره ربي على يد السفاح القرشي لان ربي ينصر الحق من خلال الباطل ويظهر نوره من خلال الظلام ومن انه متمً نوره ولو كره الكافرين..

وعليه
فان تعريف الذين تركوا القرآن مهجورا يكون على النحو التالي:

هم الذين لا يريدون جوار القرآن الكريم بأي حال من الأحوال لانهم يكرهون جواره

واما الذين لا يفهمون ماجاء فيه فهم في جواره فعلاً ويحبونه بل ويعشقونه ايضاً ويحاولون كل جهدهم الإلتزام بما جاء فيه ورغم آنهم لا يفهمون ماجاء فيه وبكل دقة....

ولن اطيل عليكم بأكثر من هذا وبحيث اترك المنشور بين يديكم للحوار بشأنه ومن خلال اسالتكم.


وكل الحب والسلام للجميع



محمد فادي الحفار
23/4/2017

الأربعاء، 3 يونيو 2020

المنشور "89" (حور و بحور)



لقد طلب مني ان اشرح له معنى مصطلح (حور عين) في القران الكريم وان كان يعني 72 سيدة عذراء سيحصل عليهم المؤمن في الجنة من اجل النكاح وكما هو الحال في الشرح الاعرابي لها ام انني املك تفسير اخر من خلال المنهج الكوني القرآني؟

واما جوابي له فهو ان هذا القول ليس صحيح ابدا لان مصطلح "العين" في القران الكريم لا يعني الجهاز البصري الذي يلتقط الصور وبان الوضع هو ذاته مع مصطلح "الحور" ومن انه لا يفيد السيدات الحسناوات وكما هو الحال في الشرح اللغوي الاعرابي الذي جعل مصطلحات القران الكريم تافهة لاتسمن ولا تغني من جوع ورغم انه برئي من شرحهم ولغوهم السفيه هذا الى يوم الدين.

نعم احبتي
فالعين مصطلح قرأني ضخم جدا ويفيد كل ما هو معين لك ويقدم لك العون لان العين من جذرها الكوني المشدد (عُنَّ) والذي هو امر كوني من الله سبحانه بالعون وميزانه هو (عان , عون , عين ) فهو ( معين)..

عُن (عان. عون. عين) فهو مُعين..

أي ان العين والمعين وعيناك وأعينوني جميعها تفعيلات للجذر الثلاثي المفتوح (عَوَنَ) والذي يأتي بمعنى العون دائماَ ومن انه فعل فردي عائد على فاعل فردي هو الله سبحانه وتعالى لأنه وحده المعين لنا...

ويصلح أيضا أن نطلق على الجهاز البصري صفة العين لأنه يعيننا على تصوير الأشياء وارسالها للدماغ لكي يقرئها ولكن بشرط أن نفهم معنى العين في القران الكريم وبأنها من العون وبحيث انها لا تختصر على الجهاز البصري او نبع الماء لان عيون الله ربي وعونه لنا موجود في كل شيء.

وعليه
فان معنى كلمة عين في القرآن الكريم ليس محصورا في جهازنا البصري أو عين الماء التي يشرب منها الناس لأن العين في القرآن الكريم تفيد ذلك الذي يقدم لنا العون والمساعدة وهذا واضح في قوله عز من قائل:

(((واصنع الفلك باعيننا ووحينا ولا تخاطبني في الذين ظلموا انهم مغرقون)))

وشرحها هو ان اصنع الفلك بعون ووحي منا لأن عون الرب معنا ومع كل رجاله الصالحين في الأرض ومن أنه يمدهم بعونه ووحيه...

واما وان تظنون بأنه قد قال له اصنع الفلك بنفسك يا نوح وانا سأتابعك ببصري ومن هنا على عرشي ودون أن افعل لك شيء فهذا لا أساس له من الصحة لان المولى سبحانه وتعالى موجود مع رجاله الصالحين ويعينهم في كل امورهم وذلك لان العين والعون شيء والنظر والبصر شيء اخر تمامً..

واما الأن فتعالوا معي لكي نقرئ بعض تاليات قراننا الحكيم التي أتت على كلمة عين وفروعها ومن خلال المفهوم الذي وضعته لكم عن معنى كلمة عين ومن أنها تفيد العون والمساعدة والدعم ونقول:

(((قال ما مكني فيه ربي خير فاعينوني بقوة اجعل بينكم وبينهم ردما)))

وبحيث نرى ان مصطلح (فاعينوني) واضح تمام في معناه الذي يفيد العون والمساعدة وفي كلمة أعينوني والتي تعود الى جذرها الثلاثي المفتوح (عَ وَ نَ)...

وأيضا فان قوله عز من قائل عن الجنات و العيون تفيد المعنى ذاته:

(((ان المتقين في جنات وعيون)))

وبحيث ان الشرح السلفي الأعرابي لهذه التالية يرى بأن الجنة عبارة عن مكان فيه الخضرة والماء والوجه الحسن لأن جل احلامهم هي هذه الصورة كونهم يعيشون في صحراء ورمال..

واما انا فقد شرحت لكم سابقاً بأن الجنة من جذرها (ج ن ن) والتي تفيد جنانا وجنينا لكل ما هو قابل للجني..

فالعلوم تُجنا والرزق يُجنا والحب يُجنا لان كل شيء في الجنة هو جناً لنا ونجنيه بأعمالنا...

وعليه
فأن المتقين سيجنون كل الجنا من خلال العون الرباني فتكون حياتهم جنياً رائع من كل شيء.

واما الان فانتقل معكم الى تالية الحور العين فأقول:

(((كذلك وزوجناهم بحور عين)))

وبحيث يعتقد السلفين والاعراب كما قلنا بأن الجنة مكان أخضر فيها ماء ووجه حسن لأن هذا هو كل طموحهم فهم الأشد كفرا والادنى ان لا يعلموا ما جاء في القرآن الكريم من حكمة..

وأما قراءتي لها فتقول بأن الحور من جذرها الكوني المشدد (حِرَّ) والذي هو امر كوني بالحوار وبان تكون محاورً وبحيث أن جذرها الثلاثي المفتوح هو (حَ وَ رَ) وميزانه الكوني هو (حار. حور. حير)..

حُرَّ (حار. حور. حير) فهو (حيران) وجميعها تفيد معنى الحيرة التي تحتاج الى الحوار للوصول الى الحل وذهاب الحيرة وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة "بوالمختص بالاستمرارية وكحال الحرف "س" لوجودهما معً في "يس" لان الباء والياء وحتى التاء بنفس الشكل من غير التنقيط وبنفس العمل أيضا فتصبح:
بحّر (بحار. بحور. بحير) وحتى (يُحار. يحور. يُحير) جميعها تفيد استمرارية حالة الحيرة التي تحتاج الى الحوار وكقوله عز من قائل:

(((وكان له ثمر فقال لصاحبه وهو يحاوره انا اكثر منك مالا واعز نفرا)))


وبحيث انها هنا وفي هذه التالية الكريمة واضحة تمامً عن معنى الحوار وبانه من المحاورة الناتجة اصلً عن الحيرة لأنني وعندما أقول (هما بحوار) أكون قد استخدمت حرف الباء وعندما أقول (يحاوره) أكون قد استخدمت حرف الياء..

اذن
فزوجناهم بحور عين تفيد عملية امتزاجهم مع بعضهم البعض بمعونة الحوار الناتج عن الحيرة لان الزوج القرآني لا يعني العدد الثنائي او حتى الارتباط بين الرجل والمراءة وانما يعني عملية التمازج والامتزاج ومن ميزانها التفعيلي ( زاج . زوج . زيج ) فهو مزيج..

فأنا اليوم وعلى سبيل المثال قد عرفتكم وعرفتموني وامتزجت بكم وامتزجتم بي من خلال الانترنيت والذي فتح لنا مجال الحوار والتعارف بيننا في الأرض وبعدما كنا في عزلة عن بعضنا بسبب الحكومات الإبليسية الفاسدة التي تفرقنا عن بعضنا وتزرع بيننا الخوف والحروب والبغضاء..

نعم احبتي
فنحن اليوم في عصر زواج الحوار الذي يعيننا على التواصل فيما بيننا فاغتنموه لتجدوا من هم منكم وأنتم منهم فعسى ربي يزوجنا جميعنا فتتوحد النفس الإنسانية على كلمة سواء بينها وهي (السلام ربنا) فنصل الى مملكة السلام لان ربي الله يهدينا سبل السلام.

وعليه
فان جميع المصطلحات التي تكتب (بحر. بحار. بحور) تفيد استمرارية عملية الحوار وبحيث اننا نطلق على المسطحات المائية والمحيطات لقب (البحار) لأننا دائما ما نتحاور في امرها بسبب حيرتنا منها وعدم معرفتنا لما تخيفه في اعماقها من اسرار ومن ان هذا المنشور وبحيث ان هذا المنشور هنا يصلح كمتابعة مني لمنشور (بر الاعراب و بر القرآن).

واما الحوارين فهم المحتارين في امرهم وبحيث انهم يحتاجون للحور لتنتهي حيرتهم...
وحواريو السيد المسيح هم الذي كانوا بحاجة للحوار معه لتنتهي حيرتهم.

وكل الحب والسلام والجميع


محمد فادي الحفار
28/5/2015