الخميس، 4 يونيو 2020

المنشور "90" (جار و هجار)


دخول حرف الجر والحركة "هـ" على بعض المصطلحات القرآنية....

ولا بد وان اذكركم هنا بأن جميع حروف (كهيعص) تدخل على الجذر وتعكس معناه فاقول:

كثيرا مانسمع أصدقائنا المحمديين (او المؤمنين بالقرشي المكي محمد) من جميع الأحزاب والفرق كالشيعة والسنة وحتى الإباضية و الاحمدية وهم يقولون بأن الرسول الكريم الذي أرسله ربي رحمة للعالمين هو الرسول العربي القرشي محمد والمذكور اسمه في القرآن الكريم ولقوله عز من قائل:


(((وما ارسلناك الا رحمة للعالمين)))

واما انا فسأبقى مختلف معهم في هذا القول دائماً لانه يخالف القرآن الكريم شكلا وموضوعا ولان الذي أرسله ربي رحمة للعالمين رسولً آخر غير محمد القرآني حتماً ودون اي جدل....
أي أنني وان قلت بأن محمد القرشي المكي هو محمد المذكور في القرآن الكريم (ورغم أني لا أقول هذا ابدا) فإنني سأبقى مصرً بأن الرسول الكريم محمد والمذكور في القرآن الكريم ليس هو المرسل رحمة للعالمين لانه كان رحيمً بأتباعه فقط وليس رحيم بالجميع وبدليل قوله عز من قائل:



(محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم)

نعم
فحمدً واتباعه اشداء على الكفار وليسوا رحماءً بهم لان الرحمة موجودة بينهم كمؤمنين بمحمد فقط وبدليل عبارة (
رحماء بينهم) والتي هي قاطعةً للشك بالقين بأن الرحمة محصورة بينه وبين اتباعه ومما يؤكد بان الرسول محمد المذكور في القران الكريم ليس هو المقصود برحمة للعالمين لان رحمته كانت مقتصرة على اتباعه المؤمنين به فقط ولان المقصود بعبارة (رحمة للعالمين) سيكون رحيمً بالجميع اليس كذلك؟...

إذن
فلو كان محمد هو المرسل رحمة للعالمين لما جاء في هذه التالية الكريمة عبارة (رحماء بينهموالتي تؤكد على أن الرحمة عند محمد القراني محصورة بينه وبين اتباعه فقط ولاتشمل الجميع ومما يؤكد بأنه ليس هو المقصود بعبارة (رحمة للعالمين) وهذه هي حجتي الواضحة على كل من يدعي بأن الرسول محمد هو المرسل رحمةً للعالمين لأن الذي ارسله ربي ليكون رحمة للعالمين سيكون قطعا رحيم بكل شيء وحتى بالكافرين والمجرمين وربما بالشياطين ايضا لأنه رحمته وسعت الجميع ولم تكن مقتصرة على أتباعه فقط...

وعليه
من هو برأيكم الذي أرسله ربي ليكون رحمة للعالمين من بين جميع رسله الذين أرسلهم للانسانية على مر العصور؟

اقول لكم...

(((قال كذلك قال ربك هو علي هين ولنجعله اية للناس ورحمة منا وكان امرا مقضيا)))

وعليه
نرى في هذه التالية الكريمة هنا والتي تتحدث عن السيد المسيح عليه أفضل صلوات ربي وتقول (ولنجعله اية للناس ورحمة منا) دليل واضح على ان السيد رحمةً من رحمة الله ولقوله (رحمة منا) لان رحمت قلبه كانت كبيرة جدا وواسعة جدا لانها من رحمة ربه التي وسعت كل شيء وخاصةً واننا نعلم بانه كان رجل سلام بمعنى الكلمة ومن انه لم يسفك قطرة دم واحدة في حياته....
بل انه قد منع تلاميذه من حمايته هو شخصيا وعندما جاء الرومان للقبض عليه واستل بطرس سيفه ليحمي السيد المسيح فقال له صلوات ربي السلام عليه (رد سيفك الى غمده لأن من يقتل بالسيف بالسيف يُقتل)...


ثم لاحظوا قوله عز من قائل عن السيد المسيح ووالدته وكيف يقول:

(((والتي احصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا وجعلناها وابنها ايه للعالمين)))

فهل ترون معي بان السيد المسيح آية للعالمين؟
وهل ذكر لنا ربي مصطلح (العالمين) عن عبث في هذه التالية ومن أن السيد المسيح (آية للعالمين) ام انها مقارنة لنا لكي ندرك بانه هو المرسل (رحمة للعالمين) ايضاً؟

فهل يكون السيد المسيح آية للعالمين ولايكون ايضا رحمة للعالمين؟

ثم تذكروا معي بأني قد قلت لكم سابقً بأن القرآن الكريم قد نزل على السيد المسيح وبانه هو من خطه بيده الكريمة لتدركوا معي الان عبارة (مهجورا) فأقول:

(((وقال الرسول يارب ان قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا)))

وهذه التالية تؤكد بان الرسول قد قال في الماضي وانتهى الامر بأن قومه قد اتخذوا هذا القرآن مهجورا...
فهل قال محمد المكي او حتى القرآني هذه المقولة؟؟
وهل اتخذ قومه هذا القرآن مهجورا فعلاً ام انهم كانوا اشد الناس جوار لهذا القرآن واخذً به وبكل حرف جاء فيه؟؟
وقد يقول البعض لي بأن محمد المكي سيقول هذه العبارة يوم القيامة ومن انه لم يقلها بعد فأقول لهم ولماذا لم يوضح لنا ربي هذا ويقول لنا مثلاً (وسيقول الرسل يارب ان قومي اتخذوا هذا القران مهجورا) وفي صيغة المستقبل؟؟!!!

وعليه
وقبل ان اتوسع معكم في هذا الامر ومن ان الرسول الذي انزل عليه هذا القرآن قد قال بالفعل هذه العبارة قبل وفاته فعلا ومن ان قومه قد اتخذوا هذا القران مهجور من كل بد اقول:

ان المصطلح القرآني "مهجور" و "هاجر" و "هجرة" و "هاجروا" تفيدة معنى الهجرة والتوقف عن عملية الجوار وبحيث أن اصل هذه المصطلحات هو فعل الامر الكوني النافذ (جُرَّ) والذي يفيد الامر بعملية الجوار وميزانه (جار. جور. جير) وجميعها تفيد عملية الجوار...

جُرَّ (جار. جور. جير) وجميعها تفيد عملية الجوار وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة "هـ" والذي يعكس المعنى فيصبح عندنا:
هجر (هجار. هجور. هجير) وجميعها تفيد فقدان عملية الجوار ومن ان الذي هاجر او هجرني هو الذي لم يعد موجود في جواري..

اي ان الذين هجروا القرآن هم الذين لا يجاورونه ابدا ولا يتخذونه جارً لهم وهو ليس قريبً منهم ابداً ولا علاقة لها بمعنى تدبر القرآن وفهمه وكما شرحها الاعراب لنا..
فالمهجور هو الذي لا نجاوره ولا نرضى حتى بحواره او ان يكون قريب منا...


وعليه
هل امتنع اتباع المكي محمد عن جوار هذا القرآن الكريم ام انه موجود في كل منزل من منازلهم وكل مسجد من مساجدهم وبحيث ان كل واحد منهم يسمع هذا القرآن كل يوم أكان في التلفاز ام المسجل او حتى في العزاء وعندما يموت احد اقربائهم وعلى اقل تقدير؟؟
نعم
فأتباع المكي محمد لم يهجروا القرآن ابدا وحتى وان كانوا لا يتدبرونه او لا يدركون ماجاء فيه بمعنى الكلمة لأنه موجود في جوارهم دائماً اكان على رفوف مكاتبهم او تحت وسادتهم ليحفظهم من الشر او حتى في دروج سيارتهم او كقلادة ذهبية يرتدونها حول اعناقهم ويتباركون بها...

واما الذين هجروا هذا القرآن فهم الذين يكرهونه تمامً ويرونه كتابً شيطانيً واجراميً وارهابيً وبحيث انهم لا يريدونه الى جوارهم ابدا ويتمنون ان يبتعدوا عنه ويبتعد عنهم كما يبتعد المشرق عن المغرب...

وأكثر قوم يكرهون هذا القرآن الكريم ويحتقرونه ويريدون الخلاص منه ومن وجوده في قربهم او على اي ارض يقطنونها هم قوم السيد المسيح عليه افضل صلوات ربي وبحيث انكم تستطيعون ملاحظة هذا على اقباط مصر على سبيل المثال لتدركوا كم الكره الشديد عندهم لهذا القرآن..

اذن
وان انتم ادركتم معي بأن السيد المسيح هو صاحب القرآن الكريم وهو الذي ارسل هذا القرآن الى قومه بعد رحيله عنهم لأدركتم تمامً بأنه قد قال فعلا عبارة (يارب ان قومي اتخذوا هذا القران مهجورا)...

ولكي اوضح لكم الامر وبصورة اكبر اقول:

لماذا يخاطب القرآن الكريم السيد المسيح تارةً باسم (عيسى ابن مريم) وتارة أخرى باسم (المسيح عيسى ابن مريم) وكأن مرتبة المسيح لها حالة محددة؟؟؟

اقول لكم لماذا
لأن عيسى كان لقبه القرآني قبل أن يرفعه ربي إليه ويطهره وبدليل قوله:

(اذ قال الله يا عيسى اني متوفيك ورافعك الى ومطهرك)

نعم
فربي يخاطبه هنا بلقب عيسى فقط ويقول له بإني متوفيك ورافعك الى ومطهرك وبحيث أنه لم يخاطبه بلقب المسيح بعد لأن المرحلة التي سيصبح فيها مسيحً لم تكن قد حانت بعد لأنها مرحلة عظيمة جدا في حياته ومن أنها هي المرحلة التي سيتنزل فيها القرآن على قلبه وبعدما يرفعُ له ربي ذكره ومرتبته الى المراتب الربوبية وكما سيتضح لكم ومن قوله (ورافعً لك ذكرك) لان لقب عيسى ابن مريم كان يطلق عليه قبل أن ترتفع مرتبته وذكره عند ربه وقبل ان ويوفيه ربي حقه ويطهره من كل شيء ليكون جاهزً لان يصبح المسيح او الماسح لملكوت الله بالعلم والمعرفة..

وأما الأن فتعالوا معي لكي اشرح لكم معنى لقب (عيسى) و (المسيح) من خلال جذورهما الكونية لكي تتضح لكم الصورة أكثر فأقول:

إن مصطلح (عيسى) يعود في اصله الى فعل الأمر الكوني (عُسَّ) او الفعل الثلاثي المفتوح ( عَ سَ سَ ) وميزانه (عاس. عوس. عيس).

عُسَّ (عاس. عوس. عيس) وجميعها تفيد التحرك نحو الهدف بالتدريج وعلى مراحل..

ومن هنا جاء قوله (والليل اذا عسعس) لأن الليل يحصل بالتدريج وليس بشكل مفاجئ ودونما إنذار...

وقوله (عسى) تفيد الحركة بالتدريج وبحيث جاء منها قوله عز من قائل (عسى أن يبعثك ربك مقامً محمودا) وبمعنى ستصل للمقام المحمود ولكن بالتدريج..

واما لقب (عيسى) فيفيد ذلك الذي يتحرك بالعلم او العمل او المعرفة التي معه إلى هدفه ولكن بالتدريج لأن العيسى هو الذي يعسعس (وبمعنى يتحرك بالتدريج نحو هدفه) وبحيث جاء منه لقب العيس على حيوانات الجمال لانها تتحرك بالتدريج وبكل هدوء نحو هدفها...

ومن هنا جاء قول الشاعر الكُميت في قصيدته عن الجمال بأنها (العيس) وبحيث قال:

لما أناخوا قبيـل الصبـــــــــــح عيسهـمُ
وحملوها وسـارت بالهــــــــــوى الإبـل
فأرسلت من خلال السجـــــف ناظرهـا
ترنو إلـيَّ ودمـع العيــــــــــــــن ينهمـلُ
يا حادي العيس عـــــــرِّجْ كي أودعهـم
يا حادي العيس في ترحــــــالك الأجـلُ

اذن
فان قولنا (عيس وعيسى وعيسهُم) تفيد معنى العسس والعسعسة والتي هي التحرك التدريجي نحو الهدف..

وأما اسم المسيح فيفيد المسح والمساحة وبحيث يعود في اصله الى فعل الامر الكوني النافذ (سُحّ) وميزانها الكوني (ساح. سوح. سيح) وجميعها تفيد موضوع السياحة..

سُح ( ساح . سوح . سيح ) وجميعها تفيد عملية السياحة وبحيث عليه يدخل حرف الميم المختص بالإلمام فيصبح عندنا.
مسح (مساح. مسوح. مسيح) ومن أن المسيح هو الذي مسح كل شيء وادراك كل نقطة في هذا الكون وكحال الذي يمسح الأرض ويدرك مساحتها وهو واقف في مكانه دون ان يتحرك ويقول لكم بان مساحتها عشرة آلاف متر مربع مثلً...

ولقد سمي السيد المسيح بهذا الاسم القرآني العظيم لأنه قد مسح الكون كله وهو في مكانه وأدرك ملكوت الله في عقله وقلبه لأنه كلمة الله وبحيث كانت أفعاله إلهية كأفعال الله...

نعم احبتي
فالله تبارك وتعالى يدرك كل صغيرة وكبيرة في هذا الكون الذي أوجده ومنحه مساحته واتساعه لان الكون كله ملكوت الله او (مُلك الله)..

والسيد المسيح وبدوره قد مسح الكون كله وأدرك ملكوت الله في قلبه واصبح عارفً بالله لأنه هو كلمة الله اصلً وبحيث أن كلمة الله هي الله في أصلها وأفعالها ألهية بامر الله...

وقوله عز من قائل:

(((واذ قال عيسى ابن مريم يا بني اسرائيل اني رسول الله اليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول ياتي من بعدي اسمه احمد فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين)))

تؤكد بأن عيسى ابن مريم كان رسولً الى بني اسرائيل فقط ولم يكن رسول للناس كافة لانه لم يصبح المسيح الاحمد بعد ولم يُرفع له ذكره من الرسول المحمد الصفات الى الرسول الاحمد من الجميع في صفاته لانه لم يكن مؤيدا بعد بالروح القدس ولم يتنزل عليه القران ليصبح رسول للناس كافة...
اي ان الرسول المحمد الصفات عيسى ابن مريم كان قد بشر برسول من بعده هو الاحمد (او الاكثر حمدً في صفاته منه) لانه كان يبشر الناس بحالته الجديدة والتي سيصبح فيها لقبه (المسيح عيسى ابن مريم) وليس (عيسى ابن مريم) وحسب.

نعم
فنحن نرى وفي التالية الكريمة اعلاه بأن ربي يخاطبه بلقب عيسى ابن مريم فقط وبحيث يقول له (اني متوفيك ورافعك الي) ومن انه لم يخاطبه هنا بلقب المسيح وهذا ليس عبثً احبتي...
كما وان الوفاة هنا لا تعني الموت وانما تعني بأنه سيوفيه حقه الذي وعده به..
وحقه هو ان قال له (رافعك إلي) وبمعنى الى مرتبة الربوبية السامية ليكون هو المسيح الاحمد وتنهتي مرحلة العيسوية المحمدية...

نعم احبتي
فعيسى عليه صلوات ربي وبعدما قام بدوره المطلوب منه مع بني اسرائيل توفاه ربه ووفاه حقه ورفع له ذكره وجعله مسيحً احمدً وايده بالروح القدس فتنزل القرآن على قلبه ومن خلال الروح القدس وبحيث أنه وبعد حادثة الصليب التي حصلت مع صديقه الفادي (يهوذا الاسخريطوي) ذهب الى قرار مكين وايده الرب بالروح القدس التي تصل بينهما فنطق حينها بالحكمة كلها فكان معنا القرآن الكريم (او المائدة التي سأل ربه ان تنزل علينا) لأن القرآن هو مائدتنا التي نستمد منها كل علومنا الكونية الالهية عبر العصور والى اخر الزمان ان كان للزمان آخر..

وهذا القرآن احبتي كان من المفروض ان يصل الى بني اسرائيل لأنه يقص عليهم أكثر الذي هم فيه يختلفون...
ولكن بني إسرائيل (واخص منهم اتباع السيد بطرس سمعان) رفضوا هذا القرآن ولم يعترفوا به وهذا ليس خطأهم وإنما يعود ألى الادعاء الباطل الذي قام به بطرس سمعان عندما ادعى النبوة لنفسه ومن أن الروح القدس قد حل عليه..

والآن
قد يقول لي احدكم بأن الإنجيل هو كتاب السيد المسيح وهذا معناه بأن القرآن ليس كتابه..

فأقول له بدوري بأن الإنجيل هو كتاب عيسى ابن مريم لاتباعه من بني اسرائيل فقط وبحيث يجب عليك أن تدرك الفارق بينهما وبأن السيد المسيح قد عاش مرحلتين مختلفتين في حياته إحداهما قبل حادثة الصليب ورفع المرتبة وكان لقبه فيها (عيسى ابن مريم) والثانية بعد حادثة الصليب ورفع المرتبة والتي اصبح لقبه فيها (المسيح عيسى ابن مريم) لتدرك بانه صاحب كتابين وقد عاش مرحلتين..

أي أن الإنجيل هو كلام السيد عيسى وكتابه قبل أن يصبح مسيحً وتتم عملية تأييده بالروح القدس..
وأما القران الكريم فهو الروح الحق او القدس الذي انزل على قلب السيد المسيح في المرحلة الثانية من حياته الكريمة ومن أنه ولابد لكم وان تدركوا الفارق بين المرحلتين في حياة هذا الإنسان العظيم والذي لعب دور رسولين كريمين في آن واحد فكان هو المحمد الصفات عندما كان في مرحلة عيسى واصبح هو الاحمد من جميع المحمدين في صفاتهم عندما أصبح في مرحلة المسيح ومن أنه ومن الضروري جدا أن تدركوا بأن لقب (محمد) في القرآن الكريم يطلق على جميع رسل ربي ومن أنهم محمودي الصفات ومن أنه لا يوجد شخص او رسول محدد لقبه محمد دون غيره لأن محمد صفة وختم لجميع رسل ربي فأرجو ان تراجعوا منشور (المحمد هو خاتم النبيين) لتصلكم الصورة أكثر..

إذن
فإن كتاب عيسى ابن مريم هو الإنجيل وهو كلامه الشخصي وحكمته التي ألقاها على اتباعه من بني اسرائيل...
وأما كتاب المسيح عيسى ابن مريم فهو القرآن الكريم وهو الروح القدس الذي ينبثق عن الاب ويبقى معنا الى الابد لانه المائدة التي دعا عيسى ربه ان تتنزل علينا وتكون عيد لاولنا واخرنا فاستجاب له ربي وبعدما رفع له ذكره...

نعم
فالمولى سبحانه وتعالى لم ينزل سوى كتابين (عهدين) وهم كتاب موسى وهذا الكتاب الذي معنا وهو القران او ( العهد القديم والعهد الجديد ) ولقوله:

(((قالوا يا قومنا انا سمعنا كتابا انزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدي الى الحق والى طريق مستقيم)))

فما هو الكتاب او العهد الثاني الذي أنزله ربي بعد كتاب موسى سوى هذا الكتاب الذي بين ايدنا ونطلق عليه اسم القران ومن انه هو الذي يقص على بني اسرائيل اكثر الذي هم فيه يختلفون؟

نعم احبتي
فهذا الكتاب الكريم الذي معنا ونطلق عليه اسم القرآن هو الكتاب الثاني والأخير من رب العالمين السامي وهو العهد الجديد لان ربي لم ينزل سوى عهدين اثنين..

وأما الانجيل فهو الحكمة التي نطق بها عيسى ابن مريم وعلمها لتلاميذه قبل أن يرفع له ربي مرتبته الى الربوبية ويصبح مسيحً ماسحً للملكوت وجاهزً لان يؤيده ربي بالروح القدس فيخرج عن لسانه الكتاب الثاني او العهد الجديد الثاني للانسانية كافةً وهو القرآن.

وهذا هو قوله لاتباعه وعندما كان في مرتبة المحمد او (عيسى ابن مريم فقط) بأنه وان ذهب فسيرسل لهم المعين البارقليط الذي ينبثق عن الاب ويبقى معهم الى الابد.

"وأنا أطلب من الأب فيعطيكم معزيا أخر – باركليت – ليمكث معكم إلى الأبد , روح الحق الذي ينبثق عن الاب ولايستطيع العالم أن يراه , ومتى جاء المعزي الذي سأرسله لكم فهو يشهد لي" يوحنا 14,15,16,17

فالمعزي الذي وعد به المحمد عيسى ابن مريم اتباعه هو (القرآن الكريم)
ولقد قالها لهم وبصراحة بانه هو من سيرسله لهم..
وقال لهم بأن هذا المعزي سيمكث الى الأبد..
وقال لهم بانه ينبثق عن الأب لأنه كلام الأب...
وقال لهم بانه روح الحق الذي لا يستطيع العالم أن يراه لانه سيكون مهجورا منهم ومن غيرهم لانهم سيرفضونه ولان غيرهم لن يفهم الحكمة التي فيه...
وقال لهم بان فيه كل النبؤات وبأنه سيشهد له...
وقد شهد القرآن (البارقليط) على عظمة السيد المسيح وهذا واضح وضوح الشمس في جميع تالياته الكريمة وكما انه يحمل معه جميع النبؤات وهذا لا شك فيه ابد..

ولكن بولوس أو (سمعان بطرس) والذي هو مؤسس الكنيسة الكثوليكية والكنيسة الرومية الأرثذوكسية هو من جعل اتباع السيد المسيح يتوهون عن الروح الحق او الروح القدس الحقيقي (القرآن الكريم) عندما ادعى بأن الروح القدس قد حل عليه وعلى التلاميذ الذين كانوا معه في الغرفة وبعدما صعد السيد المسيح الى السماء (بحسب ادعائهم وتخاريفهم) وبحيث يقول في إنجيله المحرف التالي:

"ولما صلوا تزعزع المكان الذي كانوا مجتمعين فيه وامتلا الجميع من الروح القدس وابتداوا يتكلمون بألسنة أخرى كما أعطاهم الروح أن ينطقوا"

وهنا تبدأ المشكلة الحقيقية في العقيدة المسيحية ومن أنهم لم يدركوا ان الذي صنع لهم عقيدتهم هو الشيطان بذاته وبشهادة السيد المسيح وفي حالتين قال فيهما عن هذا الشيطان بطرس التالي:

1- فالتفت وقال لبطرس: "اذهب عني يا شيطان! أنت معثرة لي. لأنك لا تهتم ما لله ولكن بما للناس"
أي أن بطرس كان شيطان في عين السيد المسيح ومعثرة له لأنه لايهتم لمكانته عند الله وأنما هو يفكر بمكانته في عيون الناس لأنه منافق.

2- عندما كان السيد المسيح يقول لتلاميذه بأنه ذاهب الى مكان لايستطيع أحد الوصول له ( الملكوت ) قال له بطرس التالي:

"فقال له سمعان بطرس: الى أين أنت ذاهب يا سيد؟ اجابه يسوع: حيث أنا ذاهب لاتقدر أن تتبعني .. فقال له بطرس: لماذا لا أقدر أن أتبعك يا سيد؟ أنا مستعد أن اموت في سبيلك! أجابه يسوع: أمستعد أنت أن تموت في سبيلي؟ الحق الحق أقول لك بأنه لايصيح الديك الا وأنكرتني ثلاث مرات."

لاحظوا هنا كيف يقول السيد المسيح لبطرس وبكل استهزاء ( أمستعد أنت أن تموت في سبيلي )؟؟ أنت كاذب يابطرس لأنك لا تهتم لله وأنما أنت تهتم لمكانتك وقداستك في عيون الناس , وأنك ستنكرني ثلاث مرات..

ولأن
لاحظوا معي التالي:

بعد الغداء قال يسوع لسمعان بطرس:
" ياسمعان, أتحبني أكثر مما يحبني هؤلاء؟ قال له نعم يارب. وأنت تعلم أني أحبك.. فقال له يسوع: إرع حملاني..
ثم قال له مرة ثانية: يا سمعان أتحبني؟. فقال له نعم يارب. وأنت تعلم أني أحبك..
فقال له يسوع: إرع نعاجي..
ثم قال له مرة ثالثة: يا سمعان أتحبني؟. فحزن بطرس لان يسوع قال له ثلاث مرات أتحبني!!!
فقال له يسوع: ارع خرافي.."

إذن
فلقد قال له أن يحافظ على الخراف ( الشعب من أتباع المسيح ) ثلاث مرات.. وكان قبلها قد قال له بأنه سينكره ثلاث مرات!!!!
أي أنه أبدا لم ولن يحافظ على خراف السيد المسيح وإنما سيضلهم ضلالا بعيدا ودون حتى أن يشعر..

ولهذا فإن تلاميذ السيد المسيح لم يأخذوا بالقران الكريم عندما جاءهم ولم يعترفوا به ابدا (لاتعرفونه) لانهم قد أخذوا بكلام معلمهم بطرس سمعان الشيطاني وبان البارقليط قد حل عليه هو واصبح معهم وبحيث بقي البارقليط الحقيقي (القرآن الكريم) قابعً في الظلام و تتناقله ايدي الابدال واحد بعد الآخر وعلى مدار 600 عام تقريباً وحتى وصل الى يد الراهب ورقة ابن نوفل والذي كان اخر المؤتمنين على هذا الكتاب العظيم وبحيث وقع بعدها في يد الدجال القرشي قثم ابن عبد اللات والذي سمى نفسه بعدها ب (محمد ابن عبد الله) ليتم نشر هذا الكتاب من خلاله هو واتباعه وذلك تصديقً لحكمة المولى سبحانه وتعالى والتي يقول فيها بانه يرسل الشياطين على الكافرين لتازهم ازا لان الاعراب هم الأشد كفرا ونفاقً ولأن رسولهم هو الشيطان الذي ياز اتباعه على كل الأمم الاخرى وبحيث ان حاله عندي كحال الشيطان المسيحي بولوس والشيطان السامري اليهودي من أنها ثلاثة حالات للتجسيد الشيطاني.

وعليه
فان السيد المسيح وعندما كان يخط بيده الكريمة هذا الكتاب العظيم (القرآن) كان يعلم بان قومه لن ياخذوا به وسيتركونه مهجورا (وبمعنى لا يجاورونه ابدا ولا ياخذون به ابدا) لانه وفي المكان الذي ذهب اليه بعدما تركهم (ربوة ذات قرار معين) بقي حياً الى ان اصبح عمره كبيرً جدا ويقارب الثمانين عام في راي ولقوله عز من قائل (يكلم الناس في المهد وكهلا) وبحيث انه وطوال اربعين او خمسين عام كان يكتب هذا القرآن الذي يتنزل على قلبه وكان يسمع اخبار بطرس التي تتناقلها الناس ومن ان روما وبذاتها قد امنت بدعوته واصبح له الكثير من الاتباع فايقن كل اليقين بان قومه لن ياخذوا بهذا القرآن وسيتركوه مهجورا...

نعم احبتي
فتخيلوا معي الان بأننا في تاريخ ثمانين او تسعين للميلاد وبأنني كنت انا هو تلميذ السيد المسيح الذي يحمل معه القرآن الكريم (البارقليط او رح الحق الذي ينبثق عن الاب) واريد ان اخذه معي واقدمه لاتباعه الذين تركهم قبل خمسين عام واقول لهم هذا هو البارقليط الحق وقد كذب عليكم بطرس سمعان عندما زورا الحقيقة وبان روح الحق قد نزل عليه وماذا كانوا ليفعلوا بي في ذاك الزمان غير الحرق او الصلب او تقطيع اوصالي كمهرطق كافر لان روما كلها كانت قد امنت بدعوة بطرس سمعان الذي قال عنه السيد المسيح بانه الشيطان.

ولهذا بقي القرآن الكريم طي الكتمان ويتداوله اتباع السيد المسيح الحقيقين والقلائل جدا جيل بعد جيل ولمدة ستمائة عام تقريباً حتى اظهره ربي على يد السفاح القرشي لان ربي ينصر الحق من خلال الباطل ويظهر نوره من خلال الظلام ومن انه متمً نوره ولو كره الكافرين..

وعليه
فان تعريف الذين تركوا القرآن مهجورا يكون على النحو التالي:

هم الذين لا يريدون جوار القرآن الكريم بأي حال من الأحوال لانهم يكرهون جواره

واما الذين لا يفهمون ماجاء فيه فهم في جواره فعلاً ويحبونه بل ويعشقونه ايضاً ويحاولون كل جهدهم الإلتزام بما جاء فيه ورغم آنهم لا يفهمون ماجاء فيه وبكل دقة....

ولن اطيل عليكم بأكثر من هذا وبحيث اترك المنشور بين يديكم للحوار بشأنه ومن خلال اسالتكم.


وكل الحب والسلام للجميع



محمد فادي الحفار
23/4/2017

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق