لقد جائني سؤال على الخاص من احد اصدقائي الملحدين يقول لي فيه التالي:
عزيزي الاستاذ محمد فادي
حضرتك تحاول تنقية هذا الكتاب من التناقضات الكثيرة التي فيه وباني اشبهك بالذي ذهب الى جبل ضخم لكي يحطمه بمطرقة ورغم اني احيك على هذا الاقدام والتصميم على نشر الوعي والسلام..
ولكن قلي من فضلك..
كيف ستتعامل مع كل ماجاء فيه من تناقضات وآيات لامنطق ولا عقل فيها وكهذه الآية التي تقول:
(((ومن كان في هذه اعمى فهو في الاخرة اعمى واضل سبيلا))) !!!!
نعم
فما ذنب الذي ولد في هذه الحياة وهو اعمى لكي يكون في الاخرة ايضاً اعمى؟
واين هو العدل السماوي للرب المشافي المعافي والذي يجب ان يطمئن قلب هذا الاعمى المسكين ويقول له بان الحياة الاخرة ستكون افضل من الحياة الدنيا وتكون فيها مبصرً؟
فتفضل واشرح لي هذه الاية او التالية وكما تسميها حضرتك استاذي الكريم..
واما جوابي عليه فسيكون هنا على العام لفائدة الجميع فاقول واعيد للمرة المليون بان جميع مصائب هذه القران الكريم هو ماوقع عليه من لغو الاعراب وشرحهم وتفسيرهم ومن اننا اعتمدنا عليهم في شرحه وتركنا البحث والتنقيب فيه فاصبح كتاب مهجورا...
فالسبب ليس من القران الكريم ومصطلحاته السامية وانما السبب فينا نحن احبتي ومن اننا اعتمدنا على شروحات غيرنا وتوقفنا عندها فضاعت علينا كل علوم القران الكريم وخطابه السماوي السامي...
فمصطلح الاعمى لاتعني الضرير او الكفيف وانما تعني الشيء العام الذي عمَّ على الجميع وكما سيتضح لكم ادناه فاقول:
ان جميع المصطلحات القرانية من "أعمى . اعمامكم . عماتكم . عميت . انعام) تفيد التعميم ومن جذرها المفتوح ( عَ مَ مَ ) والذي هو فعل فردي عائد على فاعل فردي هو ومن فعل الامر الكوني النافذ "عُمَّ" والذي يفيد امر التعميم وميزانه (عام. عوم. عيم)....
عُمَّ (عام. عوم. عيم) وجميعها تفعيلات تفيد معنى التعميم وبحيث يدخل عليها بعض حروف الجر والحركة القرآنية وعلى النحوا التالي:
نُعمُّ (نُعام. نعوم. نعيم) وجميعها تفعيلات لحدوث فعلا الامر العام الذي تعمم على الجميع..
واما الان فساعرض لكم بعض التاليات التي جاءت على الجذر "عم" وبعض تفعيلاته لاشرحها لكم فاقول:
1- عمَّ يتساؤلون
=========
ولقد شرح الاعراب مصطلح ( عمَّ ) في التالية الكريمة التي تقول (((عم يتساءلون))) وبان معنى "عم" فيها تفيد السؤال ( عن ماذا يتساءلون ) وهذا ليس صحيح ابدا ابدا احبتي..
فقوله (((عم يتساءلون))) اي جميعهم او ( عمومهم ) يتساءلون...
فلا يوجد انسان واحد على سطح الارض لايسئل وحتى وان كان احمقً او معاقً او مختل عقلياً لاننا جميعنا نسئل.
فقوله ( عمَّ ) تفيد التعميم على الجميع وكأن اقول لكم ( لقد عمَّ الخير علينا ) ومن انها تفيد الحالة العامة التي اصابت الجميع.
2- عام فيه يغاث
==========
وايضا فان مصطلح عام في القران الكريم يفيد معنى التعميم ولا يفيد المدة الزمنية ابدا وكما شرحها الاعراب ومن ان العام هو 12 شهر..
نعم
فعندما اقول لكم ( هذا خبر عام ) اي انه خبر للجميع احبتي..
وايضا فان قوله عز من قائل:
(((ثم ياتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون)))
اي انه سياتي امر عام فيه اغاثة للناس...
والامر العام قد يكون فصلً ممطرً لان المطر يعم على جميع سكان هذه المنطقة المحددة فتبت لهم الارض من خيراتها..
وعليه
فكل امر يعم على الجميع هو امر عام..
فاليوم و الليلة عام لان النهار والليل يعم الجميع..
والاسبوع عام لانه يعم على الجميع . والشهر ايضا عام لانه يعم على الجميع..
اذن
فان مصطلح ( عام ) القراني لا يفيد مدة زمنية محددة وكما شرحها الاعراب لنا وانما هو مصطلح مفتوح ويفيد الكثير الكثير من الاشياء التي تحدث عامةً او للعموم.
3- من كان اعمى
==========
ان مصطلح ( اعمى ) صفة . وشبيه جدا في تفعيله لقولنا ( اجرب )..
فانظروا الى مصطلح العامة او مايتبعه العامة من الناس من افكار موحدة وعلى انه مرض جماعي لتصلكم الصورة الصحيحة عن مصطلح ( اعمى )...
مثال
الجرب مرض اصاب مجتمع معين ... فنطلق على الفرد فيهم ( اجرب ).
وحال العامة وما هم عليه من افكار موحدة تجعلنا نطلق على الفرد ( اعمى ).
اذن
فان قوله ( ان جاءه الاعمى ) تعني ان جاءه واحد من العامة ويؤمن بما يؤمن به العامة من افكار غبية واساطير.
اذن
فان قوله عز من قائل:
(((ومن كان في هذه اعمى فهو في الاخرة اعمى واضل سبيلا)))
اي ان الذي يكون مع العامة في هذه الحياة الدنيا وبحيث انه كان يتبع القطيع ولايتبع الحق والمنطق والعلم فهو في الاخرة ايضا مع العامة واضل سبيلا لان اكثرهم لايعلمون.
وهذه هي التالية الكريمة التي سالني عنها صديقي الملحد في بداية المنشور وبحيث انه يرى فيها الظلم الواقع من الله على الانسانية وعلى حين انها قمة العدل ومن ان من كان مع العامة فسيبقى مع العامة لانه قد اضل نفسه ولان ربي الكريم لايظلم احد ابدا وانما نحن من نظلم انفسنا.
وبقي ان اقول لكم هنا بان مصطلح او الفعل ( اعمى ) الذي تقوم به وبان تكون مع العامة ليس فعلً سيء دائمً وانما هو فعل يعود على الفاعل واعماله ومن انه يكون سيء في بعض الحالات وجيد في حالات اخرى وكحال جميع الافعال القرانية...
فان كنت اعمى او مع العامة في الخير فانت تفعل الخير , وان كنت اعمى او مع العامة في الشر فانت تفعل الشر...
فالاعمى فعل يعود على الفاعل الذي يتحمل مسؤولية فعله.
4- اعمامكم و عماتكم
============
(((ليس على الاعمى حرج ولا على الاعرج حرج ولا على المريض حرج ولا على انفسكم ان تاكلوا من بيوتكم او بيوت ابائكم او بيوت امهاتكم او بيوت اخوانكم او بيوت اخواتكم او بيوت اعمامكم او بيوت عماتكم او بيوت اخوالكم او بيوت خالاتكم او ما ملكتم مفاتحه او صديقكم ليس عليكم جناح ان تاكلوا جميعا او اشتاتا فاذا دخلتم بيوتا فسلموا على انفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة كذلك يبين الله لكم الايات لعلكم تعقلون)))
وهذه التالية الكريمة احبتي هي تالية الامور العامة المباحة لنا ومن الاعمى فيها ( او من يكون مع العامة ) ليس عليه حرج..
نعم
فلقد شرحت لكم معنى البيت القراني ومن انه المكان الذي نبيت فيه امورنا وبانه ليس المنزل ابدا ابدا احبتي فراجعوا بحث البيوت القرانية..
فالبيت هو المكان الذي أبيت فيه اشيائي ومن بيت المال هو الذي ابيت فيه مالي وبيت الطعام هو الذي ابيت فيه طعامي..
وبيوت اعمامكم هي البيوت التي عممت لكم...
فقد يكون هناك رجلا كريم منا قد صنع بئر ماء للعامة وبحيث ان هذا البئر ( هو بيت الماء العمومي ) او البيت الذي عُمم لنا فيكون بيت اعمامنا التي عُممت علينا.
وبيوت عماتكم هي البيوت التي عممتموها انتم..
فقد اصنع انا بيت للعوام وبحيث اني وبدوري استطيع ان اكل منه او اشرب منه لاني اصلا واحد من العوام...
اذن
فان اعمامكم هو كل الامور التي عُممت عليكم .. واما عماتكم فهي الامور التي عممتموها انتم وتعود عليك بكاف الملكية ( اعمامكم انتم ).
5- عميت عليهم
=========
ان مصطلح ( اعمى ) كمصطلح ( اشقى ) وبان مفردها شقى وهو مع الاشقياء فتكون نفسه ( شقيت ) اي حصل لها الانشقاق..
وايضاً فان قولنا ( اعمى ) من مفردها ( عمّّ و عمى ) وبان الاعمى مع الاعمام او الذين عميت عليهم الحالة العمومية وعمتهم..
وقوله عز من قائل:
(((فعميت عليهم الانباء يومئذ فهم لا يتساءلون)))
وهنا نلاحظ بان الانباء والتي هي مسموعة قد عميت علينا...
فهل في هذا اي منطق لو كان مصطلح ( عميت ) يفيد فقدان الرؤيا؟
فانا قد افقد نظري ولكني لم افقد السمع وبحيث اني احتاج لسمعي لكي اسمع النباء ولا احتاج لنظري اليس كذلك؟
اي انه كان يجب ان يقول مثلا ( منعت عنهم الانباء ) او ( صمت اذانهم عن الانباء )..
ولكن
وان انتم ادركتم معي بان مصطلح ( عميت ) عائد على الانباء ومن انها ستكون للعموم حينها وباننا جميعنا سنعلم النبئ اليقين فستدركون روعة هذه التالية الكريمة...
فقوله ( عميت ) لاتفيد فقدان النظر وكما شرحها الاعراب لنا بلغوهم وانما تفيد التعميم ايضا..
اي تعممت عليهم جميع الانباء ووصلهم النبئ كله ولم يبقى عندهم اسالة يطرحونها وبحيث ان هذا سيكون في يوم الحق عند المولى سبحانه وتعالى والذي سيكشف لنا كل الامور.
وايضا فان قوله عز من قائل ادناه يفيد المعنى ذاته ومن قوله:
(((قال يا قوم ارايتم ان كنت على بينة من ربي واتاني رحمة من عنده فعميت عليكم انلزمكموها وانتم لها كارهون)))
فعميت عليكم رحة ربي ... اي انها شملتكم جميعكم ومع ذلك فانتم لها كارهون...
نعم
فالرسول يقول لكم هنا بانه قد اتاكم برحمة من عنده ربه لتعم عليكم جميعكم وبانه ومع ذلك لايستطيع ان يلزمكم بها وانتم لها كارهون لانكم اغبياء ولاترون مامعه من رحمة ستعم على الجميع.
وبقي ان اخبركم احبتي واقول لكم التالي:
ان جميع المصطلحات التالية من "نعم" و "نعمة" و "نعيم" و "انعمت" و "الانعام" تفيد وبدورها ما عممه علينا المولى سبحانه وتعالى وجعله لعوام لان مصطلح ( النعمة التي تعم الجميع ) هو اكبر مصطلحات القران الكريم على الاطلاق واكبر شجرة من اشجار القران الكريم في جذورها وفروعها لانه ( وان تعدوا نعم الله لاتحصوها ) ولاني بحاجة الى الكثير من الابحاث حتى اضع لكم هذا الجذر الكريم وبجميع تفرعاته.
وكل الحب والسلام لكم جميع احبتي وجعله المولى سبحانه وتعالى يعم علينا ويجعلنا من اعمام السلام وعمومه.
محمد فادي الحفار
19/11/2017
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ردحذفاذا كان الامر بالتعميم في عماتكم اذن ما المقصود بيوتكم او بيوت ابائكم او بيوت امهاتكم او بيوت اخوانكم او بيوت اخواتكم او بيوت اخوالكم او بيوت خالاتكم او ما ملكتم مفاتحه او صديقكم ليس عليكم جناح ان تاكلوا جميعا؟