الأحد، 29 مايو 2022

المنشور "229" (خلق و فلق و علق)

 



لقد جاءني سؤال من احد ابنائي يقول فيه التالي:

استاذنا الكريم.. اسعد الله اوقاتكم بكل الخير والمحبة....
ارجو فقط تعليمي وشرح بسيط لهذه الكلمة:
خلق و علق و فلق..
وهل هناك جذر مشترك بينهم؟
وان كان هناك جذر مشترك فما هو وبماذا يفدينا معناه وخصوصا في مصطلح خلق؟

واما جوابي عليه فهو ان أقول له بان هذه المصطلحات الثلاثة من جذر واحد وهو الجذر (لُقَّ) والذي يفيد حالة اللقاء بين طرفين واكثر ومن قوله عز من قائل:

(((واذا لقوا الذين امنوا قالوا امنا واذا خلوا الى شياطينهم قالوا انا معكم انما نحن مستهزؤون)))

وبحيث ابتدئ معكم بمصطلح (خلق) فأقول:

1- خلق
=====
ان مصطلح خلق من الامر الكوني النافذ (لُقَّ) والذي يفيد حالة اللقاء وميزانه (لاق. لوق. ليق) والذي يفيد بجميع وزناته عملية اللقاء بين فاعل وصفة ومفعول به وعلى النحو التالي:

لُقَّ (لاق. لوق. ليق) وجميعها تفيد عملية اللقاء وبحيث يدخل عليه حرف الجر والحركة "خوالمختص بالجدلية الإيجابية فيصبح عندنا:
خلق (خلاق. خلوق. خليق) وجميعها تفيد جدلية عملية اللقاء..

نعم احبتي
فمصطلح الخلق القرآني لا يفيد عملية الصنع او إيجاد الشيء من العدم وكما هو المفهوم الاعرابي له وانما يفيد جدلية اللقاء وبحيث ان قوله عز من قائل:

(((ذلكم الله ربكم خالق كل شيء لا اله الا هو فأنى تؤفكون)))

أي ان الله ربنا هو من جعل جدلية اللقاء موجودة بين جميع الأشياء ومن اننا نتلاقى فيما بيننا وحتى وان كنا في دول مختلفة او حتى كواكب مختلفة لان جدلية اللقاء بين جميع كائنات ربي قائمة في كوننا كله...

وعليه
فان الخلق القرآني يفيد جدلية اللقاء ولا يفيد عملية الصنع او الايجاد لان مصطلح صنع موجود في القرآن وبقوله (واصنع الفلك) وكذلك مصطلح الايجاد ولقوله (ووجدك ضال فهدى)...

اذن
فان كل مصطلح من هذه المصطلحات أعلاه من (خلق و صنع و وجد) له معناه الخاص به ولا يصلح ان نجعل المعاني مشتركة بينهم وكما هو الحال في الشرح الاعرابي الركيك لمصطلح خلق والذي قالوا عنه بانه يفيد عملية الصنع وعملية إيجاد الشيء من العدم.!!!

2- علق
=====

ان مصطلح علق من الامر الكوني النافذ (لُقَّ) والذي يفيد حالة اللقاء وميزانه (لاق. لوق. ليق) والذي يفيد بجميع وزناته عملية اللقاء بين فاعل وصفة ومفعول به وعلى النحو التالي:

لُقَّ (لاق. لوق. ليق) وجميعها تفيد عملية اللقاء وبحيث يدخل عليه حرف الجر والحركة "ع" والمختص بعكس المعنى فيصبح عندنا:
علق (علاق. علوق. عليق) وجميعها تفيد عكس عملية اللقاء بين الأشياء ولكن بحالة معتدلة لان حرف "عمعتدل وليس إيجابي وكحال الحرف "غ"..

نعم احبتي
فمصطلح غلق و علق يفيدان عكس عملية اللقاء ولكن الفارق بينهما هو ان الغلق عبارة عن منع مؤكد او زائد عن حده لعملية اللقاء لان حرف "غ" إيجابي فيكون اللقاء بعد الاغلاق ممنوع او غير وارد الحدوث..
واما العلق فهو منع معتدل لعملية اللقاء وبحيث يكون اللقاء محتمل بعدها ان تغيرت الظروف..

فقوله عز من من قائل (ثم خلق النطفة علقة) أي جعل جدلية اللقاء لهذه النطفة في حالة عكس اللقاء ولكن باب اللقاء مازال مفتوحً لان العلقة في رحم الام لا تتلاقى مع الام ولكن هذا لا يعني ان اللقاء لن يحدث ابدا وكحالة الاغلاق لان العلقة ستتقابل لاحقً مع الام عندما تصبح هذه العلقة طفلا..

اذن
فان مصطلح (غلق) يؤكد عملية عدم التلاقي بعدها لان من يغلق الباب في وجهك لا يريد لقائك بعدها...
واما مصطلح (علق) فهو مجرد تعليق مؤقت لعملية اللقاء ومن ان اللقاء بعد عملية تعليقه وارد حدوثه.

فعندما أقول لكم مثلً (هذه المسائلة مغلقة) أي أن النقاش فيها منتهي تمامً ولن نعود له..
واما وعندما أقول (هذه المسائلة معلقة) أي ان النقاش فيها متوقف حاليا ولكنه سيفتح لاحقً.

3- فلق
=====

ان مصطلح فلق من الامر الكوني النافذ (لُقَّ) والذي يفيد حالة اللقاء وميزانه (لاق. لوق. ليق) والذي يفيد بجميع وزناته عملية اللقاء بين فاعل وصفة ومفعول به وعلى النحو التالي:

لُقَّ (لاق. لوق. ليق) وجميعها تفيد عملية اللقاء وبحيث يدخل عليه حرف الجر والحركة "ف" والمختص بالقدرية ولمقادير فيصبح عندنا:
فلق (فلاق. فلوق. فليق) وجميعها تفيد مقادير عملية اللقاء وبحيث ان قوله عز من قائل:

(((فالق الاصباح وجعل الليل سكنا والشمس والقمر حسبانا ذلك تقدير العزيز العليم)))

أي جاعل في حالة تلاقي معنا ضمن مقادير محددة بل ومواعيد محددة ايضا..

نعم احبتي
فمصطلح الفلق القرآني يفيد عملية اللقاء ضمن مقادير محددة ولا يفيد شطر الشيء الى نصفين كما هو الشرح الاعرابي التافه للمصطلح..
فربي وعندما يفلق الاصباح لا يشطر السماء الى نصفين وانما هو يجعلنا نتلاقى مع هذا الصباح كل يوم لمقدار محدد من الوقت اليس كذلك؟

اذن
فان الفلق القرآني يفيد مقادير عملية اللقاء ضمن حدود محددة بمقادير ومواعيد ايضا ولا يفيد شطر الشيء الى شطرين وكما هو في الشرح الاعرابي للمصطلح.

وكل الحب والسلام للجميع


محمد فادي الحفار
29/6/2022

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق