لقد وضعت لكم منذ فترة منشور الكائنات الأممية ومن اننا (نحن المسيحيين القرآنيين) امميون في عقيدتنا ولا نأكل الكائنات التي عندها غريزة الامومة ولقوله عز من قائل (لا تضار والدة بولدها) وبحيث جائني سؤال من بعض الاصدقاء يقول فيه التالي:
اذا كان الله سبحانه وتعالى قد حرم علينا سفك دماء الكائنات الاممية (او التي عندها غريزة الامومة كما تقول) فماذا عن بقرة بني أسرائيل والتي أمرهم الرب بأن يذبحوها؟..
أليست كائن أممي ايضا ولا يجوز سفك دمها وبحيث يكون هناك تناقض في القران الكريم وبان الله لا يسمح لنا بسفك دماء الكائنات الاممية ومن ثم هو يامرنا بسفك دم كائن اممي وهو البقرة؟!
واما ردي عليه فكان كالتالي:
تخيل معي هذا الامر عزيزي ومن انه يحدث أمامك حاليا وبحيث يقف موسى بين قومه الذين اعتادوا على تقديم الاضاحي الدموية لله بحكم عادتهم وتقاليدهم حينها وبحيث انهم كانوا قد تعرضوا لمشكلة يريدون معرفة اسبابها فقال لهم موسى ان الله يأمركم أن تذبحوا بقرة كاضحية له لكي ياتيكم الخبر اليقين فاجابوه ( اتتخذنا هزوا ) وكما ورد في التالية الكريمة:
(((واذ قال موسى لقومه ان الله يامركم ان تذبحوا بقرة قالوا اتتخذنا هزوا قال اعوذ بالله ان اكون من الجاهلين)))
وعليه
لماذا قالوا له ( اتتخذنا هزوا )؟؟
وأين هو الاستهزاء في طلبه هذا منهم وبان يذبحوا بقرة كقربان لله وهم من اعتادوا على هذا النوع من الطلبات وتقديم الاضاحي الدموية من الحيوانات لله لكي تنحل مشكلتهم؟!!
ألا ترى معي بان قولهم له أتتخذنا هزوا غريبا جدا هنا ويحتاج منا الى وقفة وحسن تدبر؟....
فطلبه وبأن يذبحوا بقرة لكي ياتيهم الجواب طبيعي جد ولايستدعي هذا الرد أبدا إلآ اذا كان قد طلب منهم طلب مفاجئ وصعب ويستدعي هذا الرد أليس كذلك؟
نعم
فهو قد طلب منهم طلب صعب جدا ومفاجئ لهم ومما دعاهم لأن يردوا عليه بهذا القول وبأنه يتخذهم هزوا..
وستعرف هذا الطلب عندما تدرك معي معنى مصطلح "بقرة" في القرآن الكريم ومن أنه لا يفيد ذلك الحيوان الاممي الذي نعرفه لان قرأننا الكريم ليس كتاب متناقض لكي يحرم علينا الكائنات الاممية تارةَ ويامرنا بسفك دمها تارةً اخرى..
ثم اقرء معي هذه التاليات عن البقرة الاعرابية المفترضة واخبرني بعدها برايك فاقول:
1-(((قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي قال انه يقول انها بقرة لا فارض ولا بكر عوان بين ذلك فافعلوا ما تؤمرون)))
وعليه
وان فان كان مصطلح "بكر" يفيد الانثى الصغيرة التي لم يعاشرها احد من قبل فان مصطلح "فارض" حينها سيفيد الانثى الكبيرة والتي تمت معاشرتها وفقدت عذريتها اليس كذلك؟
فكيف يطلب منهم ان تكون البقرة المفترضة بكرا ولم تتم معاشرتها وفي الوقت ذاته فتكون فارض ايضاً؟
بكر و فارض في الوقت ذاته!!!!!
وهذا ليس استهزاء وحسب وانما هو معاجزة حقيقية تافهة ولا يجوز لاي نبي ان يتفوه بمثل هذه التفاهة اليس كذلك؟!!!
2-(((قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها قال انه يقول انها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين)))
فهل يوجد في الارض كلها بقرة صفراء فاقع لونها تسر جميع الناظرين اليها؟
وهل تستطيع ان تاكد لي بان جميع الناس يحبون شكل البقرة حتى يسرهم النظر اليها ام ان الكثير منا لا يحبون شكل البقرة بل ويقرفون منها ايضا؟
فكيف ستسر جميع الناظرين اليها وبقوله (تسر الناظرين)؟!!!
3-(((قال انه يقول انها بقرة لا ذلول تثير الارض ولا تسقي الحرث مسلمة لا شية فيها قالوا الان جئت بالحق فذبحوها وما كادوا يفعلون)))
فما معنى ذلول؟
فان كان الذل هو الخضوع فمن المفروض لها ان تكون ذليلة وتحرث الارض بل وتحمل الاغراض على ظهرها لانها ذلول اليس كذلك؟
فكيف تكون ذلول ولا تسقي الحرث؟!!!
وثم ما معنى تثير الارض؟
وهل هي عاصفة حتى تثير الارض وتحدث فيها ثورة ام انها مجرد بقرة؟
ثم ما معنى مسلمة هنا؟!!!
وهل من المفترض لها ان تكون على سنة الرسول القرشي المفترض محمد وبحيث انها تصلي خمسة فروض في اليوم وتتوجه اثناء صلاتها الى مكة حيث بيت الله المفترض وكما يفعل جميع من يطلقون على انفسهم لقب المسلمين؟!!!
فالبقرة لا فارض ولا بكر وصفراء فاقع لونها تسر الناظرين وهي دلول وتثير الارض (وبمعنى انها تصنع ثورة عظيمة في الارض وتغير حال الناس) وكحال الرياح التي تثير السحاب بقوله (الله الذي يرسل الرياح فتثير سحابا) وفوق هذا كله هي مسلمة فهل سنقول وبعد كل هذه الصفات العظيمة التي هي عليها بانها هي ذاتها ذلك الحيوان الاممي الذي اطلق عليه الاعراب اسم البقرة ومن انه هو ذاته مصطلح "بقرة" الموجود في القرآن الكريم؟!!!
طبع لا حبيبي..
وعليه
فلابد لنا ان نعرف اولً ما هي هذه البقرة القرآنية وما معنى هذا المصطلح ومن وبكل دقة ومن خلال الامر الكوني النافذ الخاص به حتى تتوضح لنا الصورة تمامً فاقول:
(((والذين يقولون ربنا هب لنا من ازواجنا وذرياتنا قرة اعين واجعلنا للمتقين اماما)))
نعم احبتي
فجميع المصطلحات القرأنية من "قرة" و "تقر" و "نقر" و "بقر" و "بقرات" و "مستقر" و "قرار" و "بقرار" و "بقرات" و "استقرار" و "بقرة" تفيد موضوع القرار والإستقرار ومن جذرها الثلاثي المفتوح (بَ قَ رَ ) ومن الامر الكوني النافذ (قرَّ) والذي يفيد حالة الاقرار وعلى النحو التالي:
قرَّ (قار. قور. قير) وجميعها تفيد معنى الاقرار بين فاعل وصفة ومفعول به وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة "ب" كتاكيد على الامر فيصبح:
بِقرّ (بقار. بقور. بقير) وجميعها تفيد تأكيد حالة الإقرار..
اذن
فإن مصطلح "قرَّ" عبارة عن امرٌ يفيد وصل الشيء او وصولك انت الى الإقرار..
واما مصطلح "بِقرَّ" فهو التاكيد عليك في الوصول الى الإقرار..
وعليه
فإن قولي لك (نفذ ما هو مطلوب منك بِقرَّةٍ) معناه بأن تنفذ ما هو مطلوب منك بإقرار شديد..
وكذلك هو الحال بالنسبة لقوله (ادبحوا بِقرَّةٍ) اي أبيحوا ماهو مطلوب منكم بإقرار شديد..
قولنا عن شخص بأنه (باقر) او (الباقر) معناه بأنه قادر على الوصول الى القرار او (صاحب شخصية مؤثرة في القرار)..
واما الأن فاستمعوا مني لقصة موسى مع قومه ولماذا قالوا له أتتخذنا هزوا عندما قال لهم (الله يامركم ان تذبحوا بقرة) وبمعنى ان تبيحوا شيءً قد قرَّ في اعماقكم لان مصطلح (الدبح) القرآني يفيد التاكيد القطعي على اباحة الشيء وهذا مشروح في منشور (اسحاق الدبيح) وبحيث قالوا له حينها (اتتخدنا هزوا) وبمعنى اتريد ان تهزنا و تاخد منا شيء قادر على يهزنا لانهم قد فهموا المطلوب منهم من اللحظة الاولى وبان الله يريد منهم ان يقدموا اغلى ماعندهم في سبيله او في سبيل الوصول الى الحقيقية التي طلبوا من موسى معرفتها فقال لهم عليكم ان تبيحوا شيء لوجه الله يكون قد قر واستقر في اعماقكم لكي يجب الله طلبكم..
فقالوا له اتطلب منا أن نستبيح ما بقر فينا ونجعله مباح للجميع (المساكين والفقراء) لكي تساعدنا على امرنا وتحل لنا هذه المعضلة التي فينا فتهزنا وتهز حياتنا وتستغل حاجتنا اليك؟!!!
فقال لهم معاذ الله أن اكون من الجاهلين بربي لاني من العالمين به فهو من علمني وانتم من طلبتم مني ان اعطيكم الحل والرآي في مشكلتكم فسالت ربي من اجلكم وأعطيتكم الحل الذي سيعينكم ربي من خلاله على امركم..
فقالوا له حسنا..
ولكن على ان تسال لنا ربك ليبين لنا ماهو هذا الشيء الذي بقر فينا واستقر في انفسنا وبحيث يريد منا ان نبيحه ونستغني..
(((قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي قال انه يقول انها بقرة لا فارض ولا بكر عوان بين ذلك فافعلوا ما تؤمرون)))
فقال لهم (لا فارض و لابكر)..
وبحيث ان مصطلح "فارض" من الفعل الثلاثي (فَرَضَ) او الشيء المفروض عليكم وكقوله (فرض عليك القران) وبمعنى ان يكون هذا القرار او (بِ قرة) غير مفروض عليكم..
واما مصطلح "بكر" فيفيد عملية التكرار في الشيء ومن انكم تستطيعون هنا مراجعة منشور (مكر الاعراب و مكر الله) لتتضح لكم الصورة تمامً ومن ان البكرة هي الشيء المتكرر.
اذن
فأن الله يقول لكم بأن عملية الاقرار للشيء المطلوب منكم اباحته مشروط بأن لا يكون مفروض عليكم ولا مكرر في حياتكم ومن السهل الحصول عليه لان الشيء المكرر سهل الحصول.
فعاندوه وقالوا له ادعوا لنا ربك يبين لنا ماطبيعة هذاالشيء الذي قرَّ في نفوسنا وما هو لونه لأن الأشياء التي قرة في نفوسنا كثيرة وبحيث ان الامر قد اختلط علينا ونريد أن نعلم تحديدا هذا الشيء الذي قر فينا ويريد منا الله ان نجعله مباحً.
فقال لهم حينها بأنها (بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناطرين) وبمعنى ان هذا الشيء الذي بقر فيكم واستقر حبه في اعماقكم هو شيء غير متوفر لان مصطلح (صفراء) من فعله الثلاثي المفتوح (صَفَرَ) وبحيث ان الحرف الاول حرف جر حتمً وهو الحرف "ص" الذي يعكس المعنى فيبقى عندنا الامر الكوني النافذ (فِرَّ) والذي يفيد حالة الوفرة والشيء الوفير وميزناه (فار. فور. فير) وجميعها تفيد حالة الوفرة وكقوله (فار التنور) وبمعنى اخرج ما فيه من وفرة..
فُرَّ (فار. فور. فير) وجميعها تفيد معنى الوفرة والشيء الوفير بين فاعل وصفة ومفعول به وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة "ص" والمختص بعكس المعنى فيصبح عندنا:
صفر (صفار. صفور. صفير) وجميعها تفيد عكس معنى الوفرة او الشيء الذي لا يوجد فيه او منه وفرة او (الغير متوفر)..
ومن هنا نطلق على الرقم صفر (0) هذا اللقب لانه لا يحمل معه شيء ولا يتوفر معه اي شيء.
وعليه
فإن ربي قد طلب منهم في بادئ الامر ان يبيحوا لوجهه شيء من مالهم الذي بقرَّ في اعماقهم ويعطونه للفقراء مثلً فقالوا له بأن انواع المال الذي عندنا كثير جدً فمنه الطعام والشراب والملابس والقطع النقد فإي نوع من انواع هذا المال يريد منا ربك ان نبيحه للفقراء لكي يجيب مطلبنا؟؟
فقال لهم حينها بأن يريد منكم اندر امواكم النفيسة وهو الذهب طبعً احبتي..
نعم
فلقد عاندوا وجادلوا موسى فيما طلبه منهم فصعب عليهم ربي الامر وطلب منهم أن يستغنوا عن اكثر الاشياء التي بقرت في نفوسهم حباً وهو الذهب الاصفر الفاقع لونه لعلمه بشح أنفسهم تبارك وتعالى..
وهذا هو (البقر الاصفر) او الشيء الذي استقر في نفوسهم وهو قليل الوفرة ولهذا فهو غالي الثمن..
وهو ايضا يثير الارض فما اكثر ما تحدث الثورات بسببه..
وهو ليس شيء مفروض علينا او متكرر في حياتنا وبحيث اعتقد الان بان معنى مصطلح "البقرة" القرآني قد اصبح واضح لكم..
وهو يسر الناظرين ايضا لانه لا يوجد احد منا لا يسره النظر للذهب..
وهو مسلم ايضا (لانه مستمر في عملية الالمام او الاستحواذ على قلوبنا) لان مصطلح مسلم من الفعل الثلاثي المفتوح (سَ لَ مَ) ومن الامر الكوني النافذ "لُمَّ" والذي يفيد حالة الالمام وبحيث يدخل عليه حرف الجر والحركة "س" والمختص بالاستمرارية فيصبح (سلم) او المستمر في عملية الإلمام فيكون المسلم هو الشخص الذي ستمر دائماً بعملية الإلمام.
وعليه
فإنني اعتقد بأن مصطلح (بقرة) القرآني قد اصبح واضح لكم الآن ومن أنني مع هذا ساضع لكم تالية اخرى جاءت على مصطلح البقر القرآني لكي يطمئن قلبكم اكثر فأقول:
(((وقال الملك اني ارى سبع بقرات سمان ياكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر واخر يابسات يا ايها الملا افتوني في رؤياي ان كنتم للرؤيا تعبرون)))
ومن ان الملك قد قال لوزراءه هنا مستعين بمشورتهم "اني ارى سبع بقرات سمان" (وبمعنى سبع قرارت سامية) موجودة في القانون ومن انه سيتم القضاء عليها بسبب سبع قرارات عجاف صدرت منه او من الذي كان قبله ومن انه يريد مشورة وزراءه ليعرف هذه القرارات السامية التي يجب ان تبقى ومن تلك القرارات العجاف المجحفة بحق شعبه لكي يبتعد عنها وبحيث أنه قد طلب الفتوى من فتيانه "وزرائه" ومن انني ارجوا منكم هنا مراجعة منشور (فتيان الاعراب و فتيان القرآن)..
اذن
فان الموضوع هنا ليس مجرد حلم غبي من ملك غبي يؤمن بالاحلام والخرافات وأنما هو رأيٌ و رؤيا حكيمة منه وعن أدراك للواقع تمامً ومن انه قد رآى بوادر هذه القرارت السامية والقرارات المجحفة على شعبه وفي مملكته ومن انها قد تسبب الثورة والغضب عند الشعب فطلب الفتوى من فتيانه (وزراءه) وبأن يفتونه في هذا الامر الذي رأه خطأ في قرارات سابقة يستطيع تجاوزها وتجاوز المشكلة التي قد تحصل ومن خلال سبع قرارات جديدة يسنها للشعب..
فهل أدركتم الأن احبتي بأن مصطلح (البقر) القرآني يفيد كل شيء قد بقر في نفسك واستقر فيها وبان الباقر هو القادر على ان يدخل الى قرارت نفسك واعماقك وبحيث انه من اسماء الله سبحانه وتعالى؟
وهل ادركتم الان بانه لا يوجود اي تناقض في القران الكريم لان التناقض موجود في لغوكم ولغتكم الاعرابية التي قالت لكم بان مصطلح "بقرة" يفيد ذلك الحيوان الذي ناخذ من الحليب وعلى حين انه يفيد موضوع الاقرار بالامر ومن ان هذا الحيوان الاممي الذي اطلق عليه الاعراب لقب (البقرة) او غيره من الحيوانات الاممية كان وما يزال محرم علينا في القرآن الكريم والذي هو وفي الاصل كتاب اممي خالص ويحرم اتباعه سفك دماء جميع الكائنات الاممية ومن بينها وعلى راسها الانسان (لانه كائن اممي وبدوره) ولان هذا الكتاب الكريم كتاب اممي خالص ويدعوا الى السلام ولا شيء غير السلام؟.
فان كنتم قد فهمتم هذا وادركتموه فهنيئا لكم وحبي وسلامي للجميع
محمد فادي الحفار
7/8/2016
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق