لقد جاءني سؤال من احد ابنائي يقول فيه التالي:
استاذنا الكريم.. اسعد الله اوقاتكم بكل الخير والمحبة....
ارجو فقط تعليمي وشرح بسيط لهذه الكلمة:
خلق و علق و فلق..
وهل هناك جذر مشترك بينهم؟
وان كان هناك جذر مشترك فما هو وبماذا يفدينا معناه وخصوصا في مصطلح خلق؟
واما جوابي عليه فهو ان أقول له بان هذه المصطلحات الثلاثة من جذر واحد وهو الجذر (لُقَّ) والذي يفيد حالة اللقاء بين طرفين واكثر ومن قوله عز من قائل:
(((واذا لقوا الذين امنوا قالوا امنا واذا خلوا الى شياطينهم قالوا انا معكم انما نحن مستهزؤون)))
وبحيث ابتدئ معكم بمصطلح (خلق) فأقول:
1- خلق
=====
ان مصطلح خلق من الامر الكوني النافذ (لُقَّ) والذي يفيد حالة اللقاء وميزانه (لاق. لوق. ليق) والذي يفيد بجميع وزناته عملية اللقاء بين فاعل وصفة ومفعول به وعلى النحو التالي:
لُقَّ (لاق. لوق. ليق) وجميعها تفيد عملية اللقاء وبحيث يدخل عليه حرف الجر والحركة "خ" والمختص بالجدلية الإيجابية فيصبح عندنا:
خلق (خلاق. خلوق. خليق) وجميعها تفيد جدلية عملية اللقاء..
نعم احبتي
فمصطلح الخلق القرآني لا يفيد عملية الصنع او إيجاد الشيء من العدم وكما هو المفهوم الاعرابي له وانما يفيد جدلية اللقاء وبحيث ان قوله عز من قائل:
(((ذلكم الله ربكم خالق كل شيء لا اله الا هو فأنى تؤفكون)))
أي ان الله ربنا هو من جعل جدلية اللقاء موجودة بين جميع الأشياء ومن اننا نتلاقى فيما بيننا وحتى وان كنا في دول مختلفة او حتى كواكب مختلفة لان جدلية اللقاء بين جميع كائنات ربي قائمة في كوننا كله...
وعليه
فان الخلق القرآني يفيد جدلية اللقاء ولا يفيد عملية الصنع او الايجاد لان مصطلح صنع موجود في القرآن وبقوله (واصنع الفلك) وكذلك مصطلح الايجاد ولقوله (ووجدك ضال فهدى)...
اذن
فان كل مصطلح من هذه المصطلحات أعلاه من (خلق و صنع و وجد) له معناه الخاص به ولا يصلح ان نجعل المعاني مشتركة بينهم وكما هو الحال في الشرح الاعرابي الركيك لمصطلح خلق والذي قالوا عنه بانه يفيد عملية الصنع وعملية إيجاد الشيء من العدم.!!!
2- علق
=====
ان مصطلح علق من الامر الكوني النافذ (لُقَّ) والذي يفيد حالة اللقاء وميزانه (لاق. لوق. ليق) والذي يفيد بجميع وزناته عملية اللقاء بين فاعل وصفة ومفعول به وعلى النحو التالي:
لُقَّ (لاق. لوق. ليق) وجميعها تفيد عملية اللقاء وبحيث يدخل عليه حرف الجر والحركة "ع" والمختص بعكس المعنى فيصبح عندنا:
علق (علاق. علوق. عليق) وجميعها تفيد عكس عملية اللقاء بين الأشياء ولكن بحالة معتدلة لان حرف "ع" معتدل وليس إيجابي وكحال الحرف "غ"..
نعم احبتي
فمصطلح غلق و علق يفيدان عكس عملية اللقاء ولكن الفارق بينهما هو ان الغلق عبارة عن منع مؤكد او زائد عن حده لعملية اللقاء لان حرف "غ" إيجابي فيكون اللقاء بعد الاغلاق ممنوع او غير وارد الحدوث..
واما العلق فهو منع معتدل لعملية اللقاء وبحيث يكون اللقاء محتمل بعدها ان تغيرت الظروف..
فقوله عز من من قائل (ثم خلق النطفة علقة) أي جعل جدلية اللقاء لهذه النطفة في حالة عكس اللقاء ولكن باب اللقاء مازال مفتوحً لان العلقة في رحم الام لا تتلاقى مع الام ولكن هذا لا يعني ان اللقاء لن يحدث ابدا وكحالة الاغلاق لان العلقة ستتقابل لاحقً مع الام عندما تصبح هذه العلقة طفلا..
اذن
فان مصطلح (غلق) يؤكد عملية عدم التلاقي بعدها لان من يغلق الباب في وجهك لا يريد لقائك بعدها...
واما مصطلح (علق) فهو مجرد تعليق مؤقت لعملية اللقاء ومن ان اللقاء بعد عملية تعليقه وارد حدوثه.
فعندما أقول لكم مثلً (هذه المسائلة مغلقة) أي أن النقاش فيها منتهي تمامً ولن نعود له..
واما وعندما أقول (هذه المسائلة معلقة) أي ان النقاش فيها متوقف حاليا ولكنه سيفتح لاحقً.
3- فلق
=====
ان مصطلح فلق من الامر الكوني النافذ (لُقَّ) والذي يفيد حالة اللقاء وميزانه (لاق. لوق. ليق) والذي يفيد بجميع وزناته عملية اللقاء بين فاعل وصفة ومفعول به وعلى النحو التالي:
لُقَّ (لاق. لوق. ليق) وجميعها تفيد عملية اللقاء وبحيث يدخل عليه حرف الجر والحركة "ف" والمختص بالقدرية ولمقادير فيصبح عندنا:
فلق (فلاق. فلوق. فليق) وجميعها تفيد مقادير عملية اللقاء وبحيث ان قوله عز من قائل:
(((فالق الاصباح وجعل الليل سكنا والشمس والقمر حسبانا ذلك تقدير العزيز العليم)))
أي جاعل في حالة تلاقي معنا ضمن مقادير محددة بل ومواعيد محددة ايضا..
نعم احبتي
فمصطلح الفلق القرآني يفيد عملية اللقاء ضمن مقادير محددة ولا يفيد شطر الشيء الى نصفين كما هو الشرح الاعرابي التافه للمصطلح..
فربي وعندما يفلق الاصباح لا يشطر السماء الى نصفين وانما هو يجعلنا نتلاقى مع هذا الصباح كل يوم لمقدار محدد من الوقت اليس كذلك؟
اذن
فان الفلق القرآني يفيد مقادير عملية اللقاء ضمن حدود محددة بمقادير ومواعيد ايضا ولا يفيد شطر الشيء الى شطرين وكما هو في الشرح الاعرابي للمصطلح.
وكل الحب والسلام للجميعمحمد فادي الحفار
29/6/2022
لقد ذكرت لكم سابقً بان جميع مصطلحات القرآن الكريم عبارة عن أفعال فقط ومن انه ولابد لها ان تعود لفعل الامر الكوني النافذ الخاص بها وعلى وزن "كن" لان الله فعال لما يريد وكلامه كله أفعال فقط وعلى هذا يقوم المنهج الكوني القرآني في أساسه...
وقلت لكم ايضا وفي منشور (بيوت الاعراب و بيوت القرآن) بان مصطلح البيت القرآني لا يعني المنزل او الشقة السكنية التي نعيش بها وانما يعني عملية البيات والتبيت التي نفعلها وبحيث وضعت لكم مثال من القرآن الكريم عن قوله عز من قائل:
(((ويقولون طاعة فاذا برزوا من عندك بيت طائفة منهم غير الذي تقول والله يكتب ما يبيتون فاعرض عنهم وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا)))
لكي ترو معي كيف ان كلمة (بيت) في هذه التالية الكريمة لا تعني المنزل او البناء الحجري والاسمنتي الذي نعيش فيه وانما تعني عملية التبيت التي نقوم بها ومن انه فعل يقوم به الإنسان الفاعل عندما يُبيّت شيء من الأشياء في نفسه او في مكان بحيث نرى هنا كيف أنهم كانوا يقولون أمام قائدهم او رسولهم بأنهم على طاعة له ولكنهم يبيتون المعصية في أعماقهم..
اذن
فانت وبكل كيانك و جسدك عبارة عن بيت لأنك تبيت الأمور في اعماقك او في عقلك وقلبك ولقوله (بيت طائفة منهم) ...
وعليه
فإن الشرح المختصر لمصطلح البيت يكون على النحو التالي:
إن "البيت" و "يبات" و "نبات" و "يبيتون" و "بييت" و "بيتي" و "بيوتكم" و "ابواتكم" و "بيوت" و "بيته" و "بيتك" عبارة عن تفعيلات للأمر الكوني النافذ (بُتَّ) والذي يفيد معنى البيات وعملية التبيت للأشياء وعلى النحو التالي:
بُت (بات. بوت. بيت) وجميعها تفيد عملية البيات والتبييت ولا علاقة لها بالمنازل أبدا..
فالبيت هو المكان الذي أُبيتُ فيه أنا "الفاعل" أمر ما أو مال أو أي شيء من الأشياء ليصبح هذا المكان هو بيتٌ لهذا الشيء الذي بيّته أنا به.
-فإذا أنت بيًّتَ طعامك في غرفة ما فيصبح أسمها بيت الطعام..
-وإذا بيًّتَ مالك في غرفة أو خزنة أو دار يصبح أسمه بيت المال..
-واذا بيًّتَ أمر في نفسك يصبح جسدك هو بيت الأمر وتكون أنت هو بيت..
فالبيت والبيات عملية ثلاثية متكاملة بين (فاعل يُبيت الشيء) و (مفعول به يقع عليه فعل البيات) و (مكان لهذا الامر لكي يبات فيه)..
ولا يكون البيت بيتا اذا افتقد لأحد هذه الشروط الثلاثة..
وقلت لكم ايضا بان بيوت الله كثيرة جدا ومن ضمنها أنا وانت وهو وهي وحتى الأرض عبارة عن بيت من بيوت الله لأن ربي يبيّت فيها أرزاقه وخيراته من طعام وشراب لجميع الكائنات الحية التي عليها والتي هي جميعها من صنع الله وبيوته لما تُبيت في انفسها..
وقلت لكم ايضا بان (بيوت النبي) لا تعني منازل النبي الكثيرة وشققه السكنية التي يضع بها زوجاته المتعددة من النساء وكما هو الحال في الشرح الأعرابي لها وانما تعني كل الأشياء التي جاءنا بها النبي من خيرات كعلم نبيته في قراطيس او حتى بيت المال الخاص به والكثير غيرها من بيوته وبما فيها نفس النبي وبحد ذاتها وبانها بيت من بيوت النبي..
كما وانني وضعت لكم قوله عز من قائل:
(((كما اخرجكِ ربك من بيتكِ بالحق وان فريقا من المؤمنين لكارهون)))
وقلت لكم بانها خطاب للنفس الإنسانية عامةً في صيغة المؤنث لان النفس مؤنث ومن انها تتحدث عن خروج كل نفس من الجسد...
كما أخرَجكِ ربُكِ (ايتها النفس) من بيتك (جسدك الذي أنتِ فيه) وإن فريقا من المؤمنين لكارهون لهذا الخروج (الموت) ورغم إيمانهم بوجود حياة أخرى..
واما الان وفي منشورنا هذا والذي خصصته لمصطلح (الباب) الاعرابي فإنني سأضع لكم قوله عز من قائل كمثال هنا متسائلً فأقول:
(((ان الذين كذبوا باياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم ابواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط وكذلك نجزي المجرمين)))
-فهل السماء التي تعتلينا او هذا الفضاء والكون الشاسع المحيط بنا له أبواب؟؟!!!
-وهل مصطلح الباب عبارة عن فعل ام انه صفة ولقب لشيء محدد كما قال لنا الاعراب بإسقاطاتهم اللغوية على هذا المصطلح؟؟
-وهل يستطيع احدكم ان يخرج لي الامر الكوني النافذ لمصطلح الباب والمؤلف من حرفين فقط وعلى وزن (كن) ان كان مقتنعً بالمنهج الكوني الذي اضعه لكم؟؟
-وهل نقول مثلً بان الامر الكوني النافذ له هو الامر (بُبَّ) والذي لا معنى له ابد؟؟
طبعً لا احبتي
فالأمر وبكل بساطة هو ان هذا المصطلح الذي يقال له (باب) اعرابي خبيث ومن الشجرة الخبيثة التي لا اصل او جذر لها ومن ان اصل المصطلح القرآني الصحيح هو (بات) والذي يفيد عملية البيات ومن الامر الكوني النافذ (بُتَّ) وبحيث انني سأضع لكم الان بعض التاليات القرآنية التي جاءت على مصطلح (باب) الاعرابي ومن ثم احولها الى (بات) كما هو مفروض لها من خلال المنهج الكوني القرآني لكي تدركوا معي روعتها وعظمتها بعدما كانت تافهة جدا بسبب اللغو الاعرابي فيها فأقول:
(((ان الذين كذبوا باياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم ابوات السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط وكذلك نجزي المجرمين)))
نعم
فابوات السماء هي كل شيء سامي مبيت فيها ومن انها لن تفتح للذين كذبوا بآيات ربي....
فما اكثر ما بيته ربي للمؤمنين الصالحين من اهل السلام وما اكثر ما بيته للمجرمين..
(((واذ قيل لهم اسكنوا هذه القرية وكلوا منها حيث شئتم وقولوا حطة وادخلوا الباب سجدا نغفر لكم خطيئاتكم سنزيد المحسنين)))
فهل يوجد لأي قرية باب؟؟!!
فان كنا نتحدث عن مجتمعات بدائية صغيرة فعن أي باب لقرية يتحدث ربي هنا؟؟!!
فالقرى وحتى يومنا هذا عبارة عن تجمعات سكانية صغيرة ومؤلفة من بعض المنازل الصغيرة المتفرقة في أراضي زراعية اليس كذلك؟
فعن أي باب لهذه القُرى او هذه القرية يتحدث ربي وربكم؟!!!
واما وان انتم ادركت معي بان اصل المصطلح هو بات فسيختلف الامر كليا وعلى النحو التالي:
(((واذ قيل لهم اسكنوا هذه القرية وكلوا منها حيث شئتم وقولوا حطة وادخلوا البات سجدا نغفر لكم خطيئاتكم سنزيد المحسنين)))
نعم
فبعدما تسكنوا هذه القرية ادخلوا عملية البات سجدا وطائعين..
والبات هو عملية البيات والتوقف عن كل شيء لان السبت وبحد ذاته من البيات وعلى النحو التالي:
بُتّ (بات. بوت. بيت) وجميعها تفيد عملية البيات وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة "س" والمختص بالاستمرارية فتصبح:
سبت (سبات. سبوت. سبيت) وجميعها عبارة عن تفعيلات مستمرة لعملية البيات.
(((وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وغلقت الابواب وقالت هيت لك قال معاذ الله انه ربي احسن مثواي انه لا يفلح الظالمون)))
فان كان هو في منزلها وكانا يجلسان في غرفة من غرف هذا المنزل فكم باب لهذه الغرفة؟؟!!!
اليس باب واحد فقط؟؟
فلماذا يقول هنا وغلقت الأبواب وكأن هذه الغرفة لها الكثير من الأبواب؟؟
ثم الا يقول بعدها (واستبقا الباب) ومما يؤكد بانه باب واحد فقط؟؟
-فكيف يتحدث عن أبواب كثيرة في التالية الأولى ومن ثم يتحول المشهد الى باب واحد فقط في صورة اخراجية ركيكة جدا وكانه مخرج فاشل أخطاء في اخراج فيلمه للناس؟؟!!!
-لماذا لم يقل (واستبقا الأبواب) لكي لا يكون هناك تعارض في الصورة وتتطابق التالية الأولى مع التالية الثانية؟؟!!!
واما الان فأضعها لكم بشكلها الصحيح فأقول:
(((وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وغلقت الابوات وقالت هيت لك قال معاذ الله انه ربي احسن مثواي انه لا يفلح الظالمون)))
نعم
فهو قد كان في بيتها لأنها قد بيتت رغبتها فيه في نفسها فيكون هو في بيتها لأن نفسها هو بيتها..
أي انه لم يكن في منزلها او حتى غرفتها باي حال من الأحوال لان هذه الصورة المرسومة لنا عن قصة يوسف اعرابية تمامً ولا أساس لها من الصحة لأنها قد تكون التقت معه في حديقة القصر مثل وراودته عن نفسه لأنه قد كان في نفسها والذي هو بيتها طالما انها قد بيتت حبه في نفسها وكما بيت طائفة منهم غير الذي يقال في بداية هذا المنشور احبتي...
وقوله عز من قائل (وغلقت الابوات) أي غلقت عليه بكل شهواتها وما قامت بتبيته في نفسها تجاهه من رغباتها المكبوتة او صور في خيالها..
وبالطبع فإنني لن استطيع ان اضع لكم هنا جميع التاليات القرآنية الكريمة التي جاءت على مصطلح (باب) الاعرابي لكي اشرحها لكم وعلى انها (بات) لان المنشور سيطول جدا على القارئ الجديد فيمل من متابعته ويتركه...
ولكنني أؤكد لكم بانكم قادرين بأنفسكم بعد هذا المنشور على قراءة جميع التاليات القرآنية الكريمة التي جاءت على مصطلح الباب الاعرابي كما يفترض لها ان تكون وبانكم ستستمتعون اشد الاستمتاع بها احبتي..
واما انا فسأشرحها لكم تباعً ومن خلال جميع المنشورات التي اضعها لكم ومن بينها منشور قصة يوسف بأجزائه الأربعة.
وكل الحب والسلام للجميع
محمد فادي الحفار
5/5/2022