الاثنين، 31 أغسطس 2020

المنشور "104" (ابى لهب)

 



لقد سألتني احدى بناتي عن معنى قوله عز من قائل (((تبت يدا ابي لهب وتب))) والتي هي من التاليات التي يسخر بسببها اخواننا الملحدين من قراننا الكريم ويصفونه بكتاب الحقد والاجرام لا بكتاب الرحمة والسلام لانه مازال يشتم بعم الرسول القرشي المفترض والمدعوا ابو لهب ورغم موته منذ اكثر 1400 عام!!!

واما جوابي عليها فهو ان اقول لها بآنها ولكي تدرك معنى عبارة (ابى لهب) لابد لها وان تدرك معنى كلمة (تبت) وبآنها من التوبة والاشياء التابته لتضح لها الصورة حول التالية الكريمة وبشكل عام فآقول:

ان مصطلح (تبت) في تالية (تبت يدا ابى لهب وتب) يعود لمعنى التوبة والتبات عليها ولقوله عز من قائل:

(((وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى اذا حضر احدهم الموت قال اني تبت الان ولا الذين يموتون وهم كفار اولئك اعتدنا لهم عذابا اليما)))

نعم احبتي
فهل تلاحظون معي قول احدنا اعلاه عندما يحضر الموت عبارة ( اني تبت )؟؟
فماذا تفرق عنها هنا في تالية ( تبت يدا ابى لهب)؟؟
لافرق.....
فكلا المصطلحين وفي التاليتين هو (تبت) ولا يختلف ابدً...
فهل يكون مرة بمعنى التوبة ومرة اخرى بمعنى الشتيمة؟!!!

طبع لا احبتي...

اذن
فان مصطلح (تبت) من التوبة والتبات عليها او عملية التبات على الشيء وعلى النحو التالي:

تُبِّ (تاب. توب. تيب) وجميعها تفعيلات تفيد عملية التبات على الشيء...

فعندما اقول (تبت الى الله) اي عدت اليه واصبحت تابتً عليه ولن اتغير ابد او اعود لما كنت عليه.

واما قوله (يدا) فمن التأيد والمؤيد والمؤيدين ولقوله عز من قائل:

(((واذكروا اذ انتم قليل مستضعفون في الارض تخافون ان يتخطفكم الناس فاواكم وايدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون)))

فهل تلاحظون اعلاه قوله عز من قائل (وايدكم بنصره) وكيف انها من التأيد؟؟
نعم
فقوله يدا و الايد و ايدكم و ايدناه كلها من التأيد ولا علاقة لها بعضو الجسد الذي يسمى براحة الكف وكما شرحها الاعراب لنا من قريب او بعيد...
فقوله تبارك وتعالى مثلا:

(((اصبر على ما يقولون واذكر عبدنا داوود ذا الايد انه اواب)))


يؤكد لنا بان داوود كان (ذا الايد) اليس كذلك؟
فهل كان لداوود الكثير من الاذرع وكانه اخطبوط مثلا وبحسب الشرح الاعرابي لمعنى اليدين ليقول عنه تبارك وتعالى بالجمع (داوود ذا الايد)؟؟!!!

واما وان نحن فهمنا معنى الايد القرآني وبانها من التأيد وتنطق مفتوحة (ذا الايدَ) فسنفهم ان داوود كان مؤيدا للرب تبارك وتعالى ومؤيدً منه ايضاً وفي كل مايقوله ويفعله لانه (ذا الايدا او التأيد للرب تبارك وتعالى)...

واما قوله ( ابي و ابى و يابى ) فكلها من الإيباء ومن الذي يأبى الشيء ويرفضه ولقوله (ويابى الله الا ان يتم نوره)...

واما قوله (لِهبَ) "وتقرء بكسرة تحت حرف اللام وفتحة على حرف الباء" فمن الهبة والهبات ولقوله تبارك وتعالى:

(((قال انما انا رسول ربك لاهب لك غلاما زكيا)))

فلهب ولاهب ووهبنا كلها من الهبات ومن فعل الامر الكوني النافذ (هُبّ) وميزانه (هاب. هوب. هيب) وجميعها تفيد موضوع الهبات.

اذن
فان شرح التالية الكريمة التي تقول (تبتَ يدا ابىَ لِهبَ وتب) اي اصبح التآيد عند ذلك الذي يآبى الهبات تباتً ولن يتغير...
وكآنني اقول (تبتَ عليه الامر تباتً ومن آن تأيده لنفسه او ما معه من افكار سيبقى تابتً على وضعه ومن انه رافضً لهبات الله له لانه كافرً به)

وهذا هو وضع المتعالي والمتكبر والذي يقول لكم (انما آوتيته من عند نفسي) وينسى بان كل شيء من عند الله.

وعليه
فلا يوجد شخص محدد كان لقبه (ابو لهب) وكان عم الرسول الآعرابي القرشي المفترض محمد ابن عبد الله لان القرآن الكريم ليس خاص بآمة الاعراب الهمجية القرشية لكي يكون حديثه عنها ولانه لم يكن هناك اصلاً رسولً محدد بذاته ولقبه محمد لان محمدً في القرآن الكريم ليس بشخص وانما هو صفة كريمة لكل انبياء ربي السلام ورسله عبر التاريخ ....

آي ان امة القرشية الدموية الغازية لباقي الامم هي من اخترعت هذه الشخصيات واسقطتها على القرآن الكريم لكي تصنع لنفسها هالةً قدسية ومن ان الله قد اخرج منها نبيه الكريم محمد وهم والله ربي كاذبون منافقون ومحرفون...

فدعكم من اللغو الاعرابي وتاريخهم المزور واسقاطاتهم اللغوية على القران الكريم احبتي لانها تضركم ولا تنفعكم وتبعدكم عن الحق والعلم والصواب الموجود في القرآن الكريم.

وهداني الله ربي واياكم سبل السلام.


محمد فادي الحفار
16/9/2016

الأحد، 23 أغسطس 2020

:::: المنشور ا"103" (عام و انعام)

 


قالت لي بان القرآن مليئ بالاخطاء النحوية التي لا تعد ولاتحصى ولكنها تريد ان تستشهد هنا بتالية واحدة فقط تقول:

(((وان لكم في الانعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه من بين فرث ودم لبنا خالصا سائغا للشاربين)))

وبحيث نراه هنا يتحدث عن الانعام والتي هي جمع مؤنث ومن ثم نره يقول (نسقيكم مما في بطونه) بصيغة المفرد المذكر وهذا خطا نحوي واضح جدا ومن ان الصحيح هو (نسقيكم مما في بطونها) لان الانعام جمع مؤنث وليس مفرد مذكر اليس كذلك؟

فقلت لها بان المشكلة ليست في خطوط القرآن او طريقة جمع حروف كلماته ببعضها وانما هي في شرح الاعراب لمصطلحاته ومن بعدها تنقيطه الخاطئ له غاليتي..

فانت تعتقدين بان الانعام تفيد الحيوانات المستأنثة مثل الابقار والاغنام والماعز والجمال وكما شرحها لنا الاعراب في معاجمهم اللغوية وهذا ليس صحيح ابدا لان مصطلح الانعام القرآني مفرد ويفيد الامر العام..

عُمًّ (عام. عوم. عيم) وجميعها تفيد الامر العام والمُعمم على الجميع.. وانصح هنا بمراجعة منشور (اعمى الاعراب و اعمى القرآن..

اذن
فان مصطلح (عام) فاعل ومفرد ويفد الشيء العام او المعمم على الجميع..
وقوله (الإنعام) تعني (الامر الذي هو امرً عام).... (الإن عام)...

والشيء الذي هو امر عام يعتبر مفرد مذكر في عموميته ومن ان قولنا (بطنه او بطونه) هو الصحيح وليس (بطنها او بطونها) اليس كذلك؟
ثم ان الامر العام له بطون كثيرة لانه يطوي بين طياته الكثير من الامور...
فالعام الدراسي هو عام معمم على جميع الطلاب وبحيث اننا نعلم بانه وفي بطون هذا العام سنجد الكثير من دروس او المواد المختلفة كالفيزياء والكيمياء والرياضيات والجغرفيا والعلوم وغيرها وبحيث ان كل منها عبارة عن بطنٌ من البطون لانه يحمل حملً خاص به ضمن طياته اليس كذلك غاليتي؟
اي ان الفيزياء بطن والكيمياء بطن والرياضيات بطن والجغرافيا بطن ومن ان جميع هذه البطون موجودة ضمن العام الدراسي الواحد والذي هو الامر المعمم على جميع الطلاب...

اي ان هذا الامر الذي الان امر عام ("الان .. عام" لانه قد اصبح الان معمً او انه قد آن آوانه الان) يحمل معه الكثير من البطون داخله وبحيث ا كل بطن من بطونه مختص بعمل خاص او مادة خاصة..

وعليه

فان قوله (بطون الانعام) او انه يسقينا من بطون هذا الامر العام هو القول الصحيح غاليتي وبحيث ان المشكلة تكمن في شرح معنى مصطلح الانعام لغويا وليس في القرآن ذاته والذي جاء اصل لكي يصحح لنا لغونا ولغتنا.

وحتى مصطلح (الشاربين) لاتعني الذين يستقون الحليب وانما تعني استمرارية حالة الرباية الايجابية وكقوله مثلاً (قد عرف كل اناس مشربهم)..

ربَّ .... شرب

اشربوا في قلوبهم العجل..


محمد فادي الحفار
29/1/2019

الخميس، 20 أغسطس 2020

المنشور "102" (غباء الترتيب الاعرابي)

 



طلب مني أن أشرح له قوله عز من قائل (والنهار اذا جلاها) ومن أنه ومن المستحيل ان يكون النهار هو الذي يجعل الشمس تتجلىَّ لان الشمس هي التي تأتي بالنهار وتجعله يتجلى وليس العكس وكما تشير هذه التالية الكريمة والتي لا منطق فيها ابدا...!!!

واما ردي عليه فهو أن أقول له بأن سبب اعتقاده بأن هذه التالية الكريمة تتحدث عن الشمس بشكل غير عقلاني أو منطقي يعود إلى الترتيب الأعرابي العثماني لتاليات القرآن الكريم والذي ارفضه وبدوري شكلً وموضوعً لأن القرآن الكريم نزل مفرقاً وبدليل قوله عز من قائل:

قرانا فرقناه لتقراه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا)

والتي تؤكد وبما لا يدع مجال للشك بأن القرآن كان مجموع عند ربي وبشكل لا نعرفه نحن حالياً وبأنه هو الذي فرقه ونزله مفرقاً وبحيث أن عملية جمعه بالشكل الصحيح وكما كان حاله عند ربي قبل تفريقه لا تكون لغير ربي تبارك وتعالى ولقوله:

(ان علينا جمعه وقرانه)...


اذن
فإن القرآن نزل مفرقً وسيبقى مفرقا حتى يجمعه ربي بالشكل الصحيح...
واما دورنا نحن فهو أن يحاول كل واحد منا أن يجمع القرآن بأفضل طريقة يتوصل إليها وبحيث أن هذه النتيجة يجب أن تقنعك أنت يامن تجمع القرآن الخاص بك قبل ان تقنع غيرك لأن القرآن هو كتابك أنت الشخصي وهو ايمانك ايضاً...

اي انني لا اخذ بالترتيب الاعرابي او الجمع العثماني للقرآن الكريم فهذا اجتهادهم وهم مسؤولين عنه وبحيث انني احاول ان يكون لي اجتهادي الشخصي وجمعي الخاص بي وبدوري وذلك ريثما يجمعه ربي فأقول:

(ونفس وما سواها) * (فالهمها فجورها وتقوها) * (والنهار اذا جلاها)...

فما رأيك الآن بجمعي هذا عزيزي طارح السؤال؟؟
ألا تكون عبارة (والنهار اذا جلاها) عائدة على النفس هنا ومن أن النهار هو من الذي يجعلها تتجلى وتظهر من خلال هذا الجمع الجديد والخاص بي؟
فلماذا نفترض بأنها تتحدث عن الشمس ونلزم أنفسنا بالجمع الاعرابي العثماني وكأنه هو جمع الصحيح الذي لا خطاء فيه؟!!!
وهل عثمان هو ربنا الذي يخطأ وبحيث انه قد جاء لنا وجمع القرآن بعدما كان مفرقاً؟؟؟


إذن
فإنني أنصحك بأن لا تتبع الإعراب وجمعهم للقرأن الكريم او حتى شرحهم ولغتهم ولغوهم فلهم ماكسبوا من عمل إن كان صالحً او طالحً وعليك أنت وبدورك أن تكسب ما ستكسبه ويكون لك جمعك الخاص بك والذي تراه مناسبً وعقلانيً ومنطقيً ومقنع لك أنت شخصيا قبل ان يكون مقنع لغيرك لانك انت المسؤول عن نفسك وكتابك امام ربك ولا أحد سواك...

أي أنه ومن الافضل لك ان تجمع قرانك بنفسك وتخطئ في جمعه أيضاً على أن تعتمد على اخطاء غيرك ومن ثم تقول لربك حينها (اني رايت ابائي اجدادي لها عاكفين)!!!

نعم حبيبي
فأنت لديك الفرصة بأن تحاول وتجتهد وتخطئ وتصيب لان ربي لن يحاسبك على الخطأ وإنما سيحاسبك على عدم الاجتهاد او عدم استخدامك لعقلك الذي اعطاك اياه من أجل أن تفكر به لا أن تتركه بلا عمل وتعتمد على أفكار من سبقوك واجتهاداتهم لأنك وعندما نتدبر القرآن الكريم من خلال عقلك انت ومع ايمانك وقناعاتك الراسخة أنه كتاب سماوي سامي ولا يجب أن يكون فيه شيء مخالف للعقل والمنطق فانك ستجد حتماً المعاني السامية الصحيحة له وتدافع عنها وتقول للناس وبكل ثقة (هاؤم اقرؤوا كتابيه).


محمد فادي الحفار
26/2/2020

المنشور "101" (عُيَّ و يعي)

 



لقد جائني سؤال من أحد الأصدقاء عن معنى مصطلح (يعي) في القرآن الكريم ومن قوله عز من قائل:

(((اولم يروا ان الله الذي خلق السماوات والارض ولم يعي بخلقهن بقادر على ان يحيي الموتى بلى انه على كل شيء قدير)))

وبحيث يطلب مني أن اشرح له معنى عبارة (لم يعي) في هذه التالية الكريمة وهل هي تفيد عدم الادراك او الوعي وبأنه لم يكن واعياً ولا مدرك عندما صنع خلقه ام انها تعني التعب والارهاق ومن أنه لم يعاني من التعب والارهاق وهو يصنع خلقه؟

واما انا فأقول له بأن كلا الحالتين المذكورتين ليس بصحيح اكانت حالة التعب والارهاق او حالة عدم الادارك لان الله مدرك لكل شيء ولاشيء يدركه او يصفه فتعالى عم يصفون...
كما وانه ليس بحاجة لان يحدثنا عن ذاته وبأنه لا يتعب او لا يصيبه الارهاق لان التعب والارهاق حالة ادراك ايضاً وبحيث ان التعب يدركنا ولكنه لا يدرك الله قطعً وهذا من البديهيات..

وعليه
فإنني اعود وأؤكد عليكم بأن تنسوا حالات الصفة التي اخترعها لنا الاعراب في لغوهم ولغتهم وتتذكروا دائماً بأن جميع مصطلحات القرآن الكريم عبارة عن افعال وتعود في اصلها الى فعل الامر الكوني النافذ الصادر عن المولى تبارك وتعالى والذي هو فعال لما يريد وبحيث ان جميع كلماته عبارة عن افعال.

واما الان فأقول لكم بأن جميع المصطلحات القرآنية من "وعا" و "يعي" و "وعاء" و "يعينا" و "اوعيتكم" و "تعيها" و "واعية" عبارة عن تفعيلات لامر الكوني النافذ (عُيَّ) والذي يفيد وضعك للاشياء في وعاء خاص بها وميزانه (عايَ. عويَ. عييَ) وجميعها تفيد معنى وضع الشيء في وعاء..

نعم
فعندما اقول لكم مثلا (انه يُعي الشيء) اي يقوم حالياً بوضعه في وعاء ... وعندما اقول (إنه لم يعيه أو لم يُعي الشيء) اي لم يضعه حتى الان في الوعاء..

فالله سبحانه وتعالى وعندما خلق السموات والارض لم يستعين بوعاء لكي يضع به المواد الخاصة في صناعة السماء والارض لانه لايحتاج الى وعاء وذلك ان امره اذا اراد شيء ان يقول له (كُن) . (فيكون) ودون ان اي مقدمات او اي حاجة يستعين بها على تكوينه للشيئ الذي يريد له ان يكون.

اذن
فان قوله (لم يعي) تعني بانه لم يستخدم وعاء من اجل صنع صنيعته او لم يضع المادة التي يريد صناعتها في اي وعاء لانه لا يحتاج الى مساعدة من احد او من اي شيء في صنعه تبارك وتعالى..

واما الان فساعرض عليكم جميع تاليات التي جائت على ذكر مصطلح الوعاء في القران الكريم لتصلكم الصورة وبكل وضوح فاقول:

(((فبدا باوعيتهم قبل وعاء اخيه ثم استخرجها من وعاء اخيه كذلك كدنا ليوسف ما كان لياخذ اخاه في دين الملك الا ان يشاء الله نرفع درجات من نشاء وفوق كل ذي علم عليم)))

وهنا نرى معنى الوعي او مايقال عنه (وعاء) وبكل وضوح وكيف انه يفيد الشيء الذي نحتفظ في داخله بأشيائنا وبحيث أن اوعيتهم هي تلك الاكياس او الصناديق التي يحتفظون فيها باشيائهم اليس كذلك؟

اي ان اوعيتهم جمع ومفردها وصفتها (واعية) والتي تعي الاشياء ضمنها لاننا نضعهم داخلها..
وسيتضح لكم الفرق بين الجمع (اوعية) والمفرد (واعية) في قوله عز من قائل:

(((لنجعلها لكم تذكرة وتعيها اذن واعية)))

وهنا نرى بان الاذن واعية ورغم اننا نعرف بأن الادراك موجود في العقل وليس في الاذن فكيف يقول اذن واعية؟؟!!!
واما وان انتم ادركتم معي بأن الواعية هي الاناء او الصندوق او المكان الذي نحتفظ فيه بالاشياء لادركتم فعلاً بان مصطلح تعيها او الوعي او الوعية دلالات وتفعيلات لمعنى وضع الاشياء في وعاء..
فقوله (تعيها) اي تضعها ضمن وعاء خاص بها ولا تعني معنى الادراك ابدا..
وقوله (واعية) صفة مفردة للمكان الذي توضع فيه الاشياء...

(وعاء ... واعية) ... (إناء ... أنية) ... (رباء ... رابية) ... (سماء ... سامية) وهكذا.

اذن
فان الواعية هي الوعاء الذي نعي فيه الاشياء التي نريد ان نضعها في وعائها او اوعيتها الخاصة بها..

واما قوله عز من قائل:

(((وجمع فاوعى)))

اي جمع الاشياء ووضعها في وعاء خاص به لتكون له وحده دون سواه وبحيث ان هذا دليل على الشح والبخل في الطبيعة الانسانية ومن انها خطاب لنا جميعنا وكيف اننا نحتفظ بالاشياء لانفسنا وبدليل قوله تبارك وتعالى:

(((والله اعلم بما يوعون)))

اي ان الله يعلم بجميع الاشياء التي نخفيها داخل اوعيتنا ونختص بها انفسنا دون سوانا..

وعليه
فان جميع المصطلحات القرانية من (يعي و اوعى و يوعون و واعية) تفيد الاشياء الموضوعة ضمن وعاء من اجل استخدامها لاحقً ولا علاقة لها بالادراك او التعب من قريب او بعيد.

كما واننا جميعنا نحن بني ادم او جميع مخلوقات ربي الحية عبارة عن اوعية واعية لاننا نعي الاشياء ضمن انفسنا ومنذ لحظة ولادتنا وبمعنى (نحتفظ بها في ذاكراتنا وحتى وان كنا لا نفهمها او لا ندرك معنها) وذلك لان الطفل الصغير يعي حركات امه منذ لحظة ولادته وبمعنى انه يحتفظ بهذه الحركات في وعاء ذاكرته وحتى وان لم يدرك معناها بالشكل صحيح..

اذن
فجميعنا واعين او (اوعية) وحتى الاطفال والحيوانات والحشرات والكائنات المجهرية لاننا نعي الاشياء في وعاء وبمعنى (نحتفظ بها في اوعيتنا دون الضرورة لفهمها وادراكها ) ومما يؤكد باننا جميعنا واعون ودون الحاجة للادراك لان الوعي هو وضع الاشياء في وعاء ولا علاقة له بالادراك او الفهم من قريب او بعيد.

نعم
فانت قد تهديني كتاب فاعيه في مكتبتي (احتفظ به في مكتبتي) دون حتى ان اقرءه او اضطلع على محتواه ومع هذا اكون واعيً له لانني قد احتفظت به ضمن اوعيتي ودون حتى ان ادركه لاني اصلا لم اضطلع على محتواه.

وكل الحب والسلام للجميع


محمد فادي الحفار
20/10/2018

الأربعاء، 19 أغسطس 2020

:::: المنشور "100" (تاب و كتاب)

 

دخول حرف الجر والحركة "ك" على بعض الجذور القرآنية...

كثير ما نقرا مصطلح (كتب) و (كتاب) في القران الكريم وبحيث يذهب فكرنا مباشرةً الى الخط والمخطوطة ومن انها تفيد هذا المعنى وكما هو الحال في الشرح الاعرابي لمعنى هذه المصطلحات..

وكثير ما نرى أولئك الذين يطلقون على انفسهم لقب المتنورين وهم يقولون لنا بأن الكون هو الكتاب المكنون والقرآن هو الكتاب المنشور وبحيث أنهم يضلون انفسهم وغيرهم بغير علم أو قاعدة ثابته..

والأسواء من هذا كله هم أولئك الذين يصفون انفسهم بانهم (اهل الكتاب) وبأن غيرهم ليسوا من أهل كتاب فيجعلون الله يبدو لنا في صورة عنصرية كريهة ومن انه قد اختص بعض الأقوام بالكتاب وترك الكثير من الأقوام من غير كتاب!!!!

- فهل اهل الكتاب هم اليهود المسيحيين والمسلمين فقط أم ان كل انسان عاقل على سطح الأرض من اهل الكتاب؟
- وهل نقول بان الهندوس والسيخ والصينين في التبت والقاطنون في غابات الأمازون بل وحتى قبائل الأسكيمو في القطب الشمالي من اهل كتاب ام انهم خارجين عن هذا المفهوم القرآني والذي هو (اهل الكتاب)؟؟
- وهل يؤتي ربي كل انسان يوم العرض عليه كتابه فيكون هناك من يؤتى كتابه بيمنه ومن يؤتي كتابه بشماله ام لا؟

فاذا قلنا بقول القرآن الكريم ومن خلال تاليتين كريمتين فقط وهم:

1- (((فاما من اوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرؤوا كتابيه)))

2- (((واما من اوتي كتابه بشماله فيقول يا ليتني لم اوت كتابيه)))

فإننا نرى بأن كل انسان على سطح الأرض له كتاب خاص به ومن انه سيؤتى كتابه هذه اما بيمنه واما بشماله اليس كذلك؟

أي ان القرآن الكريم يعتبر كل انسان على سطح الأرض من اهل الكتاب حتماً لأنه يملك كتابه الذي سيُئتاه اما بيمنه او بشماله..

وعليه
وبما ان جميع الناس سيؤتون كتبهم اما بيمنهم او بشمالهم فهذا معناه بأن جميع الناس من اهل الكتاب لأن كل انسان لديه كتابه وهذا امر حتمي..

والان
لو قلت لاحدكم مثلً عبارة (اكتب لي رسالة) فماذا سيفعل؟
الن يمسك بالقلم والورقة ويقوم بالكتابة والتي هي عبارة عن رسم لتلك الخطوط التي تجعل من هذه الكتابة مخطوطة؟؟
وان كان الكتاب هو المخطوطة التي نقرا فيها وكان الكاتب هو الفاعل الذي يقوم بعملية الكتابة على هذه المخطوطة فما معنى قوله عز من قائل (كتب عليكم الصيام)؟؟؟
وهل قام الله بخط عبارة (الصيام) على اجسادنا ليكون هو الكاتب الفاعل ونكون نحن المكتوب عليه والمفعول به؟؟

وعليه
ولكي ندرك معنى مصطلح الكتاب القرآني ومن جذره او فعل الامر الكوني النافد الخاص به ودون ان نقع في مصيدة المترادفات الاعرابية علينا ان ندرك اولً بان جميع الحروف التي نعض بها على لساننا ومن بينها الحرف (ث) ليست من اصل القرآن ولسانه السامي باي حال لان طريقة نطقها غير سليمة ومن انني اعتبرها مجرد لهجات مختلفة لسكان منطقة بلاد الشام وشبه الجزيرة في زمن نزول القران الكريم وما قابله ومن انني اقلب جميع الكلمات التي جاء فيها الحرف (ث) الى (ت) لان هذا هو الصحيح في قراني الذي اعرضه عليكم..

ولكي تتضح لكم الصورة أقول:

ان مصطلح (ثم) لا يعتبر فعل في لغة الاعراب ولغوها وانما هو حرف عطف يقع بين جملتين ويدل على الترتيب لينهي مرحلة ويبتدئ مرحلة جديدة وكقولنا مثلا (ذهب محمد الى السوق ثم عاد الى البيت) وكيف انه وقع بين جملتين ومرحلتين وعطفهما على بعض وفصل بينهما ومن انه لا يحمل معه اي معنى خاص به ان هو جاء مفردً لأنه مجرد حرف عطفهم في لغوهم ولا قيمة فعلية له....

واما في المنهج الكوني القرآني الذي يؤكد لكم بأن أي مصطلح من مصطلحاته عبارة عن فعلً كوني قائم بذاته وله المعنى الفعلي الخاص به فان معنى الفعل (ثم) كبير جدا وواضح جدا ان نحن ادركنا بان حرف (الثاء) اعرابي النطق والمصدر وليس من اصل القران الكريم في شيء ومن ان اصله الصحيح هو الحرف (ت) ومن اننا نقول (تَمَّ) والذي هو فعل امر كوني يفيد إتمام المرحلة...

تُمَّ (تام. توم. تيم) وجميعها تفعيلات تفيد معنى التمام او إتمام الامر وكما شرحتها لكم في منشور (يتيم الاعراب ويتيم القرآن)..

وعليه
فلا يوجد شيء يقال له (ثم) في لسان قراننا العربي السامي وانما يوجد (تم) والذي يفيد معنى التمام او إتمام الامر ومن ان الفعل (تُمَّ) امر كوني قائم بذاته وبحيث انك وان قلته لاحدهم وفي إشارة الى انهاء الامر الذي بدء به فسيكون واضح جدا وحتى وان نطقت به مفردً ودون أي كلمة أخرى معه لأنه فعل امر كوني نافذ كجميع مصطلحات القران الكريم...

اذن
فان مصطلح (تُمَّ) هو امر نافذ لك بإتمام الامر الذي بين يديك وبحيث انه وفي الوقت ذاته دلالة على انتهاء مرحلة وابتداء مرحلة أخرى وكما قال الاعراب في هذا ولكنه ليس حرف لا معنى له ان جاء مفردً لأنه فعل قائم ومستقل بذاته ومن انك وان قلت لي عبارة (لقد كنت في الحديقة تمَّ رجعت الى البيت) فسافهم الفارق بين المرحلتين ومن ان مرحلة وجودك في الحديقة قد تمت وانتهت وانك حاليا في البيت والتي هي المرحلة الحالية..

أي انني اعود وأؤكد عليكم بان حرف (ث) اعرابي في نطقه وليس من اصل القران الكريم ولسانه السامي في شيء ومن انني اقلبه وفي جميع المصطلحات القرآنية التي جاء فيها الى الحرف (ت) فهذا هو اصل القرآن...

واما الان فتعالوا معي لكي اضع لكم التالية الكريمة التي اريد من اخلالها التمهيد لدخول في موضوع الكتاب فأقول:

(((يمحو الله ما يشاء ويتبت وعنده ام الكتاب)))

ومن انكم تلاحظون هنا كيف انني غيرت مصطلح (يثبت) وجعلته (يتبت) لان حرف (ث) اعرابي بالنسبة لي ومن انكم ترون معي كيف ان معنى التالية الكريمة لم يتغير هنا وبقي كما هو ومن انني وان قلت لاحدكم عبارة (ثبت لي هذا الامر) او (تبت لي هذا الامر) فان المعنى يبقى كما هو ولا يتغير لان حرف الثاء مجرد نطق معلول لحرف التاء...

وعليه
فان جميع المصطلحات القرآنية من "تب" و "تاب" و "تابت" و "يتبت" والكثير الكثير غيرها تعود في اصلها الى الامر الكوني النافذ "تُبَّ" والذي يفيد عملية تتبيت الشيء وجعله تابتاُ او غير قادر على الحركة وميزانه (تاب. توب. تيب)...

تُبَّ (تاب. توب. تيب) وجميعها تفيد عملية تتبيت الشيء في مكانه وجعله تابتً لا يتحرك وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة (ك) والمختص بالتشبيه المانع للتطابق بالمثلية فيعكس المعنى تقريباً ليصبح عندنا:
كتب (كتاب. كتوب. كتيب) وجميعها تفيد الشيء الذي يشبه لك بأنه تابت ولا يتحرك او يتغير ولكنه عملياً وفي واقع الحال ليس تابت وانما هو متحرك في اصله وان وقع عليه فعل التبات المؤقت.

اذن
فان مصطلح (تب و تاب) يفيدان الشيء التابت وعلى حين ان مصطلح (كتب و كتاب) يفيد الأشياء المشبه بالتابت ولكنها وفي واقع الامر ليست تابته..

وقوله عز من قائل (كتب عليكم الصيام) أي جعل الصيام وكانه حالة تابته فينا ورغم انه غير تابت فينا بالمطلق.

نعم احبتي
فجميعنا نملك حالة التصميم وبشكل مؤكد لان الذي لا يملك التصميم هو الشيء التابت او الذي لا يتحرك ولا يملك الإرادة وبحيث أن عملية نهوضنا من على الكرسي تعتبر عملية تصميم لان الصوم وكأنه تابت عند جميع الكائنات الحية وهو الذي يحضضها على البقاء...

ولكن حالة التصميم هذه ليست موجودة وبشكل نهائي او مطلق لان الموت وبدوره امر محتوم علينا وبحيث انه وعند حضوره ينهي حالة التصميم التي عندنا فيكون الصوم كتاب مكتوب علينا او كانه شيء تابت فينا ولكنه ليس تابت فينا بالمطلق وبحيث ارجوا منكم هنا مراجعة منشور (الصوم الاعرابي والصوم القرآني) لتصلكم الصورة وبشكل واضح ولا لبس فيه.

وعليه
فان مصطلح "كتب" و "كتاب" و "كتبه" لا تعني الذي يقوم برسم الخطوط او المخطوطات التي نطالعها وانما تعني الشيء الشبيه بالتابت ولكنه ليس تابت لدخول حرف الجر والحركة "ك" على فعل الامر الكوني النافذ "تب" فيكون تشبيه له ولكنه مانع للتطابق بالمثيلة او عاكس للمعنى ان صح القول...

اذن
فان الشرح المختصر لمعنى مصطلح الكتاب القرآني يكون على النحو التالي:

الكتاب هو كل شيء غير تابت في هذا الكون ومهما طالت مدت بقائه وذلك لوجود نهاية محتومة له ستصل به الى التبات في نهاية المطاف..

أي اننا نستطيع ان نطلق على الأفكار اسم الكتاب لأنها متحركة وغير تابته وبحيث أننا وان خططنا هذه الأفكار على مخطوطة لكي يقرأها باقي الناس فإننا نستطيع ان نطلق على هذه المخطوطة لقب الكتاب لأنها تجمع ضمن طياتها الكثير من الأفكار او المعلومات المتحركة والغير تابته....

ولكننا لا نستطيع ان نقول بان الكتاب هو المخطوطة فقط لان هذا غير صحيح ولان الكتاب موجود ضمن أفكار كل انسان حر وباحث ومفكر وحتى وان لم يقوم بخط أفكاره في مخطوطة لان الكتاب القرآني هو كل شيء متحرك وغير تابت وبحيث ان الأفكار جزء من منظومة الكتاب لأنها متحركة وغير تابته..

ولهذا قال عز من قائل بان الله يتبت ما يشاء وعنده ام الكتاب لأنه قد جعل الكثير من الأشياء تابته في هذا الكون وجعل أيضا الكثير من الأشياء المتحركة والغير تابته والتي هي وبدورها تابعة لام الكتاب لان ام الكتاب هو المركز الأعلى لإمامة الأشياء الغير تابته او العقل الكوني الأكبر المتحكم بجميع الكائنات الحية المتغيرة والغير تابته في هذا الكون لان ام الكتاب هو مركز القيادة الأعلى او مركز الامامة الأعلى لجميع الكائنات الحرة والقادرة على التصميم في هذا الكون.

وارجوا ان تكون الصورة قد وصلت لكم ولو بشكل بسيط يجعلكم تدركون بأن اهل الكتاب هم جميع اهل الأرض وسكانها وكل كائن عاقل مفكر فيها لان موضوع الكتاب ليس بالموضوع السهل وانما يحتاج منا الى الكثير من المنشورات او التنويه عنه كلما سنحت لنا الفرصة لأنه موضوع كبير جدا وبحيث أنني سأعتمد الان على مداخلتكم الكريمة عن أي تالية جاء فيها مصطلح الكتاب وتفعيلاته لنشرحها معً بمعنى (الشيء الغير تابت) فنثري المنشور بهذه المداخلات.

فالله ربي ليس عنصري او متطرف لكي يختص بعض الناس بالكتاب ويجعل غيرهم بغير كتاب وكما هو حال رب الاعرابي العنصري المتطرف الذي كنت معه في يوم من الأيام ومن تم رميت به وبرسوله القرشي الى مزابل التاريخ.

وكل الحب والسلام للجميع


محمد فادي الحفار
22/6/2018