الاثنين، 18 أكتوبر 2021

المنشور "187" (لتُفسدن أم ليُفسدنَّ)

 


من منشورات أخطا التنقيط في القرآن الكريم..
.... لتفسدن أم ليُفسدنَّ ....

يعتقد اكثرنا ان بني إسرائيل الذين أنعم الله عليهم وفضلهم على العالمين هم الذين سوف يفسدوا في الأرض مرتين وذلك ليس صحيح ابدا لأن ربي هو من فضلهم على العالمين وهو ليس احمق بهذا التفضيل ولان بني إسرائيل ليسوا من المفسدين وإنما هم من المصلحين لانهم أبناء الذي أسرى فيه ربي من كل علومه وهذا أولا..

وأما ثانياً فهو قولي لكم بان السبب في اعتقادنا الخاطئ عن بني إسرائيل وأنهم مفسدين هو ما وصلنا عنهم من ادعاءات الإعراب وتلفيقها ومن اننا وللأسف الشديد نتبع الترتيب الأعرابي العثماني لتاليات القرآن الكريم وبحيث اننا لا نفهم التالية بحد ذاتها ومن ضمن معطياتها وإنما ننظر من خلال السياق المفتعل في ترتيب التاليات مع بعضها فنستنتج هذه الاستنتاجات الخاطئة ومن خلال عملية الاستنباط الشخصي الذي لا يعتمد على أي قاعدة ثابتة وبالإضافة الى وجود الأخطاء في التشكيل والتنقيط في القرآن الكريم وهذا ما أصر عليه دائماً..

وعليه
تقول التالية الكريمة وبكل بساطة التالي:

(((وقضينا الى بني اسرائيل في الكتاب لتفسدن في الارض مرتين ولتعلن علوا كبيرا)))

وبحيث أرجوا منكم أن تلاحظوا معي أنه قال (وقضينا إلى بني إسرائيل) ولم يقل مثلً (وقضينا على بني اسرائيل) لأن الفارق بينهما كبير جدا وبحيث أن قوله (قضينا إلى) تجعل القضية لصالحهم ولا تقع عليهم وبحيث أنه وإن قال مثلً (قضينا على) فتكون ضدهم وتقع عواقبها عليهم وهي ليست كذلك...

نعم أحبتي
فقوله عز من قائل (وقضينا الى بني اسرائيل) تفيد وصول معلومات هذه القضية لهم ومن معرفتهم بأن الأرض سيكون فيها فسد لمرتين وكقوله عز من قائل:

(((وقضينا اليه ذلك الامر ان دابر هؤلاء مقطوع مصبحين)))

ومن أن معناها يفيد بأنه قد وصلت اليه معلومة قضيت هؤلاء وتُفيد بأن دابرهم او تدبيرهم مقطوع اليس كذلك؟...

أي أن ربي وعندما يقول (وقضينا إليه) او (وقضينا إلى) فهذا معناه أنه قد أوصل اليه او أوصل إليهم معلومة تفيدهم بما سيحدث ولا تعني بان هذا الامر سيحدث منهم او سيصدر عنهم وكما هو الحال في التفسير الأعرابي الساذج ابدا احبتي..

نعم
فهو قد قضى اليه أن دابر هؤلاء مقطوع وليس دابره هو مقطوع..
وكما أنه قد قضى الى بني إسرائيل في الكتاب بأن الأرض سيكون فيها حالتين من الفساد وأخبرهم بهذه المعلومة وليس هم من سيصدر عنهم هذا الفساد مرتين وهذا هو الخطأ الأول..

وأما الخطأ الثاني في هذه التالية الكريمة فهو خطأ التنقيط الأعرابي الواضح جدا وبحيث جعل فيها أخطاء نحوية غير منطقية لأنها تتحدث مع بني إسرائيل في حال الجمع في بدايتها ومن ان ربي قد قضى لهم في الكتاب أمر سيحدث عن الفساد في الأرض مرتين ومن ثم تتحول وبشكل نحوي خاطئ وغير منطقي وتتحدث معهم بصيغة المثنى وبقولها (لتفسدن) ومع أن الصحيح هو (لتفسدوا) لو كان الخطاب إلى بني إسرائيل عامة اليس كذلك؟..

فكيف يخاطب ربي بني إسرائيل الجماعة ويقول (لتفسدن) والذي هو خاطب مثنى ومع أنه يخاطب جماعة؟!!!

أي انه وان كان الخطاب لبني إسرائيل عامةً وبأن الفساد في الأرض مرتين سيصدر عنهم لكان قال لهم (وقضينا على بني إسرائيل لتفسدوا في الأرض مرتين) وبحيث يكون القضاء واقع عليهم ويكون الإفساد في صيغة الجماعة واقع عليهم أيضا وليس في صيغة المثنى اليس كذلك؟..

إذن
فهناك خطأ حتمي في تنقيط وتشكيل التالية الكريمة لوجود الأخطاء المنطقية والنحوية فيها وبحيث أنني سأضع لكم التنقيط والتشكيل الصحيح كما أراه فأقول:

(((وقضينا الى بني اسرائيل في الكتاب ليُفسَدنَّ في الارض مرتين وليُعلُنَّ علوا كبيرا)))

أي أنه قد قضى لهم واخبرهم في الكتاب بأن الأرض سيفسد فيها مرتين ومن أن خطاب المثنى في قوله (ليُفسَدنَّ) عائد على المرتين و من ان حالات الاستعلاء التي ستحدث في الأرض (يُعلُنَّ) وبحيث أن هاتين الحالتين من الاستعلاء ستحدثان حتمً وسيشهد عليها جميع بني إسرائيل لأنهم سيتضررون منها...

واشهدكم السلام ربي بأن حالة الفساد الأولى قد حدثت في الأرض وقد شهد عليها جميع بني إسرائيل في زمن السبي الى بابل وبحيث أن حالة الفساد الثانية قد حدثت في زمن الأعراب القرشيين وفتوحاتهم الاجرامية الدموية وانتشارهم في شتى اصقاع الأرض وبحيث أن بني إسرائيل قد شهدوا هاتين الحالتين كما قضى لهم ربهم في الكتاب.

وعليه
اعود وأؤكد عليكم بان لا تجمعوا التاليات مع بعضها اثناء شرحكم للقران الكريم لأن هذا لا يجوز ابدا وذلك لأن القرآن الكريم مفرقً وليس مجموعً..

وكما اني أطالبكم بأن تدققوا في التالية الكريمة بحد ذاتها وأن تحاولوا تصحيح الأخطاء النحوية التي حدثت لها أثناء التنقيط الأعرابي وبحيث تخلعوا عن أنفسكم ذلك الوهم الكبير وبأن القرآن الكريم غير قابل للتحريف لأنه قد حرف على يد الاعراب الأشد كفرا والله على ما أقول شهيد.

وكل الحب والسلام للجميع


محمد فادي الحفار
7/12/2017

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق