الأحد، 7 فبراير 2021

المنشور "151" (قريب القرآن)

 



دخول حرف الجر والحركة "ق" والمختص بالقدرية على بعض الجذور القرآنية...

يعتقد اكثرنا بان مصطلح "قريب" في القران الكريم يفيد احد افراد العائلة والقبيلة وبينما يعتقد البعض الاخر بانه يفيد المسافة وكما هو مشروح ومفسر لنا في معاجم اللغو الأعرابي وقواميسها التي وضعت لنا في الزمن الاموي والعباسي وبعد 200 عام على اقل تقدير من نزول القرآن الافتراضي..!!! وعليه هل يفيد مصطلح (القريب) القرآني المسافة بين الأشياء ام انه يفيد روابط الدم العائلية ام ان له معنى اخر ويختلف تمامُ عن هذين المعنين؟؟ اذن وبما ان منهجنا الكوني يعتمد على القران الكريم فقط وعلى انه المعجم الوحيد والصحيح للساننا العربي فإننا وان وجدنا ترادفً في بعض مصطلحاته او حتى تعارضً معه او تناقض فيه فأننا نقوم بتصحيح معاجمنا اللغوية وقواعدها بناء على معطيات القرآن الكريم الجديدة وليس العكس وكما يفعل الكثيرين منا وبان يحاولوا تطويع القران لمعاجمهم (او لي عنق الآية كما يقال لتبقى ضمن شرح معاجمهم) لان القران هو الأصل والنبع وهو المسيطر عليها على اللغة وقواعدها وليس العكس ابدا لأنه مصدرها.. وعليه تعالوا معي لكي اضع لكم تالية كريمة من تاليات القرآن الكريم واريكم التناقض الاعرابي الغير المنطقي والذي فرض عليها فأقول: (((واذ اخذنا ميثاق بني اسرائيل لا تعبدون الا الله وبالوالدين احسانا وذي القربى واليتامى والمساكين وقولوا للناس حسنا واقيموا الصلاة واتوا الزكاة ثم توليتم الا قليلا منكم وانتم معرضون))) وبحيث اننا نجد هنا بان الاحسان بحق الولدين (القادرين على الولادة والانجاب) مفروض علينا وبشكل لا جدال فيه لأننا نعلم بان الوالدة تضحي بحياتها من اجل أولادهم وكحال جميع الوالدات من الكائنات الأممية التي تقدم لأطفالها الرخيص والغالي ولدرجة قد تصل معها الى ان تقطع من لحمها لكي تطعمهم صغارها حتى يكبروا وينضجوا ويعتمدوا على انفسهم اليس كذلك؟... أي ان الاحسان بحق الوالدين امرا مبررا لنا ولا جدل فيه عندنا لان الوالدة هي اغلى شيء في الوجود ومن حقها ان تنال مني كل احساني بل كل مالي ان لزم الامر لأني انا وبذاتي وبكل كياني ماكنت لأكون موجود لولا رعايتها لي في صغري وعندما كنت بأمس الحاجة لها لكي يستمر وجودي.. ولكننا نراه أيضا يقول لنا بان الاحسان مفروض علينا في حق ذي القربى وليس في حق الوالدين فقط أليس كذلك؟... فمن هم هؤلاء ذي القربى في مفهوم القران الكريم والذين جعلهم ربي بمرتبة الوالدين في موضوع الحسنى هذا؟!! هل هم اخوتي وأبناء عمومتي وخالتي او حتى عشيرتي؟ فماذا لو كان هؤلاء أعداء لي ولم يقدموا لي شيء في حياتي؟ فهل اعاملهم بإحسان وكمعاملتي لوالدتي التي افنت شبابها لأجلي وانا صغيرا فأكون حينها من الذين يبخسون الميزان او يبخسون قدر الوالدة لأني اعمل الجميع مثلها ورغم انها هي وحدها من قدمت وضحت لأجلي؟ وهل احسن الأنبياء والرسل لإبائهم وعشيرتهم من الكافرين ام انهم هجروهم وكما هجر إبراهيم ابوه ازر ولم يعد يسأل عنه أبدا؟ وعليه فدعكم من اللغو الاعرابي احبتي ومن ان مصطلح "ذي القربى" يفيد عائلتي وعشيرتي لان ذي القربي في القران هم اذين يقدمون القرابين والتضحيات من اجلنا وكما سيتضح لكم ادناه فأقول: ان جميع المصطلحات القرآنية من "قريب" و "اقرب" و "قربى" و "تقربون" و "تقربا" و "تقربوها" و "مقربين" و "اقربين" و "قربان" عبارة عن تفعيلات للجذر الثلاثي المفتوح (قَ رَ بَ) والذي هو فعل فردي عائد فاعل فردي تقديره هو ويفيد تقديم القربان للجميع....
واما الجذر الكوني للفعل المفرد (قَ رَ بَ) فهو الامر الكوني النافذ (رُبَّ) والذي يفيد الامر في موضوع التربية ومن ميزانه الكوني (راب. روب. ريب) وجميعها مختصة بموضوع التربية وكما سيتضح لكم لاحق في البحث المختص بمعنى مصطلح الرب والارباب والربانيون.. رُبَّ (راب. روب. ريب) وجميعها تفيد موضوع التربية وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة "ق" والمختص بالقدرية فيصبح عندنا: قرَبَ (قراب. قروب. قريب) وجميعها تفيد قدرية الرباية والتربية ضمن مقادير فيكون الشخص الذي يهتم لأمور تربيتنا هو الذي يُقربٌنا ويقدم لنا قرابينه من اجل اكتمل تربيتنا.. نعم احبتي
فقولنا (قَرَبَ الشيء) أي قدم له قربانً.... - انا قربته (اي قدمت له قربان) - هو قربني (اي قدم لي قربان) - نحن قربناه (اي قدمنا له قربان) وبحيث ان مصطلح "القريب" في القرآن الكريم لا يعني المسافة الصغيرة بين الأشياء ولا يعني العائلة او العشيرة وانما يعني ذلك الذي يقدم لي القربان لكي استمر في حياتي وطريق....
وقولنا عن الله تبارك وتعالى بانه (قريب يجب دعوة الداع) أي الله يقدم لنا ما عنده كقربانً لنا ويجب دعوة الداع لان الله هو رب الارباب جميعهم وهو المربي الأعظم الذي يربينا لكي نصبح ربانيين.. واما الفعل الذي يتحدث عن المسافة فهو (قاب) ولقوله (قاب قوسين او ادنى) وكما شرحتها لكم في المنشور السابق.. نعم
فقولنا (قاب , قوب , قيب) هي التي تتحدث عن المسافة وبحيث يدخل عليها حرف الجر القرآني (الر) فتصبح (الرقاب , الرقيب) فراجعوا البحث مرة أخرى.. وعليه فان القريب والاقرب والاقربون هم الذين يقدمون لكم القرابين والتي هي مقادير التربية والرباية وكل ما تحتاجونه في طريق الرباية وبحيث ان معنى قوله عز من قائل (وذي القربى) بفيد الذين يقدمون لكم قربان الرباية مما معهم وبان تحسن لهم وكما تحسن لوالدتك لانهم قد فعلوا معك مثلما فعلت والداتكم.... نعم احبتي فمعلمي الذي يريد ان يعلمني لكي اصبح عالمً ويخرجني من جهلي الى النور هو من ذوي القربى لي لأنه يُقربُني بالعلم ويقدمه لي قربانً لكي انموا واتطور.. وكل من يهتم لأمري بصدق وحب ودون أي طمع منه فيما عندي هو من ذوي القربى لأنه يُقربني بما معه من حب ويقدمه لي قربانا وبحيث ان الأنبياء والرسل والعلماء والأصدقاء الصادقين المحبين جميعهم من ذوي القربى لما يُقرِبونني بما معهم. اذن فانا احسن لوالدتي أولا لأنها اكثر ذي القربة قربانً لي كونها هي التي ضحت بكل حياتها من اجلي.. ومن بعد والدتي فإنني احسن لكل من قدم قربانً لي وعلى انه من ذوي القربى كمعلمي او ابي ان كان صالحً ويهمه امري او كل من تقرب مني وأقربني بقربان مما عنده فأكون محسنً وله وارد له الجميل. والان
تعالوا معي لنضع بعض التاليات الكريمة التي جاءت على مصطلح قريب وقربان من جذره لنشرحها بمعناها الدقيق ونقول: (((اذ قالت الملائكة يا مريم ان الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها في الدنيا والاخرة ومن المقربين))) فما معنى قوله عن عيسى عليه صلوات ربي وبانه (من المقربين)؟؟ هل تعني بأن عيسى قد سافر في الكون واصبح على مسافة قريبة من مسكن الله او المكان الذي يجلس فيه الله والعياذ بالله؟!!! طبعً لا.. فالله ليس محدود بكيان خاص به وله ابعاد منظورة وبحيث يكون احدنا على مسافة صغيرة منه والأخر على مسافة ابعد اليس كذلك؟ فالله ربي هو المحيط الذي يحيط بي وبكم وبنا جميعنا لأننا موجودين ضمنه وضمن رحمته وكما هو الجنين في رحم امه وبحيث انه ولا يوجد مفهوم للمسافات الاعرابية في محيط الله الرحمان الذي يُقْرِبُنا بما عنده من قرابين اكثر حتى مما يُقْرِبُنا حبل وريدنا بالدماء. فعيسى عليه صلوات ربي من المُقْرِبين وبمعنى من الذين يقدم الله القرابين ويقدمون هم وبدورهم لقرابين لله... وكل انبياء ربي السلام ورسله اما (مُقرِبين) وبمعنى يقدمون القربان مما معهم للناس او (مُقرَبين) وبمعنى ان الله هو من يقدم القربان والرباية الخاصة بهم ويمنحهم من علومه ورزقه. وعليه فان قريبي هو الذي يُقربني بما معه من قرابين ويضحي بها لأجلي اكان من حياته كأمي او من ماله كأبي او من مشاعره الصادقة معي وبغض النظر تمامً عن رابط الدم القبلي الاعرابي لأننا اصل من نفس واحدة وجميعنا عبارة عن كائن واحد. وكل الحب والسلام للجميع
محمد فادي الحفار 11/7/2017

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق