الاثنين، 1 فبراير 2021

المنشور "150" (السماء والاسماء)

 


لقد قرأت مداخلة لاحد الاعراب جعلتني افكر ملياً في كيفية الخروج من هذا النفق المظلم الذي دخلنا به بسبب امة الاعراب الأشد كفرا ونفاقا وكما وصفها ربي في قرانه الكريم وبحيث أخرجت لنا من مدارسها السلفية جاهلاً كهذا الاحمق الذي احدثكم عنه ومن انه يفتي في القرآن الكريم بغير علمٍ او دراية وفي زمن اصبح فيه الأشقياء هم الأتقياء والأغبياء هم العلماء!!!

نعم
فهذا الجاهل كان يتحاور مع احد ابنائي على صفحته ويقول له هل تعلم يا أخي الكريم أن جميع اللاسامي مثل الله و الرب و الرحمان و غيرها عبارة عن صفات لأن اسم الله لا يعلمه أحد ولقوله:

(((رب السماوات والارض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا)))

أي انه يعتبرُ بأن عبارة (هل تعلم له سميا) تفيد عدم معرفتنا لأسماء الله ابدً لان الله لا أسماء له وانما له صفات فقط!!!!

واما انا فأقول لهذا الجاهل بأن كيف تقول بان الله له صفات والرب يقول لنا عنه في قرآنه (تعالى الله عم يصفون) وبمعنى أن الله لا تصفه الصفات ولا يصل الى وصفه الواصفون أيها الاعرابي المأفون؟!!!!...

وأيضا فان غبائك لم يتوقف عند هذا الحد وانما خالفت القران الكريم بغبائك وعندما قلت بان الله لا أسماء له ورغم أن القرآن الكريم يقولنا (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها) ومما يؤكد وجود الأسماء لله اليس كذلك؟؟

فمن هو الاصدق هنا انت ام القرآن الكريم؟؟!!!
وكيف سندعو الله بأسمائه الحسنى ان كنا لانعرف له اسمً واحد كما تدعي؟!!!!!

نعم
فهذا الجاهل الاعرابي الذي يهرف بما لا يعرف ويفتي في القرآن الكريم على هواه وكانه عالم قدير لا يدرك بان معنى مصطلح "أسماء" في القران الكريم يفيد السمو والمرتبة السامية وبان الله سبحانه وتعالى هو اللاسامي في كل شيء ولا يسموا فوقه سموه سامي وهو الذي يُسْمي الأشياء ويجعلها سامية ولا يُسميه أحد لأنه هو الاسمى في كل شيء...
نعم احبتي
فكل مصطلحات القران الكريم من "سما" و "يسمو" و "أسماء" و "اسمه" و "اسميته" و "اسميتها" و "اسميتهم" و "سميا" تعود في اصلها الى الامر الكوني النافذ (سُمَّ) والذي يفيد الارتقاء والسمو في المراتب وميزانه (سام. سوم. سيم) وجميعها تفيد المراتب السامية...

سُمَّ (سام. سوم. سيم) وجميعها تفيد المراتب السامية ومن جذرها الثلاثي المفتوح (سَ مَ مَ) والذي هو فعل فردي عائد على فاعل فردي تقديره هو (او الله سبحانه وتعالى) الذي يُسمي الأشياء والكائنات ويمنحها مرتبتها السامية وعلى حين أن الأشياء والكائنات لا تستطيع أن تُسمي الله وتمنحه المرتبة السامية لأنه هو الاسمى والذي لا نعرف له سميا او من هو اسمى منه في الكون كله تبارك وتعالى...

وعليه
فان قوله تبارك وتعالى عن الله (هل تعالم له سميا) عبارة عن سؤال لنا ان كنا نعلم من هو اسمى من الله وكأنه يقول لنا (هل تعلم له ندا) وبحيث أن الجواب الطبيعي لهذا السؤال هو أن أقول لك بأنني لا اعلم احدً نداً لله ولا اعلم احدً اسمى من الله لان الله ربي لا ندا له ولا يصل الى سموه أحدا..

اذن
فانا لا اعرف لله سميا لان ايماني يقول لي بانه لا يوجد من هو أسما من الله.

وأيضا فان قوله عز من قائل عن يحيى عليه صلوت ربي وبانه لم يجعل له من قبل سميا تفيد المعنى ذاته..

(((يا زكريا انا نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميا)))

وبحيث أن شرح هذه التالية الكريمة هو ان المولى سبحانه وتعلى قد بشر ذكريا بغلام سيكون هو الاسمى من كل من جاء قبله من الأنبياء والرسل في سمو اخلاقه الكريمة العالية والتي تعلوا وتسموا على كل من سبقه منهم...

نعم
فيحيى عليه صلوات ربي كان اسما الناس في صفاته الحميدة واسمى من كل الأنبياء الذين كانوا قبله لأنه هو الممهد لقدوم السيد المسيح والذي هو رب السلام واسما من على الأرض جميعا...

أي ان ربي لم يجعل على الأرض من هو اسما من يحيى عليه صلوات ربي في مرتبته لأن كل من كان قبله من الأنبياء والرسل اقل منه في مرتبتهم السامية وبما فيه إبراهيم ذاته لأن يحيى اسما منه في المرتبة..

واما من جاء بعده فهو اسما منه في المرتبة لأن ربي قد تحدث في بشارته لذكريا عن الذين كانوا قبله وبأنه سيكون اسمى منهم جميعهم وبقوله (لم نجعل له من قبل سميا)...

اذن
فإن يحيى عليه صلوات ربي اسمى من ادم ونوح وإبراهيم واسحاق ويعقوب وإسماعيل ويوسف وموسى وكل من جاء قبله من الأنبياء ربي ولكنه ليس بإسمي من الرسول الذي سياتي من بعده وكحال السيد المسيح الذي جاء بعده لان السيد المسيح هو من رفعه ربي الا اعلى المراتب السامية وبقوله (رافعك الي) او الى مرتبتي الربوبية.

وعليه
فان مصطلح الأسماء وسميا في القرآن الكريم لا يعني الألقاب التي نطلقها على الناس وانما تعني المراتب السامية وبحيث أنه ومن الخطأ الكبير أن تسألني ما هو اسمك لأن الصحيح قرآنيا هو ان تقول لي ما هو لقبك ولقوله عز من قائل (ولا تنابزوا بالالقاب)..

نعم احبتي
فلقبي الذي اطلقه علىَّ اهلي هو (محمد فادي) وبحيث أن ارجوا من الله ربي ان يكون لي من لقبي نصيب فاصبح في سموا المرتبة المحمدية ومرتبة الفداء فأكون حينها محمدً بصفاتي وفاديً لغيري لأنه يوجد الكثير من الناس الملقبين بلقب "محمد" ولكنهم لم يرتقوا ولم يسمو للمرتبة للمحمدية لكي يكون اسمهم محمد وهم ليسوا محمودي الصفات.
ولكم الان ان تضعوا جميع التاليات التي جاءت على مصطلح الاسم والأسماء وسميا لتدركوا جمال تاليات القران الكريم وعظمتها وعلى غير ما اعتدتم عليه وبحيث أنني سأضع لك مثالً اخر واخير للتضح لكم الصورة فأقول:

(((وعلم ادم الاسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال انبئوني باسماء هؤلاء ان كنتم صادقين)))

ومن أنني سأسلكم هنا عن هذه الأسماء التي تعلمها ادم من ربي ولم تكن الملائكة تعرفها وهل انتم تعرفونها؟
أم هل سيقول لي احدكم بأن ربي قد علم ادم ألقاب الحيوانات مثلاً وقال له بان هذا يُدعى كلب وهذا حمار وذاك جمل وتلك دجاجة وبحيث ان الملائكة كانت غبية لهذه الدرجة ولا تعلم ألقاب هذه الحيوانات؟؟؟

طبعا لا احبتي
فالعلم الذي تعلمه ادم من ربه كان علم الأسماء وكل الأشياء السامية التي تسمو بها مخلوقات ربي التي خالطها ادم على الأرض وعاش معها فاصبح يعلم بأن الحمار يسمو بالصبر والكلب يسمو بالوفاء وهكذا..
واما الملائكة وقبل ادم فكانت تنظر الى هذه المخلوقات عن بعد ولم تكن تخالطها وتتعايش معها لكي تدرك الأشياء السامية التي تسموا بها هذه الكائنات..

واما ادم (والذي هو نحن الانسان من النفس الواحدة وتجربتنا على الأرض) فقد تعلنا الأسماء كلها او جميع الأشياء السامية التي تسمو بها كائنات الأرض وبان الكلب يسموا بالوفاء والحمار يسموا بالصبر والجمل يسموا بالقدرة والجلد واحتمال المشقات لأننا قد عشنا مع هذه الكائنات وتعاملنا معها واصبحنا ندرك الأسماء كلها والتي تسمو بها كائنات الأرض.

واترك هذا البحث الصغير بين ايديكم لتراجعوا جميع التاليات الكريمة التي جاءت على مصطلح (أسماء) في القران الكريم وبعد ان تجعلوا من معنى السمو والسامي قاعدة لكم في شرحها ليتضح لكم قولي عن سموا القران الكريم الذي تركناه مهجورا لأننا قد اتبعنا لغوا الاعراب الدوني فهبطنا معهم الى مستواهم الأدنى وفي اسفل سافلين.

فمصطلح السماء القرآني لا يقتصر على تلك القبة الزرقاء التي فوقنا والتي هي مجرد انعكاس للضوء وخداع بصري لطبقات الجو لان السماء القرآنية هي كل شيء يسمو فوقنا ويعتلينا في المرتبة..

وكل الحب والسلام للجميع


محمد فادي الحفار
24/12/2016

هناك تعليق واحد: