الثلاثاء، 29 نوفمبر 2022

المنشور "268" (جلباب الاعراب و جلباب القرآن)

 



قال لي بان الجلباب هو ذاته الخمار او الغطاء الخارجي للراس وبان الجيوب هي فتحات الياقة الموجودة في القميص أو العباءة أو الفستان ومن ضرورة ان تكون هذه الفتحات ضيقه وغير واسعه حتي لا تكشف الصدر عند الذكر والأنثى.

فقلت له لماذا تخلطون الحابل بالنابل دائماً وتضعون شروحاتكم الغريبة هذا بناء على مترادفاتكم المفترضة التي جمعتموها لنا من تاليتين او ثلاث واكثر ولا تضعون لنا تالية واحدة فقط لنرى ما جاء فيها من مصطلحات وندرك معناها بشكل صحيح؟!!

فالجلباب لم يشترك مع الخمار في تالية واحدة حتى تدمجه لنا في شرحك الغريب هذا لان الجلباب شيء والخمار شيء اخر تمام عزيزي..

ثم ان المصيبة الكبرى هي اعتبارك بان مصطلح (الجلباب) اسم لنوع من انواع الملابس وهذا ليس صحيح ابدا لانني قد قلت لكم سابقً بان جميع المصطلحات القرآنية عبارة عن افعال فقط ومن انك وان لم تعيد المصطلح الى فعله الثلاثي المفتوح على وزن (فَعَلَ) ومن ثم الى الامر الكوني النافذ والمكون من حرفين فقط وعلى وزن (كن) فانك لن تفهم المعنى الصحيح للمصطلح ومهما حاولت او اجتهدت..

وعليه
فان مصطلح (الجلباب) من فعله الثلاثي المفتوج (جَلَبَ) وبحيث أنني سأضع لك هنا التاليات الكريمة 
التي جائت على هذا المصطلح في القرآن الكريم (وهم تاليتين فقط) فاقول:

1- (((واستفزز من استطعت منهم بصوتك واجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الاموال والاولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان الا غرورا)))

ومن انك ترى معي هنا بان مجلوبات الشيطان لنا او (ما يجلبه علينا) هي خيله و رجاله كما تلاحظ اليس كذلك؟..

اي اننا لا نقول هنا بان الجلباب هو اسم لنوع من انواع الملابس كما تتفضل وانما نقول بانه فعل يفيد جلب الاشياء لنا ومن فعله الثلاثي المفتوح (جَلَبَ) والذي يفيد احضار الشيء لنا وكأن نقول مثلً (لقد جلب لنا الخير معه) وبمعنى احضره لنا او نقول (لقد جلب معه جميع لوازم الاحتفال) وبمعنى احضرها معه جميعها.

اذن
فان مصطلح "جلب" و "يجلب" و "اجلب" و "جلباب" و "جلابيب" و "جلابيبهن" عبارة عن افعال وتفعيلات تفيد معنى جلب الاشياء واحضارها لنا وليست اسماء او صفات لنوع من انواع الملابس كما تفضلت حضرتك وهذا اولً..

واما ثانياً فهو ان الفعل الثلاثي المفتوح "جَلَبَ" يجيب ان يعود الى الامر الكوني النافذ الخاص به وعلى وزن "كن" لكي نفهم معناه وبكل دقة وذلك بان نحذف الحرف الاول منه وهو الحرف "ج" لانه ليس من اصل المصطلح وانما هو من حرف الجر القرآنية وكما يقول المنهج الكوني القرآني ليبقى عندنا الامر الكوني النافذ (لبَّ) والذي يفيد فعل التالبية وعلى النحو التالي:

لبَّ (لابَ. لوب. ليبَ) وجميعها تفيد عملية التالبية بين فاعل وصفة ومفعول به وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة "ج" والمختص بالجدلية فيصبح عندنا:
جلب (جلاب. جلوب. جليب) وجميعها تفيد الجدلية في جميع الاشياء التي قمت بتلبيتها من اجلنا وهل هي مجلوبات خير ام مجلوبات شر..

نعم احبتي
فالجلب والجلباب والمجلوب هي الاشياء التي احضرت لنا او تمت تلبية طلبنا بشأنها وبحيث اننا نضعها تحت الاختبار لان الجدلية بشأن جودتها موجودة عندنا..

وعليه
وبعودة منا الى تالية الثانية والتي تتحدث عن الجلباب في القرآن الكريم وهي تالية النبي وازواجه اقول:

2- (((يا ايها النبي قل لازواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك ادنى ان يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما)))

وبحيث اننا نلاحظ هنا بان مصطلح (يدنين) والذي شرحه الاعراب لنا وعلى انه يفيد الملابس بناءً على شرحهم لمعنى الجلباب وبانه الثوب الفضفاض كما يدعون وكيف ان عملية ادنائه تعني ان نٌطيله ونجعله الى الاسفل قدر المستطاع سيصبح كارثي هنا وبعد قوله (ادنى ان يعرفن)!!!

نعم احبتي
فلو كان مصطلح (الجلباب) يفيد الملابس الفضفاضة وكان مصطلح (يدنين) يفيد جعلنا لهذا الجلباب طويل والى الاسفل قدر المستطاع لكي نخفي مظهرنا فلا يتعرف علينا احد فان قوله (ادنى ان يُعرفن) قد اصبح مصيبة فعل لانهم سيصبحون معروفين للناس اكثر ومن ان الاصح هنا ان يقول (ادنى ان لا يُعرفن) وبمعنى من الافضل اطالة الملابس واخفاء جميع الملامح لكي لا يعرفهم احد من الناس ويجرح حيائهم بنظراته اليس كذلك؟!!!

وعليه
كيف يقول هنا (ادنى ان يُعرفن) وعوضا عن ان يقول (ادنى ان لا يُعرفن)؟؟!!!

اذن
فان الصحيح احبتي هو ان تدركوا معي بان مصطلح 
الجلابيب القرآني يفيد جميع الاشياء المجلوبة لنا وبان مصطلح الادنى يفيد الاشياء التي ندنيها منا ونجعلها في قلوبنا وعقولنا وليس ما نجعله طويلً والى الاسفل وبحيث ان المولى تبارك وتعالى يقول لنبيه هنا بان يوصي ازواجه وبناته ونساء المؤمنين ان يدنين منهن كل ما جلب لهن لتزداد معرفتهن فلا يستطيع احد ان يؤديهن لان العلم والمعرفة هو الذي يبعد عنك هذا الاذى.

اي ان التالية الكريمة لا تتحدث عن اي نوع من انواع الملابس كما يعتقد الكثير من القرآنيين بناء على الشرح الاعرابي لها وانما تتحدث عن جميع الاشياء المجلوبة لنا او التي قمنا نحن بجلبها لانفسنا وعلى راسها المجلوبات العلمية كالكتب والاسفار وغيرها وبان ندني منا هذه المجلوبات وندقق فيها بشكل جيد لكي تزداد معرفتنا ويزدد علمنا.

ويبقى ان اشرح لكم تالية الحجاب و الخمار و خمرهن لكي ننتهي تمامً من هذه المهزلة الاعرابية التي جعلت من الجلباب والخمار والحجاب اسماء تفيد انواع الملابس وهي والله ربي افعال كريمة رائعة وبعيدة كل البعد عن الفهم الاعرابي الاشد كفرا لها لان هؤلاء الاعراب هم فعلً الاجدر ان لا يعلموا حدود ما انزل الله وذلك لان هذا الكتاب الكريم ليس كتابهم ولا يدركون شيء من لسانه العربي السامي ومصطلحاته المباركة.

وكل الحب والسلام للجميع


محمد فادي الحفار
29/11/2020

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق