منشور اليوم بعنوان (لماذا نطلق على الهزات الأرضية لقب الزلزال) ولا نكتفي بأحد المصطلحين ليحل محل الاخر طالما ان الهزة الأرضية والزلزال شيء واحد؟!!
وعليه
لقد ذكرت لكم سابق بان القرآن الكريم هو المعجم الأول لما تسمى باللغة العربية وبحيث ان جميع قواعدها ومعاني مصطلحاتها مأخوذة منه لأنه لا يوجد شيء يقال له لغة عربية قبل وجود هذا الكتاب وانما كانت هناك لغات ولهجات محلية لسكان الشرق الأوسط وشمال افريقيا وبحيث انني لا اريد ان اطيل عليكم بهذا هنا وانما اريد ان اشرح لكم معنى مصطلح الزلزال القرآني ولماذا اطلق عليه اجدادنا اللغوين هذا اللقب فأقول:
1- عليكم ان تتذكروا دائما بان القرآن الكريم مليء بأخطاء التنقيط والتشكيل لان عملية تنقيطه وتشكيله حصلت في زمن الامويين وهي ليست من اصل الكتاب في شيء وهذا اولً..
2- عليكم ان تلاحظوا مصطلح "زٌلزِلت" (بضمة على حرف الزال الأول وكسرة على حرف الزال الثاني) وكيف انه مفعول به وعلى حين اننا وان قلنا "زلزَلت" (بفتحة على حرف الزال الأول والثاني) وكيف سيصبح فاعلً لان هذا ضروري جدا احبتي في مجريات احداث منشور اليوم..
واما الان فدعوني اضع لكم التالية القرآنية تقول (اذا زلزلت الأرض زلزالها) والتي نقراها ومن خلال تشكيلها الاعرابي بضمة على حرف الزال الذي يجعل الأرض مفعول به وهناك من قام بزلزلتها وأتساءل هنا وأقول:
لماذا قال في نهاية التالية مصطلح (زلزالها) والذي يؤكد بان هذا الزلزال تابع لها هي من قام به ولم يقل (زلزالنا) والذي يؤكد بان الله هو الفاعل هنا؟
نعم
فاذا كانت الأرض قد زُلزلت بفعل فاعل فلابد له وان يقول (اذا زُلزلت الأرض بزلزالنا) فيكون الله هو الفعال هنا اليس كذلك؟
واما وانه قال (زلزالها) فهذا معناه بان الأرض هي الفاعل وان هذا الزلزال تابع لها ومن صنعها ومما يؤكد وبدوه هنا بان القراءة الصحيحة للتالية الكريمة هي (اذا زَلزَلت الأرض زلزالها) وبفتحة على حروف الزال في مصطلح "زلزلت" ليكون هذا الزلزال هو "زلزالها" لأنه تابع لها بهاء الملكية اليس كذلك؟
وعليه
فأن قوله (اذا زَلزَلت الأرض زلزالها) معناه بأن الأرض هي الفاعل وهي من قامت بعملية الزلزال التابع لها والمسؤولة عنه لأنه من ضمن قوانينها وسننها..
واما الان فدعوني اشرح لكم معنى مصطلح الزلزال من خلال المنهج الكوني القرآني لتتضح لكم الصورة تمام وعن الفارق بين الزلزال والهزة الأرضية فأقول:
زُل (زال. زول. زيل) وجميعها تفيد عملية إزالة الأشياء بين فاعل وصفة ومفعول به وبحسب الميزان الكوني للمصطلحات..
نعم احبتي
فالأمر الكوني النافذ (زُلّ) يفيد عملية الازالة للشيء الموجود وبحيث ان قولنا (لقد زال الأثر) اي انه لم يعد موجود ومن ان قولنا (زواله او زوال الأثر صعب) معنها ان عملية الازالة صعبة وليست سهلة وهذا واضح اشد الوضوح في قوله عز من قائل:
(((وانذر الناس يوم يأتيهم العذاب فيقول الذين ظلموا ربنا اخرنا الى اجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل اولم تكونوا اقسمتم من قبل ما لكم من زوال)))
وبحيث ان مصطلح (زوال) واضح جدا هنا وبانه يفيد معنى زوالهم من الوجود ومن انهم لم يعودوا موجودين..
وهو واضح ايضا في قوله عز من قائل:
(((وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وان كان مكرهم لتزول منه الجبال)))
وبمعنى زوال هذه الجبال من والوجود وازالتها منه فلا يعود لها وجود بشكلها المعروف لنا..
اذن
فإن الزول و الزوال والازالة عبارة عن مصطلحات قرآنية تفيد معنى الأشياء التي كانت موجودة في مكان ما ولم تعد موجودة فيه وكقوله عز من قائل (فازلهما الشيطان عنها) وبمعنى انه قد قام بعملية ازالتهم من المكان الذي كانوا به وتسبب في نقلهم الى مكان اخر..
واما قولنا (زلزال) فمعناه ان عملية الزوال موجودة ضمن مكونات هذا الشيء او هذا الكائن وكقولنا (صلصال) ومن ان عملية الوصل والوصال موجودة ضمن مكونات هذا الكائن ومن انه من الضروري جدا هنا ان نستذكر الميزان الكوني القرآني دائما ونحن نشرح أي مصطلح من مصطلحات القرآن الكريم حتى لا نخطئ بشرحه ابدا.
وعليه
فان الزلزال هو صفة لمكونات الزوال الموجدة ضمن الشيء او الكائن لأنها من ضمن تكوينه الأساسي وبحيث ان قوله عز من قائل (اذا زلزلت الأرض زلزالها) أي قامت الأرض بإزالة جميع الأشياء التابعة لها والقابلة للزوال من الكائنات الموجودة عليها لان الأرض وبحد ذاتها ستزول بسبب مكونات الزوال الأساسية الموجودة ضمن تكونيها وبحيث ان كل ما هو تابع لها من كائنات موجودة عليها ستزول وبدورها بسبب مكونات الزوال الأساسية الموجودة ضمن تكوينها وطبيعتها.
اي ان الأرض هي الفعال وهي من ستقوم بإزالة الأشياء الموجودة عليها لان عملية الازالة هذه من ضمن السنن والقوانين الواقعة على الأرض..
وهنا فقط ندرك الفارق بين الزلزال والهزة الأرضية احبتي وبحيث اننا لا نطلق على الهزة الأرضية لقب الزلزال الا اذا كان هناك حالات إزالة لأشياء بالفعل ومهما كانت عملية الازالة هذه صغيرة او كبيرة..
اي انه واذا ما حدث على الأرض أي هزة أرضية ولم تتسبب هذه الهزة بإزالة اي بناء او اي اثر او كائن من على سطح الأرض فان اسمها يبقى (هزة أرضية) لان عملية الزوال لم تحدث..
واما واذا ما تحطم أي بناء وزال اي شيء من مكانه او من الصورة التي كان عليها فيصبح لقب هذه الهزة هو (زلزال)..
وعليه
فان الهزة الأرضية تحدث دون إصابات او حالات إزالة لأي كائن او منشئة على الأرض وعلى حين ان الزلزال هو الأقوى والاعنف هنا لأنه يتسبب بإزالة بعض الكائنات او المنشآت من مكانها وموضعها ويقوم بتغير حالها وشكلها من حال الى حال وكما أزال الشيطان ابوينا من الجنة وغير موضعهما وحالهم عنها الى حال اخر.
وكل الحب والسلام للجميع
محمد فادي الحفار
9/9/2023