اكثر من احزن عليهم في عصرنا هذا وفي ذلك الذي يسمى بالوطن العربي هم ملحدين الاعراب لانهم الأكثر فشلً بين جميع مواطني هذا الوطن خاصة والعالم الإنساني عامةً..
نعم احبتي
فهؤلاء الملحدين ولشدة تفكرهم بالدين الذي كانوا عليه والحدوا عنه لعدم قناعتهم بما جاء فيه اصبحوا الأكثر فشلً على سطح الأرض لانهم لم يستطيعوا ان يكونوا مثالً صحيحً عن الإلحاد وكحال الأوربي من الملحدين مثلً والذين تراهم وعندما تخلوا عن عقائدهم توجوه الى مجالات أخرى في العمل والابداع في كل المجالات فكان منهم الفلاسفة والعلماء في كل المجالات والفنانين فانتجوا للإنسانية نهضة حضارية وعلمية قل نظيرها...
واما الملحدين الأعراب من أمة الجهل والتخلف العربي فقد تركوا عقائدهم في الظاهر ولكنهم بقوا متمسكين فيها من الباطن وعن طريق نقدها في كل مكان وذلك لانهم لم يستطيعوا التخلي عنها ابدا وبدليل انهم قد جعلوا منها شغلهم الشاغل ففشلوا فشل ذريعً في كل شيء فلاهم قد خدموا انفسهم في خلاصها الصحيح من العقيدة التي كانوا عليها ولاهم قد خدموا الإنسانية من خلال الابداعات العلمية لأن عقولهم ليست متفرغة لها وانما هي متفرغة للعقيدة التي كانوا عليها لأنهم في اعماقهم ما زلوا مقتنعين بها بشكل او بأخر ويحتاجون الى من يستمع لوجهة نظرهم وكحال المريض النفسي الذي يحتاج لمن يسمعه لكي يفرغ ما في داخله من ضغط..
ولن اطيل معكم في تحليلي لنفسية الملحد العربي التي تدعو للشفقة فعلً وانما سأتوجه معكم لأحدهم واطرحه عليكم كمثالً هنا واضع لكم اقتباسً مما يقوله صديقنا الملحد خالد الفيشاوى ساخرً من بعض تاليات القرآن الكريم...
==========================
اقتباس من السيد خالد الفيشاوي الذي وضع التالية الكريمة ادناه وقال بعدها:
(((انا عرضنا الامانة على السماوات والارض والجبال فابين ان يحملنها واشفقن منها وحملها الانسان انه كان ظلوما جهولا)))
امانة ايه؟
ماهي الامانة المقصودة هنا؟
المفروض انت تخمن..!!.
المهم هنخمن مثلا انها العبادة والطاعة...
وهل السماوات والجبال والارض كائنات تعقل اصلا لكي يعرض عليها الامانة؟!!!
ماعلينا ...
الأرض والجبال رفضوا حمل الأمانة وقال لا ياعم صعبة الأمانة فدخل الانسان فاتح صدره هيا فين الأمانة يا جدعان اللي انتو خايفين منها وراح شايلها على دراعه...
انتهى الاقتباس.
==========================
والان
وبعدما وضعت لكم مقالة صديقنا الملحد خالد الفيشاوي ووضحت لكم سبب اشفاقي على الملحدين الاعراب جميعهم ومن انهم مازالوا مربوطين بعقائدهم التي كانوا عليها رغم الحادهم عنها فلا هم تخلصوا منها نهائيً وكحال الأوربيين لكي ينتجوا لنا ما هو مفيد ولا هم بقوا عليها لنساعدهم على فهم ما عجزوا عنه ليفتخروا بلسان قرانهم العظيم مثلنا فعاشوا في عالم من التخبط والعشوائية والاضطرابات النفسية التي لا يحسدون عليها ابدا بسبب اللغو الاعرابي الذي يحكمون من خلالها على الأشياء...
نعم احبتي
فما معنى مصطلح (الأمانة) من خلال اللغو الأعرابي المسقط على القرآن عنوةً..
اقول لكم...
إن الأمانة هي أن اعطيك أي شيء كان لكي تحافظ عليه دون ان تستخدمه وبحيث أنك تعيده لي عندما يحين الوقت أو عندما اطلبه منك اليس كذلك؟
اي ان الأمانة بالمفهوم الأعرابي ليست دين لكي تستطيع استخدامه وانما هي وديعة اضعها عندك ومن ثم اعود واخذها عندما يحين الوقت..
والان
ما معنى مصطلح (الأمانة) من خلال المنهج الكوني القرآني الذي يعيد جميع مصطلحات القرآن الكريم الى جذرها والى فعل الامر الكوني النافذ الخاص بها على وزن (كُنَّ) لكي نفهم معنى المصطلح والمقصود منه بكل دقة؟
أقول لكم...
ان جميع المصطلحات القرآنية مثل "أمن" و "امان" و "امانة" و "مومنين" و "امانين" تعود في اصلها الى الامر الكوني النافذ (مُنَّ) والذي يفيد العطاء من اجل التموين وكقوله (الذين منَّ الله عليهم) وميزانه (مان. مون. مين) وجميعها تفيد موضوع العطاء الغير محدود من اجل التموين..
نعم احبتي
فلقد سبق وقلت لكم بأن قرآننا هذا سرياني الأصل والمعاني ولا علاقة له بأمة الأعراب القرشية من قريب او بعيد وبحيث ان الوزنة (مونَ) في الميزان الكوني هي ما نستخدمه نحن في بلاد الشام عن تخزين الطعام والخشب وكل ما نحتاجه في مكان يقال له (بيت المونة)...
اذن
فإن المنّ هو عطاء ألهي متنوع لنا لكي يكون مونةً عندنا نستخدمها عند الحاجة لها...
مُنّ (مان. مون. مين) وجميعها تفيد العطاء المتنوع من اجل التموين وبحيث يدخل عليها حرف "الألف" من حروف الجر في "الم" و "الر" والمختصة بالإلمام والاستمرارية فيصبح عندنا:
أمُنُ (أمانُ. أموّنُ. أُمينُ) وجميعها تفيد الالتزام بأمر التموين وتنفيذه بين فاعل وصفة ومفعول به وكما هي عادة الميزان الكوني دائما ومن ان الوزنة (امون) توضح هذا وكأن أقول لكم مثلً (اني أموّنَ كل شيء الان)..
واما مصطلح (امَانهُ) فيعني بأنه قد منحه المونة أو المنّةَ والتي هي عطاء متنوع من جميع الأشياء لأجل المونة وكأن أقول (لقد امانه المونة المطلوبة وعلى وزن لقد ادانه الدين المطلوب)
نعم احبتي
فالإمانة التي عرضها المولي سبحانه وتعالى على الجبال والسماوات (او الكائنات السامية التي لم تدخل في دار البلاء) هي إِمانةَ تموين ومنةً وعطاءً متنوعً من كل شيء كالوعي والادراك والعلم بغير حدود والقدرة على القيادة والخلافة وكل ما هو عليه حالنا نحن الانسان اليوم بسبب المونة التي تمونا بها من المولى تبارك وتعالى وحملنا هذه الإمانةَ او التموين منه معنا.
وكأنني أرى المولى سبحانه وتعالى هنا وهو يقف بين الكائنات السامية والراضية التي لم تدخل في دار البلاء ويقول لها من منكم يريد أن يمون لنفسه كل ما معي من علم ومعرفة ويصبح صورةً عني فيكون خلاقً ومبدعً مثلي وبحيث ان جميع الكائنات خافت من عظمة المسؤولية وحمالها الانسان لأنه كان جاهلً لعظمتها فعلً..
اذن
فإن الإمانَةَ (بكسرة تحت حرف "الا" وفتح الميم) تعني ان أقوم انا بتموينك وان تحمل انت معك هذه المونة ومن الامر الكوني النافذ (مُنَّ)..
وكذلك هو بالنسبة المصطلح (المومُّنين) ومن انه يفيد المستمرين في الحصول على التموين من انه يفيد جميع اهل الأرض وبكل مذاهبهم ومشاربهم ومن انهم ممونين للأشياء ويقمون بعملية التموين في كل لحظة من حياتهم إن انتم ادركتم بأن اجسادنا هي بيوت المونة الخاصة بنا ومن اننا نمون فيها الطعام والهواء الذي نتنفسه بل وحتى الأفكار التي نقوم بتموينها في كل ثانية..
واما ان يظن احدكم بأن المؤمنين هم أولئك الذين يصدقون بوجود الله او يعترفون بالأديان السماوية ويقومون بالطقوس التي تسمى دينية فسيكون واهما اشد الوهم لان القرآن الكريم لا يوافق على هذا وبقول عز من قائل:
(((يا ايها الذين امنوا امنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي انزل من قبل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر فقد ضل ضلالا بعيدا)))
ومن انكم ترون هنا بأن المولى سبحانه وتعالى يخاطب اناسً ليسوا مومنين بالله ورسوله وبدليل انه يطلب منهم ان يومنوا بالله وبرسوله ومع هذا يؤكد لنا بأنهم مومنين لأنه قد افتتح التالية الكريمة بعبارة (يا ايها الذين امنوا) اليس كذلك؟
اذن
فإن شرح هذه التالية الكريمة يكون على النحو التالي:
1- يا ايها الذين امَنوا (اي قاموا بعملية التموين) وبحيث انه يقصد بها كل انسان على سطح الأرض لأننا جميعنا مومنين ونقوم بتموين الأشياء باستمرار اكان تموين مادي او فكري او جسدي او أي نوع من أنواع التموين العديدة لأننا جميعنا قد حملنا الإمانةَ او عملية التموين..
2- أمنوا بالله ورسوله (أي قموا أيضا بتموين الله ورسوله في عقولكم اضافةً لما تقومون بتموينه الان من أفكار) وذلك من خلال وضعكم لقواعد الله ورسوله وسننهم وسراطهم المستقيم ودعوتهم للسلام في عقولكم لكي تزدادوا علمً ومعرفةً ولا تضلوا بعدها ضلال بعيد.
وعليه
فإنني أقول للصديق الملحد خالد الفيشاوي بأن سبب شفقتي على الملحدين العرب هو انهم ولشدة كرههم لعقائدهم التي كانوا عليها بسبب ما فيها من أفكار غير منطقية ولا عقلانية اصبحوا مرضى نفسيين وعقائديين أيضا ولكن بشكل اخر وبحيث انني اراهم وكأنهم يترجون الناس ان يدخلوا في عقيدة الحاد ويوافقونهم على ما معهم من افكار لكي لا يشعروا بالخوف او الوحدة في وطن اعرابي كل من فيه عقائديين!!!!
نعم احبتي
هذا هو حال الملحدين العرب ومن انهم غير منتجين ابدا وانما هم مجادلين فقط من اجل إرضاء الذات وإقناع انفسهم بانهم محقين بإلحادهم ومما يجعلني ادعوا الصديق الملحد خالد الفيشاوي لفهم المنهج الكوني القرآني أولً والذي هو بعيدً كل البعد عن مناهج الغوا الأعرابية وتفاهتها لكي يدرك حينها بأن ألحدنا هنا نحن المسيحيين القرآنيين أفضل واعظم من ألحادهم البائس بألف مرة لأن إلحادنا هنا إيجابي ويجعلنا نضاهي الأمم الاوربية بأفكارنا وفلسفتنا وتحررنا من الاغلال بمعنى الكلمة لأن قراننا السرياني السامي فيه من الحرية والانفتاح ما يعجز عنه الأوربيين وكل من يطلب الانفتاح والحرية ولو بعد ملايين السنين وبحيث انه وان احبب مناظرتي او الحوار معي في بث مباشر يطرح فيه ما عنده من تساؤلات جعلته يلحد عن القرآن لأجيبه عليها بدوري بالحجة والبرهان العقلي والمنطقي فانا على اتم الاستعداد لهذا.
وكل الحب والسلام للجميع
محمد فادي الحفار
26/12/2021