الأربعاء، 30 نوفمبر 2022

المنشور "269" (الشير و العشير)

 


دخول حرف الجر والحركة "ع" على بعض الجذور القرآنية.. يعتقد اكثرنا بأن مصطلح (االاشرار) القرآني يفيد الافعال السيئة التي يقوم بها الانسان الذي يطلق عليه الاعراب بلغوهم لقب الشرير وهذا ليس صحيح ابدا احبتي وانما هو من اسقاطات الاعراب ولغوهم والذين هم وفي الاصل الاجدر ان لا يعلموا حدود ما انزل الله.. فكيف تاخذون بلغوهم ولغتهم ورغم ان الله ربي قد اكد لكم بانهم الاجدر ان لا يعلموا حدود ما انزل الله؟!! وهل نذهب الى الجاهل لناخذ عنه العلم المنزل والمعرفة؟!! طبع لا احبتي. وعليه فان اردتم العلم والمعرفة فاسالوا اهل الذكر والعلم لان لسان القرآن الكريم السامي واضح وصريح جدا لانه وفيه بيانً للناس ولمن اراد دراسته من خلال المنهج الكوني القرآني الذي اضعه لكم و اؤكد من خلاله بان جميع المصطلحات القرآنية عبارة عن افعال تعود في اصلها للامر الكوني النافذ الخاص بها وعلى وزن "كن" والذي يوضح لنا معناها وبكل دقة.. والامر الكوني النافذ الخاص بمصطلح (الاشرار) احبتي هو "شرَّ" والذي يفيد موضوع الشورى والتشاور ولقوله عز من قائل: (((والذين استجابوا لربهم واقاموا الصلاة وامرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون))) ومن ان جميع المتواصلين بالصلاة القويمة والقائمة على المشورة او التشاور وعدم التفرد بالراي هم المقصودين في هذه التالية الكريمة. وعليه فلا يوجد امر كوني نافذ يقال له (شُر) وبمعنى كن سيئ الاخلاق ومجرماً لان الله ربي يأمرنا بالمعروف والسلام ولا يأمرنا بأن نكون سيئين ومجرمين..
نعم احبتي فمصطلح (الاشرار) القرآني عبارة عن تفعيلة من تفعيلات الامر الكوني النافذ "شُرّ" والذي يفيد عملية التشاور وكحال مصطلح (الاحرار) ومن انه تفعيلة من تفعيلات الامر الكوني النافذ "حُرّ" والذي يفيد الحوار او مصطلح (الاسرار) والذي هو تفعلية من تفعيلات الامر الكوني النافذ الخاص به وهو "سُرَّ".. واما اكثركم احبتي فيقرؤون مصطلح (الاشرار ) في التالية الكريمة التي تقول: (((وقالوا ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الاشرار))) وعلى انه يفيد الاشخاص السيئين المجرمين وبان اهل النار مستغربين من عدم وجود هؤلاء الاشرار في جهنم معهم وهذا غير منطقي ابدا لاننا وفي الدنيا ومهما كنا سيئين او حتى مجرمين فاننا نعتقد انفسنا صالحين ومسلمين ايضا (وكحال الارهابيين الذين يرون انفسهم صالحين) ومن اننا لا نقر او نعترف بسوء افعالنا لاننا لا نراها وعلى انها افعال سيئة وبحيث اننا وان انتقلنا الى الحجيم مثلً فلن نستغرب من عدم وجود رجال السيئين معنا لان هذا اقرار صريح منا باننا كنا سيئين في الدنيا ونعرف باننا كنا سيئين ونتعامل مع من هم سيئين مثلنا وهذا غير منطقي ابدا لاننا نعتقد بأن كنا صالحين ونتعامل مع الصالحين وكما وضحت لكم.. وعليه فان الصحيح في التالية الكريمة اعلاه هي انها حديث اهل الجنة بين بعضهم البعض واستغرابهم من عدم وجود بعض الناس الذين كانوا يرونهم من اهل الشورى والاتشاور ومن ان مكانهم الصحيح هو الجنة ومع هذا لا يرونهم فيها لانهم كانوا متطرفيين ودكتاتورين ومهما اظهروا للناس عكس هذا وبانه من اهل الشورى. اذن فإن جميع المصطلحات القرآنية التي جائت على مصطلح الشر والشورى والاشرار تعود تفيد حالة الشورى ومن الامر الكوني النافذ "شر" والذي يفيد حالة الشورى والتشاور وعلى النحو التالي: شُرّ (شار. شور. شير) وجميعها تفيد معنى التشاور والمشورة وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة "ع" والمختص بعكس المعني فيصبح عندنا: عشر (عشار. عشور. عشير) والتي تفيد جميعها عكس معنى المشورى والمشاورة في الامر.. نعم احبتي فالشورى هي عرض الامر الذي يحتاج الى التشاور وعدم التفرد فيه مع من اشاورهم لاصل للقرار الصحيح بشأنه.. واما العشور او العشرة او عشيرتي و العشيرة فهو الشخص او الاشخاص الذين لا استشير احد بامرهم لانهم موضع ثقة تامة عندي ولا احتاج لان اتشاور مع احد في امره.. فعشيرتي قد تكون مجموعة من الناس او انثاي وعشيقتي التي اثق بها ولا استشير احد بامرها. وعليه فإن جميع انواع العشرة و التعاشر و العشار و العشرون تفيد موضوع الامر الذي الا احتاج لان اشاور احد بشانه لانه واضح بالنسبة لي ومفروغ من امره. وقوله عز من قائل (ان يكن منكم عشرون صابرون) اي اناس يثقون ببعضهم وصابرين وليس عدد كما يعتقد اكثرنا.. كما وان قوله (واذا العشار عطلت) معناها تعطلت الثقة بين الناس او بين العشير وعشيره. وعليه فهناك الكثير من التاليات القرآنية التي جائت على مصطلح (عشر) وتفعيلاته والتي تفيد جميعها حالة الثقة او عدم الحاجة للمشورة بشائن هذا العشير.. ولكن على ان تنتبهوا هنا بان الكثير من تاليات القرآن الكريمة والتي جائت على هذا المصطلح فيها خطاء في التنقيط وبحيث ان اصلها هو (عسر) وليس (عشر) وكحال قوله مثلً (وليال عشر) ومن ان اصلها الصحيح بالنسبة لي هو (وليال عُسر) اي فيها تعسير وتفتقد لحالة التيسير. ولكم ان تراجعوا جميع التاليات القرآنية التي جائت على مصطلح (عشر) والذي يفيد الثقة وعدم الحاجة للمشورة ليتضح لكم تلك التاليات التي فيها خطاء في التنقيط ومن ان اصلها هو (عُسر) وليس (عشر) لان مصطلح العشر يفيد دائما وابدا موضوع الثقة او الامر الذي لا احتاج للمشورة فيه. وكل الحب والسلام للجميع محمد فادي الحفار 30/11/2020

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق