لقد سألني احد ابنائي عن معنى مصطلح "ركن" في القرآن الكريم وفي قوله عز من قائل (فتولى بركنه وقال ساحر او مجنون)... وقال لي هل مصطلح الركن يعنى الزاوية وكما شرح لنا في مناهج اللغة العربية وكحال زاوية الكعبة مثلً والتي نطلق عليها لقب (الركن اليماني) والذي هو احد زواياها؟؟
وهل من الممكن ان تشرح لنا التالية الكريمة من خلال المنهج الكوني القرآني لو سمحت؟ فقلت له بأننا وإن نحن قراءنا هذه التالية الكريمة من خلال التفكر العقلاني فسنجدها ركيكة جدا ولا قيمة لها من خلال المفهوم الاعرابي لها لان معناها سيكون بانه قد ذهب الى الزاوية الخاصة به في مكان ما وجلس هناك ومن ثم قال عن شخص ما بانه ساحر ومجنون ان نحن اعتبرنا بان مصطلح (تولى) يعني ذهب ولا يعني الولاية... اي ان الشرح الاعرابي والصورة المرسومة لنا من خلال هذا الشرح للتالية الكريمة ركيكة جدا وخاطئة مئة بالمئة ومهما حاول الاعراب ترقيعها لنا لان مصطلح تولى لا يعني ذهب ومصطلح الركن لا يعني الزاوية.... واما المنهج الكوني القرآني فيقول لنا بان مصطلح (تولى) من الولاية والتولية وكأن نقول (لقد تولى السيد فلان منصب الوزارة) ومن انه ابعد ما يكون عن معنى الذهاب أو المغادرة وكما هو الحال في الشرح الاعرابي.. وأما مصطلح (ركن) فيفيد المعلم او الرب المربي الذي يستمر في عملية تكوينك فيكون هو ركنكَ الخاص بك وذلك لأن نشاءتك وتكونك كانت على يديه ومن خلال علمه ولان مصطلح (الركن) القرآني يعود في بادئ الامر الى الفعل الثلاثي المفتوح (رَكَنَ) والذي يفيد معني الاستمرارية المتحركة في عملية التكوين ومن أن الامر الكوني النافذ الخاص به هو (كُنَّ) والذي يفيد عملية التكوين.. كُنَّ (كان. كون. كين) وجميعها تفيد عملية التكوين وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة "الر" والذي يفيد الاستمرارية المتحركة للشيء فيصبح عندنا: الركن (الركان. الركون. الركين) وجميعها تفيد الاستمرارية المتحركة في عملية التكوين... أي أن ركني الذي اركن أليه هو من كان مستمرً في عملية تكويني كربي و أبي وامي و معلمي وبحيث أن التالية الكريمة التي تقول (فتولى بركنه وقال ساحر او مجنون) تخبرنا عن رجل قد سمع القرآن او الحكمة من رجل حكيم فرفض ما سمعه منه وتولى بولي امره كمعلمه او شيخه او حتى عقيدته التي تكون عليه ورفض ما سمعه من قول جديد وحكمة عقلانية ومنطقية وقال عن صاحبها بانه ساحر ومجنون.. وللتشبيه فقط ولكي تصلكم الصورة بشكل واضح وجلي وكأنكم ترونها امام اعينكم فإنني اذكركم بتلميذنا القديم الجاحد (عيد الحق بنتوا) والذي كان من تلميذي وكنت معلمه وركنه الذي يركن اليه بما أقوم به من عملية مستمرة في تكوين شخصيته وتصحيح مفاهيمه الاعرابية المغلوطة ومن أنه وما أن تولى الى شيطانه وركن اليه (لأنه ركنه الأصلي من البداية والمسؤول عن تكوين شخصيته الفاسدة) حتى بداء يسرق مني وينسب مجهودي لنفسه ويقول عني بانني زنديق وكافر وامارس نكاح المحارم والكثير من النجاسات غيرها ومن انه ولو قال عني بانني ساحر ومجنون لكان والله ربي افضل بمليون مرة.. أي انه اكثر جحودً ووضاعة ونجاسة من الرجل المذكور في التالية الكريمة بمئات المرات... فما رايكم يا رعاكم الله؟؟ وهل تدركون الان بان الانجاس في عهد الأنبياء ليسوا بأكثر اهل الارض نجاسة وجحود الان الانجاس والجاحدين في زماننا هم الأكثر نجاسة جحود على مر التاريخ. وكل الحب والسلام للجميع محمد فادي الحفار 12/3/2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق