الأحد، 9 أبريل 2023

المنشور "280" (البعث ام البعت)



لقد سالني احد ابنائي عن معنى مصطلح (البعث) في القرآن الكريم وعن الامر الكوني النافذ الخاص به لانه لم يستطع التوصل اليه رغم اتباعه لجميع المراحل المطلوبة منه في استخراج الجذر الثلاثي المفتوح والذي هو (بَ عَ ثَ) ولكن دون جدوى.. واما انا فاقول له بانه قد نسي مرحلة مهمة جدا ولم يتبعها مما ادى الى عجزه عن استخراج الجذر الثلاثي الصحيح وهي اننا قد قلنا سابقً بان حرف (ث) اعرابي ركيك وليس من لسان القرآن العربي في شيء ومن اننا نقلبه الى (ت) اينما وجدناه لنصل الى المعنى الصحيح للمصطلح والى فعله الثلاثي المفتوح ومن بعدها الى الامر الكوني النافذ الخاص به.. اذن فان الخطوة الاولى التي نتبعها مع مصطلح (البعث) هي تحويل حرف "الثاء" الى "تاء" ليصبح (البعت) فنقول: ان الفارق بين "البعت" و "الارسال" هو ان المبعوت يكون في مهمة محددة وعليه انجازها ولا يشترط به ان يحمل رسالة وكان اقول لكم (سأبعتكم في مهمة) او اقول (ابعت لي ابنك لكي اعطيه الايجار).. نعم احبتي فالبعت هو عملية تحرك المبعوت من مكان الى اخر لاجل مهمة محددة لان البعت من البيع والذي هو تحرك المال من شخص الى اخر من اجل اتمام مهمة محددة وهي عملية البيع وكان اقول (لقد بعت له بضاعتي مقابل مبلغ من المال).. اذن فان مصطلح "بعت" عبارة عن تفعيلة من تفعيلات البيع ومن الامر الكوني النافذ (بع) وميزانه (باع. بوع. بيع) وبحيث يدخل حرف "تاء" في اخره كضمير او دلالة على الفاعل الذي باع السلعة فنقول (بعت السلعة او باعت السلعة).. واما الان فدعوني اضع لكم التالية الكريمة التي تؤكد لكم صحة قولي فاقول: (((فبعث الله غرابا يبحث في الارض ليريه كيف يواري سوءة اخيه قال يا ويلتى اعجزت ان اكون مثل هذا الغراب فاواري سوءة اخي فاصبح من النادمين))) وعليه واذا كان البعث هو العودة الى الحياة او خروج الاموات من قبورهم يوم القيامة فلماذا قال المولى تبارك وتعالى (فبعث الله غربا) ولم يقل (فارسل الله غربا)؟!! وهل كان الغراب ميتً ومقبورا ثم خرج من قبره؟!! طبع لا احبتي فالله قد بعت غربا وبمعنى جعله او امره ان يتجه في اتجاه محدد ولاجل هدف محدد ومن اننا لا نستطيع ان نقول هنا (لقد ارسل الله غربا) لان الغراب لا يحمل معه اي رسالة لكي يكون رسول او مرسلً وانما هو مبعوت في مهمة محددة.. وعليه فان البعت هو توجيه الشخص او المادة في اتجاه محدد ولاجل هدف محدد ومن اننا نقول (لقد بعته الى السوق) ولا نقول (لقد ارسلته الى السوق) ومن ان البعت تفعيلة من تفعيلات البيع لان البيع وفي اصله هو توجيه المادة او اخراجها من يدك الى يد التاجر من اجل هدف محدد وهو البضاعة التي ابتعتها منه.. فانا وعندما اقول (لقد بعتُّ ابني الى السوق) اي انه قد ذهب بامر مني لقضاء حاجة لي او شراء ما طلبت منه.. واما وعندما اقول (لقد ارسلت ابني السواق) فهذا معناه بانني قد ارسلته برسالة مني الى جميع تجار السوق كتحذير مثل او تنبيه ودون ان يشتري لي شيء منه. ونستطيع ان نطابق هذا الامر على جميع التاليات القرآنية الكريمة التي جاءت على مصطلح (البعث) الاعرابي وبعدما نقوم بتحويله الى (البعت) القرآني ليتضح لنا جماله وروعته وبيانه وندرك يقينا بان هذا القرآن سوري و سرياني الاصل والمنشاء وليس اعرابي قرشي كما قيل لنا لاننا نحن ابناء الشرق الاوسط في سوريا ومصر نقول بلساننا العامي السليم (ابعت) ولا نقول (ابعث) بلسان الاعراب الاعوج الركيك. فلا يوجد في القرآن الكريم مصطلح يقال له (بعث) وانما يوجد فقط مصطلح يقل له (بعت) والذي يفيد توجيه الشخص او المادة من مكان الى اخر لهدف محدد ومن انه يتوجب علينا ان نفرق تمام بين مصطلح البعت و مصطلح الارسال لان كل واحد منهما يحمل معناه الخاص به حصرً. وكل الحب والسلام للجميع محمد فادي الحفار 9/4/2023

هناك تعليق واحد:

  1. جزيل الشكر والعرفان أستاذنا الغالي على المنشور القيم حقاً
    لا حرمنا الله العظيم من صلواتك علينا سيدي الكريم

    ردحذف