الأربعاء، 3 يونيو 2020

المنشور "87" (صد. صيد. صدود)



ان بحث اليوم مهم جدا لانني ساشرح فيه معنى مصطلح (الصيد) في القران الكريم وبعيدا عن اللغو الاعرابي فيه وبعدما اضع لكم التالية الكريمة التي جائت على ذكر مصطلح الصيد فاقول:

(((يا ايها الذين امنوا لا تقتلوا الصيد وانتم حرم ومن قتله منكم متعمدا فجزاء مثل ما قتل من النعم يحكم به ذوا عدل منكم هديا بالغ الكعبة او كفارة طعام مساكين او عدل ذلك صياما ليذوق وبال امره عفا الله عما سلف ومن عاد فينتقم الله منه والله عزيز ذو انتقام)))

والشرح الاعرابي لهذه التالية الكريمة هو ان الصيد عبارة عن عملية اقتناص للكائنات الحية بالسهم او البندقية او حتى بالصقور وبحيث ان هذا الصيد له مواسم محلل فيها واخرى محرم فيها ومن ان الصيد ممنوع في الاشهر الحرام وبحيث ان احدنا وان قتل الكائنات الحية في الشهر الحرام فان جزاءه مثل ما قتل ولقوله عز من قائل (ومن قتله منكم متعمدا فجزاء مثل ما قتل من النعم)...

وعليه
فإنني ساضع لكم اعتراضاتي المنطقية وعلى النحوا التالي:

1- اذا كان الصيد يؤدي الى الموت فكيف اقتل الصيد وهو قد قُتل اصلاً وبحيث انني قد اصطدته واصبح اسمه صيد؟؟!!
فكيف يقول لنا (لاتقتلوا الصيد) وهي عبارة ركيكة جدا؟؟!!

2- تقول التالية الكريمة بانني واذا ما قتلت عصفوراً في الشهر الحرام فان جزائي هو ان يامر الحاكم بقتلي مثلما قتلت هذا العصفور ولقوله (فجزاء مثل ما قتل) فهل هذا منطقي؟!!

3- نرى المولى سبحانه وتعالى يقول بعدها (هديا بالغ الكعبة)...
فهل هذا معناه ان عملية القتل ستُرفع عني اذا اخذ الحاكم مني هذا الصيد الذي اصطدته وقدمه قربانً او هديةً للكعبة ولقوله (هدياً بالغ الكعبة)؟؟!!!

وبالطبع فاني اؤكد لكم بان الاعراب المحرفين سيدخلون علينا بالمئات بعد هذا المنشور لكي يتفننوا في شرح هذه التالية الكريمة ومن خلال اللف والدوران الذي اعتادوا عليه ليخرجوا انفسهم من هذه الورطة في منشوري هذا والذي سيوضح للجميع بان الاعراب الاشد كفرا ابعد مايكون عن فهم القران الكريم.

والان
لاحظوا معي هذه الاعتراضات الغير منطقية وكيف ساتابع معكم فأقول:

1- ان مصطلح (الصيد) فعل يؤدي الى الموت لانه عملية قتل اصلاً...
فكيف سأقتل الفعل؟!!!
وهل يصلح ان اقول (لا تقتل القتيل)؟!!!
فان انا ذهبت الى الصيد وعدت الى البيت ومعي صيدي من الكائنات فان صيدي او هذه الكائنات التي اصطدتها ستكون ميتةً اصلاً لان فعل الصيد قد وقع عليها وانتهى الامر اليس كذلك؟...
فكيف يقول لي (لاتقتل الصيد) وانا اصلا قد قتلته عندما اصطدته وانتهى الامر؟؟؟
وهل هذا يعني بان الصيد ليس عملية قتل وانما هو عملية الامساك بالكائن الحي ودون ايذائه ولقوله (لاتقتلوا الصيد)؟؟

2- بعد ان اذهب الى الصيد فاني ساعود ومعي عدد من الكائنات التي تم اصطيادها وليس كائن واحد فقط اليس كذلك؟
ولكنه عز من قائل يحدثنا عن الصيد ككائن مفرد وبقوله (ومن قتله منكم) وبمعنى ان مصطلح الصيد يفيد كائن فردي واحد وليس عدد من الكائنات اليس كذلك؟

وعليه
هل انا محكوم باصطياد كائن واحد فقط وفي كل مرة اذهب بها الى الصيد لانه قال لي ( لاتقتلوا الصيد , ومن قتله منكم ) وبتاكيد ان الصيد هنا هو كائن فردي واحد ولايجب قتله؟
فلماذا قال (ومن قتله منكم) ولم يقل (ومن قتلهم منكم) ان لم يكن الصيد فعلا يشتطر الحالة الفردية؟!!!

وعليه
فانني اقول لكم التالي:
ان مصطلح الصيد في القران الكريم من من فعل الامر الكوني (صُدَّ) والذي امر كوني بعملية صد الشيء والوقوف في وجهه ومن جذره الثلاثي المفتوح (صَ دَ دَ) وميزانها الكوني (صاد. صود. صيد) ولقوله عز من قائل (يصدكم عن ذكر الله)...

اذن
فان جميع المصطلحات القرانية من "صد" و "يصد" و "صيد" و "صدودا" و "تصدون" و "يصدون" و "صدوكم" و"يصدكم" و "يصدونكم" و "صطادوا" عبارة عن تفعيلات حركية للجذر الثلاثي المفتوح ( صَ دَ دَ ) والذي هو فعل فردي عائد على فاعل فردي هو الله سبحانه وتعالى والذي صنع الصدود جميعها ليصد عن كائناته ماهو ضار بها او غير مفيد لها ولو مؤقتاً في هذا الكون الفسيح.

صُدَّ (صاد. صود. صيد) فهو مصد و مصود و مصاد وايضنا مرصد ومرصود ومرصاد.. وهذا بعد دخول احرف الحركة القرآنية على الميزان..


والان
دعوني ادرج لكم التالية الكريمة لاشرحها لكم فأقول:

(((يا ايها الذين امنوا لا تقتلوا الصيد وانتم حرم ومن قتله منكم متعمدا فجزاء مثل ما قبل من النعم يحكم به ذوا عدل منكم هديا بالغ الكعبة او كفارة طعام مساكين او عدل ذلك صياما ليذوق وبال امره عفا الله عما سلف ومن عاد فينتقم الله منه والله عزيز ذو انتقام)))..

وبحيث انني قد ذكرت لكم سابق بأن القتل القرآني لا يعني سفك الدماء وانما يعني قدرية التلاوة ومن نقوم بتلاوته على الناس...
وقوله عز من قائل (لا تقتلوا الصيد وانتم حرم) هو عدم تتالي عملية الصد والصدود ونحن جرم منه لان موضوع الصد عن نعم الله وبان تقفوا في طريق تحقيقها قد اصبح محرم عليكم وبعدما جائكم العلم من عند المولى ومن خلال هذا القران الكريم الذي يعلمكم شرعتكم واسلوب حياتكم الصحيح...

اي ان الموضوع هنا عن نعم الله وبان لا نصدها عن انفسنا ولقوله (مثل ما قتل من النعم) لانني وبعدما تعلمت القران الذي جائني من عند ربي تبارك وتعالى وادركت معنى الصد والصدود وبان لا اصد نعم ربي التي جعلها عامة للناس لكي لا اكون من الظالمين..

اي ان اقوم مثلا بصد الحرية (والتي هي من نعم الله علينا المعممة على الجميع) وبحيث احرم اختي او زوجتي او امي من هذه الحرية وبعدما قبلتها لنفسي فاكون من الذين يصدون نعم الله عن غيرهم ومن الزنات ايضا لانني ازين لنفسي مالا ازينه لغيري..

وعليه
وان انا وصلت الى هذا المرحلة من الصدود الذي اصد به نعم الله عن غيري فجزائي مثلما ما قبلته من هذه النعم على نفسي وحرمت منه غيري وبان أُحرم انا شخصيا من هذا الامر المعمم على الجميع (الحرية) وذلك من خلال حكم عادل يحكم بيني وبين من صددت عنه نعم ربي المعممة على الجميع..

اي انني وان سجنت زوجتي او اختي في البيت وحرمتها من حريتها والتي هي نعمة من الله لها وحق محفوظ لها فان اختي او زوجتي ستقول للحكم القاضي بان اخي او زوجي منعني من حريتي واباحها لنفسه وقبل بها لنفسه وبحيث يجب عليه ان يذوق من نفس الكاس الذي اذقه لي وبان يسجن في البيت ويحرم من نعمة الحرية لكي يدرك اثارها على غيره وعندما يجربها على نفسه..

ومن هنا جاء قوله (هدياً بالغً الكعية) لان الهدي عبارة عن عملية هداية الى الطريق الحق والصواب وليس بقربانً او منحة او تقدمة اقدمها لك وكما اعتدنا في لغونا العرابي وبان نقول ( هذه هدية لك في عيد ميلادك ) لان الهدية والهداية شيء معنوي يدلك على طريق الصواب وليست بشيء مادي اقدمه لك..

فالهدي البالغ الكعية هو عميلة الهداية الشديدة والمضنية والتي ستقع على هذا الرجل الذي يصد نعم الله عن غيره ومن ان يصل الحاكم معه الى حد الاعياء الشديد في الكعي لان الكعي اقوى من السعي وهذا لكي يدرك خطأه بعد اعيائه ومن قوله عز من قائل في نهاية التالية الكريمة (ليذوق وبال امره) وبحيث اني اؤكد لكم بانه لاوجود لمصطلح الكعبة الوثني في قرآني الكريم وانما الموجود فيه هو (الكعية) والتي هي الاعياء الشديد وبحيث ارجوا منكم هنا مراجعة بحث (الركع الاعرابي و الركع القرآني) لعلاقته الشديدة بهذا البحث هنا.

وعليه
اعود واؤكد لكم بانه لايوجد شيء اسمه الصيد وبمعنى اقتناص الكائنات الاممية من حيوانات الارض والتي هي امم امثلنا لان قراننا الكريم كتاب سلام ويهدينا سبل السلام وليس بكتاب اجرام اعرابي ويهدينا سبل الاجرام وسفك الدماء.

وكل الحب والسلام للجميع..


محمد فادي الحفار
30/8/2015

هناك تعليق واحد: