جميعنا يعلم بان لقب فرعون مفرد وبان جمعه هو (فراعنا) او (فراعنة) وبحيث اننا وكثيرا ما نسال انفسنا عن المعنى الصحيح قرآنياً لهذا المصطلح دون ان نصل الى نتيجة مرضية..
ولقد ذهب بعض ابنائي الى ان مصطلح فرعون مؤلف من فعلين للأمر وهم (فرَّ + عون) فيكون فرعون هو الذي فرَّ من العون...!!!
أي ان فرعون هو الخاطئ الذي فرَّ من عون الله..
ولكنني قلت لهم ايضا بان مصطلح (فُرَّ) في القرآن الكريم لا يفيد معنى الهروب وكما هو الحال في الشرح الاعرابي له وانما يفيد معنى الفوران الذي يحدث للشيء الوفير وميزانه (فار. فور. فير) والتي تفيد جميعها معنى الوفرة في الشيء ولقوله عز من قائل (وفار التنور)...
اذن
فإن الامر الكوني النافذ (فُرّ) هو امر لك بان تفور وبان يكون عندك الشيء الوفير مما يجعل لقب فرعون (ان كان مؤلف من فعلين وهم "فر+ عون") يفيد الانسان الذي عنده الوفرة الكثيرة من العون لباقي الناس ومن انني وان قلت لكم بان مصطلح (فرعون) يفيد الملك صاحب النفوذ والجاه والمال الذي يستطيع من خلاله ان يعين الكثير من الناس بسبب وفرة ما عنده فهذا سيكون منطقيا وعقلانياً اكثر من المعنى الذي وضعه تلاميذي ومن انه يفيد الذي هرب من عون الله اليس كذلك؟
ولكننا ايضاً لا نستطيع ان نجزم بأن جميع الملوك والرؤساء كرماء ويعينون شعوبهم لكي ينطبق عليهم جميعهم معنى الوفير في عونه اليس كذلك؟
اذن
فان فرعون وبمعنى (الوفير في عونه) لا يصلح منطقياً هنا..
وعليه
فإنني أقول لكم (بل وارجوكم ايضاً) بأن لا تتسرعوا في جعل اللقب مركب من فعلين للأمر وتبنوا عليه شرحكم وكما فعل بعض ابنائي ممن قالوا بان اصله هو (فر+عون) وانما اطلب منكم ان تبحثوا في اصل الجذر الخاص به عسى ان يكون هذا اللقب مجرد تفعيلات للجذر الخاص به وكما سيتضح لكم ادناه.
واما الان فأضع لكم التالية الكريمة التي جاءت على الجذر الصحيح للقب فرعون و اصله القرآني وبحيث انني ارجو منكم الانتباه الشديد لها فأقول:
(((يا ايها الذين امنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا وللكافرين عذاب اليم)))
ولان
لاحظوا معي مصطلح (راعنا) والذي يفيد معنى الرعاية في التالية الكريمة أعلاه ومن اننا وان اضفنا له حرف الجر والحركة "ف" والمختص بالقدرية فسيصبح (فراعنا)...
أي اننا وان طلبنا من احدهم الرعاية وقلنا له مثلنا (فراعنا في أمور حياتنا ولا تظلمنا) فإننا سنستمر في قراءتها بمعنى الرعاية وبكل الأحوال اليس كذلك؟
وعليه
فإن اصل مصطلح فرعون هو الامر الكوني النافذ (رع) وميزانه (راع. روع. ريع) وعلى النحو التالي:
رُعّ (راع. روع. ريع) وجميعها تفيد معنى الرعاية وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة "ف" والمختص بالقدرية المعتدلة فيصبح عندنا:
فَرَعَ (فراع. فروع. فريع) وجميعها تفيد موضوع الرعاية ولكن ضمن مقادير..
أي اننا وان قلنا لاحدهم في صيغة الطلب (فراعنا في أمور حياتنا) تكون الرعاية هنا ضمن مقادير لأنها لم تحدث بعد طالما انها عبارة عن طلب اليس كذلك؟
وهذا هو معنى مصطلح فرعون او (فرَعون) مع وضع الفتحة على حرف الراء ليكون هذا اللقب في صيغة الجمع وليس مفرد ومن انه يفيد أولئك الراعون للناس.
اذن
فإن الراعون هم اهل الحكم من الساسة والملوك والرؤساء وهم من يطلب منهم امر رعاية في صيغة الطلب الجماعي فنقول (فرَعونا وراعو حقوقنا)..
وعليه
فإن لقب (فرَعون) من خلال المنهج الكوني القرآني يفيد موضوع الرعاية المطلوبة من صاحبها لغيره من الناس وبأنه:
لقب جماعي يطلق على جميع الملوك والحكام المطالبون قرآنياً برعاية رعيتهم من الناس.
وكل الحب والسلام للجميع
محمد فادي الحفار
18/6/2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق