الثلاثاء، 12 مارس 2024

المنشور "284" دبر الاعراب و دبر القرآن

 


جميعنا يعلم بما تعلمناه من مدارس اللغو الاعرابي او من شيوخ السلفية اللغوية بان كلمة (دبر) القرآنية او العربية تعني الخلفية او المؤخرة وبحيث ان قول التالية (وان كان قميصه قد من دبر ) معناها ان ملابسه قد تم تمزيقها من الخلف ليصبح مصطلح الدبر يفيد المؤخرة في لغاتنا وثقافتنا الجنسية وذلك لان كل ما تشتهر به امة الاعراب وتشتهيه هو الجنس ولا شيء غيره!!!!
واما انا وكما عهدتموني فاتبع منهج علمي واضح في فهم معاني مصطلحات القرآن الكريم ولا اخرج عنه ابدا لان كلام ربي كلام علمي وليس عشوائي وعبثي..
وعليه
وبناءً على المنهج الكوني القرآني أقول:
ان جميع المصطلحات القرآنية من "دبر" و "دبره" و "دابر" و "يدبر" و "مدبرا" و "مدبرين" و "الادبار" و "ادبارهم" و "ادباركم" تفيد معنى التدبر وتعود في اصلها الى الامر الكوني النافذ (برّ) والذي يفيد حالة التبرير...
نعم احبتي
فلقد اخبرتكم سابق بان أي مصطلح قرآني ومهما كان كبير في عدد حروفه يعود في اصله الى امر كوني نافذ صادر عن المولى تبارك وتعالى ومؤلف من حرفين فقط وعلى وزن (كُنّ) لان القرآن كله اومر كونية نافذة طالما انه كلام الرب تبارك وتعالى ومن اننا نعيد المصطلح في بادئ الامر الى الفعل الثلاثي المفتوح الخاص به ومن ثم نحذف الحرف الأول من هذا الفعل الثلاثي لانه حرف جر فنصل حينها الى الامر الكوني النافذ الذي يحمل معه المعنى الصحيح والدقيق للمصطلح..
والمصطلح هنا هو (ادباركم) وعلى سبيل المثال فنقول:
1- نعيد مصطلح "ادباركم" الى الفعل الثلاثي المفتوح الخاص وعلى وزن (فَعَلَ) فيكون عندنا المصطلح (دَبَرَ)..
2- نحذف الحرف الأول من مصطلح (دبر) وهو الحرف "د" لأنه من حروف الجر التي تؤكد حدوث الحدث فيبقى عندنا المصطلح (برّ) والذي يفيد حالة التبرير وميزانه (بار. بور. بير)..
نعم احبتي
فان كنت ممن يبررون للناس افعالهم فانك ستكون بارً حينها لأنك قد بررت لهم افعالهم وكما كان السيد المسيح بار بوالدته لأنه قد برر لها افعالها وبراها ايضا من كل ما نسب لها من زور وتشهير بها.
أي ان البار هو من يبحث في المسائل المستعصية او المخفية ويتبع أسبابها ومعطياتها ليصل الى الحقيقة الساطعة التي تبرر للناس ما خفي عنهم من احداث هذه المسائلة المستعصية ويبرئ صاحبها ايضا من أي اتهام باطل قد تم توجيهه له وبحيث انكم ستجدون هذا البحث مفصل عن البر والتبرير في منشور (بر الاعراب و بر القرآن).
وعليه
فان مصطلح البر من التبرير ومن الامر الكوني النافذ "برّ" والذي يفيد الامر بتبرئة المدان وتبرير تصرفاته وبحيث يدخل عليه حرف الجر والحركة "د" والذي يفيد تأكيد حدوث الفعل او البدء في البحث عن المبررات فيصبح عندنا حينها (دَبَرَ)...
نعم احبتي
فالبر هو التبرير وبان يكون عندك الدلائل الكافية التي تبرء بها شيء من الأشياء او مسائلة من المسائل..
واما الدبر فهو شروعك في البحث عن المبررات حتى تصل اليها.
ومن هنا فقط نفهم قوله عز من قائل (افلا يتدبرون) ومن ان معناها يفيد البحث عن المبررات لكي نصل اليها فنكون حينها كمن يفهم القول القائل (اذا عُرف السبب بطل العجب)..
واما وان كان الدبر يعني المؤخرة او الخلفية وكما شرحها الاعراب لنا في معاجمهم اللغوية فهذا معناه بان قوله (افلا يتدبرون) معناه ان نخلع سراويلنا ونجعل الناس تنظر الى مؤخراتنا!!!!
فالدبر هو المؤخرة بحسب اللغو الاعرابي وبحيث اننا نستطيع ان نقول بان الذي يتدبر هو الذي يعرض مؤخرته على الناس من خلال المنطق اللغوي الاعرابي اليس كذلك احبتي؟
واما الان فدعوني اضع لكم بعض التاليات القرآنية التي جاءت على مصطلح "دبر" وتفعيلاته لأجعلكم ترون الفارق بين منهج الاعراب اللغوي ومنهجي فأقول:
(((فتولوا عنه مدبرين)))
ومعناها في شرح الاعراب بانهم قد اداروا ظهورهم له وتركوه وحيد...
واما في شرحي لها فمعناها بأنهم قد قاموا بتولية بعض المدبرين عوض عنهم وكما هو حالنا نحن اليوم من اننا قد وليّنا مشايخ السلفية في تدبر القرآن وجلسنا مرتاحين لا نُعملَ عقولنا!!!!
(((يوم تولون مدبرين ما لكم من الله من عاصم ومن يضلل الله فما له من هاد)))
ومعناها في شرح الاعراب هو اننا سندير ظهورنا لله ونهرب منه وكأن الله محدود في الشكل ونستطيع ان نعطيه ظهورنا!!!!
واما في شرحي لها فهو اننا سنولي المدبرين الذين يتدبرون امرنا وشؤوننا ونعتمد عليهم فيضلوننا..
واما وان نحن اعتمدنا على الله من خلال انفسنا وتدبرنا الشخصي فما كنا لنضل ابدا وكنا حينها من المهتدين.
(((فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين)))
وكأننا نقول بان الله قد قام بسلخ مؤخرات هؤلاء القوم او قصها عن اجسدهم وجعلهم من غير مؤخرات ان كنا سنعتمد على المنهج اللغوي الاعرابي هنا ومن ان القطع تعني البتر!!!
واما في شرحي لها فهو انه تبارك وتعالى يتحدث عن القطيع التابعين لهؤلاء المتدبرين وبانهم قوم ظالمين وبحيث ارجوا منكم هنا قراءة منشور (الطيع و القطيع)..
واكتفي بهذه التاليات التي شرحتها لكم هنا وبحيث انتظر مداخلاتكم لكي اشرح لكم تاليات غيرها ان استعصت عليكم في شرحها بعدما وضحت لكم معنى مصطلح الدبر و الادبار من خلال المنهج الكوني القرآني.
وكل الحب والسلام للجميع
محمد فادي الحفار 11/3/2018

المنشور 283 "الركن الاعرابي و الركن القرآني"

 



لقد سألني احد ابنائي عن معنى مصطلح "ركن" في القرآن الكريم وفي قوله عز من قائل (فتولى بركنه وقال ساحر او مجنون)... وقال لي هل مصطلح الركن يعنى الزاوية وكما شرح لنا في مناهج اللغة العربية وكحال زاوية الكعبة مثلً والتي نطلق عليها لقب (الركن اليماني) والذي هو احد زواياها؟؟

وهل من الممكن ان تشرح لنا التالية الكريمة من خلال المنهج الكوني القرآني لو سمحت؟ فقلت له بأننا وإن نحن قراءنا هذه التالية الكريمة من خلال التفكر العقلاني فسنجدها ركيكة جدا ولا قيمة لها من خلال المفهوم الاعرابي لها لان معناها سيكون بانه قد ذهب الى الزاوية الخاصة به في مكان ما وجلس هناك ومن ثم قال عن شخص ما بانه ساحر ومجنون ان نحن اعتبرنا بان مصطلح (تولى) يعني ذهب ولا يعني الولاية... اي ان الشرح الاعرابي والصورة المرسومة لنا من خلال هذا الشرح للتالية الكريمة ركيكة جدا وخاطئة مئة بالمئة ومهما حاول الاعراب ترقيعها لنا لان مصطلح تولى لا يعني ذهب ومصطلح الركن لا يعني الزاوية.... واما المنهج الكوني القرآني فيقول لنا بان مصطلح (تولى) من الولاية والتولية وكأن نقول (لقد تولى السيد فلان منصب الوزارة) ومن انه ابعد ما يكون عن معنى الذهاب أو المغادرة وكما هو الحال في الشرح الاعرابي.. وأما مصطلح (ركن) فيفيد المعلم او الرب المربي الذي يستمر في عملية تكوينك فيكون هو ركنكَ الخاص بك وذلك لأن نشاءتك وتكونك كانت على يديه ومن خلال علمه ولان مصطلح (الركن) القرآني يعود في بادئ الامر الى الفعل الثلاثي المفتوح (رَكَنَ) والذي يفيد معني الاستمرارية المتحركة في عملية التكوين ومن أن الامر الكوني النافذ الخاص به هو (كُنَّ) والذي يفيد عملية التكوين.. كُنَّ (كان. كون. كين) وجميعها تفيد عملية التكوين وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة "الر" والذي يفيد الاستمرارية المتحركة للشيء فيصبح عندنا: الركن (الركان. الركون. الركين) وجميعها تفيد الاستمرارية المتحركة في عملية التكوين... أي أن ركني الذي اركن أليه هو من كان مستمرً في عملية تكويني كربي و أبي وامي و معلمي وبحيث أن التالية الكريمة التي تقول (فتولى بركنه وقال ساحر او مجنون) تخبرنا عن رجل قد سمع القرآن او الحكمة من رجل حكيم فرفض ما سمعه منه وتولى بولي امره كمعلمه او شيخه او حتى عقيدته التي تكون عليه ورفض ما سمعه من قول جديد وحكمة عقلانية ومنطقية وقال عن صاحبها بانه ساحر ومجنون.. وللتشبيه فقط ولكي تصلكم الصورة بشكل واضح وجلي وكأنكم ترونها امام اعينكم فإنني اذكركم بتلميذنا القديم الجاحد (عيد الحق بنتوا) والذي كان من تلميذي وكنت معلمه وركنه الذي يركن اليه بما أقوم به من عملية مستمرة في تكوين شخصيته وتصحيح مفاهيمه الاعرابية المغلوطة ومن أنه وما أن تولى الى شيطانه وركن اليه (لأنه ركنه الأصلي من البداية والمسؤول عن تكوين شخصيته الفاسدة) حتى بداء يسرق مني وينسب مجهودي لنفسه ويقول عني بانني زنديق وكافر وامارس نكاح المحارم والكثير من النجاسات غيرها ومن انه ولو قال عني بانني ساحر ومجنون لكان والله ربي افضل بمليون مرة.. أي انه اكثر جحودً ووضاعة ونجاسة من الرجل المذكور في التالية الكريمة بمئات المرات... فما رايكم يا رعاكم الله؟؟ وهل تدركون الان بان الانجاس في عهد الأنبياء ليسوا بأكثر اهل الارض نجاسة وجحود الان الانجاس والجاحدين في زماننا هم الأكثر نجاسة جحود على مر التاريخ. وكل الحب والسلام للجميع محمد فادي الحفار 12/3/2021