الثلاثاء، 18 يناير 2022

المنشور "213" (ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه)

 


قال لي بأن قرآنكم مليء بالترهات و الجهل العلمي لأنه يقص على اتباعه الكثير من الأشياء الغير صحيحة ومن بينها مثلً قوله (ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه) ورغم انني أؤكد لحضرتك وجود الكثير من الحالات التي يولد بها الانسان وله قلبين وثلاثة وربما اكثر وبانه يوجد هناك حالة ولادة مؤكدة في اليابان لطفل قد ولد وله ستة قلوب فما رايك لو سمحت؟؟ فقلت له بأن مصيبتنا مع القرآن الكريم هي الاسقاطات اللغوية الأعرابية عليه وبما لم ينزل الله بها من سلطان وبحيث انهم قد فرضوا عليه مفاهيمهم الخاصة بهم للمصطلحات ولم يفهموا معناها القرآني الصحيح ومن خلال جذورها وبكل دقة..!!! وعليه ولكي أوضح لك معنى مصطلح "القلب" من خلال منهجنا الكوني لتدرك فعلً بأنه لا يوجد رجلً على سطح الأرض له قلبين يجب ان أوضح لك عددً من المصطلحات القرآنية المهمة هنا فأقول: لقد وضعت سابقً بحث خاص بالامر الكوني النافذ "قُلّ" وميزانه (قال . قول . قيل) وأكدت لكم بان جميع تفعيلاته تفيد عملية النقل من مكان الى اخر وبما فيها عملية نقل الصوت من فم المتحدث الى اذن المستمع لان هذا المصطلح القرآني مختص بنقل الأشياء من مكانها الى مكان اخر وليس مختص بعملية نقل الصوت وحسب وكما هو الحال في الشرح الاعرابي العقيم الذي افرغ القران من محتواه وقزَّم جميع افعاله ومصطلحاته. كما وانني وضعت لكم منشور احرف الجر والحركة القرآنية الصحيحة ومن بينها حروف "كهيعص" والمختصة جميعها بعكس المعنى ضمن اليات محددة لكل حرف من بينها ومن أن ألية عمل حرف الجر والحركة "ع" هي أنه يُعقّد عمل الجذر ويعكس معناه وبحيث اضع لكم الأمثلة التالية عليه فأقول: صُبَّ (صاب . صوب . صيب) والتي تفيد جميعها عملية الاصابة والامر الصائب وكيف تصبح: عصب (عصاب . عصوب . عصيب) وجميعها تفيد تعقيد فعل الصواب وعكس اتجاهه وبحيث ان الذي تُعصب عيناه لا يرى الصواب.. سُرَّ (سار. سور. سير) والتي تفيد جميعها معنى السير والسريان وكيف تصبح: عسر (عسار. عسور. عسير) والذي هو تعقيد لعملية السير وتعسيرها ومعاكستها للفعل سار. جُبَّ (جاب. جوب. جيب) والتي تفيد جميعها معنى الإجابة والجواب وكيف تصبح: عجب (عجاب. عجوب. عجيب) والذي هو حال المتعجب الذي لا يملك الجواب. والامر هو ذاته مع مصطلح (قال) وعلى النحو التالي: قُلّ (قال . قول . قيل) وجميعها تفيد عملية النقل من مكان الى اخر وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة "ع" والذي يُعقّد عمل الفعل ويعكس معناه فيصبح: عقل (عقال . عقول . عقيل) وجميعها تفيد توقف عملية النقل.. اذن فان قولنا (لقد قال الشيء من مكانه) أي نقله وحركه من مكانه.. واما قولنا (لقد عقل الشيء في مكانه) أي منعه عن الحركة وثبته في مكانه.. ومن هنا نقول عن ذلك الحبل الأسود الملفوف الذي يضعه الخليجيين على رؤوسهم بانه عقال لأنه يقوم بعملية تثبيت القماشة البيضاء او المرقطة بالأحمر او الأسود (الحطة) ويعقلها ويمنعها من الحركة والانزلاق من فوق الراس. وعليه فان العقل هو الفعل الذي نقوم به لكي نثبت كل منقول ومتحرك من مكانه (او كل ما هو قال و يقال و قليلا ) لكي نمنعه من الحركة والتنقل ونعطي لأنفسنا الفرصة لدراسته وهو ثابت امام اعيننا كي نتأكد من جميع مكوناته. ووالله ربي بان قوله عز من قائل (افلا تعقلون) خاص بأمة النقل الاعرابية التي لا تملك من العلم شيء سوى القيل والقال والقلقلة من فلان عن فلان حتى ضاع منها العلم والبيان وبحيث ان قوله عز من قائل (افلا تعقلون) أي افلا تثبتون هذا المنقول المتحرك عن الحركة لكي تستطيعون بعدها التأكد من ملامحه جيدا ودراستها بشكل وافي من اجل ابداء الراي الصحيح فيه؟؟!! اذن فان العقل ليس عضو من أعضاء الجسد وكما تتوهم امة النقل الاعرابية وانما هو فعل نقوم به نحن العاقلون الذين نعقل الأمور ونثبتها في مكانها لكي نتفكر فيها ومن اننا لا نعتمد ابدا على المنقول لنا من القيل والقال. واما القلب القرآني فمن الفعل الثلاثي المفتوح (قَ لَ بَ) والذي يفيد عملية تقليب الشيء على جميع وجوهه لدراسته ومعرفته وكما نقول (دعني اقلب هذا الامر في راسي) مثلً.. وعليه فإن مصطلح القلب من الجذر الثلاثي المفتوح (قَلَبَ) ومن اننا واذا ما اردنا نصل الى الامر الكوني النافذ الخاص به والمؤلف من حرفين فقط وعلى وزن "كُنّ" فعلينا أن ندرك بأن الحرف الأول من الفعل الثلاثي المفتوح غالياً ما يكون حرف جر كما تقول لنا قواعد المنهج الكوني القرآني لنحذف هنا حرف "ق" من مصطلح (قلب) فيبقى عندنا مصطلح (لبَّ) والذي يفيد عملية التلبية فنفهم حينها الامر على النحو التالي: لبَّ (لاب. لوب. ليب) وجميعها تفيد عملية التلبية بين فاعل وصفة ومفعول به وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة "ق" والمختص بالقدرية لتصبح: قلب (قلاب. قلوب. قليب) وجميعها تفيد موضوع التلبية ضمن مقادير محددة ودقيقة.. اي ان القلب هو اللبَّ الذي يلبي لنا احتياجاتنا ضمن مقادير محددة ودقيقة.. والقلب فينا هو ذلك العضو القابع في اللب او الأعماق ومن انه المسؤول عن تقليب الأمور على جميع وجوهها لكي يعطينا حاجتنا مدروسة بشكل صحيح وضمن مقادير دقيقة جدا.. اي أن القلب القرآني عضو من أعضاء الجسد وعلى حين ان العقل القرآني ليس من اعضاء الجسد وانما هو فعل من افعالنا.. نعم عزيزي فالقلب القرآني عضوً هامً جدً من أعضاء الجسد ان لم يكن الأهم بينها وعلى الاطلاق لأنه هو لبَّنا او دماغنا الموجود داخل تجويف الجمجمة.. ولهذا قال لنا عز من قائل بأنه ما جعل لرجل من قلبين في جوفه لان القلب القرآني هو الدماغ والان التجويف المقصود هنا هو تجويف الجمجمة التي يقبع فيها الدماغ من اجل حمايته. فهل عندك حالة والدة لطفل يوجد له دماغين داخل تجويف جمجمته؟ قطع لا فقد يولد الطفل وله راسين نعم ولكنه لن يولد وله دماغين ضمن تجويف واحد لجمجمته وكما ذكر ربي في قرانه.. اذن فإن القلب القرآني هو الدماغ ولقوله عز من قائل (قلوب يعقلون بها) أي ادمغة تجعلهم يربطون الأمور ببعضها لان قلوبنا هي ادمغتنا المختصة بعميلة تقليب الأمور على جميع وجوهها لكي تقوم بتلبية احتياجاتنا وتعطينا الحسابات الصحيحة والدقيقة لكل مسائلة نطرحها عليها. واما ما نطلق عليه اعرابي لقب (القلب) فلقبه في القرآن هو (الفؤاد) او المكان المخصص لحالة الود والوداد ضمن مقادير وبدليل قوله عز من قائل (واصبح فؤاد ام موسى فارغا).. اذن فإن ما نطلق عليه بلغونا الاعرابي لقب (القلب) هو (الفواد) في لسان القرآن الكريم.. وما نطلق عليه لقب لعقل) هو (القلب) في لسان القرآن الكريم.. والقلب و الفواد من اعضاء الجسد وبحيث أن القلب يقبع في تجويف الجمجمة وعلى حين ان الفواد يقبع في الاحشاء مع باقي الاعضاء الداخلية.. واما العقل القرآني فليس من اعضاء الجسد وانما هو فعل نقوم به ونعقل من خلاله كل متحركة عن الحركة. ولكم ان تراجعوا جميع التاليات القرآنية التي جاءت على مصطلح عقول او قلوب من خلال شرحي المنهجي لمعناها الصحيح لتدركوا معي روعتها وكم انكم ستستمتعون بمعناها الجديد عليكم. وكل الحب والسلام للجميع محمد فادي الحفار 28/3/2015

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق