جميعنا يعرف مصطلح (الوقت) وعلى أنه يفيد الزمان او التاريخ وبحيث ان مصطلح (المواقيت) يفيد التواريخ المختلفة او الازمنة المختلفة وكما تعلمنا من أهلنا ومدارسنا وفي لغتنا العامة التي نتحدث بها فيما بيننا وبحيث انك وإن سألت أحدهم عن قوله عز من قائل عن الساعة وبانه (لا يجليها لوقتها الا هو) لجاءك الجواب وعلى أنه لا يعرف زمان حدوثها الا الله...
وان قلت لهم ما معنى مصطلح (وقتها) بذاته وبالتحديد ودون اي اضافات عليه او شروحات له وهل هو فعل ام فاعل ام مفعول به لقالوا لك بأنه ليس من الافعال وإنما هو صفةً او لقبً نطلقه على الأزمان أو التواريخ ولحظة حدوثها وبحيث أنه من الأسماء التي لا تفعيل لها..
وبالطبع فإنني لا اختلف مع الاعراب هنا ومن ان مصطلح (الوقت) يفيد الزمان وتاريخ حدوث الحدث في حينه ولكنني اختلف معهم بموضوع أصل المصطلح ومن انه يعود حتمً الى فعل الامر الكوني الخاص به والذي يحدد لنا معناه وفعله الخاص به وبكل دقة...
اذن
فإنني أعود وأقول لكم مرة اخرى (وكما اقول لكم دائما) بأن قرآننا العربي الكريم ومن قبله لسان ربنا العربي السامي قائمٌ على الأفعال فقط لان الله ربي فعالٌ لما يريد ولان امره اذا اراد شيْ ان يقول له (كنّ.. فيكون) وبحيث انه لا يوجد هناك مصطلح واحد في القرآن الكريم خاصةً ولساننا العربي عامة لا يعود في اصله الى فعل الأمر الكوني الخاص به والمؤلف من حرفين فقط واحدهم مشدد وعلى وزن فعل الأمر الكوني النافذ (كُنّ) وميزانه (كان. كون. كين)...
وعليه
وعلى بركة المولى تبارك وتعالى افتتح معكم منشوري هذا وأقول:
ان جميع المصطلحات القرآنية من "وقت" و "مواقيت" و "ميقات" و "اقتت" و "موقوتا" و "اقواتها" و "قتائها" تعود في اصلها الى فعل الامر الكوني النافذ (قُتَّ) والذي هو امر لك بان تقتات من الاقوات وميزانه (قات. قوت. قيت) وجميعها تفيد عملية الاقتيات من الاشياء التي تقتاتها...
قُتَّ (قات. قوت. قيت) وجميعها تفيد عملية الاقتيات من الأشياء التي تقتات بها وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة "و" والمختص بالأمر والعطف فيصبح عندنا:
وقت (وقات. وقوت. وقيت) وجميعها تفعيلات تفيد الأمر او الطلب لك ومنك بان تقتات أو أن تُقيت غيرك من الناس من أقوات الأرض..
اي انني وعندما اقول لك عبارة (وقُتَّ من اقواتها كُلَّ ما يُقتات) فإنك ستفهم مني المعنى المقصود بالعامية وهو (وكل من مآكلها كل ما يؤكل) او (إطعم من طعامها كُلّ ما يُطعم) وهذا لأن المترادفات عندنا وفي لغتنا الاعرابية التي نلغو بها كثيرة جدا لانها لغة اعرابية لا قواعد جذرية ثابتة لها وإنما هي شجرة شيطانية اجتثت من الأرض ومالها من قرار...
وأما لساننا العربي السامي فكل كلمة من كلماته عبرة عن شجرة طيبة اصلها وجذرها السامي ثابت وفروعها الكثيرة تمتد في مراتب السمو التي لا تخالف معنى جذرها السامي...
فكلمة طعام وعلى سبيل المثال تعود في اصلها الى الامر العام المعم على الجميع وللجميع (عام.... طعام) ومن ان حرف "ط" ليس من اصل الجذر وانما هو من حروف الجر وبحيث ان هذا سيتضح لكم في منشور (الطعام الاعرابي و الطعام القرآني) عندما انشره في وقته...
اذن
وعودة منا الى موضوع القات والأوقات والمواقيت اقول:
ان مصطلح (الوقت) من فعل الأمر الكوني النافذ (قُتَّ) والذي يفيد عملية الاقتيات من الأقوات التي تمنحك الطاقة والقدرة على الحركة ومتابعة مسيرة حياتك وبحيث ان لساننا العربي السامي يعتبر موضوع الطاقة التي تدخل الى جسدك او تخرج منك لغيرك من اهم المواضيع الثابته التي تصلح لان تكون مقياسً للزمان..
أي أن موعد تناولنا لغذائنا حتمي ولا مفر منه وبحيث انه يعتبر أمر ثابت ولا خروج عنه وبحيث اننا نستطيع ان نعتبره مقياس للزمان وبحيث نستطيع ان نقول لاحدهم (اذهب وقُت قوتك الان فقد آن الأوان)...
ومن هنا جاء مصطلح (وقت) وعلى أنه يفيد الزمان وهذا لاغبار عليه ابد ولكن على ان نفهم بانه زمان الحصول على القوت والاقتيات او الحصول على الطاقة.
وعليه
فان قوله عز من قائل (لا يجليها لوقتها إلا هو) يفيد معنى بدء حركتها وتجولها من اجل ان تقتات منا ومن أجسادنا وأنفسنا فنكون نحن قوتها الذي ستقتات عليه أو أنها ستعطينا هي اقواتنا فتكون هي قوتنا الذي سنقتات منه.
واما الان فساختم معكم منشوري هذا بجزء مهم جدا من تالية كريمة تقول (فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها) وبحيث ان الاعراب شرحوها لنا وعلى انها طلبات محددة من البقوليات والثوم والعدس والبصل وكما تقرؤونها حالياً...
واما انا فاقول لكم بان اصلها هو (نقلها وقتائها وقومها وعدسها وبصلها)...
فمصطلح (نقلها) اي كل ما تنقله الارض ويتنقل عليها (الماء وجميع انواع الحيوانات)...
ومصطلح (قتائها) كل ما تخرجه من اقواتها في وقت اقتياتها (جميع نباتات الأرض في مواسمها)..
ومصطلح (قومها) كل الأشياء التي تقوم الارض بعملية تقويمها وجعلها قائمة وبحيث يندرج هنا جميع انواع الفاكهة على الأشجار القائمة..
ومصطلح (عدسها) كل الأشياء الظاهرة الغير مدسوسة في باطن الارض لان مصطلح (عدس) عكس مصطلح (دسّ) بسبب دخول حرف "ع" الذي يعكس المعنى.
ومصطلح (بصلها) من الصلة والتواصل وكل ماتصلنا به او يصلنا منها.
اي انهم وبالمختصر المفيد قد طلبوا منه كل الأشياء التي كانوا يجدونها في اسواق مصر ومن انهم لا يريدون ان ينقص عليهم شيء واحد من مستلزمات الحياة وحتى وان كان ابرة وخيط وكانهم مازالوا يعيشون في المدينة الحديثة والتي هي حاضرة من حاضرات ذاك الزمان.
وارجوا ان اكون قد وفقت في شرح معنى مصطلح (الوقت و الاقوات) واوصلته لكم دون اطالة.
وكل الحب والسلام للجميع
محمد فادي الحفار
18/9/2020
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق