لقد سألتني احدى بناتي عن معنى قوله عز من قائل (((تبت يدا ابي لهب وتب))) والتي هي من التاليات التي يسخر بسببها اخواننا الملحدين من قراننا الكريم ويصفونه بكتاب الحقد والاجرام لا بكتاب الرحمة والسلام لانه مازال يشتم بعم الرسول القرشي المفترض والمدعوا ابو لهب ورغم موته منذ اكثر 1400 عام!!!
واما جوابي عليها فهو ان اقول لها بآنها ولكي تدرك معنى عبارة (ابى لهب) لابد لها وان تدرك معنى كلمة (تبت) وبآنها من التوبة والاشياء التابته لتضح لها الصورة حول التالية الكريمة وبشكل عام فآقول:
ان مصطلح (تبت) في تالية (تبت يدا ابى لهب وتب) يعود لمعنى التوبة والتبات عليها ولقوله عز من قائل:
(((وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى اذا حضر احدهم الموت قال اني تبت الان ولا الذين يموتون وهم كفار اولئك اعتدنا لهم عذابا اليما)))
نعم احبتي
فهل تلاحظون معي قول احدنا اعلاه عندما يحضر الموت عبارة ( اني تبت )؟؟
فماذا تفرق عنها هنا في تالية ( تبت يدا ابى لهب)؟؟
لافرق.....
فكلا المصطلحين وفي التاليتين هو (تبت) ولا يختلف ابدً...
فهل يكون مرة بمعنى التوبة ومرة اخرى بمعنى الشتيمة؟!!!
طبع لا احبتي...
اذن
فان مصطلح (تبت) من التوبة والتبات عليها او عملية التبات على الشيء وعلى النحو التالي:
تُبِّ (تاب. توب. تيب) وجميعها تفعيلات تفيد عملية التبات على الشيء...
فعندما اقول (تبت الى الله) اي عدت اليه واصبحت تابتً عليه ولن اتغير ابد او اعود لما كنت عليه.
واما قوله (يدا) فمن التأيد والمؤيد والمؤيدين ولقوله عز من قائل:
(((واذكروا اذ انتم قليل مستضعفون في الارض تخافون ان يتخطفكم الناس فاواكم وايدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون)))
فهل تلاحظون اعلاه قوله عز من قائل (وايدكم بنصره) وكيف انها من التأيد؟؟
نعم
فقوله يدا و الايد و ايدكم و ايدناه كلها من التأيد ولا علاقة لها بعضو الجسد الذي يسمى براحة الكف وكما شرحها الاعراب لنا من قريب او بعيد...
فقوله تبارك وتعالى مثلا:
(((اصبر على ما يقولون واذكر عبدنا داوود ذا الايد انه اواب)))
يؤكد لنا بان داوود كان (ذا الايد) اليس كذلك؟
فهل كان لداوود الكثير من الاذرع وكانه اخطبوط مثلا وبحسب الشرح الاعرابي لمعنى اليدين ليقول عنه تبارك وتعالى بالجمع (داوود ذا الايد)؟؟!!!
واما وان نحن فهمنا معنى الايد القرآني وبانها من التأيد وتنطق مفتوحة (ذا الايدَ) فسنفهم ان داوود كان مؤيدا للرب تبارك وتعالى ومؤيدً منه ايضاً وفي كل مايقوله ويفعله لانه (ذا الايدا او التأيد للرب تبارك وتعالى)...
واما قوله ( ابي و ابى و يابى ) فكلها من الإيباء ومن الذي يأبى الشيء ويرفضه ولقوله (ويابى الله الا ان يتم نوره)...
واما قوله (لِهبَ) "وتقرء بكسرة تحت حرف اللام وفتحة على حرف الباء" فمن الهبة والهبات ولقوله تبارك وتعالى:
(((قال انما انا رسول ربك لاهب لك غلاما زكيا)))
فلهب ولاهب ووهبنا كلها من الهبات ومن فعل الامر الكوني النافذ (هُبّ) وميزانه (هاب. هوب. هيب) وجميعها تفيد موضوع الهبات.
اذن
فان شرح التالية الكريمة التي تقول (تبتَ يدا ابىَ لِهبَ وتب) اي اصبح التآيد عند ذلك الذي يآبى الهبات تباتً ولن يتغير...
وكآنني اقول (تبتَ عليه الامر تباتً ومن آن تأيده لنفسه او ما معه من افكار سيبقى تابتً على وضعه ومن انه رافضً لهبات الله له لانه كافرً به)
وهذا هو وضع المتعالي والمتكبر والذي يقول لكم (انما آوتيته من عند نفسي) وينسى بان كل شيء من عند الله.
وعليه
فلا يوجد شخص محدد كان لقبه (ابو لهب) وكان عم الرسول الآعرابي القرشي المفترض محمد ابن عبد الله لان القرآن الكريم ليس خاص بآمة الاعراب الهمجية القرشية لكي يكون حديثه عنها ولانه لم يكن هناك اصلاً رسولً محدد بذاته ولقبه محمد لان محمدً في القرآن الكريم ليس بشخص وانما هو صفة كريمة لكل انبياء ربي السلام ورسله عبر التاريخ ....
آي ان امة القرشية الدموية الغازية لباقي الامم هي من اخترعت هذه الشخصيات واسقطتها على القرآن الكريم لكي تصنع لنفسها هالةً قدسية ومن ان الله قد اخرج منها نبيه الكريم محمد وهم والله ربي كاذبون منافقون ومحرفون...
فدعكم من اللغو الاعرابي وتاريخهم المزور واسقاطاتهم اللغوية على القران الكريم احبتي لانها تضركم ولا تنفعكم وتبعدكم عن الحق والعلم والصواب الموجود في القرآن الكريم.
وهداني الله ربي واياكم سبل السلام.
محمد فادي الحفار
16/9/2016
ما المقصود وامراته حمالة الحطب؟
ردحذف