سخر مني صديقي المسيحي بسبب أسماء الله الحسنى وخاصة اسم الله "المؤمن" ليقول لي بماذا يؤمن ربك ليكون اسمه المؤمن؟
وهل هناك اله اعلى من الله في مرتبته لكي الله مؤمن به؟
فقلت له نعم
واما الان فأقول لك باننا كثير ما نسمع كلمة "السلام" وخاصة في زمن الحروب ونطالب العالم به وبالكف عن سفك الدماء وبالإضافة الى اننا نحيي بعضنا به وبقولنا "السلام عليكم" وبمعنى ان لا نؤذيكم ولا تؤذوننا و دون ان ندرك المعنى الدقيق له وكأن السلام هو عكس الحرب فقط وليس هو الاسم الأعظم لله والذي سجدت له جميع الأسماء الإلهية...
نعم احبتي
فالسلام هو الاسم الأعظم لله والذي سجدت له جميع الأسماء الإلهية وبما فيها اسم الجلالة "الله" وأمنت به لما يحمله معه من شمولية تجمع الأسماء الحسنى جميعها بين طياته..
ولكي يتضح لكم عظمة اسم السلام وفضله على باقي الأسماء جميعها ليصبح هو الدين والوحيد عند الله ويكون الله وبذاته مؤمنً باسم السلام أقول:
لكي نفهم معنى اسم "السلام" من خلال المنهج الكوني القرآني وبكل دقة علينا ان نتبع الخطوتين المعتادتين في المنهج الكوني القرآني وبأن نعيده اولً الى الفعل الثلاثي المفتوح الخاص به وعلى وزن (فَ عَ لَ) لينتج عندنا الفعل الثلاثي المفتوح (سَلَمَ) وبحيث ننتقل مباشرة الى الخطوة الثانية ونقول بان الحرف "س" والذي هو الحرف الأول من الفعل الثلاثي المفتوح (سلم) هو حرف جر حتمً ومن اننا نستطيع استبعاده مؤقتً لينتج عندنا الامر الكوني النافذ الخاص بالفعل وهو الام (لُمَّ) والذي يفيد عملية لملمة الأشياء المبعثرة او المحيطة بنا وعلى النحو التالي:
لُمَّ (لام. لوم. ليم) وجميعها تفيد معنى لملمة الأشياء او الشتات بين فاعل وصفة ومفعول به وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة "س" والمختص بالاستمرارية ليصبح عندنا:
سلم (سلام. سلوم. سليم) وجميعها تفيد الاستمرارية الدائمة في لملمة الأشياء او الشتات..
نعم احبتي
فالسلام لا يعني فقط منع الحروب وعدم سفك الدماء (وان كان هذا هو المعنى الشمولي له او العنوان الخاص به) لان السلام فعل وعمل وليس مجرد كلمة ومن ان السلام ربي قد خطا مليارات الخطوات في لملمة شتات الأسماء حتى تحقق له ما أراده من معنى اسمه...
نعم احبتي
فلكي نصل الى معنى السلام علينا ان تُلِمَّ بجميع الأشياء الموجودة في الكون ونلملمها الى حضننا لكي ندرك قيمتها وحقها في الوجود فنستحق حينها اسم السلام او (المستمر دائما في لملمة الأشياء)...
اي انني وعندما ابدئ بدراسة الحيوانات مثل واصبح ملمًّ بها وبطبيعتها واحتياجاتها يتعلق قلبي بها وأؤمن بحقها في الوجود وارحمها كما لو انها اطفالي فاستحق حينها اسم المؤمن و الرحيم لأنني قد أمنت بحقها في الوجود ورق قلبي لها رحمة وشفقة..
ولكني لم اصل الى اسم المؤمن و الرحيم او حالة الايمان والرحمة هذه الا من خلال عملية الإلمام بهذه الكائنات ومتابعتي المستمرة لجميع حركاتها و تصرفاتها فيكون هذا الالمام المستمر او (السلام) من قادني الى ادراك معنى الايمان و الرحمة...
اذن
فإن السلام (او.. الاستمرار في متابعة الأشياء والإلمام بها) هو من اوجد عندي حالة الإيمان بأحقية وجود هذه الأشياء و الرحمة بها ايضا ليكون اسم السلام هو من خلق او اوجد عندي حالة الايمان و الرحمة.
والامر هو ذاته مع اسم الله العليم او أي اسم اخر من الأسماء الحسنى وبأن اسم الله السلام هو من اوجده وبحيث ان حالة الاستمرار في لملمة الأشياء والإلمام بها هي من دفعتي لكي ألملم كل ما هو موجود في محيطي وألمَّ به لأصبح حينها عالمً وعليمً بكل صغيرة وكبيرة في هذا الكون..
اي ان اسم الله السلام هو من خلق او اوجد عندي حالة العلم او اسم الله العليم ومن الامر هو ذاته مع باقي أسماء الله الحسنى ومن انكم وان تابعت معانيها او بداية تكوينها فسترون بان السلام )او المستمر في لملمة الأشياء والإلمام بها) هو من اوجدها..
وعليه
فإن اسم الله السلام (او المستمر في لملمة الأشياء للإلمام بها) هو من اوجد باقي الأسماء الإلهية جميعها وهو خالقها وبانها جميعها تؤمن به...
نعم
فالله الرحمن الرحيم يؤمن باسم الله السلام ويدين له بوجوده..
والله العالم العليم يؤمن باسم الله السلام ويدين له بوجوده..
والله الرازق المجيب يؤمن باسم الله السلام ويدين له بوجوده..
وجميع الأسماء الالوهية الحسنى تؤمن باسم الله وتدين له بوجودها مما دفعها لان تقول بان الدين عند الله هو الإسلام والذي يعني الاستمرار دائما في عملية الالمام ومن انك وان تابعة الالمام بكل ما هو موجود في محيطك فستصل الى جميع الأسماء الحسنى بداخلك لتكون رحيمً ومحبً وعليمً ومؤمنً بحق كل ذرة في الوجود في هذا الكيان الصغير والذب هو جسدك انت وكيانك انت ومن بعده كيانك الأكبر نسبيا والذي هو كوكب الارض وما عليه من اشكال الحياة حتى تصل الى الكون والكيان الأكبر وما فيه من اشكال الحياة التي لم تراها عينك ولم تخطر على بالك..
وكل الحب والسلام للجميع
محمد فادي الحفار
27/1/2023
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق