الأحد، 24 يناير 2021

المنشور "149" (حضرت الأم)

 


ان اسم مريم مركب من فعلين او امرين كونيين وهم (مر ... يم) وبحيث يكون شرحه على النحو التالي:

مُرَّ (مار. مور. مير) وجميعها تفعيلات لعملية المرور..

يُمّ (يام. يوم. ييم) وجميعها تفعيلات لعملية اليمَّ او الشيء الذي يكون في يمّك دائماً..

ويطلق على اليوم هذا اللقب لأنه يكون في يمّك طوال لوقت وعلى مدار الأربع وعشرين ساعه ولا يفارقك ابدا ومن ان اليوم هو الزمان الذي انت ضمنه ولا خروج لك عنه وبدليل ان اليوم عند الله كألف سنة ولا يقتصر على ٢٤ ساعة فقط..

أي ان اليوم هو الزمان كله لأنه في يمّك دائم ولا يفارقك فلا خروج لك عنه...

ويطلق على الام لقب (يُمّه) لأنها تكون الى يم طفلها وبجانبه دائماً لحبها له ورحمة قلبها به...

اذن
فان المعنى الكامل للاسم (مريم) هو (مرور الام) او (حضور الأم) او (حضرت الام).. فلا فرق بالمعنى والمضمون بينهم..

وعليه
هل السيدة مريم المصطفاة مرتين من ربها في تالية واحدة تعتبر قرآنياً اعظم الأمهات على سطح الأرض كونها سيدة نساء العالمين وبالإضافة الى انها قد انجبت لنا السيد المسيح ملك السلام ليدلنا الى طريق مملكة السلام الأبدية ويُهدينا سُبل السلام فتستحق ان نطلق عليها لقب (حضرت الام) ام لا؟

تفكروا معي احبتي...


محمد فادي الحفار
٢٥/٨/٢٠٢٠

السبت، 23 يناير 2021

المنشور "148" (الحب القرآني)



لقد ذكرت لكم سابقً بان القرآن الكريم فيه الكثير من اخطاء التنقيط والتشكيل التي تجعلنا نتوه عن المعنى الصحيح للكلمة لان التنقيط والتشكيل من صنع الاعراب الاموين والعباسيين وليس من اصل القرآن الكريم في شيء ولايشترط بهما الدقة او عدم وجود الخطأ الحتمي...

وقلت أيضاً بأن جميع المصطلحات القرآنية بل جميع مصطلحات لساننا العربي السامي تعود في اصلها الى فعل الامر الكوني النفذ الخاص بها وبأنه لايوجد شيء يقال له اسماء او صفات لا تفعيل لها ولا تعود الى اي فعل له فاعل وكما قال الاعراب لنا لان هذا ليس صحيح ابدا ولان كل كلمة من كلمات لساننا العربي السامي تعود في اصلها الى فعل الامر الكوني الخاص بها لان الله فعال لما يريد وليس وصَّافٌ وسمَّاءٌ لما يريد..

ولقد وضعت لكم الكثير من الامثلة التي تؤكد قولي هذا عن عدم صحة التنقيط القرآني وحتى قواعدنا اللغوية الاعرابية ومن بينها مصطلح
 (غضب الله عليهم) او حتى (المغضوب عليهم) بحيث قلت لكم بأن الله لايغضب لأنه وان كان يغضب فسيكون واقعً تحت تأثير المشاعر التي تتحكم به فيكون مفعولً به وموصوف وتعالى عما تصفون...

فالله لا يغضب وانما هو يَعصب...

فقولنا مثلً
 (لقد عصَبَ الله عليهم) اي وضع لهم عصابةً على اعينهم فأصبحوا لايرون لأن العصب الإلهي فعل يقوم به الله تجاهنا فيكون هو الفاعل الذي عصب اعيننا...
وقولنا (المعصوب عليهم) اي الذين تمت عليهم عملية العصب لأعينهم فاصبحوا معصوبي الأعين..

واما وان قلنا بان الله يغضب فهذا معناه بأن الله مفعول به لأن الغضب والذي هو مشاعر او صفةٍ لحالةٍ تعترينا كما يقول الآعراب ليس فعل ابدا وانما هو حالة من المشاعر التي تتحكم بنا ولا نسيطر عليها فيكون الله هنا مفعول به وتتحكم به مشاعره فلا يكون هو المتحكم ورغم انه احكم الحاكمين فتعالى الله علو كبيرا عما يصفون..

اذن
فالله لا يغضب علينا وانما هو (يَعْصِبُ علينا).. وبحيث انه يوجد بيننا (المعصوب عليهم)...

وهذا هو الحال ذاته بالنسبة لمصطلح (الحب الاعرابي) ومن انه حالة او صفة تصيبنا ولا يوجد فيها فعل وفاعل لان الحب حالة وليس فعل..
فإن قلنا بأن الله يحب ويكره فسيكون واقع تحت تأثير حالات المشاعر التي تتحكم به فيكون مفعولً به وتكون مشاعره هي الفاعل الذي يتحكم به والعياذ بالله من هذا القول الشطط..

وعليه
فإن الحب القرآني ليس كالحب الآعرابي لأن الحب القرآني ليس مشاعر او صفة لحالة وانما هو فعل من افعال الله وكقولنا مثلً (لقد حباني الله العلم) وبمعنى منحني العلم..

وقوله عز من قائل (ان الله لا يُحبِ المعتدين) اي لايمنحهم اي منحة او عطاء ولا تفيد حالت المشاعر ابدا احبتي.

فحاولوا ان تقرؤوا مصطلح (يُحْبِ) بضمة على حرف الياء وكسرة تحت حرف الباء فيكون نطقها (لا يُحبي) وبمعنى لا يمنح او لايعطي لان الحب القرآني فعل ألهي يعود الى الامر الكوني النافذ الخاص به وهو (حِبَّ) وبمعنى امنح وميزانه (حاب. حوب. حيب) وجميعها تفيد معنى المنح والعطاء..

حِبَّ (حاب. حوب. حيب) وجميعها تفيد معنى العطاء ولا تفيد المشاعر..

وكذلك هو الحال بالنسبة لقوله عز من قائل (فانبتنا فيها حبا) ومن انها تعني انبتا فيها كل شيء وحبيناها حبياً بعطائنا ولا تعني الفصولياء والقمح والبقوليات وكما شرحها الاعراب بغباءهم..

فقولنا (حبا) اي اعطى ومنح وليست قمح وفصولياء وليست مشاعر ايضا..

وكل الحب والسلام للجميع
والحب هنا عطاء للجميع وليس فصولياء ولا عدس وليست مشاعر حميمية ايضا لاني مشاعري الحميمية لأنثى واحدة فقط
 
🙂
محمد فادي الحفار
23/11/2018

الجمعة، 22 يناير 2021

المنشور "147" (نظرية الفناء الاعرابي وغبائها)

 


دائماً ما اقول لكم بأن قرأتكم لتالية القرآن الكريم مشكلة بالتشكيل الاعرابي مصيبة مابعدها مصيبة لأنها ستجعلكم تخطؤون في فهم فلسفة القرآن الشمولية ومع هذا مازال البعض من اصدقاء الواحة يضعون في منشوراتهم او حتى مداخلاتهم تاليات مشكلة أعرابياً عن طريق الكوبي البيست ورغم أنني حذرتكم من هذا وطلبتم منكم لأكثر من مرة أن تكتبوا تاليات القرآن الكريم بأنفسكم وبشكل مباشر ودون الحاجة لنسخها كوبي بيست من مواقع القرآن الإلكترونية...
ولكي تتضح الصورة عن غباء التشكيل الاعرابي وخطورته على القرآن الكريم تعالوا معي لنتفكر في قوله عز من قائل (كل من عليها فان) والذي شرحه الاعراب لنا في مدارس لغوهم الأعرابي وعلى أنه يفيد معنى النهاية الحتمية لجميع الكائنات ورغم أن مصطلح (فان) وبمعنى الفناء الافترضي قد جاء في القرآن الكريم مرة واحدة فقط وفي قوله عز من قائل (كل من عليها فان) ومن انكم وان قلبتم القرآن كله عن تالية اخرى تتحدث عن الفناء بمفهومه الاعرابي فلن تجدوا لها اي اثر...!!!
وعليه
هل يوجد شيء يقال له الفناء (بمعنى انتهاء كل انواع الحياة في الكون) في القرآن الكريم ام أن هذا من صنع الأعراب القرشيين وغبائهم وما أنزل الله به من سلطان في كتابه؟!!
ثم كيف سيفنى كل شيء ويبقى وجه الله إن كان وجه الله موجود في كل شيء لانه واينما تولي فثم وجه الله؟!!
اذن
ولكي تتضح لكم الصورة عن المعنى الصحيح لمصطلح (فان) في القرآن الكريم فإنني مضطر لأن اعرض لكم بعض التاليات الكريمة التي جاءت عليه لتحكموا بأنفسكم فأقول: (((كل من عليها فان))) (((فان انتهوا فان الله غفور رحيم))) والان
ماهو الفارق بين مصطلح (فان) في هذه التاليات التي اعرضها لكم سوى التشكيل الاعرابي الكريه؟؟ لايوجد فارق اليس كذلك؟ فجميعها جاءت برسم واحد وهو (فان) في كلا التاليتين اليس كذلك؟... فكيف نقراءها في التالية الاولى بمعنى انتهاء كل انواع الحياة في الكون وعلى حين اننا نقراءها هي ذاتها في الكثير من مواقع الكريم بمعنى الآوان وماسوف يحصل في هذا الآوان؟ احبائي ان مصطلح (فان) القرآني يعود في اصله إلى فعل الامر الكوني النافذ (آُنَّ) والذي هو امر لك بأن تكون جاهزً في هذا الآوان او لحظة صدور الامر وميزانه هو (آن. أون. اين) وجميعها تفيد معنى الآوان.. أُنَّ (آن. أون. اين) وجميعها تفيد معنى الآوان أو اللحظة الآنية التي صدر فيها الامر الكوني وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة "ف" والمختص بالقدرية والمقادير فتصبح: فإنَّ (فآن. فأون. فأين) والتي تفيد جميعها مقادير الآوان او كما نقول بالعامية (مقدار الزمن ومُدته)... فقوله عز من قائل (كل من عليها فِان) اي كل من عليها مقدر له الآوان أو له آوانه الخاص به.... واقرؤوها بكسرة صغيرة تحت حرف الفاء لتتضح لكم الصورة.. وقوله ايضا (فان انتهوا فان الله غفور رحيم) أي انه وان جاء الآوان لهم ليتوقفوا عما هم فيه فسيأتي الآوان الذي سيغفر الله فيه لهم ايضاً.. اذن فلا يوجد شيء يقال له (الفناء) في القرآن الكريم وبمعنى نهاية كل اشكال الحياة لان هذا المصطلح أعرابي في تشكيله ونطقه ومعناه أيضاً ولان الحياة مستمرة وابدية وذلك لأن الله هو الحيٌّ دائما بوجوهه التي لاعدد ولا حصر لها والتي ستجدها في هذا الكون أينما وليت وجهك. وكل الحب والسلام للجميع
محمد فادي الحفار 22/1/2021

الثلاثاء، 19 يناير 2021

المنشور "146" (جهنم القرآن)

 


كثير ما نسمع مصطلح (جهنم) على أفواه الناس أو أفواه اصحاب العمامات السوداء والبيضاء وهم يتوعدون بها الناس ومن أنها حفرة عميقة لا قرار لها ومشتعلة بالنار الرهيبة التي لا تنطفئ وبحيث أن الله ربي الرحمن الرحيم قد اعدها للكافرين به لكي يُلقي بهم داخلها ويحرقهم ويذيبهم بها ويجعلهم يرون كل انواع الأهوال بها وما ألى ذلك من اساطير اعرابية ما أنزل الله بها من سلطان وناهيك عن انها تتعارض مع الرحمة الإلهية العظيمة وكيف أن هذا الإله والذي ومن المفترض له أن يكون أرحم الراحمين سيشوي الناس في نار أبدية كما يشوى احدنا الدجاجة على الفحم!!!! والاغرب من هذا هو بعض من يطلقون على انفسهم لقب المتنورين القرآنيين المعاصرين وشروحاتهم التافهة السخيفة التي لا تخلوا من الغباء وتكاد ان تكون أخطر على القرآن الكريم من الشروحات الإعرابية الارهابية المتناقضة وكذلك الغبي الذي يعكس كتابة الكلمة ليفهم معناها كما يدعي وبحيث اصبحت كلمة (جهنم) هي (منهج) وبان المنهج عكس جهنم وما ألى ذلك من غباء شديد يجعل من الاعراب القرشيين وشروحاتهم التافهة أفضل واعقل بألف مرة من غباء هؤلاء المتنورين وسخافتهم وشططهم..
وأما أنا احبتي فأقول لكم دائما بأن أي مصطلح من مصطلحات القرآن الكريم خاصة ومصطلحات لساننا العربي عامةً يعود في اصله ألى الامر الكوني النافذ الخاص به وعلى وزن (كُنَّ) وبحيث أن هذه القاعدة تنطبق على جميع المصطلحات الفردية والمركبة ومن بينها مصطلح (ابراهيم) و (مريم) وكما شرحتهم لكم في منشوراتي السابقة وبانهم اسماء مركبة من فعلين وبحيث ان الحال هو ذاته بالنسبة لمصطلح (جهنم) وبأنه مركب من فعلين وامرين كونيين نافذين وهم (جُهَّ) و (نُمَّ) وكما سأشرحه لكم ادناه فأقول:
ان جميع المصطلحات القرآنية من "جهة" و "وجهك" و "وجهتك" و "اتجاهك" و "توجه" و "توجهون" و "توجهتم" تعود في اصلها وجذرها الى فعل الامر الكوني النافذ "جُهَّ" والذي يفيد موضوع الاتجاه وبأن تأخذ اتجاهك وميزانه (جاه. جوه. جيه) وجميعها تفيد موضوع الجهة والاتجاه..
جُهَّ (جاه. جوه. جيه) وجميعها تفيد معنى الجهة والاتجاه وكل وجهةٍ تتولاها..
اي انني وعندما أقول لك عبارة (هذا وجهي أو هذه وجهتي) فإنها تعني اتجاهي أو المكان الذي اريد التوجه أليه ولا تعني تفاصيل شكلي وملامحي... فقوله عز من قائل وعلى سبيل المثال (بلى من اسلم وجهه لله وهو محسن) لاتعني ان اعطي الله فمي واسناني وعيوني وانما تعني أن اجعل وجهتي هي السلام وافعالي التي اتوجه بها لغيري تفيد السلام..
اذن فإن الوجه القرآني من فعل الامر الكوني النافذ (جُهَّ) والذي يفيد الاتجاه وهذا هو الشطر الاول من مصطلح (جهنم) وبحيث أنتقل معكم الى الشطر الثاني فأقول:
ان جميع المصطلحات القرآنية من "نام" و "انام" و "ينام" و "الأنم" و "الأنام" و "النوم" و "النيام" و "نائمون" و "منامك" و "منامكم" و "منامهم" عبارة عن تفعيلات للامر الكوني النافذ (نُمَّ) وميزانه (نام. نوم. نيم).. نُمَّ ( نام . نوم . نيم ) وجميعها تفيد معنى النماء والشيء الذي ينمو...
أي انني وعندما أقول عبارة (انا أنام) اي انا انمو ولا تعني أنا ارقد وبحيث ان قوله عز من قائل (والارض وضعها للأنام) اي جعلها متوضعة للكائنات التي تنموا عليها لأننا جميعنا آنام او كائنات تنموا بأستمرار..
اذن
فأنت من الكائنات الآنام لأنك تنموا وبستمرا وجميعنا كذلك وبما فينا الحيوانات لأننا جميعنا من الآنام التي تنموا على الارض التي وضعها المولى سبحانه وتعالى لنا لكي ننموا عليها..
ولكي تتضح لكم الصورة وبشكل اكبر ساضع لكم بعض التاليات الكريم التي جاءت على ذكر مصطلح نوم وانام ومنام فأقول: (((الله لا اله الا هو الحي القيوم لا تاخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الارض من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء وسع كرسيه السماوات والارض ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم))) ومعنى (لا تأخذه سنة ولا نوم) اي لا تنطبق عليه السنن والقوانين التي تنطبق على باقي كائنته ولا ينطبق عليه موضوع النموا والنماء وبأنه ينموا باستمرار لان عملية النمو تنطبق على الكائنات الغير مكتملة لكي تتم عملية نموها ولا تنطبق على المولى سبحانه وتعالى والذي لا تصفه الصفات..
اذن فنحن من الكائنات الأنام التي لأننا ننمو على الأرض التي وضعها ربي للأنام وبقوله ((والارض وضعها للانام)) وبحيث ان الله ربي السامي او الذي في السماء لا تنطبق عليه هذه الحالة من النماء لانه هو الذي لاتاخذه سنة ولا نوم وبمعنى انه لا تنطبق عليه السنن والقوانين الكونية التي تنطبق علينا ومن بينها قانون النماء لانه تبارك وتعالى ربُ الكمال كله ولايحتاج الى النموا والنماء لكي ينموا لأن النمو والنماء من اجلنا نحن الكائنات الأنام او الكائنات التي تنموا لاننا غير كاملين.. وعليه فإن مصطلح (جَهنمَ) القرآني يفيد المكان الذي يتوجه اليه جميع الكائنات الأنام التي تنموا ومن أنه يفيد كوكب الارض الذي وضعه ربي للأنام وبحيث أن كل انواع الكائنات الأنام التي تنموا موجودة عليها وهو وجهتها إبتداء من البكتيريا والعوالق البحرية التي تنموا وتصبح طحالب وغيرها وانتهاء بالانسان والذي ارقى الكائنات الانام بما جعله ربي في احسن تقويم. والخلود في جهنم هو الخلود في ارض النماء الخالدة دون الارتقاء الى السماء الخلد او الحالات السامية لاننا جميعنا خالدين اصل ومن خلال خلود النفس الواحدة التي نتنفس منها جميعنا ونركب اطوارها طور بعد طور طبق.
وعليه فانني ارجوا منكم اخير أحبتي ان تغسلوا وجوهكم من جميع الاتجاهات التي تدعي أنها خبيرة في معاني القرآن الكريم ومن بينها مجموعة الغباء الكوثرية ومنهجها الذي لا وجهة له لأن وجهتكم الوحيدة التي يرضاها لكم المولى سبحانه وتعالى هي وجهة المنهج الكوني القرآني لأن الكون كله قائمً على الجذر الكريم (كُنَّ) وليس القرآن الكريم وحده والذي هو الكون الاصغر لانه نافذتنا على الكون الاكبر. وكل الحب والسلام للجميع محمد فادي الحفار 15/7/2019

الاثنين، 11 يناير 2021

المنشور "145" (عض الاعراب وعض القرآن)


اكثرنا -ان لم يكن جميعنا- قد سمع مصطلح "عض" القرآني وبحيث اننا نعرفه وعلى انه يفيد عملية استخدامنا لاسناننا في قضم الشيء وتمزيقه او حتى الضغط عليه وكما شرحها لنا الاعراب في معاجهم اللغوية وكحال هذه الصورة للام ووليدها والتي ارفقتها لكم مع المنشور...

واكثرنا يضاً ايعرف قوله عز من قائل:

(((هاانتم اولاء تحبونهم ولا يحبونكم وتؤمنون بالكتاب كله واذا لقوكم قالوا امنا واذا خلوا عضوا عليكم الانامل من الغيظ قل موتوا بغيظكم ان الله عليم بذات الصدور)))

وبحيث نرى ان المنافقين او المخادعين هنا لا يحبوننا ويتصنعون الحب لنا وبحيث انهم وعندما يغادرون مجلسنا ويخلون الى انفسهم يقمون بعض اصابعهم من الغيظ وكما هو واضح لنا في التالية الكريمة اعلاه..

وعليه
هل جميع المخادعين الكارهين لنا يقمون بعض اصابعهم من الغيظ عندما يختلون بانفسهم؟!!
الا يوجد واحد من بينهم لا يفعل هذا الفعل وبحيث يكون له تصرف اخر غير العض على اصابعه ومن انه ينتف شعره مثلً او يضرب راسه بالحائط او يكسر الاطباق في منزله من الغيظ مثلً؟!!

فان لم يكن الجميع يعضون اصابعهم من الغيظ حصرً فان هذه التالية الكريمة ستفقد مصداقيتها لانها تؤكد لنا وبقول رب العزة بان الذين يكرهوننا ولا يحبوننا يعضون على اصابعهم من الغيظ عندما يختلون بانفسهم فما رايكم بهذا الكلام الغير منطقي ولا يمت للصحة بشيء احبتي؟

فهل مصطلح "العض" القرآني يفيد عملية استخدامنا لاسناننا في قضم الشيء وكما شرحه الاعراب لنا ام ان له معنى اخر؟؟

وعليه
تعالوا معي لكي اشرح لكم معنى مصطلح "العض" القرآني ومن خلال جذره وفعل الامر الكوني الخاص به ودون اي حاجة للاجتهاد الشخصي او الاستنباط لمعنوي اوكما يفعل الاعراب دائماً فأقول:

إن جميع المصطلحات في لساننا العربي السامي من "عُضَّ" و "عاض" و "عوض" و "عيض" و "يستعيض" تعود في اصلها الى الامر الكوني النافذ "عِضَّ" والذي يفيد الامر بالتعويض عن الشيء وميزانها (عاض. عوض. عيض) وجميعها تفيد عملية التعويض...

عُضَّ (عاض. عوض. عيض) وجميعها تفيد عملية التعويض وكمن يقول (انا لا أخذ عوضً عن دم ابني وعوضي فيه على الله) وبحيث تلاحظون هنا كيف استخدمت لكم مصطلح "عوض" من الميزان اعلاه وبالاضافة الى مصطلح "عوضي" للتتضح لكم الصورة..

وشرح التالية الكريمة اعلاه بسيط جدا احبتي وبحيث انها تقول:

- واذا لقوكم قالوا امنا واذا خلوا عضوا عليكم الانامل:

أي انهم واذا لقوكم وكانوا في جلسة معكم قالوا امنا بما امنتم به ونحن معكم ونحبكم..
واذا انفردوا بانفسهم (عضوا عليكم الانامل) وبمعنى استعاضوا عليكم بكل ما قد مالو اليه من عاداتهم وعقائدهم التي اعتادوا عليها وكانت تُملى عليهم لان مصطلح (الانامل) من جذره "مُلَّ" وميزانه (مال. مول. ميل) والذي يفيد كل انواع الأملاء وما يُملى عليك وبحيث يدخل عليه حرف النون التاكيدي فيصبح "نمل" (نُمال. نمول. نميل) وجميعها تفيد تأكيد عملية الملَّ والاملاء وبحيث ان هذا مشروح في بحث (المال الاعرابي والمال القرآني) ومشروح ايضا في منشور (نملة سلميان) احبتي..

اذن
فهؤلاء المنافقين الكارهين لكم والذين يتصنعون الحب يقولون لكم في وجوهكم بانهم معكم ومؤمنين بمثل انتم مؤمنين به وبحيث انهم وعندما ينفردون بانفسهم او بمن هم مثلهم يستعيضون عنكم وعن ايمانكم الذي لايعجبهم اصلً بما معهم من عقائدهم القديمة التي تُملا عليهم واعتادوا عليها وهذا بكل بساطة احبتي..

وكذلك هو الحال مع قوله عز من قائل:

(((ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيل)))

ومن انها تفيد امر التعويض ذاته ومن انك سترى هذا المفتري الظالم يوم يقف امام الحق ربي تبارك وتعالى وهو يطلب التعويض لنفسه عن أؤلائك الذين كانوا يؤيدونه وكأنه يتبرء منهم ومن تأيدهم لهم ويقول لنفسه ياليتني استعضت عنهم بالرسول وكنت معه عوضً عن ان اطمع بتشجيع هؤلاء الاغبياء الذين كانوا يؤيدونني في ظلمي للرسول ويجعلونني ازداد فخرً وثقةً بافعالي الظالمة له..

اي ان حال هذا الظالم هنا كحال الظالم المفتري (أ. أ) معي وكيف انه يكذب ويشوه سمعتي باخبار غير صحيحة ويجد لنفسه من يؤيده وبحيث انه يتمادى في ظلمه لي اكثر واكثر لانه قد اغتر بنفسه بسبب بعض المؤيدين له ومن انه سيقف بين يدي المولى تبارك وتعالى في يوم من الايام حتمً ويقول لنفسه يا ليتني كنت قد استعضت عن هؤلاء المؤيدين الساقطين بمصاحبتي لفادي عوضً عن ان اقف هذا الموقف الظالم بين يدي المولى تبارك وتعالى..

ولقد وضعت لكم هذا المثل للتشبيه فقط لكي اقرب لكم صورة العوض والتعويض بشكل واكبر ولان الذين يعرفون قصتي مع هذا الظالم المفتري (أ.أ) وما عانيته منها وكم اوجعتني سيفهمون الامر اكثر ومن خلال هذا التشبيه..

وعليه
فان العض القرآني من العوض والتعويض والاستعاضة عن الشيء بشيء اخر ولا علاقة له بفمك واسنانك واستخدامك لهم من قريب او بعيد اخي القارئ الكريم فهذا هو قرآني العربي السامي وقراتي له من خلال المنهج الكوني القرآني وجذور المصطلحات الكريمة وقواعدها الصحيحة وميزانها الكوني السليم وبعيد كل البعد عن لغو الاعراب ولغتهم واستنباطهم العشوائي لمصطلحات القرآن الكريم دون اي قاعدة ثابته يعودون أليها.

وكل الحب والسلام للجميع


محمد فادي الحفار
23/9/2019

السبت، 9 يناير 2021

المنشور "144" (ابراهم و ابراهيم)

 



لقد سالني احد الاصدقاء عن الفارق بين اسم "ابراهم" و "ابراهيم" وكما ورد في القرآن الكريم وبشكلين مختلفين ومن ان هذا الامر يحيره لانه قد سمع احد المفسرين يقول بان عدم وجود حرف الياء في بعض المواقع التي جاء الاسم فيها دليل على المرحلة الأولى من حياة إبراهيم قبل إنجابه وبان وجود حرف الياء هو دليل المرحلة الثانية وبعد انجابه...

وطبعً فان الاجتهادات الشخصية كثيرة جدا وبعضها جميل ولكنها من غير قاعدة ثابته توضح لنا كيفية استنتاجها او كيف توصل صاحبها الى هذا الاستنتاج او هذا الاستنباط فنبقى في حيرة من امرنا وبين مصدقٍ ومكذبٍ لهذا الاستنباط فيستمر الخلاف والتخاصم بيننا الى مالا نهاية...!!

واما انا فاقول لكم بان القاعدة الجذرية الثلاثية والمنهج الكوني القرآني هو هي الوحيد المخول بشرح وتفسير القران الكريم بكل دقة لان قواعده ثابتة ولاتتغير وبحيث ان طريقة الاستنتاج فيه واضحة للجميع.

نعم
فلقد ذكرت لكم سابقً بان لقب ابراهيم مركب من فعلين وهم (ابرا) و (هيم) وبحيث قلت لكم ايضا بان مصطلح "ابرا" من البر وكقولنا (لقد ابرا بوعده لي) ومن ان مصطلح (هيم) من تفعيلات الهمة والهمم وكقولنا (لقد هم بها) او قولنا (لقد همو به) او (هيم به)..

وعليه
فان (ابرا ... هَم) هو الذي كان بارً بهمته ويدفع بنفسه نحو البحث عن البر وبمعنى انه هو الفاعل هنا....
واما (ابرا ... هيم) فهناك من يدفعه للبر دفعً ويحثه عليه فيكون (مفعول به)..

واما طريقة استنتاجي لهذا الامر بين فاعل ومفعول به فبسيط جدا احبتي ان انتم تذكرتم معي الميزان الخاص بنا وهو:

(عاد . عود . عيد) او (قاد . قود . قيد)..

فمصطلح "عاد" فاعل ... ومصطلح "عيد" مفعول به
ومصطلح "قاد" فاعل ... ومصطلح "قيد" مفعول به

نعم
فعندما اقول لكم عبارة (لقد قاد السجان سجينه الى السجن) يتضح لكم بان الذي قاد هو الفاعل...
واما وعندما اقول لكم عبارة (لقد قيد الى السجن) فهذا معنا بان الذي قيد مفعول به وبان هناك من قاده..

اي ان "قاد" (فاعل)... و "قيد" (مفعول به)

وهذا وبدوره ينطبق على جذر الهمة وميزانه... هُمَّ ( هام . هوم . هيم )..
فالذي "هام" هو الفاعل او صاحب الهمة (ابرا .. هَم) او (ابراهام)
واما الذي "هيم" فهو المفعول به وبحيث فرضت عليه الهمة (ابرا .. هيم)

اذن
فان الاول هو (ابراهَم) والذي كان يبحث عن البر بكل همته وكان هو (الفاعل)...
واما الثاني فهو (ابراهيم) والذي كان البر هو من يدفعه ويحثه ويعلي له همته فيكون (مفعول به)..

نعم احبتي
فان انتم ادركتم معي بان البر من اسماء ربي الحسنى لادركتم بان ابراهيم كان رسول من ربي وكان مفعولً به لان الذي يحركه هو ربي البار وليس هو من يحرك نفسه بنفسه ويدفعها...

اذن
فان ابراهام وفي بادء الامر او في بداية حياته وبحثه عن ربه كان في مرحلة "ابراهَم" الفاعل والذي يتصرف من عند نفسه لانه كان حائراً بين الشك واليقين ويبحث عن ربه وعن البر بربه فيكون ابراهم (فاعل)..

واما وفي مرحلة الايمان والتي وجد فيها ربه وخرج من عبادة الكواكب الى عبادة ربه اصبح "ابراهيم" (المفعول به) لانه بدء يتعلم مباشرة من ربه وينفذ اوامر ربه وليس اوامر نفسه فيكون حينها ابراهيم (المفعول به).

اذن
فان معنى اسم "ابراهم" هو الذي يبرر همته بنفسه..
ومعنى اسم "ابراهيم" هو الذي وقع البر على همته فاصبحت مبررة من الله له وليس من نفسه لنفسه فيكون هو الذي برر الله له همته..

وهذا هو المنهج الكوني وبكل بساطة احبتي وبحيث انكم وان ادركتم سهولته وعظمته فستدركون جميع القصص القرانية وبكل دقة وكانكم تشاهدونها امام اعينكم وعلى شاشة العرض فينتهي الاجتهاد الشخصي او الاستنباط بتناقضاته ونبدء بدارسة القران من خلال العلم اليقين ليكون القران معلمنا او (الفاعل) ونكون نحن جميعنا تلاميذه او (المفعول بهم) وليس العكس وكما هو الحال اليوم ومن ان القران هو المفعول به وكل واحد منا يسقط نظريته واوهامه الخاصة عليه فيصبح القران كتابً متناقضً ولا ثبات او استقرار فيه لان كل واحد منا يغني على ليلاه.

وكل الحب والسلام للجميع


محمد فادي الحفار
3/3/2018

الأحد، 3 يناير 2021

المنشور "143" (وادي النمل)

 



اكثرنا يعلم قصة سليمان مع النمل وكيف كان يتحدث معهم ويفهم لغتهم وبما وصلنا من الأساطير اليهودية التي تبناها أجدادنا الأعراب ونقلوها لنا جيل بعد جيل حتى أصبحت حقيقة مطلقة بالنسبة لنا و اصبحنا نصدق هذه الخرافات والاساطير دون ان نعمل عقولنا بها او حتى نفكر في مصداقيتها لأننا اعطينا عقولنا إجازة عن العمل واكتفينا بإرثنا الاعرابي التافه!!!

نعم
فالله ربي باننا اعطينا عقولنا إجازة واصبحنا نصدق بان الانسان يتحدث مع الحشرات بلغة خطاب مشتركة بينهما أو أنه يوجد هناك حمار يحلق في الكون ويصل بصاحبه الى سدرة المنتهى لأننا قد تركنا القران مهجورا واتبعنا أساطير سخيفة ما انزل الله بها من سلطان...

واما انا فأقول لكم بأنه لا يوجد خاطب بين سليمان والحشرات لأن سليمان لم يكن حشرة لكي يخاطب الحشرات بأسلوبها ولغتها وإنما هو قد تعلم من مُنطق الطير فقط ولم يتعلم لغة الحشرات او الحيوانات وهذا أولا..

واما ثانياً فان مُنطق الطير القرآني لا يعني لغة الدواجن والعصافير لان الطير في القرآن الكريم ليس من الحيوانات وانما هو كل شيء يتطور ومن جذره الكوني المشدد (طُرَّ) وميزانه الكوني (طار. طور. طير) والذي يفيد معنى التطور والأطوار وهذا ليس بحثنا هنا ولن اتبحر به بأكثر من هذا..

وعليه
لقد ذكرت لكم ومنذ اكثر من خمس سنوات بان مصطلح (نمل) من الميل والامتلاء بالشيء المائل الذي يُملي علينا ولقوله عز من قائل:

(((ولا يحسبن الذين كفروا انما نملي لهم خير لأنفسهم انما نملي لهم ليزدادوا اثما ولهم عذاب مهين)))

نعم
فقوله عز من قائل (نملي) من الامتلاء وكقلوه (لأملان جنهم) بكل ما هو مائل لأنه هو الذي يُملي لنا من كل ما تميل له انفسنا فنكون نحن من (نُملى) لتكون مفردته (نُمله) او من وقع عليها فعل الامتلاء ومن جذرها الكوني المشدد (مُلَّ) والذي يفيد معنى الشيء المائل وميزانه (مال. مول. ميل) وجميعها تفيد معنى الشيء المائل..

مُلَّ (مال. مول. ميل) وجميعها تفيد الشيء المائل وبحيث يدخل عليها حرف "ن" المختص بالتأكيد فتصبح:
نمل (نُمال. نمول. نميل) وجميعها تفيد التأكيد على تنفيذ حالة الميل تجاه الشيء الذي تميل له انفسنا.

والميل ليس مصطلحً سيء في طبيعته لأننا ان ملنا عن الخطاء الى الصواب فهذا ميلٌ حسن وبحيث ان جميع مصطلحات القرآن الكريم لها استخدامين او وجهين احدهم للخير والأخر للشر...

فلا يوجد مصطلح او فعل فيه الشر لان الشر في انفسنا وفي طريقة استخدمنا لهذا المصطلح...

وعليه
فان الميل مصطلح قراني رائع ان نحن استخدمناه في مكانه الصحيح وبان نميل عن الظلام الى النور او نميل الاجرام الى السلام..

والنملة هي كل من تميل عن شيء الى شيء اخر اكان ميلان خير او ميلان شر...

كما وانه ومن الواجب علينا ان ندرك بان عبارة (وادي النمل) لا تعني المنخفض الأرضي الذي يوجد فيه الحشرات وانما تعني وادّي حالة الميل وعلى وزن (مُحبّي حالة الميل) او من عندهم ود شديد لحالة الميل او لكل ما يُملى عليهم ويجعلهم يميلون له وبحيث ان كل من تميل نفسه الى ما معه من عقيدة او معتقد هو من وادّي النمل..

نعم احبتي
فمصطلح وادي في القران الكريم من جذره الكوني المشدد (ودَّ) والذي يفيد حالات الود والوداد وميزانه الكوني هو (واد. وود. ويد) والتي تفيد جميعها معنى الوداد..

اذن
فان مصطلح (الواد) في القران الكريم من الود والوداد ولا يعني المنخفض الأرضي ابدا..
وأما النمل فمن قوله (نٌملي) وهي من الميل ولقوله عز من قائل (فلا تميلوا كل الميل)..
واما قوله (انما نملي لهم) أي يجعلنا نُملا بكل ما تميل أليه انفسنا وهذا عائد لنا هنا اكان ميلنا للخير ام للشر..

اذن
فان معنى عبارة (وادّي النمل) وعلى وزن (مٌحبي النمل) تفيد أولئك الذين في حالة ود وحب شديد للأشياء التي تُملى عليهم وتجعلهم يميلون لها.

وأما النملة فهي المفردة لمصطلح النمل ومن أنها تعني (التي يُملى عليها الشيء فتميل معه حسب اتجاهه) لأن الخطاب الشمولي مؤنث هنا كونه يخاطب النفس الواحدة والتي هي مؤنث وذلك لأن مصطلح النفس في لسان القرآن الكريم مؤنث..

وعليه
فهو مجتمع إنساني عاقل ومن النفس الواحدة وليس بمجتمع حشرات وكما هو في الشرح الأعرابي الساذج..

واما قولها (لا يحْطمًنكم سليمان وجنوده) والذي فسرها الآراب بمعنى (لا يدوسَكم سليمان وجنوده بأقدامهم) فهي سهلة جدا ان نحن تدبرنا القرآن الكريم بعيد عن اللغو الاعرابي وسذاجته ومن انها تعني (لا يُحط منكم)...
أي أنها تطالب مجتمع وادّي النمل (والذي هو مجتمع إنساني وعنده حالة الوداد والحب الشديد لكل ما يملى عليهم) أن لا يجعلوا سليمان وجنوده يحيطون بما معهم من علوم او حتى اسرار وهم لا يشعرون بهذه العلوم والأسرار والتي يجب ان تبقى مكتومةً عنهم...

(لايُحِطَمنكم) أي لا يحيط منكم باي شيء مما معكم...

اذن
فان الموضوع هنا عبارة عن تكتم شديد او إخفاء شديد لأسرارهم وعلومهم وكل ما معهم عن سليمان وجنوده لكي لا يحيطوا بها وتنكشف لهم هذه الأسرار وهم أصلا لا يشعرون بها...

فوادّي النمل هم الذين لديهم حالة وداد وحب شديد لكل ما يملى عليهم من علوم ويميلون لها وبحيث أنهم يحيطون بهذه العلوم التي تملى عليهم إحاطة كاملة ويبقونها لأنفسهم لكي لا تصل إلى أحد غيرهم على سطح الأرض لاعتقادهم بأن العلم الربوبي ليس حقً للجميع وانما هو حق لمن يستحقه فقط..

وعليه
فلا يوجد خطاب شفوي بين سليمان والحشرات أو حتى الدواجن والحيوانات لأن سليمان ليس بحشرة أو حيوان وانما هو انسان حكيم ويلتقى العلم من رب حكيم ولان قرآننا الكريم ليس بكتاب كليلة ودمنة لابن المقفع عن الحيوانات وإنما هو كلام رب حكيم عليم يريد ان يعلمنا من كل علومه المتطورة لكي نتطور معه بمنطق الطير والتطور فنصبح من الربانيين.

وكل الحب والسلام للجميع


محمد فادي الحفار
3/10/2018