الأربعاء، 10 يونيو 2020

المنشور "93" (دبَّ و كدبَ)



دخول حرف الجر والحركة "كوايضا "ع" على بعض الجذور القرآنية....

مازال اكثرنا يعتقد بان مصطلح (الدابة) القرآني يفيد بعض الكائنات التي تمشي على قوائمها الاربعة على سطح الارض وذلك بسبب اللغوا الاعرابي الذي شرح لنا هذا المصطلح الكريم بمفهومه الضيق فضاعت علينا شمولية القرأن الكريم لأننا اتبعناهم في لغوهم وفي اعتمادنا على معاجمهم اللغوية ورغم ان هذا القرآن الكريم كتاب بيان واضح جدا لمن يدرس مصطلحاته من ضمن معطياته ودون الحاجة لغيره فاقول:

ان جميع المصطلحات القرآنية من "دابة" و "دواب" و "دائبين" و "دابا" و "كدبا" و "الكادبين" عبارة عن تفعيلات للامر الكوني النافذ (دُبَّ) والذي يفيد العمل الدؤوب والحركة الدؤوبة وميزانه (داب. دوب. ديب) او الحركة الدؤوبة لجميع الكائنات الدابة في هذا الكون الرحيب وكما سيتضح لكم ادناه وعلى النحو التالي:

دُبَّ (داب. دوب. ديب) وجميعها تفيد معنى العمل الدؤوب...

فقولنا وعلى سبيل المثال (لقد دأب على الشيء) اي كان في حالة حركة دؤوبةً من اجل اتمامه وبحيث سيتضح لكم هذا من قوله عز من قائل:

(((قال تزرعون سبع سنين دابا فما حصدتم فذروه في سنبله الا قليلا مما تاكلون)))

ومن ان معنى مصطلح (دابا) في هذا التالية الكريمة واضح جدا ومن انه يفيد الحركة باستمرار وذلك لانهم كانوا يدأبون وبكل جهدهم وطوال سبع سنين على الزراعة ودون توقف لكي يحصدوا أكبر كمية ممكنة من السنابل التي سيوفرونها لاحقا لأيام القحط..

اي ان مصطلح (دابا) يفيد الحركة المستمرة او النشاط المستمر والجهد الكبير وعدم التوقف عن هذه الحركة وهذا النشاط وبحيث ان كل كائن متحرك في هذا الكون الرحيب هو من الكائنات الدواب ويطلق عليه لقب (الدابة) وكحال الشمس والقمر وبانهم من الدواب ولقوله عز من قائل:

(((وسخر لكم الشمس والقمر دائبين وسخر لكم الليل والنهار)))

نعم احبتي..
فالشمس والقمر من الدواب لان ربي قد جعلهم دائبين في حركتهم وسعيهم الدؤب وذلك لان الكائنات الدواب موجودة في السماوات والارض على حد سواء لقوله:

(((ومن اياته خلق السماوات والارض وما بث فيهما من دابة وهو على جمعهم اذا يشاء قدير)))

اذن
فان الشمس والقمر من الدواب السماوية لانهم دائبين فيهما ولان مصطلح (الدابة) القرآني لا يفيد الكائنات الحية او الكائنات التي تدب على قدميها فقط وكما شرحها لنا الدكتور محمد شحرور في استنتاجاته الخاطئة التي قال فيها بوجود كائنات فضائية تدب على كواكب أخرى ليرقع اللغو الأعرابي بلغو أكبر منه وذلك لانه لم يفهم معنى مصطلح الدابة ومن جذره وكما اشرحه لكم..

نعم احبتي
فدابة السماء ليست الكائنات الفضائية وحسب (وان افترضنا وجودها وكما قال الدكتور شحرور) وانما هي جميع المجرات والكواكب السيارة في الكون لانها جميعها من كائنات السماء الدابة كونها في حركة دؤوبة ومستمرة...
وعليه
وحتى وان لم يكن هناك كائنات فضائية ابدا فان قوله عز من قائل عن وجود دواب في السماء يبقى قائمً وصحيحً دائما لان الشمس والقمر من الدواب الموجودة في السماء وكما هو واضح في التالية الكريمة اعلاه...

اذن فان الشرح المختصر لمصطلح (الدابة) القراني يكون على النحوا التالي:

الدابة: هي كل كائن يتحرك وفي حالة حركة دؤوبة اكان كائن صغير او ذرة ام حتى كوكبً ضخمً ومجرة..

نعم
فالحشرات من الدواب والاسماك من الدواب وجميع الحيوانات من الدواب ونحن الانسان من الدواب وحتى الكواكب والمجرات من الدواب لان كوننا كله عبارة عن كون للدواب وذلك لان كل شيء فيه يتحرك و يدأب في حركته وبحيث اطلقت على منشوري هذا عنوان ( كون الدواب ) وبحيث ان دواب السماء هي الكواكب جميعها لأنها في حالة حركة دؤبة ولا تتوقف عنها وهذا واضح في قوله تبارك وتعالى بأن الشمس والقمر دائبين لأنهم من دواب السماء ومن ان دواب الارض هم جميع الكائنات التي تتحرك عليها اكانت وحيدة الخلية ام حشرة ام حيوان وانسان.

واما لأن فتعالوا معي لنأخذ التالية الكريمة التي تقول:

(((ان شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون)))

وبحيث نسال انفسنا هنا ونقول:
من هم شر الدواب الصم البكم الذين لايعقلون؟
وهل هم اصحاب الاحتياجات الخاصة من فاقدي السمع او النطق وكما شرحها الاعراب لنا بلغوهم الغير عقلاني؟
وان لم يكونوا هم المقصودين بها فلماذا ضرب لنا الله المثل بهم؟
وهل هناك ذنب قد ارتكبه هذا الانسان المسكين الذي ولد وهو فاقد للسمع او البصر لكي يشبهه الله لنا بشر الدواب؟!!!!

ابدا احبتي..
فشر الدواب عند الله الصم البكم (او حالت التصميم الموجودة بكم) لان هذا الخطاب للانسانية كافة او لكل انسان يصمم على ما معه من تراث غبي ورغم كل الاخطأ التي فيه لانه لا يريد ان يستخدم عقله وكحال امة الاعراب المتخلفة ومن ان مصطلح شر الدواب الصم يبطبق عليها تمامً لانها مصممة على ما معها من لغو ابائها واجدادها ورغم كل سخافته وعدم منطقيته..!!!

فقوله عز من قائل (صم بكم عمي فهم لا يرجعون) اي حالة التصميم التي بكم انتم العامة هي التي تجعلكم لا ترجعون وبحيث ارجوا منكم هنا مراجعة بحث الصوم الاعرابي والاعمى الاعرابي لتصلكم الصورة تمامً..


اذن
فان قوله عز من قائل (الصمُّ البكم) اي حالة التصميم الموجودة بكم لان مصطلح (بكم) يفيد المعنى الذي حصل لكم وبقوله عز من قائل (واذ فرقنا بكم البحر)..

وعليه
فان شر الدواب منا نحن الانسان لاننا الكائن الاكثر تصميمً على ما معه من افكار ومهما كانت غبية وسلفية ومهترءة وبحيث انه يرفض كل انواع التطور والاقتناع بكل ماهو جديد ومفيد.

اذن
فاني أعود وأؤكد عليكم بأن جميع المصطلحات القرانية من "دابة" و "دواب" و "كداب" و "دائبين" و "دابا" عبارة عن تفعيلات للجذر الثلاثي المفتوح ( د ب ب ) والذي هو فعل فردي عائد على فاعل فردي هو الله سبحانه وتعلى والذي جعل الكون كله دأبً على الحركة لاننا في كون الدواب.

دُبَّ (داب. دوب. ديب) وجميعها تفيد معنى العمل الدؤوب وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة "ك" والمختص بالمثالية التشبيهية المانعة للتطابق ليصبح عندنا:

كدب (كداب. كدوب. كديب) والتي تفيد جميعها حالة التشبيه بعملية الحركة الدؤوبة ولكنها وفي الوقت ذاتها مانعة للتطابق بالمثلية فتكون اقرب ما يكون لعكس المعنى ولكن دون ان تعكس المعنى..

فقوله عز من قائل وعلى سبيل المثال (كداب ال فرعون) اي كالحالة التي كان عليها آل فرعون ومن انهم يظنون انفسهم دائبين على الحركة او على اكتساب العلم والمعرفة وهم لا يفعلون هذا بانفسهم وانما هم يستعبدون الامم لتقوم بالعمل عوضً عنهم..

أي ان قوله (كداب) يفيد المتشبهين بالكائنات الدواب ولكنهم ليسوا محسبوين على الكائنات الدواب او لا يحتسبهم ربي من الكائنات الدواب لانهم لا يدأبون بانفسهم على الحركة.

واما وان دخل على الميزان اعلاه حرف الجر والحركة "ع" فانه يعكس المعنى تمام لانه من الحروف التي تعكس المعنى ليصبح عندنا: 

عدب (عداب. عدوب. عديب) والتي تفيد جميعها عدم الحركة او عكس مصطلح (داب) والذي يفيد الحركة الدؤوبة وبحيث انني احتاج لان اضع لكم بحث بخاص تحت عنوان (العذاب ام العداب) لكي اوضح لكم الخطأ في التنقيط الذي وقع على المصطلح ومن ثم اشرح لكم بعدها معنى قوله (يعدبهم الله) وبانها تفيد تقويد عملية الحركة لتصلكم الصورة وبكل وضوح وذلك لان عداب ربي للمجرمين هو ان يجعلهم يرون ما نحن فيه من حركة نحن المسلمين وما سيكون عليه حالهم من عدم الحركة حينها..

ملاحظة:
لاتنسوا ابدا بان حرف (الذال) اعرابي في نطقه ومن الاحرف المشكوك بامرها عندي وبحيث اني اقرأه دائما وفي جميع مواقع القرآن الكريم (دال)..

وكل الحب والسلام للجميع.


محمد فادي الحفار
18/7/2015

هناك تعليقان (2):

  1. اليوم خطر ببالي يترى مامعنى ..
    ومايكلف الله نفسا الا وسعها ..
    كلمة تكليف هنا هل هو المعنى المتعارف عليه ..

    ردحذف
    الردود
    1. كال كيل كول مكيال والفاء للتثبيت كل نفس بمكيال يوزن له وفق ما سعى

      حذف