الخميس، 2 مارس 2023

المنشور "279" (الاوتاد و الاعتاد)

 


لقد طلب مني احد ابنائي إفادته بالامر الكوني النافذ الخاص بمصطلح (اعتدوا) والذي يجعل القرآن الكريم كتابً متناقضً ومن قوله عز من قائل (ان الله لا يحب المعتدين) وقوله في مكان اخر (فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم) وبحيث أنه يطلب منا هنا الاعتداء وهو الذي لا يحب المعتدين وفي هذا قمة التناقض القرآني والتضارب في شخصية الله الذي لا يحب المعتدين ويأمرنا أن نكون من المعتدين أليس كذلك؟!!!! واما ردي عليه وكما هي العادة هو أن اقول له ولكم بأن تنسوا جميع المناهج اللغوية الاعرابية وقواعدها وشروحاتها وتعتمدوا فقط على المنهج الكوني القرآني الذي اضعه لكم ان كنتم تريدون فهم مصطلحات القرآن الكريم بكل دقة لأن هذا الكتاب الكريم هو لسان الرب العربي وسننه السامية وليس بلغوا الأعراب القرشي ولغتهم. وعليه فإن اول ما نقوم به هو أن نأخذ مصطلح (اعتدى) ونعيده الى الفعل الثلاثي المفتوح الخاص به وعلى وزن (فَعَلَ) لينتج عندنا الفعل الثلاثي المفتوح (عَتَدَ) والذي يفيد جمع العتاد أو الاشياء الخاصة به من عتاده الازم لعمله وبحيث نقول هنا مباشرة بأننا واذا ما اردنا الوصول الى الامر الكوني النافذ الخاص بمصطلح (عَتَدَ) فإننا نحذف الحرف الاول منه وهو الحرف "ع" لانه من احرف الجر حتمً فيبقى عندنا المصطلح (تُدَّ) والذي يفيد تثبيت الشيء في مكانه وعدم نقله او حركته من هذا المكان فلا يكون حينها عتادً متحركً.. نعم احبتي فمصطلح العتاد القرآني عكس مصطلح التاد والاوتاد وعلى النحوا التالي: تُدَّ (تاد. تود. تيد) وجميعها تفيد تثبيت الاشياء في مكانها وعدم حركتها ولقوله عز من قائل (وفرعون ذي الاوتاد) وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة "ع" والمختص بعكس المعنى لانه من حروف "كهيعص" فيصبح عندنا: عتد (عتاد. عتود. عتيد) وجميعها تفيد اشيائنا المتحركة والتي هي (عتادنا) الذي نقوم بتجهيزه من اجل التحرك به معنا. نعم احبتي فتادنا و اوتادنا عكس عتادنا واعتادنا لان اوتادنا هي الاشياء التي نقوم بتثبيتها وترسيخها في مكانها وعلى حين ان اعتادنا هي الاشياء الغير ثابته او الغير راسخة في مكانها وبحيث اننا نستطيع تحريكها فتكون عتادنا. واما المعتدين فهم المختصين في تحريك الاشياء بسبب دخول حرف "م" المختص بالالمام ومن حروف "الم" فيكون الامر على النحوا التالي: عتد (عتاد. عتود. عتيد) وجميعها تفيد اشيائنا المتحركة والتي هي (عتادنا) الذي نقوم بتجهيزه من اجل التحرك به معنا وبحيث يدخل عليه حرف الجر والحركة "الم" والمختص بالالمام فيصبح عندنا: المعتد (المعتاد. المعتود. المعتيد) وجميعها تفيد المختص بتجهيز هذا العتاد واي كان نوع هذا العتاد.. نعم احبتي فالمعتاد هو الشخص المختص بنوع معين من انواع العتاد فيكون اختصاصه هذا لعنة عليه لانه قد ترك كل انواع العتاد واختص بشيء محدد دون غيره وهذا من اخطر الامور.. ومثال على هذا هو (المعتاد على عقيدته) والذي لا يقبل بأي شيء اخر غيرها ومهما جئته بالحق او المنطق.. اذن فأن قوله عز من قائل (ان الله لا يحب المعتدين) أي انه لا يحب المتمسكين برأيهم او بما معهم من عتاد والغير قابلين لاي عتاد اخر غير عتادهم لانهم اشبه ما يكون بالارهابيين او المجرمين المتطرفين ان لم يكونوا فعلً هم الارهابيين والمجرمين المتطرفين.. نعم احبتي فالمتمسكين بما معهم من علم او حتى عقيدة (كالسلفيين مثلً) هم المعتدين او المختصين بما معهم من عتاد ولا يقبلون اي عتاد اخر غيره وحتى وان ثبت لهم بالمنطق بأن العتاد الذي جئتهم به فيه خير لهم عتادهم لانهم لا يرون من الحقيقية سوى وجه واحد او لا يرون من وجوه الله سوى وجه واحد ويرفضون باقي وجوهه. وعليه فإن قوله عز من قائل (فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم) معناه بانه وان جاءكم احدهم بعتاده (اي كان هذا العتاد) وبقي عليه ورفض جميع انواع العتاد غير عتاده فتعاملوا معه بالمثل وبأحضاركم لعتادكم وثباتكم عليه.. نعم احبتي فأنا وعن نفسي اتقبل جميع انواع العتاد وجميع وجهات النظر بل وحتى جميع انواع العقائد على الارض وبأنها تحمل معها شيء من الصواب والحقيقية لانني ارى وجه ربي اينما وليت وجهي وبحيث أنني اقبل حتى بالصلاة الحركية القرشية وبأنها نوع من انواع التواصل مع الله وحتى وان كانت تواصل مع الذات وانقطاع عن المحيط.. ولكنني اقول دائما بأن الصلاة يجب أن تكون قائمة مع محيطي بأكمله وبأذكى ما عندي وبحيث أنني اتواصل مع جميع وجوه ربي من حولي ولا اقتصر بصلاتي على التواصل الذاتي بيني وبين نفسي.. واذا ما جائني رجل معتد بعتاده العقائدي وما معه من فكر مصرً عليه ومعتاد عليه ولا يملك غيره فإنني اتيه وبدوري بعتادي العقائدي واصر عليه.. ولكن الفرق بيني وبينه هو انه معتاد على ما معه فقط واما انا فلست معتاد على شيء محدد لأنني أتقبل جميع الاراء وبحيث انه واذا ما جائني شخص معتاد على الحب او العلم او المعرفة او التامل في الكون مثلً فانني اعتاد عليه بمثل ما اعتاد به علي او جائني به لانني متقبل لجميع وجوه ربي واصلي له او اتواصل معه اينما وجدته ولا اقتصر بصلاتي على وجه محدد من وجوهه فاكون من المعتادين.. فانا احمل كل انواع العتاد واتقبلها جميعها ولست معتاد على عتاد واحد فقط.. وهذا هو الفارق بين قوله (عتدي) وقوله (معتدي).. فالله لا يحب المعتدين او الذين تعودوا على شيء واحد فقط وألموا به دون غيره وهذا صحيح فعلً لأن المعتدين هم المدمنين.. ولكنه ايضا يحب اصحاب العتاد ويامرنا بان نعتدي وندرس ونفهم كل انواع العتاد. فالفارق بين صاحب العتاد اوالجاهز لكل انواع العتاد وبين المعتاد على عتاد واحد فقط كالفارق بين السماء والارض احبتي. وكل الحب والسلام للجميع محمد فادي الحفار 2/3/2023

هناك 12 تعليقًا:

  1. هل هناك حذرين عاد تاد في القران الكريم ؟

    ردحذف
    الردود
    1. ::::
      نعم عزيزي
      فمصطلح (عاد) من الامر الكوني النافذ (عُدّ) والذي يفيد العودة..
      واما مصطلح (عتاد) فمن الامر الكوني النافذ (تُدّ) والذي يفيد تثبيت الشيء في مكانه.

      حذف
  2. جذر تد غير مستعمله في اللهجه العاميه هل يوجد امتله لاستخدام هذا الجذر وتد

    ردحذف
    الردود
    1. موجود في اللهجات العامية اخي الكريم..
      بل هناك اعنية عامية للمطرب المرحوم طلال مداح يقول فيها (كل ما دقيت في ارض وتد .. من ردات الحظ وافتني حصى) .

      حذف
  3. ما لي عنه محتد نفس الجذر أليس كذلك؟

    ردحذف
  4. كل الشكر والتقدير أستاذنا الغالي لما تقدم لنا من كنوز ثمينة حقاً

    ردحذف
  5. أستاذي الغالي ما معنى ( خف ) .. بمفهوم ( الخفاء ) حسب فهمي ؟؟
    ولكن هي عملية الإسقاط على التاليات ( سوف أضع مفهومها الأعرابي )
    إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَخْفَىٰ عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي ٱلْأَرْضِ وَلَا فِي ٱلسَّمَاءِ ( بمفهوم الخفاء )
    إِلَّا أَن يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ ٱللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ ٱللَّهِ ( بمفهوم الخوف )
    فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ ٱلْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ ( بمفهوم التقليل )

    فما هو الجذر الكوني الصحيح أستاذي الكريم ؟؟

    ردحذف
  6. هل يمكن إسقاط ( خف ) بمفهوم ( الخفاء ) على التاليات :
    إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَخْفَىٰ عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي ٱلْأَرْضِ وَلَا فِي ٱلسَّمَاءِ ( بمفهوم الخفاء )
    إِلَّا أَن يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ ٱللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ ٱللَّهِ ( هو إخفاء إقامة الحدود .. فإن خفى علينا ألا يقيما )
    فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ ٱلْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ ( وهو عدم خفاء أي عذاب .. يصلهم كامل )

    أنتظر ردك أستاذي الغالي

    ردحذف
    الردود
    1. هذا المصطلح بحاجة الى تدقيق شديد في معظم تاليات القرآن عزيزي بسبب اخطاء التنقيط والتشابه الحرفي..
      فقد يكون في بعض التاليات (خف) من الشيء الخفيف..
      وقد يكون في بعض التاليات (حقّ) من الاحاقة..
      وقد يكون في بعض التاليات (جف) من الجفاف..
      ومثال على هذا اقول (ان الله لا يجفى عليه شيء) وبمعنى لا يوجد شيء يستطيع ان يجف او يتلاشي امام الله لانه وكما تعلم يحي العظام وهي رميم..
      وعليه
      فان هذا المصطلح يحتاج الى مجهود شخصي كبير من كل واحد منا لتصحيح معناه في جميع تاليات القرآن وجعله منطقيا اينما وجدناه وفي اي تالية.

      حذف
    2. كل الشكر والتقدير أستاذي الغالي على التوضيع القيم
      لكن لقد قمت بوضع بعض التقريب ( أعمل بحوث كذلك سيدي )
      وأتمنى أن يكون مقنعاً بعض الشيء ( كون مسألة التنقيط تحتاج مني لبحث أعمق - أعتذر )
      ....................
      نعود إلى مسالة ( الترادف ) وأن كتاب الله تعالى دقيق جداً :
      1- إِنَّ ٱللَّهَ لَا (يَخْفَىٰ) عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي ٱلْأَرْضِ وَلَا فِي ٱلسَّمَاءِ ( بمفهوم الخفاء )
      2- فَلَا (يُخَفَّفُ) عَنْهُمُ ٱلْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ ( بمفهوم التخفيف )
      3- إِلَّا أَن (يَخَافَا) أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ ٱللَّهِ فَإِنْ (خِفْتُمْ) أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ ٱللَّهِ ( بمفهوم الخوف )

      وهي من أصل ( خف )
      ولكن هل تعني ( الخفاء أم التخفيف أم الخوف ) ؟؟
      فهل للكلمة ( مترادفات ) ؟؟ وهذا ما لا نقوله حتماً

      فلفظ ( خف ) هو من المفهوم العام ( للخفاء ) :
      1- إِنَّ ٱللَّهَ لَا (يَخْفَىٰ) عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي ٱلْأَرْضِ وَلَا فِي ٱلسَّمَاءِ

      2- فَلَا (يُخَفَّفُ) عَنْهُمُ ٱلْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ
      وهنا الكلمة دقيقة جداً .. حيث نجد أنها ليست بمعنى ( التقليل ) بالتحديد ؟؟
      ولكن لا يوجد خفاء في العذاب ( حيث العذاب يكون خالص دون إخفاء أي شيئ منه )
      وكذلك تعطي مفاد أن هناك عذاب يُخفا عن البعض في التعذيب ( رحمة من الغفور الرحيم )

      3- إِلَّا أَن (يَخَافَا) أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ ٱللَّهِ فَإِنْ (خِفْتُمْ) أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ ٱللَّهِ
      وهنا كذلك تفيد الحالة ( النفسية أو الداخلية ) وما تحمل من خفاء تجاه أمر ما ؟؟
      فهو وصف لما يخفى على الإنسان ولا يعلم مصيرة المستقبلي
      فيقود ذلك إلى إثارة الأمر بالداخل ليستوضح حقيقته المخفية للخارج ؟؟
      ....................
      ربي يبارك بك ويحبنا ويحبك أستاذي العزيز

      حذف
  7. أعمل أستاذي على البحث ( الجزء الثالث ) لست متأكد هل سوف أكمل عليه أم لا ؟؟
    ولكن ( الجزء 1 + 2 ) موجود للتحميل بقناتي المتواضعة ( جزء من بحوثك موجود بها )
    https://www.youtube.com/watch?v=uOwP9lKSDBg
    وما زلت أقوم بالتعديل بعض الشيء على البحوث ( كون البحوث متنوعة ومتجددة حقاً )
    وما زلنا في أول المشوار أستاذي الغالي
    كل الحب والمودة الكبيرين سيدي الكريم

    ردحذف
  8. أود ألأن أشكرك أستاذي الغالي وسيدي
    للأسف لم أحظى بمنشوراتك القيمة جداً ( وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ )
    إلا في الأشهر القليلة الماضية ( استفدت الكثير حقاً وفي البحوث البسيطة لدي )
    مسألة التنقيط ( لا يحق لي الحديث حولها - لم أتعمق حول المنهاج الكوني أصلاً )
    ولكن كل شيئ ممكن من لغو الأعراب ( المخطوطات القديمة تثبت ذلك )

    أستاذي الغالي أستمر في الكتاب وكتابك ( كما أستفدت أنا ومستقبلاً )
    فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ ( جعلنا الله تعالى منهم )
    خالص الحب والمودة أستاذي

    ردحذف