الثلاثاء، 11 يناير 2022

المنشور "211" (نكاح الاعراب ونكاح القرآن)

 


يعتقد أكثرنا بأن مصطلح (النكاح) القرآني يفيد الممارسة الجنسية بين الزوجين ومما جعل أصدقائنا الملحدين يسخرون من القرآن الكريم ويصفونه بالكتاب الجنسي لما فيه من تاليات النكاح ولا اعتب عليهم في هذا...
وأما انا احبتي ومن خلال المنهج الكوني القرآني فأؤكد لكم بأن مصطلح النكاح القرآني لا يعني الممارسة الجنسية و لا يشترط ايضا وجود حالة الزواج بدليل التاليتين الاتي سأضعهما لكم ادناه فأقول:
1- (((يا ايها الذين امنوا اذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل ان تمسوهن فما لكم عليهن من عدة تعتدونها فمتعوهن وسرحوهن سراحا جميلا)))
وبحيث أنكم ترون معي هنا عبارة (اذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل ان تمسوهن) وكيف انها تؤكد لنا بأننا نستطيع أن ننكح المؤمنات ومن ثم نطلقهم ولكن دون أن نكون قد مسسناهم أليس كذلك؟
اي انه واذا ما كان النكاح القرآني هو الممارسة الجنسية كما قيل لنا وكانت هذه الممارسة قائمةً أصلا على المساس الجسدي بين الطرفين فلا يجب ان يقول لنا ربي هنا باننا نستطيع ان ننكحها ومن ثم نطلقها شرط ان لا نكون قد مسسناها اليس كذلك؟
وعليه
فان النكاح القرآني لا يقصد به الممارسة الجسدية بين الطرفين حتمً لأننا نستطيع أن ننكحها او تنكحنا دون ان يكون هناك عملية مساسا جسدي بيننا ولقوله (اذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتم قبل ان تمسوهن) ومما يؤكد بان وقوع عملية النكاح وبقوله (اذا نكحتم) ومن ثم قوله (طلقتموهن من قبل ان تمسوهن) والتي تؤكد لنا بان النكاح الذي وقع حتمً لا يشترط وجود عملية المساس الجسدي وعلى حين ان الممارسة الجنسية قائمة اصلُ على الملامسة الجسدية الحتمية بين الطرفين...
اذن
فإنني أقول لكم هنا بان النكاح القرآني لا علاقة له بالممارسة الجنسية الجسدية وهذا اولً..
واما ثانيا فهو قولي لكم ايضا بان النكاح القرآني لا يشترط وجود حالت الزواج من اصله لان الزواج القرآني عبارة عن شراكة كاملة بين الانفس ولقوله (من أنفسكم ازواج) ومن ان هذا الزواج القرآني السامي بين الانفس ليس مجرد عملية نكاح كما يعتقد اكثرنا الان النكاح القرآني لا يشترط وجود حالت الزواجية اصل كما قلت لكم أعلاه وبدليل قوله عز من قائل:
2- (((وابتلوا اليتامى حتى اذا بلغوا النكاح فان انستم منهم رشدا فادفعوا اليهم اموالهم ولا تاكلوها اسرافا وبدارا ان يكبروا ومن كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فلياكل بالمعروف فاذا دفعتم اليهم اموالهم فاشهدوا عليهم وكفى بالله حسيبا)))
ومن انكم انكم ترون معي هنا وبان كل انسان على سطح الارض سيبلغ النكاح في يوم من الأيام ودون ان يكون عنده زوجة من اصله لان التالية الكريمة هنا تخبرنا عن اليتامى وبانه سيتوجب علينا ان نعيد لهم أموالهم عندما يبلغون النكاح ودون ان تتحدث هنا عن اي حالت زواج فكيف هذا؟!!
نعم احبتي
فالتالية الكريمة تتحدث هنا عن اليتامى والذين هم اطفال صغار ولم يتموا بعد المرحلة العمرية المطلوبة منهم لكي يكونوا قادرين على الاعتماد على انفسهم و دون ان يكون هناك وصيً عليهم وكيف انه سيتوجب علينا ان نعيد لهم مالهم ونرفع الوصاية عنهم عندما يبلغون النكاح..
وعليه
فان النكاح القرآني لا يشترط وجود حالت التماس الجسدي بين الذكر والانثى ولا يشترط ايضا وجود حالت الزواج بينهما وكما هو واضح لكم في التاليتين الكريمتين أعلاه وذلك لان النكاح القرآني عبارة عن مرحلة عمرية سيصل كل انسان منا وعندما يبلغ مرحلة يكون قادر فيها على الكح او العمل الجاد المضنى وتحمل المسؤولية وكقولنا مثل (يكح في دراسته) وبمعنى يبذل مجهود مضنيا..
كما وان قول الشيخ لموسى (انكحك احدى ابنتي) معناه ان اجعلها تقوم على خدمتك بكل جهدها ولا تعني ابدا انني سأعطيك ابنتي لكي تمارس الجنس معها والا لقلنا عنه بانه شيخ قواد يسترزق من التجارة بجسد بناته اليس كذلك؟
وعليه
ولكي أوضح لكم المعنى المنهجي الدقيق لمصطلح النكاح القرآني أقول:
أن جميع المصطلحات القرآنية من "نكح" و "نكحن" و "نكحتم" و "انكحك" و "تنكحوا" و "تستنكحوا" عائدة الى الامر النافذ "كُحَّ" والذي يفيد بذل الجهد الفكري او الجسدي المحدود وميزانه (كاح. كوح. كيح) وعلى النحو التالي:
كُحَّ (كاح. كوح. كيح) والتي تفيد جميعها موضوع الجهد المبذول في عمل الشيء ومن اننا نقول عن ذلك الصوت الذي يصدر من الصدر بانه (كحة) لوجود جهد مبذول في إخراجه من الصدر.. 

أي ان قوله عز من قائل (اذا نكحتم المؤمنات) معناه وبانكم واذا ما بذلتم معهم أي نوع من أنواع المجهود اكان مجهود فكري في تعليمكم لهم ام حتى مادي من صرفكم عليهم... واما علاقة مصطلح الطلاق بالنكاح واعتقاد اكثرنا بأنها تفيد حالة الزوجية فهو ان اكثرنا لم يفهم ايضا معنى مصطلح الطلاق القرآني ومن انه عملية اطلاق للشيء ولا يشترط ايضا وجود حالة الزوجية لأنني استطيع ان اطلق تلاميذي الى الفسحة وان اطلق ابنائي الى الحرية وانطلق انا وصديقي الى مكان ما وكما انطلق موسى وصاحبه الى القرية وبقولها (وانطلقا).. وعليه فاذا بذلتم جهدً مع المؤمنات (اذا نكحتم المؤمنات) وايً كان هذا الجهد أكان اهداركم لوقتكم وحياتكم من اجل تعليمهم وتدريسهم ومن ثم (طلقتموهن) اطلقتم امرهم للحياة العملية او انطلقتم انتم بعيد عنهم دون ان يكون هناك عملية مساس جنسي بينكم اثناء فترة تواجدكم مع بعضكم فليس هناك لاحد منكم عودة على الاخر مهما كان قد اعتاد عليه وانما هو (سراح جميلا) او استمرارية رواح لا ميلً جدلياً فيه.. اذن
فإن النكاح القرآني هو جهد مبذول في فعل الشيء اكان جهد فكري ام جسدي او عضلي وبحيث أننا نستطيع ان نقول عن الممارسة الجنسية بأنها نوع من أنواع النكاح ولكننا لا نستطيع ان نقول بأن النكاح ينحصر بالممارسة الجنسية فقط لان النكاح القرآني عبارة عن فعل قائم على الكحّ وبذل المجهود ومن ان عملية الكح الصغيرة التي تُصدر صوتها من خلال صدورنا يقال لها قرآنينا نكاح لان صاحبها يقوم بفعل الكح حالياً او يبذل مجهود ومهما كان هذا المجهود صغيرا. -فأنا وعندما أكُحّ من صدري أكون في عملية نكاح بيني وبين نفسي لأنه جهد مبذول من صدري لا خراج ما فيه.. -وعندما أقوم بتدريس ابنتي أكون في عملية نكاح معها لأنني أكُحّ وابذل مجهود في تعليمها.. -وعندما أهتم بشخص ما واصرف عليه من مالي ووقتي وجهدي في خدمته وارضاءه أكون في حالة نكاح لأجله وحتى وان لم يكن هناك مساس جسدي بيننا.. أي أن مصطلح (الكح) القرآني يفيد الجهد المبذول في فعل الشيء اكان جهد فكري ام جسدي ومهما كان كبير او صغيرا... واما مصطلح (الكع) القرآني والذي اخبرتكم عنهم في منشور (الركع الاعرابي والركع القرآني) فيفيد الجهد الشديد والذي يصل بصاحبه الى درجة الاعياء والتعب الشديد..
أي ان مصطلح (الكح) يفيد الجهد المبذول ومصطلح (الكع) يفيد الشيء ذاته ايضا ومع الفارق بينهما هنا وهو ان الأول مجهود عادي نبذله جميعنا واما الثاني فمجهود خاص يصل بصاحبه الى درجة الاعياء ولا يقوم به الا البعض منا.
اذن
فإن النكاح القرآني هو الجهد المبذول من اجل تحقيق الشيء وبحيث ان حالات النكاح كثيرة جدا ولا حصر لها ومن ان الحب وبذاته يفرض علينا الكثير من حالات النكاح لأننا نبذل جهدنا في إرضاء من نحبهم ونكون في حالة نكاح معهم ولأجلهم وحتى وان لم يكون هناك عملية ملامسة جسدية او جنسية بيننا.
وقول الشيخ لموسى (انكحك احدى ابنتي هاتين) أي اجعلها تقوم على خدمتك دائما اثناء بقائك عندنا ولا يشترط هنا ان يمارس موسى الجنس مع ابنة الشيخ وكأنها دعارة ابدا احبتي...
وهذا ما حصل فعلً ومن ان ابنة الشيخ هذه قد أصبحت تنكح موسى (وبمعنى تكح في خدمته طوال فترة بقائه عندهم) ومن ان موسى وفي اثناء فترة النكاح هذه (فترة الخدمة) احب هذه الفتاة فعلً وطلبها للزواج من ابيها لاحقً.
وعليه
فإن النكاح القرآني يفيد الجهد المبذول بجميع انواعه ولا يقتصر على الممارسة الجنسية ابدا وان كانت هي وبحد ذاتها نوع من أنواع النكاح لما فيها من جهد جسدي مبذول.
ولكم ان تضعوا لي جميع تاليات النكاح في شكل اسالة على هذا المنشور لكي نجيب عليها سوياً ونوضح عملية النكاح التي فيها اكانت من غير مساس جسدي او حصل فيها مساس جسدي.
وكل الحب والسلام للجميع
محمد فادي الحفار 11/102021

هناك تعليق واحد: