الأربعاء، 19 يناير 2022

المنشو "214" (كيف يحدث الترادف)

 



قال لي كيف تقول لنا بان الراس والصدر والقلب صفات للدماغ ورغم ان هذا ترادفٌ واضح لا يجوز هنا لان القرآن الكريم لا ترادف فيه؟؟

فقلت له ان كنت انت من يخلط بين الكائن الواحد الذي يستطيع ان يحمل الكثير من الصفات وبين الصفة الواحدة والتي لا يكون لها سوى معنى واحد لكي لا يكون هناك ترادف فهل يكون هذا ذنبي ام ذنبك انت لان معرفتك محدودة ولا تدرك الفارق بين الكيان والصفة؟

وعليه
فانا أقول بان الكائن الواحد يستطيع ان يحمل الكثير من الصفات دون ان يكون هناك أي ترادف وعلى حين ان الصفة الواحدة وبحد ذاتها لا تحمل سوى معنى واحد فقط لكي لا يكون هناك ترادف...

أي انني استطيع ان أقول لك بان صدري و راسي و قلبي صفاتٌ لدماغي البشري دون ان يكون هناك أي ترادف في قولي هذا لان الكائن او الكيان الواحد قد يحمل الكثير من الصفات دون ان يكون هناك أي ترادف...

-فانا قد اضع يدى على دماغي وأقول لك عبارة (هذا هو راسي) ولا أكون مخطئ في هذا لأنه فعل راسي طالما أن جميع الأفكار ترسوا فيه.....
- وقد اضع يدي على دماغي وأقول لك عبارة (هذا هو صدري) واكون ايضا على صواب لأنه هو من يتصدر جسدي وعنه تصدر جميع القرارات..
- وقد اضع يدي على دماغي وأقول لك عبارة (هذا هو قلبي) لأنه المكان الذي اقلب فيه الأفكار..

اذن
فان دماغي هو رأسي وقلبي وصدري في الوقت ذاته ودون ان يكون هناك أي ترادف لان الكائن الواحد يستطيع ان يحمل الكثير من الصفات دون ان يكون هناك ترادف..

فدماغي كيان واحد ويستطيع ان يحمل الكثير من الصفات...

واما الترادف فيكون في معنى الصفة الواحدة وبحد ذاتها وبانها لا تحمل اكثر من معنى ابد...
فأنا لا أقول لك مثلً بأن مصطلح (ذهب) يعني مضى وتارة أخرى أقول بان مصطلح (ذهب) يعني المعدن الأصفر فهذا هو الترادف...

أي انني لا أقول لك بان معنى مصطلح (راس) يفيد الشيء الذي ترسوا فيه الأشياء ومن ثم أقول لك بأن معنى مصطلح (الراس) هو الشيء الذي تهرب منه الأشياء مثلً.!!!

فانت قد تحمل الكثير من الصفات فتكون كريم وعادل وشهم وجرئ ولا يكون هناك أي ترادف في حملك لهذه الصفات...
ودماغي قد يحمل الكثير من الصفات فيكون هو راسي وصدري وقلبي ولا يكون هناك أي ترادف في حمله لهذه الصفات...

واما الترادف فيكون في معاني الصفات بحد ذاتها وبان كل صفة يجب ان يكون لها معنى واحد فقط فلا أقول لك بان معنى مصطلح الكريم هو الذي يعطي ومن ثم أقول لك بان معنى مصطلح الكريم هو الذي يأخذ.

وكحال هذه الصورة التي ارفقها لكم مع المنشور وكيف انها تقول لنا بان الخوف و الرهبة رديفان للمعنى ذاته وهو حالة الذعر التي تحدث عند الانسان وهذا غير صحيح ابدا لان الخوف له معنى خاص به والرهبة لها معنى خاص بها...
فمصطلح الخوف من الاستخفاف وعلى حين ان مصطلح الرهبة من الهبات المستمرة وبحيث انني استطيع ان أكون خائف ومستخف بالشيء وعندي هبات كثيرة اهبها للناس في الوقت ذاته دون ان يكون هناك أي ترادف..

واما وان أقول لك بان الخوف هو ذعر وبان الرهبة ايضا هي ذعر أكون قد وقعت هنا في فخ المترادفات وجعلت للصفة الواحدة وهي (الذعر) اكثر من معنى وحالة وهذا لا يجوز ابدا فهل وصلت الفكرة؟

وعليه
فان الكائن الواحد او الكيان الواحد (اكان انسان ام دماغ ام حتى هواء) يستطيع ان يحمل الكثير من الصفات دون ان يكون هناك أي ترادف في حمله لهذه الصفات..

واما الصفة الواحدة وبحد ذاتها فلها معنى واحد فقط وبحيث انها وان حملت اكثر من معنى يكون هناك ترادف ممنوع ونكون على خطاء في منحنا لها هذه المعاني المختلفة ورغم انها صفة واحدة ولا تحمل سوى معنى واحد فقط.

وكل الحب والسلام للجميع


محمد فادي الحفار
19/1/2022

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق