الاثنين، 12 ديسمبر 2022

المنشور "270" (معنى مصطلح الكهف القرآني)

 



في كل مرةً يسالني فيها أحد ابنائي عن معنى مصطلح ما من مصطلحات القرآن الكريم أقول له بأنك وان تعلمت اصول المنهج الكوني القرآني واستخدمته في شرحك لمعاني المصطلحات القرآنية لوجدتها سهلةً جد ولا تحتاج لان تسال احد عنها لأن هذا القرآن وبجميع مصطلحاته بيان للناس وليس معاجزة لهم..

واما عن اصول المنهج الكوني القرآني وقواعده فإنها سهلة جدا ولا تحتاج منك لاي مجهود او دراسة وبحيث أنني اختصرها لك على النحو التالي:

1- ان جميع المصطلحات القرآنية الكريمة تعود في بادئ الامر الى الفعل الثلاثي المفتوح الخاص بها وعلى وزن (فَ عَ لَ) لأن لغة هذا القرآن الكريم لغة افعال فقط وليست لغة اوصاف او ما يسمي بالاسماء وذلك لانها إلهية سماوية خالصة ولان الله فعال لما يريد وليس وصاف لما يرد.

2- ان جميع الافعال الثلاثة المفتوحة تعود في اصلها للامر الكوني النافذ الخاص بها والمكون من حرفين فقط وعلى وزن (كن) وبحيث أننا نستطيع أن نحذف الحرف الأول من الفعل الثلاثي المفتوح لأنه حرف جر حتمً وليس من اصل الأمر الكوني النافذ.

3- أن احرف الجر القرآنية الصحيحة بالنسبة للغتنا العربية هي تلك التي يطلق عليها لقب الاحرف المقطعة من (الم. الر. كهبعص. طه. يس) ومن ان كل حرف من بينها له عمله الخاص به في دخوله على الامر الكوني النافذ وبحيث يجيب عليكم ان تتذكروا هذه القواعد الثلاثة فقط لكي تتقنوا المنهج الكوني القرآني وبكل دقة.

واما الان فأنتقل معكم لشرح مصطلح (الكهف) القرآني والذي هو فعل في اصله وليس اسم او صفة فقط وكما هو الحال في الشرح الاعرابي له وبحيث اننا نعيده الى الفعل الثلاثي المفتوح الخاص به وعلى وزن (فَ عَ لَ) فينتج عندنا الفعل (كَ هَ فَ) وبحيث اننا نستطيع ان نحذف الحرف الاول منه لانه حرف جر حتم وهو الحرف "ك" فيصبح عندنا الامر الكوني النافذ (هُفَّ) والذي يفيد الامر بحالة الهفوة وبأن تفهو الى الشيء او يهفو قلبك له وكقولنا (تهفو قلوبنا إليه)..

اذن
فإن الأمر الكوني النافذ لمصطلح (كَهَفَ) هو الامر (هُفَّ) وميزانه معه وعلى النحو التالي:

هُفّ (هاف. هوف. هيف) وجميعها تفيد فعل الهفوة وما نهفو او تهفو اليه قلوبنا بين فاعل وصفة ومفعول به وبحيث يدخل عليه حرف الجر والحركة "ك" والمختص بالتشبية المانع للتطابق بالمثلية فيعطينا عكس المعني ويصبح:
كهف (كهاف. كهوف. كهيف) وجميعها تفيد التشبيه بحالة الهفوة ولكنها ليست هفوة في الوقت الحالي بسبب دخول حرف "ك" العاكس للمعنى و المانع للتطابق بالمثلية.

اي أن مصطلح (الكهف) القرآني يطلق على كل شيء كان فيما مضى هفوة او مما تهفو اليه قلوبنا ولكنه اصبح حالياً من الاشياء أو الاماكن التي لا تهفوا إليها قلوبنا.

نعم احبتي
فالاماكن القديمة التي سكنها الانسان الاول ونطلق عليها اليوم لقب (الكهف) كانت بالنسبة له (هفوة) أو الاماكن التي يهفو اليها قلبه لشعوره بالأمان وهو داخلها..

واما بالنسبة لنا نحن اليوم او مع بداية نزول الكتب السماوية اصبح لقبها في هذه الكتب هو (كهَفَ او كهفوة) لانها لم تعد صالحة للسكن الانساني أو لم تعد تهفو اليها قلوب الناس لانها لم تعد مصدر امانً بالنسبة لهم ومع تطور العمران والحضارة الانسانية.

وعليه
فإن مصطلح الكهف القرآني ومن فعله الثلاثي المفتوح (كَهَفَ) يفيد الفعل الذي يشبه فعل الهفوة او (كأنه يهفو) او (كان يهفوا) ومن انه يطلق على الاماكن التي سكنها الانسان القديم في الماضي وكان قلبه يهفو لها لشعوره بالامان وهو داخلها وبحيث أن لقبها بالنسبة للانسان القديم هو (هفا او هفوة) لان قلبه يهفو اليها ومن ان هذا اللقب لم يعد صحيحً وبالنسبة لنا نحن الانسان المتحضر نوع ما او مع بداية نزول العلوم السماوية المكتسبة علينا وبحيث اصبح لقبها بالنسبة لنا هو (كهفا او كهفوة) لانها لم تعد صالحة للسكن بالنسبة لنا ولم تعد تهفو اليها قلوبنا وذلك لأن قلوبنا ومنذ زمن بعيد قد اصبحت تهفو الى التجمعات الانسانية المتحضرة نسبيا من قرى زراعية صغيرة يسكنها تجمعات من الناس ذو توجه مشترك او قرابة قبلية.

وعليه
فإن مصطلح (الكهف) القرآني او حتى التوراتي يفيد التشبيه المانع للتطابق بالمثلية لفعل الهفوة وبحيث أنه يطلق على تلك المغارات التي كان الانسان القديم يسكنها في الماضي وكان قلبه يهفو اليها لشعوره بالامان وهو داخلها ويستطيع هو فقط ان يطلق عليها لقب (هفا او هفوة) ومن انها لم تعد كذلك بالنسبة لنا وانما اصبحت (كهفا او كهفوة) لانها تشبيه لما كان عليه حالنا نحن الانسان في الماضي ولما كانت تهفو اليها قلوبنا او انفسنا.

وكل الحب والسلام للجميع

محمد فادي الحفار
12/12/2022

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق