سألني وقال لي بأن ما هو الفارق بين مصطلح (العاقر) و (العقيم)؟
وهل هما مترادفتان تفيدان المراءة الغير قادرة على الانجاب؟
واذا كانا مترادفتان للمعنى ذاته فما حاجتنا لكلا المصطلحين ان كنا نستطيع أن نستغنى عن احدهم ونعتمد على الاخر فقط؟
ام ان العاقر تفيد المراءة الغير قادرة على الانجاب وعلى حين ان العقيم يفيد الرجل الغير قادر على الانجاب كما يقول البعض؟
فقلت له لا هذا ولا ذاك يا صاحبي
فالعاقر لا تفيد معنى العقيم ولا تفيد عدم القدرة على الانجاب لان كل مصطلح من مصطلحات القرآن الكريم له معناه الخاص والمتفرد به ولا ينطبق على غيره ومن انه لا يوجد أي ترادف في القرآن الكريم..
نعم احبتي
فلو كان مصطلح العاقر يفيد المراءة الغير قادرة على الانجاب فما معنى قوله عز من قائل عن الناقة (فعقروها فأصبحوا نادمين)؟؟
وهل يكون معناه بأنهم قد جعلوها غير قادرة على الانجاب أم انهم ذبحوها وكما هو الحال في الشرح الاعرابي لمعنى العقر؟؟
طبع لا احبتي..
فالموضوع هنا ليس تدبر للمعنى او اجتهاد شخصي منا ف شرح معاني المصطلحات القرآنية وانما هو منهج واضح وصريح ويجب علينا ان نسير عليه جميعنا ان كنا نريد الوصول للمعاني الصحيحة المصطلحات القرآنية وكما أقول لكم دائما ومن ضرورة اتباعكم للمنهج الكوني القرآني وقواعده الثابتة التي اضعها لكم..
وعليه
ومن خلال المنهج الكوني القرآني وقواعده الثابتة أقول لكم بأن الفعل الثلاثي المفتوح (عَقَرَ) يعود في اصله الى الامر الكوني النافذ (قرَّ) والذي يفيد حالت الإقرار وبحيث يدخل عليه حرف الحركة "ع" والذي يعكس المعنى فبصبح (عقر)...
قُرَّ (قار. قور. قير) وجميعها تفيد معنى الإقرار والشيء المستقر وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة "ع" والذي يعكس المعنى فيصبح عندنا:
عقر (عقار. عقور. عقير) وجميعها تفيد عدم وجود حالت القرار والاستقرار..
أي ان مصطلح العاقر يطلق على أي شيء فاقد للقرار و لا يقرّ او يستقر فيه شيء ابدا..
وسميت العاقر بهذا الاسم لان الجنين لا يستقر في رحمها..
وبمعنى ان العاقر تستطيع أن تحمل ولكن حملها لا يقر فيها او تفقد جنينها دائما في الشهر الأول او الثاني من الحمل.
والرجل العاقر هو الذي لا يعرف الاستقرار ولا يقر شيء فيه..
أي اننا نستطيع ان نقول على الغبي بأنه عاقر لان المعلومات لا تستقر في راسه..
وقوله عز من قائل عن الناقة بأنهم قد عقروها يفيد منعها من حالت الاستقرار ولا يفيد ذبحها وكما هو الحال في الشرح الاعرابي الركيك للمصطلح...
أي انهم كانوا يلاحقونها ويؤذونها ويمنعوها من الاستقرار في أراضيهم ومراعيهم ويخيفونها ويهشونها عن الماء والمرعى كلما اقتربت منه لتستقر عنده ونشرب وتأكل وبحيث انهم يمنعوها من حالت الاستقرار..
وعليه
فإن مصطلح العقر والعاقر يفيد حالت عدم الاستقرار للشيء ويطلق على الذكر والانثى معً وليس خاص بجنس دون الاخر كما يشرحها بعض الجهلاء..
واما الامر الكوني النافذ (قمَّ) فيفد حالت القوامة والشيء القائم وبحيث يدخل عليه حرف الحركة "ع" والذي يعكس المعنى فيصبح (عقم)..
والعقيم هو الشيء الغير قويم أو الذي لا جدوى من قوامته...
والمراءة العقيم هي التي فقد الامل منها في الحمل..
أي انها لم تحمل في الأصل ولا يوجد امل في ان تحمل لأنها غير قويمة او يوجد بها علة تمنعها من الحمل كفقدانها للرحم مثلً.
والرجل ايضا قد يكون عقيم اذا كان غير قويم وفيه أي خلال او علة لا شفاء منها اكانت علة جسدية ام عقلية.
وهذا هو شرحي للفارق بين مصطلح العاقر و العقيم من خلال المنهج الكوني القرآني ومن ان كل مصطلح منهم له معناه الخاص به حصر..
فالعاقر هو كل كائن (ذكر او انثى) لا يعرف الاستقرار و لا يقر شيء فيه..
و العقيم هو كل كائن (ذكر ا انثى) غير قويم وفيه علة مستعصية تمنعه من الوصول الى حالة القوامة.
وعليه
فلا يوجد أي ترادف في القرآن الكريم لان كل مصطلح من مصطلحاته له معناه الدقيق جدا والخاص به وحد..
وان انتم اتبعتم قواعد المنهج الكوني القرآني التي ما زلت اضعها لكم منذ اكثر من عشر سنوات فإنكم ستتوصلون دائم للمعنى الدقيق لأي مصطلح قرآني دون أي عناء ودون الحاجة ايضا للسؤال عن معنى المصطلح.
وكل الحب والسلام للجميع
محمد فادي الحفار
4/7/2023