يقول احد السادة القرآنيين (او من يعتقد نفسه بانه قرآني) بان مصطلح الخيل في القرآن الكريم يفيد بدلالته المعنوية صفة الخُيلاء او استعراض القوة لفرض الرهبة في نفوس العدو وذلك بسبب قوله عز من قائل (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة و من رباط الخيل ترهبون به عدوكم) وبحيث ان هذا الحيوان المسمى بالخيل قد اكتسب لقبه هذه لأنه يمشي بخيلاء و تكبر و يستعرض مهاراته و قدرته على المناورة بحركات متقنة و رياضية..!!!
واما انا فأقول له بان الطاووس يمشي بخيلاء ويعرض مهارته ايضا فلماذا لم يطلق عليه لقب الخيل؟؟
والغزال ايضا يمشي بخيلاء ويعرض مهارته وقدرته على المناورة فلماذا لم يطلق عليه لقب الخيل؟؟
بل ان موضوع الخُيلاء والمهارات ينطبق على الكثير من الحيوانات وبحيث انني أقول له بان استنتاجك هذا لمعنى مصطلح الخيل القرآني مجرد استنباط عشوائي لا قاعدة له وكحال جميع التفاسير والشروحات الاعرابية التي يفرضها علينا من يسمون انفسهم بعلماء الامة دون وجه حق...
فلماذا تطلق على نفسك لقب القرآني وانت لا تفرق عنهم في طريقة الاستنباط التي لا قاعدة لها؟!..
واما انا فأقول لكم بأنه لا يكفي ان تنكروا الحديث وما يسمى بالسنة النبوية لكي يطلق عليكم لقب القرآني لأن القرآني الحق لا يستعين بالاستنباط او بما تسمى بقواعد اللغة العربية المستحدثة التي صنعها الامويين والعباسيين وانما هو يستخرج قواعد القرآن من خلال القرآن الكريم فقط وبحيث يضع لنا قاعدة ثابته في الشرح وتصلح لجميع المصطلحات القرآنية وكما هو الحال في المنهج الكوني القرآني الذي اضعه لكم والذي يعيد المصطلحات القرآنية الى جذورها والى الامر الكوني النافذ الخاص بها وعلى وزن (كن) لكي نفهم معنى المصطلح وبكل دقة وبحيث ان هذه القاعدة القرآنية الكونية ثابته وتنطبق على جميع مصطلحات القرآن الكريم خاصة ولساننا العربي عامة.
وعليه
ولكي تدركوا معي معنى مصطلح الخيل القرآني ومن خلال جذره الصحيح او الامر الكوني النافذ الخاص به أقول:
ان جميع المصطلحات القرآنية من "خيل" و "خيلك" و "يخيل" و "مختال" و "يخولكم" و "اخوالكم" تعود في اصلها الى الأمر الكوني المشدد (خِلَّ) والذي يفيد تخلل الشيء والمرور من خلاله في عملية تخويل لهذا المرور وميزانه (خال. خول. خيل) والذي يفيد بجميع تفعيلاته عملية التخويل.
خِلَّ (خال . خول. خيل) فهو "خالي" وهو "خليلي" الذي تخللني ومر من خلالي وبحيث ان جميع هذه التفعيلات تفيد معنى التخويل ومن أن خالي هو الذي خولني بالأمر وجعلني مخولً به.
ولقد سمي هذا الحيوان الرائع باسم الخيل لأنه الحيوان الأول الذي خول الانسان بأن يمتطيه وسمح له بهذا الامر فاستحق اسم الخيل.
فهل عندكم حيوان اخر سمح للإنسان بأن يمتطي ظهره قبل هذا الحيوان لكي يستحق لقب الخيل اكثر منه كونه هو الحيوان الأول الذي سمح لنا بهذا الامر؟
اذن
فإن اسم الخيل من التخويل ومن الامر الكوني النافذ خِلَّ وهذا اولً...
واما ثانياً فهو لقب سيدنا إبراهيم (الخليل) والذي يعتقد اكثرنا بأنه يفيد الصديق الوفي وبحسب الشرح الاعرابي له وهذا ليس صحيح قرآنياً ابدا لان لقب الخليل من التخويل او المخول بالأمر و الذي مُنح التفويض.
فإبراهيم الخليل هو المخول من الله او الذي مُنح التفويض من الله.
نعم احبتي..
فكل من خولنا بشيء هو خالنا وخيلنا وخليلنا وبحيث ان هذا سيتضح لكم في قوله عز من قائل:
(((واستفزز من استطعت منهم بصوتك واجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان الا غرورا)))
ومن اننا وان اعتبرنا هنا بان مصطلح (خيلك) تعني ما تمتلكه أنت من هذه الحيوانات في حظيرتك أيها الشيطان فهذا والله ربي هو قمة السخافة والتفاهة اللغوية والعقلانية!!!
فهل رأى أحد منكم خيول الشيطان هذه او هذا الاسطبل الضخم التابع له؟!!!طبع لا أليس كذلك؟...
فمصطلح (خيلك) يفيد الأمور التي خولتك بها او خولناك نحن بها او حتى خولت انت نفسك بها وأصبحت تختال بها على الناس..
أي أن الحال هو ذاته بالنسبة لمصطلح (يختالون) ومن انه لا يعني أولئك الذين يمشون في الأسواق مثل الطاووس وكما هو الحال في الشرح الاعرابي الغبي للمصطلح وانما يعني أولئك الذين يقولون للناس بأنهم مخولون بالأمر وهو حق من حقوقهم وكما يفعل شيوخ السلفية الذين يأمرون الناس بتطبيق الشريعة وكأنهم على عهد مع الله في هذه الأمور وهو من خولهم بها ومنحهم حق القيادة وهم كاذبون..!!
وعليه
فان المختالون هم الذين يدعون بانهم مخولين في أي امر من الأمور ومن بينهم أولئك الذين يدعون بان المولى سبحانه وتعالى هو من خولهم بالأمر.
وأما قوله (واجلب عليهم بخيلك ) فتفيد الأشياء التي يجلبها الشيطان لنا من أمور مخول بها (علومه الضلالية مثلاً) وبحيث انه يستطيع من خلالها ان يضلنا ضلال بعيدا ويجعلنا نعتقد بأنه على صواب لان هذا هو عمل الشيطان في اضلالنا ومن خلال خيله او الأمور المخول بها..
اذن
فإن الشيطان وعندما يجلب لنا الأمور ويخولنا بها سيجعلنا نعتقد بانها صادرة عنا ونحن أصحابها لأنها من افكارنا المخولين نحن بها وبحيث اننا ندافع عنها دفاع المستميت وكأنها هي الحقيقة المطلقة لتكون مجلوباته لنا جلباب ضلال لا جلباب هدى.
وهذا هو معنى الخيل القرآني احبتي ومن انه يفيد عملية التخويل او التفويض بفعل الشيء او الذي مر من خلالي بما سمحت له ومن اننا نستطيع ان نطلق هذا اللقب على هذا الحيوان الرائع وبدوره لأنه اول من فوض الانسان من بين جميع الحيوانات بامتطائه ولكن على ان ندرك هنا بان لقب الخيل ليس خاص به ابدا لأنه يفيد موضوع التخويل او فعل التخويل كما ذكرت لكم.
وكل الحب والسلام للجميع
محمد فادي الحفار
24/5/2016