الأربعاء، 5 يناير 2022

المنشور "210" (التأويل و التفسير)

 


لقد طُرح سؤال عن الفارق بين تأويل القرآن وتفسيره على صفحة احد أصدقائي وبعدما وضع صاحب السؤال قوله عز من قائل (وما يعلم تأويله الا الله) وبحيث كان ردي عليه على النحو التالي:

ان مصطلح (الأول و التأويل) القرآني يفيد إعادة الشيء الى وليه الأول وصاحبه الذي اليس له صاحب قبله وكقوله عز من قائل (ان اول بيت وضع للناس) وبحيث ان مصطلح (اول) هنا لا يعني الشرح والتفسير وانما يعني المكان الذي تولىَّ امرنا من البداية وكانت منه بدايتنا ومن الامر الكوني النافذ (إلَّ) وميزانه (آل. أول. إيل) وجميعها تفيد معنى الولاية والتأويل.

إلَّ (آل. أول. إيل) وجميعها تفيد معنى الولاية والتأويل وعودة الشيء الى اصله.

فقولنا (آل إبراهيم) وعلى سبيل المثال لا تعني أهل إبراهيم جميعهم وانما تفيد من يعود لهم أمر الولاية من ذرية إبراهيم فقط.
أي أنه وعندما اصطفى ربي آل إبراهيم كان قد اصطفى من سيئول له امر النبوءة من بينهم والذين هم آل إبراهيم ولم يصطفيهم جميعهم او يصطفي جميع أهل إبراهيم لان فيهم الكثير من المجرمين.

وعليه
فإن الله ربي قد اصطفى الآل فقط (او من سيئول لهم الامر) ولم يصطفي الأهل جميعهم.. وهذا هو التأويل ..

واما التفسير فهو قدرية السريان ومقاديره او الشيء الذي يسري فيك او تسري انت فيه واستطاعتك على تسيّره وجعله يسري فيك او من حولك ومن الامر الكوني النافذ (سر) وميزانه (سار. سور. سير) وجميعها تفيد عملية السير والسريان.

سر (سار. سور. سير) وجميعها تفيد عملية السير والسريان وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة "ف" والمختص بالقدرية فتصبح:
فسر (فسار. فسور. فسير) وجميعها تفيد مقادير عملية السير والسريان.

اذن
فلا يعلم تأويله الا الله (أي لا يعلم من هو ولي القرآن الأول وصاحبه أو تاريخ وضعه وبدايته الا الله لان القرآن كلمات الله ولان كلمة الله ازلية مثل الله) وهذا صحيح ولا غبار عليه...

واما تفسيره وكيف نسري نحن في هذا القرآن او يسري هو فينا فهذا متاح للجميع لان القرآن أصلا بيان للناس.

واما وان اعتقدنا بان هذا القرآن غير مفهوم لاحد سوى الله فسنكون جاهلين للقرآن ولقدر الله أيضا ومن انه يرسل لنا كتاب لكي يخرجنا من الظلام الى النور وهذا الكتاب أصلا غير مفهوم لاحد!!!!

فكيف يرسل لنا كتاب ليس مفهوم لاحد سواه وبحيث يكون وجوده و عدمه سيان بالنسبة لنا فيكون الله كالذي يضحك على نفسه او علينا؟؟!!

وعليه
فإن تأويل القرآن ومتى كان اوله ووليه الأول والى من يؤل امره ليس معروف الا لله وهذا صحيح مئة بالمئة..

واما تفسيره وشرحه ومعرفة محتواه بكل دقة فمتاح للجميع لأنه اصل للناس كافة وبيانً لهم أيضا.

وكل الحب والسلام للجميع


محمد فادي الحفار
10/8/2021

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق