مازلنا والى يومنا هذا نعتقد بان مصطلح (القرآن) يفيد المصحف او المخطوطة التي معنا فقط ويطلق عليها أصحابها لقب القرآن ومما جعل الكثيرين من اشباه المتعلمين يخرجون علينا بتفاسير لا اصل ولا فصل لها من ان هذا الكتاب المسمى بالقرآن يعود في اصله الى الجذر (قرى) والذي يفيد القراءة ولقوله عز من قائل (واذا قرى عليهم القرآن) والتي توضح لنا هنا بان عبارة (قرى عليهم) تفيد المطالعة بصوت مسموع وبان حرفي الالف والنون بعد مصطلح (قرَ) تجعلانه يصبح (قرآن) او الشيء الذي (يُقرئُ الآن) لأننا نقرئ القرآن في كل لحظة فيكون هو الكتاب الذي يقرئ الأن وكما قال لي احدهم..!!!
والمصيبة بأنني دائمً وما أقول لهم أن يكفوا عن شرحهم لمصطلحات القرآن الكريم على هواهم لكي لا يزيدوا الطين بلةً على مصائب الأعراب واسقاطاتهم اللغوية على هذا الكتاب المظلوم وبما لم ينزل الله به من سلطان..
نعم احبتي
فما يفعله هؤلاء الجاهلين بمصطلحات القرآن الكريم من مصائب امر لا يغتفر وبحيث أنني ارجوا من المولى سبحانه وتعالى ان يدركوا قولي هذا ومن خلال هاتين التاليتين ادناه فأقول:
1-(((واذا قرى عليهم القران لا يسجدون)))
2-(((لا يقاتلونكم جميعا الا في قرى محصنة او من وراء جدر باسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ذلك بانهم قوم لا يعقلون)))
والان
هل يستطيع احد منهم أن يخبرني عن معنى مصطلح (قرى) في التالية الأولى والثانية وما هو الفارق بينهما؟
وهل سيقول لي بأن مصطلح (قرى) في التالية الأولى يفيد المطالعة بصوت مسموع وعلى حين انه وفي التالية الثانية يفيد التجمعات السكانية الصغيرة التي يطلقون عليها اعرابيا لقب القرية؟
طبع لا اليس كذلك...؟؟
فإن كانوا يعتمدون على الجذور القرآنية كما يدعون فإنني أقول لهم بأن مصطلح (قرى) هو ذاته في التالية الأولى والثانية وسيعطي لنا المعنى ذاته حتمً طالما انهما من بنفس الشكل والاحرف ذاتها في التاليتين الكريمتين اليس كذلك؟
ثم إنني سأفترض معهم بان مصطلح (قرى) يفيد المطالعة المسموعة وبأن مصطلح (القرآن) من الجذر ذاته ويفيد المعنى الذي ذهبوا اليه وهو (الذي يُقرئُ الأن) لأجعلهم يرون معي تلك المصيبة التي صنعوها لنا ومن خلال قوله عز من قائل (((واذا قرى عليهم القران لا يسجدون))) وكيف أن معناها سيصبح:
واذا قرئ عليهم (الذي يُقرئ الأن) لا يسجدون!!!!
فهل ترون معي هذه المصيبة؟؟؟
وهل سنسجد لكل شيء يُقرئ الآن؟!!!
هذا هو معنى شرحهم احبتي...
نعم
فاذا كان معنى مصطلح (قرى) يفيد المطالعة المسموعة وكان معنى (القرآن) يفيد الشيء (الذي يقرئ الان) فهذا معناه باننا مطالبين ان نسجد لكل الكتب المقروءة الآن ومهما كان محتواها...!!!
فهل انت مستعد للسجود لكتاب يدعوك للإرهاب والاجرام وسفك الدماء وبحيث ان اكتر الكتب السلفية الإرهابية التي تباع في الأسواق هي من الأشياء التي تقرئ الان؟؟!!!
هل انت مستعد للسجود لكتاب يدعوك لعبادة الشيطان لان مثل هذه الكتب تُقرئ الان وموجودة في الأسواق؟؟!!!
اذن
فإن قولهم بأن مصطلح (قرى) يفيد المطالعة وبان مصطلح (القرآن) يفيد الشيء الذي يقرئ الان خطأ حتمي ومصيبة كبرى وعليهم الكف عن ترديدها تمامً لكي لا يزيدوا مصائب القرآن الاعرابية فوق مصائبها..
واما انا ومن خلال المنهج الكوني القرآني واوامره النافذة فأقول لك وللجميع بان جميع المصطلحات القرآنية من "قرى" و "قرية" و "قريتين" و "اقرا" و "قروا" عبارة تفعيلات لجذر للثلاثي المفتوح (قَ رَ رَ) والذي يفيد عملية الإقرار ومن الامر الكوني النافذ (قِرَّ) والذي يفيد الإقرار وعلى النحو التالي:
قِرَّ (قار. قور. قير) وجميعها تفيد معنى الإقرار بالشيء وبحيث يدخل عليه حرف الجر والحركة "ن" والمختص بتأكيد حدوث الفعل فيصبح عندنا (قرنَّ) والذي هو تأكيد حدوث عملية الإقرار بالشيء وكقوله عز من قائل (قرنّ في بيوتكن) والتي هي تأكيد لعملية الإقرار..
وكذلك هو الحال بالنسبة لقوله عز من قائل (اقرا باسم ربك) ومن انها عملية إقرار منا بسموا ربنا ولا تعني المطالعة او الترديد المسموع للكلمة وكما هو في الشرح الاعرابي السخيف..
نعم
فأنا وعندما أقول لك مثلً (لقد اقرا واعترف بذنبه) فهذا معناه بان مصطلح (اقرا) من الإقرار وليس من المطالعة اليس كذلك؟
وهذا هو ذاته مع قوله عز من قائل (اقرا باسم ربك) ومن انه خطاب لنا جميعنا نحن الانسان بإن نقرَّ بسموا ربنا ومكانته السامية وبأنه لا يوجد احد اسما منه تبارك وتعالى..
أي ان قوله عز من قائل (اقِرا) لا تعني المطالعة وانما تعني الإقرار وبحيث أن قولنا الاعرابي المعهود (انا اقرا الكتاب) وبمعنى (اطالعه) خاطئ تمام لان الإقرار لا يكون الا بعد المطالعة والتأكد من صحة المعلومات في هذا الكتاب الذي اطالعه لكي استطيع بعدها ان أقر بما جاء فيه ان كان صحيح..
فلا تقولوا (انا اقرا الكتاب) وانما قولوا (اطالع الكتاب) فهذا هو الصحيح..
وأيضا فان قوله (الذين يقروون الكتاب) تعني الذين اقروا بما جاء في هذا الكتاب وبصحته واقتنعوا به منطقيا وعقلانيا...
اذن
فان قولي عن مطالعة الكتاب عبارة (انا اقرا الكتاب) خاطئ تمام لأنني لم اقرر بعد ان كان ما جاء فيه صحيح ويستحق الإقرار لكي يصبح مقرر ومعتمد عندي وانما انا اطالعه حاليا واطلع على محتواه قبل اقراري بما جاء فيه.
وعليه
فان مصطلح (اقرا او قرى) من الإقرار والتقرير وليست من المطالعة وبحيث ان قوله عز من قائل (واذا قرى عليهم القران لا يسجدون) تعني بانه واذا ما أقرَّ عليهم هذا الإقرار المؤكد والذي هو (القران) لا يسجدون..
فكل ما هو مقرر علينا من عند الله هو قران لأنه إقرار مؤكد علينا من الله وبحيث أن جميع كتب ربي عبارة عن قران ومن ان كتاب موسى كان اقرارً وقرنا من ربي ومن انه وعندما اضاع قوم موسى قرانهم واقرارهم انشاء ربي من بعدهم قرنا اخرين ومن قوله:
(((ثم انشانا من بعدهم قرنا اخرين)))
نعم احبتي
فجميع كتب ربي قروونً علينا ان نقر بها ولقوله (الذين يقروون الكتاب) لكي نبقى دائما على عهدنا مع المولى سبحانه وتعالى ونقرّ بما جاءنا منه..
فلا يطلق مصطلح (القران) على كتابنا فقط وانما يطلق على جميع كتب ربي السماوية لانها جميعها قرون ونقر ونقارن من خلالها.
واما الأن فتعال معي لكي اشرح لك معنى مصطلح (قرى و قرية) بما يفيد عملية الإقرار وليس المجمعات السكنية الصغيرة كما يدعي الأعراب فأقول:
(((لا يقاتلونكم جميعا الا في قرى محصنة او من وراء جدر باسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ذلك بانهم قوم لا يعقلون)))
وبحيث ان الكلمة الأولى هنا هي (يقاتلونكم) ومن أنني قد شرحتها لكم في منشور خاص عن معنى القتال القرآني وبأنه لا يعني سفك الدماء وانما هو التلاوة ضمن مقادير محددة ومن انه نوع من أنواع الحوار الجبري بين فئتين وبحيث يحاول أحدهم أن يقتل فكر الاخر ورأيه ليخرجه مما هو فيه ويجعله تابعا له أو موافق على ما معه وبدليل قوله يقتلون أبنائهم ليردوهم عن دينهم ومن ان القتل هنا ولو كان سفك للدماء فلن ينفع هنا لان ابناءنا حينها سيموتون على الدين الذي اتبعوه ولن نستطيع ردهم..
واما القرى المحصنة فهي الاقرارات المتشددة التي لا تراجع عنها وبحيث ان هذه التالية الكريمة أعلاه تنطبق وبشدة على الجماعات السلفية وكيف أنهم يقاتلوننا ويحاربون أفكارنا الإنسانية وهم مجتمعين على قرارتهم او ما معهم من اقرارات وأفكارهم كانوا قد احصنوا انفسهم بها وكأنها قلاع وبحيث تحسبهم مجتمعين وهم مشتتين...
نعم
فهذا ما يحصل لي وعندما أدخل الى صفحة سلفية كصفحة أنصار السنة او غيرها من الصفحات السلفية وبحيث يهاجمني جميع من فيها وعلى أني كافر وزنديق فتحسبهم من خلال هجومهم وكأنهم مجتمعين ومتوحدين على فكر وقرار واحد وهم في واقع الحال مشتتين وقلوبهم شتى وبحيث أنهم واذا لم يجدوا من يتهجمون عليه فأنهم يتهجمون على بعضهم البعض في أوقات فراغهم ويكفرون بعضهم الأخر!!!..
وهؤلاء هم الذين يقاتلونكم في قرى محصنة (قرارات ومقررات وأفكار قد اعتمدوها لأنفسهم وتحصنوا بها) وبحيث تعتقد بأنهم أصحاب فكر صحيح ومتوحد وهم في واقع الحال ضالين ومضلين وقلوبهم مشتتة لأنهم من السفهاء اللغوين أهل الكلام فقط وليسوا من أهل الفكر والحق من قريب أو بعيد.
واما الان فدعوني اضع لكم تالية أخرى عن اهلاك ربي لبعض القرى فأقول:
(((وتلك القرى اهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعدا)))
وعليه
ما هي القرى التي اهلكها ربي؟؟
وهل هي تجمعات سكنية صغيرة لبعض الناس او المزارعين وبحيث بطش بهم لأنه اقوى منهم ولأنهم لاحول لهم ولاقوه؟
ابدا احبتي
فهذه المجازر الدموية ترونها في شرح الاعراب الاجرامي الدموي وليس في شرحي وقراني السامي الذي اقر به لان القرى التي أهلَّنا أيها ربي هي جميع الاقرارات التي سبقتنا وكيف انها أصبحت على عاتقنا نحن..
نعم احبتي
فلقد قلت لكم سابقً بان عبارة (اهلك) لا تعني عشيرتك وقومك وانما تعني الشيء الذي (أُهلَّ لك) واصبح امره عائد لك لتحكم فيه و كقوله (ما أُهل لغير الله) وبمعنى ما جعلت اهليته وتهليله لغير الله..
أي ان قوله عز من قائل (أُهلكناهم) أي جعلنا اهليتهم تابعةً لكم ومن ان امر هذه القرى او المقررات قد اصبح عائد لكم انتم لكي تحكموا على صحتها في الطور الجديد الذي انتم به..
وعليه
فلقد اهلَّكم ربي قرونا كان غيركم قد اقر بها وتنازل عنها وضيعها فحاولوا ان تتمسكوا بها احبتي او ان تعيدوا مطالعتها لكي تقروا بها من أعماق قلوبكم لان قرون ربي صالحة جميعها لكل زمان ومكان..
ولن أطيل عليكم بأكثر من هذا عن معنى مصطلح (قرى) و (قرانا) و (قرية) ومن انها تفيد القرار و الإقرار و أنما سأنتظر منكم أن تراجعوا جميع التاليات التي جاءت على هذه المصطلحات بمعناها الصحيح الذي وضعته لكم لتدركوا معي روعتها وجمالها.
وكل الحب والسلام للجميع
محمد فادي الحفار
22/11/2017
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق