دخول حرف الجر والحركة "ع" على بعض الجذور القرآنية...
قال لي بأن كلمة (اسرى) في القران الكريم تفيد السبايا من الناس في الحروب والغزوات فيصبحون عبيد وجواري تم احتجازهم من احد الفرق المتناحرة ليتم المبادلة عليهم لحقاً أو بيعهم في الاسواق كسبايا وعبيد ليكون ثمنهم لصالح خزينة الدولة...
ومن ثم استشهد بالتالية الكريمة التي تقول:
(((ما كان لنبي ان يكون له اسرى حتى يثخن في الارض تريدون عرض الدنيا والله يريد الاخرة والله عزيز حكيم)))
وبأن النبي هنا هو الذي يقاتل مع جنوده وبحيث يصبح عنده اسرى يأسرهم من الكفار للمبادلة عليهم لاحقا واطلاق سراح المؤمنين الذين في الاسر!!!
فقلت له بأن قران ربي يدعوا الى السلام وعدم سفك الدماء وبأنه لا يجب أن يكون هناك نبيا أو رسول من عند ربي السلام ويسفك الدماء...
وبأن هذا الشرح الذي اسقطه التالية الكريمة مجرد لغوا أعرابي قديم وضعه لكم مشايخ السلطان لخدمة السلطان واطماعه التوسعية وبحيث صدقه العامة منكم لاحقً واصبح هو الشرح الصحيح والمعتمد عندكم..
نعم
فالآعراب هم من قال لكم بأن كلمة (اسرى) في هذه التالية الكريمة تفيد السبايا من الناس لأن طبيعتهم الاجرامية في اصلها وثوابتها القائمة على السلب والنهب وقطع الطريق وترويع الأمن هي من فرضت عليهم اسقاط هذه الصورة التي يرونها على القران الكريم ومن انه يصادق لهم على اعمالهم الاجرامية..
ولكن ربي السلام يأبى ألا أن يتم نوره ويفضح ظلامهم وكفرهم واجرامهم وبحيث يوضح لنا في قرانه الكريم كذبهم وضلالهم هذا ومن خلال التالية الكريمة التي تقول:
(((سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا انه هو السميع البصير)))
والان
ألا ترون معي بأن كلمة (اسرى) هي ذاتها وبنفس الصورة المتطابقة حرفيا بل وحتى لفظياً في التالية الكريمة الاولى التي عرضها صاحبكم علينا والتالية الكريمة الثانية والتي اعرضها انا عليكم؟؟
نعم
هي ذاتها هنا وهناك وبنفس النطق ايضاً أليس كذلك؟
فكيف تصبح الكلمة ذاتها بمعنين مختلفين كليا فتارة تفيد استعباد الناس وتارة أخرى تفيد السريان أو السير أو حتى الطيران على ظهر حمار طائر؟!!!
فأما أن ننفي هنا حادثة الاسراء ووقوعها مطلقا ونعتمد كلمة (اسرى) وعلى أنها تفيد المعتقلين في الحروب أو أن نفهم معنى قوله تبارك وتعالى (ما كان لنبي ان يكون له اسرى حتى يثخن في الارض) ومن ان معناها بانه لا يكون لاي نبي أن يكون له معرفة تسري فيه حتى يكتشف الارض وما عليها من آيات ربه فيزداد علمه ويصبح من العالمين بالله..
اي ان النبوءة ليست منحة ألهيه من خلال الواسطة (وكما يحصل ابناء الرؤساء والملوك على شهاداتهم الجامعية من غير ان يتعبو فيها) وبحيث يختار ربي أحدنا عشوائيا ويمنحه مرتبة النبوءة لأن النبوءة علم واجتهاد مضني من الإنسان وقد يصل فيه الى درجة يثخن معها نفسه ويكاد يهلكها لكثرة جهده وجهاده في سبيل الوصول الى العلم والمعرفة ليصبح من اصحاب الانباء العلمية التي سينبئنا بها وبدوره لاحقاً.
وعليه
فان جميع المصطلحات القرآنية امن "اسرا" و"اسرهم" و "اسيرا" و "اسرى" و "اسارى" و "يسيركم" و "سيروا" و "سيرت" و "سيرتها" و "سريا" و "سير" و "سيارة" و "اسرائيل" و "سورة" و "اسورة" عبارة عن تفعيلات للجذر الكوني المشدد (سرَّ) والذي هو امر كوني بالسير والسريان وميزانه الكوني هو (سار. سور. سير) والتي تفيد جميعها معنى السير او الشيء الذي يسير ويسري.
سرّ (سار. سور. سير) وجميعها تفيد معنى السير والسريان.
وكل شيء يسير ويسرى في هذا الكون هو سيارة وابتداء من الذرة وانتهاء بالمجرة لأن المولى تبارك وتعالى هو من سيره وجعله سرياً يسري...
وقوله (أسرى الشيء) أي جعله يسير ويسري..
واما الان فأقول ما هو الفارق بين قولنا (سار) و (اسرى) وعلى النحو التالي:
(((فلما قضى موسى الاجل وسار باهله انس من جانب الطور نارا قال لاهله امكثوا اني انست نارا لعلي اتيكم منها بخبر او جذوة من النار لعلكم تصطلون)))
فموسى هنا قد سار بأهله وجعلهم يتحركون من مكانهم...
وأما لو كان موسى قد اسرى بأهله فيكون السريان قد تم فيهم وفي داخلهم وليس سريانً لأجسادهم..
وكائن أقول (سرت بمركبي في الماء) وهذا معناه بأن المركب هو الذي يتحرك في الماء...
وأما وان قلت (أسريت الماء في مركبي) فهذا معناه بأن الماء هو الذي سرى داخل مركبي واصبح فيها ماء شرب وجاهزة للترحال.
وهذا هو الحال بين سار و أسرى..
فلو قال (سبحان الذي سار بعبده) يكون العبد بذاته هو من سار وتحرك من مكانه وكما سار موسى بأهله...
وأما وعندما يقول (سبحان الذي اسرى بعبده) يكون السريان قد تم داخل العبد ولم يتحرك هذا العبد من مكانه.
والان
تعالوا معي الى أكبر خدعة عبر التاريخ الأعرابي المزور والتي جعلت من محمد الأعرابي يركب على حمار طائر في رحلة سندبادية اسطورية بين مكة وفلسطين وبما لم ينزل الله به من سلطان في كتابه وانما هو مكتوب في اساطير الأولين في الهند والصين فأقول:
(((سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله لنريه من اياتنا انه هو السميع البصير)))
وعليه
نراه هنا يقول (اسرى بعبده)...
فهل اسرى هنا تعني بأنه قد سار بعبده أو حتى قد حمله على ظهر حمار؟
طبعا لا أحبتي...
فلو كان قد سار بعبده وبحيث أن هذا العبد قد تحرك من مكانه لكان قال (سار بعبده) وكحال موسى وكيف سار بأهله؟
اي ان العبد لم يسير ولم يتحرك من مكانه وانما هناك شيء قد اسري فيه وكما تسري الدماء في عروقنا...
فالسريان قد تم في هذا العبد وبحيث أن كل علوم الله قد أسريت فيه واصبحت ضمنه فوصل الى اقصى درجات العلم ومن دون أن يتحرك من مكانه..
اذن
فان المصطلح الكريم (اسرى) يفيد كل شيء يسري فينا او حولنا ولا يفيد المعتقلين في الحروب ابدا لان رسل ربي السلام جميعهم مسلمين ولا يحاربون او يسفكون الدماء ابدا لكي يكون لهم اسرى او رهائن حرب وبحسب الشرح الأعرابي لمعنى المصطلح...
سرّ (سار. سور. سير) وجميعها تفيد معنى السير والسريان والشيء الذي يسري وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة "ع" فيعكس معناها لتصبح:
عسر (عسار. عسور. عسير) وجميعها الاشياء التي تعطلت عملية سيرها ولم تعد تسير او تسري..
فقوله عز من قائل وعلى سبيل المثال (فان مع العسر يسرا) اي انه ومع كل حالة تعسر وتوقف وعدم سريان للاشياء هناك حالة تسير لها وستجعلها تسير تارةً اخرى.
وكل الحب والسلام للجميع
محمد فادي الحفار
4/1/2015
جميل
ردحذف