السبت، 3 يوليو 2021

المنشور "182" (الممترين ام المميزين)

 


من منشورات أخطاء التنقيط في القرآن الكريم...

كثيرً ما نقرئ او نسمع بعض المصطلحات القرآنية التي لامعنى واضحً لها ولا جذرٍ يبين لنا مغزاها بدقة وبحيث يجتهد فيها المجتهدون كلً حسب رايه ومفهومه الخاص به ودون ان نصل الى أي نتيجة مقنعة وكحال مصطلح (الممترين) والذي ما يزال الكثير من ابنائي يسألني عنه لأجيبهم عليه في هذا المنشور فأقول:

ان قاعدتنا الجذرية تقول لنا بأن أي مصطلح ومهما كانت عدد حروفه او تفعيلاته لابد له وان يعود الى فعل الامر الكوني النافذ الخاص والمؤلف من حرفين فقط ومن اننا وقبل ان نصل الى الامر الكوني النافذ الخاص به لابد لنا ان نعيد الى الفعل الثلاثي المفتوح في صيغة الامر وكما تعودنا دائماً..

ومصطلح (الممترين) وان نحن اعدناه الى الفعل الثلاثي المفتوح الخاص به فسيكون عندنا الفعل (مَتَرَ) والذي لا يوجد له أي معنى واضح وصحيح إلا في حالة ان يدخل علينا احد المجتهدين لغوياً ليقول لنا ومن غير أي قاعدة ثابته يعتمد عليها بأن الفعل (متر) يفيد عملية القياس ومن ان المتر هو وحدة القياس الخاصة بطول الأشياء التي نقيسها من خلال ما يسمى بالمتر..

وعليه
هل مصطلح (الممترين) من (المتر) والذي يفيد الوحدة القياسية للأشياء ومن ان المُمترين هم الذين يقيسون الأشياء بالمتر؟!!
وان نحن وضعنا التالية الكريمة التي تقول:

(((الحق من ربك فلا تكونن من الممترين)))

فماذا سنفهم منها بناء على معنى مصطلح (مَتَرَ)؟؟
وهل سنفهم بانه لا يجوز لنا أن نقيس الحق الرباني من خلال المتر؟!!

طبعً سأقول لكم بأن هذا الكلام فارغ ولا أساس له من الصحة القرآنية ان نحن اعتمدنا على المنهج الكوني الذي اضعه لكم ومن ان كل مصطلح من مصطلحات القرآن الكريم واضح بحد ذاته ومن خلال جذره ودون أي داعي للاجتهاد او الاستنباط لان القرآن الكريم بيان للناس وواضح جدا..

وعليه
فإنني أؤكد لكم هنا بأن مصطلح (الممترين) اعرابي في نطقه وتنقيطه ومن اصله القرآني الصحيح هو (المُميزين) او الذين يقمون بعملية تميز الأشياء عن بعضها على هواهم ومن ان الفعل الثلاثي المفتوح الخاص به هو (مَيَزَ) وبمعنى قام بعملية التميز ومن الامر الكوني النافذ الخاص به هو (مُزَّ) وميزانه (ماز. موز. ميز) وجميعها تفيد عملية التمييز..

مُزَّ (ماز. موز. ميز)
 وجميعها تفيد عملية التميز بين فاعل وصفة ومفعول به وبحيث ان هذا الميزان قابل للتفعيل حتى نصل الى تفعيلته (المُمِيزين).. او الذين يسعون دائماً الى تميز الأشياء عن بعضها دون أي وجه حق.

واما الان فدعوني اضع لكم بعض التاليات القرآنية التي جاءت على المصطلح (الممترين) والذي لا معنى له وبعدما أقوم بتعديلها واجعلها (المميزين) لترون روعتها وكم ستختلف معكم التالية الكريمة في منطقها ومفهومها فأقول:

(((الحق من ربك فلا تكونن من المُميِّزين)))

وبمعنى ان الحق كله من عند ربنا ولا يجوز لنا ان نميز بينه ونقول بأن هذا حق وذلك باطل على هوانا لان الحق كله من ربنا.

(((هو الذي خلقكم من طين ثم قضى اجلا واجل مسمى عنده ثم انتم تميزون)))

أي اننا جميعنا مخلوقين من شيء واحد مشترك وهو الطين ومن ثم نأتي بعدها ونُميّز بين بعضنا البعض فنقول مثلً بان هذا ابيض سيد وهذا اسود عبد او ذلك غني والأخر فقير وهكذا.

ولكم ان تقرؤوا جميع التاليات القرآنية التي جاءت على المصطلح الاعرابي المغلوط في التنقيط (الممترين) وبعدما تقوموا بتحويله الى (المميزين) لتدركوا الفارق الكبير بين القراءة الجذرية على طريقة المنهج الكوني القرآني والقراءة الاعرابية الاستنباطية والتي لا تعتمد على أي منهج.

وكل الحب والسلام للجميع


محمد فادي الحفار
3/7/2021

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق