الأربعاء، 3 يونيو 2020

المنشور "88" (بر. بار. وابرار)



لقد ذكرت لكم سابقا موضوع حرمة سفك الدماء في قراننا الكريم وبشكل قطعي وفي الكثير من المداخلات والأبحاث وخاصةً في بحث الكائنات الاممية عن أمم امثلنا ومن ثم وضعت لكم منشور (الصيد القرآني) وبانه من الصد والصدود ولا علاقة له باقتناص الكائنات الاممية وسفك دمائها وبحيث وجب علي أن اتابع معكم اليوم في شرحي لمصطلح البر لاقتارنه مع الصيد وفي قوله ( وحرم عليكم صيد البر ) والتي يعتقد الكثير منا بانها تفيد اقتناص الكائنات الاممية فأقول:

أن فهمنا للمصطلحات القرآنية السامية من خلال الاسقاطات اللغوية الدونية عليه يجعلنا في حالة من الهجر الدائم للقران الكريم والبعيد كل البعد عن معانيه السامية بسبب السقطات اللغوية..
فالاعراب هم من قالوا لنا بان مصطلح ( البر ) يعني اليابسة و ( البحر ) يعني المياه والمحيطات وهذا ليس صحيح ابدا في لسان قراننا العربي السامي لان البر من البررة والبحر من اليحرة والتحري..

نعم
البر من التبرير والاشياء المبررة ...
واما البحر والبحيرة فمن الحيرة والتحري والحوار او الامور التي تجعلنا بحيرة من امرنا وبحيث اننا نطلق فعلا على المحيطات المائية اسم (البحار) لانها تخفي عنا مافيها من كائنات ومخلوقات وتجعلنا في حيرة من امرنا بشأنها ومن ان هذا ليس موضوعنا هنا لانني قد شرحته في بحث الحور العين...

واما هنا فساشرح لكم موضوع البر في القران الكريم ومن جذره فاقول:

(((لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شيء فان الله به عليم)))

لاحظوا معي كلمة ( البر ) في هذه التالية الكريمة ومن انها لاتعني اليابسة ابدا وانما هي على علاقة بالابرار ومن قوله ( لن تنالوا البر ) أليس كذلك؟

والان
تعالوا معي للتالية الثانية والتي جاء فيها مصطلح ( البر ) وبصورة طبق الاصل فاقول:

(((ولقد كرمنا بني ادم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا)))

فهل ترون معي ان مصطلح ( البر ) هو ذاته وبصورة طبق الاصل في التاليتين الكريمتين ولكن بمعنين مختلفين تمامً؟
فهل يصلح هذا؟
هل يصلح أن تكون الكلمة هي ذاتها ( البر ) وبشكل طبق الاصل وبمعنين مختلفين كلياً ولاعلاقة لأحدهم بالاخر وكأن قران ربي لا قواعد ثابتة له وبحيث يفسره كل واحد منا على هواه؟!!!

ثم لاحظوا بانه قال ( حملناهم في البر والبحر ) مع انه ايضاً قد حملنا في الجو ومن خلال الطائرات ولكنه لم يذكر انه حملنا في الجوا!!!!
فهل نسي الله ربي بانه سيحملنا في الجوا في المستقبل؟
ام ان القران ليس لكل زمان ومكان وبحيث انه يخاطب الامم التي سبقت فقط ومن انه قد حملها في البر والبحر ولا علاقة له بنا نحن اليوم؟!!

طبعا لا احبتي
فقران ربي لكل زمان ومكان وهذا لاشك فيه عندي...
كما وانه كتاب جذور سامية وقواعد متينة وواضحة للصغير قبل الكبير لولا الاسقاطات اللغوية الاعرابية عليه والتي جعلته مهجورا لنا..

فالبر هو البر وفي جميع مواقع القران الكريم ومن أنه يفيد عملية التبرير للافعال التي لم نكن نفهمها أو كانت تحيرنا..

فقول عيسى عليه صلوات ربي ( وبرا بوالدتي ) تعني مبرر لها انجابها لي ولا اشك فيها وبما نسب لها باطلا حول مسألة انجابي بغير اب..
وقولنا ايضا ( وبرا بوالديه ) أي أنه يبرر لوالديه كل افعالهم وان كان يراها شديدةً او حتى غير صحيحة من وجهة نظره لأنه على يقين بأن الوالدين يحبون أولادهم ويريدون لهم كل الخير.

وعليه
فجميع المصطلحات من "برا" و "البر" و "الابرار" و "تبروا" و "بريء" و "ابرئ" و "نتبرا" و "تبرووا" و "بريئون" تعود الى الامر الكوني النافذ (بُرَّ) والى جذرها الثلاثي المفتوح (بَ رَ رَ) والذي هو فعل فردي عائد على فاعل فردي هو الله سبحانه وتعالى (بارئكم) والذي من يبرر لكم كل أخطائكم لقلة علمكم ويغفرها لكم...

بُرَّ (بار. بور. بير) وجميعها تفعيلات لمعنى التبرير...

وهذا هو قول عيسى عليه صلوات ربي (وابرى الاكمه والابرص) وبمعنى أنه كان يجد لهم المبررات على افعالهم وكما وجد المبررات لبائعة الهوى وقال للناس (من كان منكم بغير خطئية فليرمها بالحجر الاول)..

نعم
فأنا وعندما ابري احدهم أكون قد وجدت له المبررات على فعلته وجعلته بريئا (وبمعنى قد حصل على المبررات مني) فلا يقع عليه العقاب..

واما الاعراب الاشد كفرا فقد جعلوا من كلمة (ابري) مرادفة لكلمة (اعالج او اطبب) فاصبح عيسى عليه صلوات ربي طبيبا جسديا يعالج الامراض المستعصية من الطاعون والكوليرا و الحمة المالطية وغيرها من سخافات الاساطير لأنهم لم يدركوا حينها بأن المسيح عليه صلوات ربي كان طبيبا نفسيا واجتماعيا ويعالج امراض المجتمع كله ويجد المبررات للمخطئين ولم يكن ابدا يعالج الاجساد السقيمة فهذا ليس من علومه التي تعلمها عن ربه.

فعيسى عليه صلوات ربي لم يعالج أي حالة مرضية جسدية وكما هو في الاساطير المسيحية والتي اقتبسها الاعراب عنهم واستعانوا بها على تفسير القران الكريم واسقطوها عليه لاحقاً بما سمعوه عنهم فجعلو من القران الكريم كتاب اساطير دونية كغيره من كتب الاساطير ولا يرقى الى السموا السامي الذي جائنا به ومن انه اعظم كتاب في سموه المنطقي وعلى الاطلاق.

والان
تعالوا معي لاضع لكم بعض تاليات ( البر ) لاشرحها لكم وبمعنى التبرير وكما ذكرت لكم فأقول:

((( لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شيء فان الله به عليم)))

لن تنلوا التبرير من الله البارء والذي لا بارء ومبرء لكم ولافعالكم سواه حتى تنفقوا مما تحبون ودون اي ملاوعة لان الله عليم بذات القلوب.

(((ربنا اننا سمعنا مناديا ينادي للايمان ان امنوا بربكم فامنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الابرار)))

نعم
فلقد سمعنا يا ربنا ومولنا كل من ينادي الى الامن والامان والسلام واتبعناه فتوفنا مع الذين ستبرر لهم افعالهم التي كانت عن جهل منهم وقبل معرفتهم للحق.

(((واذ زين لهم الشيطان اعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم من الناس واني جار لكم فلما تراءت الفئتان نكص على عقبيه وقال اني بريء منكم اني ارى ما لا ترون اني اخاف الله والله شديد العقاب)))

نعم
فالشيطان سيقول لنا بأنه يملك المبررات عند الله ضد اعمالنا لانها اعمالنا نحن وليست اعماله هو..
اي انه سيجيد التبرير لنفسه من اعمالنا...
فهو قد زين لنا الامر فقط ونحن من اتخذ القرار وقام بالعمل..
فتزين الامر او الاغواء هو عمل الشيطان والموكل له من الله سبحانه وتعالى وبحيث انه يحسن عمله ويقوم به على احسن وجه..

فعمل الشيطان هو الأغواء والتزين فقط احبتي , وهو يقوم بعمله وكما طُلبَ منه وبحيث انه سيقول لنا وبعدما نقوم نحن بعمل اجرامي او غيره بانه يخاف الله رب العالمين لانه فعلاً يخاف من الله ولا يعصي له امرا...
فالشيطان ليس ملحد بالله او ناكرا لوجوده وفضله وكما هو في الاساطير الاعرابية لانه لايوجد ملتحدا لاي كائن عن الله المحيط , وانما الشيطان كافرٌ فقط ( وبمعنى مكفور وخفي عنا ولانراه ) وبحيث انه يقوم بعمله بخفاء عنا وكما سيتضح لكم في منهجي الذي اعرضه عليكم تباعً وباذن المولى سبحانه وتعالى..

نعم
فالكافر لاتعني الذي ينكر الشيء او يلحد عنه وانما هي تعني الذي يخفي الشيء لان الرب تبارك وتعالى وبذاته كافر ومن قوله:

(((ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما)))

فقوله "نكفر" لاتعني انه قد فقد الايمان او ألحد عن ذاته وانما تعني ( نخفي سيأتكم وكانها لم تكن موجودة وندخلكم مدخلا كريما ) اليس كذلك؟

وعليه
فأن موضوع البر والتبرير قد اصبح واضح لكم بعض الشيء بإذن المولى سبحانه وتعالى وبحيث أريد أن اضع لكم التالية الأخيرة حول البر وقبل ان اضع تالية صيد البر وأقول:

(((وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة الا يعلمها ولا حبة في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين)))

نعم
عنده مفاتيح الغيب تبارك اسمه ويعلم كل انواع المبررات وكل انواع الحيرة في كونه وبحيث أن هذه التالية الكريمة ستتضح لكم في الجزء الثاني والذي ساتحدث فيه عن الحيرة او الذي هو ( بحيرة من امره ) لأنكم والله ربي لاتدرون عظمة هذا القران الكريم الذي وقع في أيدي الاعراب الاشد كفرا فحرفوه عن موضوعه واضاعوا علينا مافيه من حكمة عظيمة تؤدي الى الرحمة والسلام فاصبح كتاب اجرامي ومتناقضً ويمنعنا من سفك الدماء حينً ويحلله لنا حينً اخر فتعالى الله ربي عن هذا اللغو الاعرابي علوا كبيرا.

والان
تعالوا معي لاضع لكم تالية صيد البر فاقول:

(((يا ايها الذين امنوا اوفوا بالعقود احلت لكم بهيمة الانعام الا ما يتلى عليكم غير محلي الصيد وانتم حرم ان الله يحكم ما يريد)))

لاحظوا معي هنا قوله عز من قائل ( احلت لكم بهيمة الانعام )...
ولقد شرحتها لكم سابقاً وبان مصطلح ( الانعام ) عبارة عن جمع لمصطلح ( عمَّ ) وهو كل شيء معمم على الجميع من فضل ربي وباننا وان نعد هذه الامور التي عممها الله علينا فلن نستطيع احصائها لكثرتها...
وقلت لكم بان بهيمة الانعام هي الشيء التي نحصل بفضل همة الاشياء المعممة علينا...

اذن
فهو يقول ( احلت لكم بهيمة الانعام ) ومن ثم يتبعها بقول ( الا ما يتلى عليكم )..

وعليه
ولو كانت بهيمة الانعام هي الكائنات الاممية الحية فما علاقتها بما يتلى علينا؟!!!
وهل هذه الحيوانات تتلوا علينا شيءً ونحن نجلس لنستمع لها؟!!

واما وان انتم ادركت معي كل مصطلح من مصطلحات القران الكريم من خلال جذره الثلاثي المفتوح فتصبح التالية كلها سهلة جدا وبسيطة جدا احبتي...

فقد طلب المولى سبحانه وتعالى ان نوفي بالعقود وبانه قد حلل لنا كل انواع الهمم المعممة على الجميع من نعمه وبانها لاتحتاج لكتابة العقود وبحيث يستثني منها الامور الخاصة (مايتلى عليكم) ومن وانها ليست محل استفسار او صدود عنها (غير محلي الصيد) لانها امور شرعية وقوانين او شرعة الله تبارك وتعالى التي لاتقبل الصد والصدود ومن انها مكتوبة اصلا في كتبه السماوية وفي القران الكريم الذي يتلى عليكم..

وعليه
فان كتابتنا للعقود بيننا وبان نلتزم بها ولا نخل بشروطها بعد كتابتها وكما يفعل المحتالين والنصابين امرا مفروض علينا من المولى سبحانه وتعالى وبان نكون صادقين وامناء على عقودنا فهذه هي صفة المؤمن الصالح...
وقد حلل لنا الاستفسار في كل ماهو معمم علينا او (بهيمة الانعام) وبان نصد عنه ان نحن احببنا ولكنه استثنى منها الاشياء التي تتلي علينا في كتبه وبانها ليست في محل صد وصدود لانها مكتوبة في الكتاب وتعتبر شرع لنا.

اذن
فان صيد البر والبحر (او الصد في عملية التبرير وعملية الحوار) ومن ان نرفض تبرير اخطاء الناس مثلا محرم علينا دائما لان البر و التبرير من اعظم نعم الله علينا ومن انه هو تبارك وتعالى من يبرر لنا اخطائنا ويشرق نور شمسه على الصالح والطالح...
واما وان اراد الله ربي ان يأخذنا بذنوبنا فانه ويشهد السلام ربي لن يبقي على الارض انسانً واحدً لاننا جميعنا مخطئين...

فكونوا ابراراً كالله البار ربكم سبحانه وتعالى وبرروا للجميع اخطائهم وارحموا من في الارض لكي يرحمكم من في السماء.
ويبقى ان اضع لكم منشور (حور العين) لاشرح لكم فيه موضوع البحار فتكتمل الصورة عندكم وبشكل واضح كل الوضوح.

وكل الحب والسلام للجميع


محمد فادي الحفار
9/12/2016

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق