الاثنين، 8 يونيو 2020

المنشور "92" (دلَّ و عدل)


دخول حرف الجر والحركة "ع" على بعض المصطلحات القرآنية...

من قال بان الله عادل لايفقه شيء في القران..

نعم احبتي
هكذا سابدء معكم منشوري هذا عن معنى مصطلح العدل القراني وبان الذي يقول بان الله عادل لايفقه شيئ في القران الكريم لان الله لايعدل عن امر قد اتخذه وهو احكم الحكامين ولان مصطلح (العدل) من العدول والتعديل وبان تعدل عن قولك (تتراجع عنه) لانك قد وجدته غير صحيح او انك لاتملك دلالة قاطعة لك على صحته وبحيث أني ساعرض عليكم التاليات الكريمة التي تؤكد قولي هذا وبعد ان اعرض عليكم الجذر الكوني لمصطلح العدل فاقول:

ان جميع المصطلحات القرآنية من "عدل" و "عدله" و "عدلي" و "عدول" و "تعدلون" تعود في اصلها الى الامر الكوني النافذ (دُلَّ) والذي يفيد موضوع الدلالة على الشيء وميزانه (دال. دول. ديل) وجميعها تفعيلات لمعنى الدلالة.

دُلَّ (دال. دول. ديل) وجميعها تفعيلات تفيد معنى الدلالة على الشيء بين فاعل وصفة ومفعول به وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة "ع" ليعكس معناها فتصبح:

عدل (عدال. عدول. عديل) وجميعها تفيد عدم وجود الدلالة على الشيء وبحيث أن الذي يعدل عن رآيه هو الذي يتراجع عنه لأنه لم يجد الدلالة القاطعة التي تؤكد على صحته...
فالذين يعدلون هم الذين يتراجعون عن أخطائهم عندما يدركون عدم صحتها ومن انهم لم يكونوا ليملكوا الدليل القاطع على صحة ما معهم...
واما الله تبارك وتعالى فليس بعادلٍ وكما قلت لكم في بداية منشوري لانه لا يخطئ لكي يتراجع عن امره وهو عالم الغيب والشهادة والذي امره اذا اراد شيء ان يقول له كن فيكون...

اذن
فان معنى العدل القرآني يكون على النحو التالي:

العدل: هو التراجع عن افعالك او اقوالك لانك لم تكن تملك الدليل القاطع على صحتها عند قيامك بها..

واما الان فدعوني اضع لكم شواهدي القرانية التي تؤكد بان العدول عن الشيء هو التراجع عنه لاشرحها لكم فاقول:

(((الحمد لله الذي خلق السماوات والارض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون)))

فهل ترون معي كيف ان الذين كفروا بربهم يعدلون؟!!!!
فلو كان العدل القرآني هو احقاق الحق ووضع الميزان الصحيح فكيف يكون الكافرين عادلين هنا وبقوله عنهم (يعدلون)؟!!
وهل هذا دليل عن ان الكافرين محقين لكفرهم بربهم مثلاً؟!!

طبع لا احبتي...
فالعادلين في القرآن الكريم هم الذين لا يملكون الدلالة القطعية على ما معهم وبحيث انهم يعدلون عما كان معهم وبمعنى (يتراجعون عنه)...
واما الكفرين الذين هم بربهم يعدلون فهم أؤلائك 
الذين يتراجعون عن التصديق بربهم ووجوده او الايمان به لانهم اصلً لم يكونوا مؤمنين به ومن خلال ما معهم من دلالات غير عقلانية كانوا قد توارثوها عن ابائهم واجدادهم الاولين..

(((وذر الذين اتخذوا دينهم لعبا ولهوا وغرتهم الحياة الدنيا وذكر به ان تبسل نفس بما كسبت ليس لها من دون الله ولي ولا شفيع وان تعدل كل عدل لا يؤخذ منها اولئك الذين ابسلوا بما كسبوا لهم شراب من حميم وعذاب اليم بما كانوا يكفرون)))

وهنا ايضا نرى مصيبة كبرى لمعنى العدل الاعرابي....
فهل الله ربي ظالم لهذه الدرجة وبحيث اني وان عدلت كل العدل فلن ياخذ مني هذا العدل ان كان العدل كما تعلمناه بالمفهوم الاعرابي ومن انه احقاق الحق ضمن الموازين الصحيحة؟!!

طبع لا احبتي...
فالعدل القراني وهو ان تعدل عن رايك وتتراجع عنه وبحيث انكم وان تراجعتم كل التراجع عن افعالكم في ذلك اليوم الذي لاينفع فيه تراجعكم فلن يؤخذ منكم.

(((واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها عدل ولا تنفعها شفاعة ولا هم ينصرون)))

وهنا ايضا نراه يقول (ولا يقبل منها عدل) وهذا امر غريب جدا اليس كذلك؟
فلو كان العدل هو احقاق الحق وهو الميزان الصحيح فكيف لا يقبل من النفس هذا العدل الذي تحمله معها؟؟

واما وانتم ادركتم بان العدل هو العدول عن الشيء والتراجع عنه لانك لاتملك الدلالة المؤكدة عليه وعلى صحته فانكم ستدركون قوله عز من قائل بانه لن يقبل من النفس تراجعها عن اخطائها يوم الحساب لان الوقت قد فات على هذا التراجع...

فقوله عز من قائل وعلى سبيل المثال (ذوا عدل منكم) اي رجل نزيه ومستعد لان يتراجع عن اقواله او حتى احكامه التي اصدرها سابقً ان هو شعر بانها اقوال او احكام غير صحيحة ولا يملك دلالات واضحة على صحتها وبحيث ان هذا الرجل هو الرجل الصحيح ليكون الحكم بينكم..

عليه
فانني اعود واؤكد عليكم بان من قال بان الله عادل لايفقع شيء في القران الكريم لان الله تبارك وتعالى لايعدل عن امر قد اتخذه وانما نحن فقط من نعدل عن اخطائنا ونتراجع عنها لان جميع دلالاتنا او الاشياء التي نستدل بها غير ثابته وبحاجة للمراجعة دائما...
فانا اعدل عن راي وانت تعدل عن رايك لاننا جميعنا لا نملك العلم الثابت او الدلالات المؤكدة على صحة مامعنا وعلى حين ان ربي الرحمن المحيط تبارك وتعالى لا يعدل عن امره ابدا لانه يملك العلم الصحيح كله ولان امره نافذ ولاتراجع فيه ابدا.

وكل الحب والسلام للجميع


محمد فادي الحفار
27/6/2019

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق