كثير ما نسمع مصطلح (شهيد) في القرآن الكريم وفي كل مكان لتذهب افكارنا فورً الى ذلك الشخص الذي مات قتيلً في إحدى المعارك دفاعً عن قضية ما وكما تعلمنا في مناهج اللغو الأعرابي وهذا ليس صحيح احبتي وانما هو استنباط شخصي من أمم قد سلفت وما انزل الله به من سلطان في كتابه..
وكذلك هو الحال مع الكثير من الحداثيين والمتنورين وعلى راسهم المرحوم الدكتور محمد شحرور والذي قال بأن الشهيد هو الذي يشهد على الامر بحواسه وبحيث ان تعريف مصطلح الشهيد هو (تقديم معرفة عن طريق الحواس) وبمعنى ان الشهيد يجب ان يكون سميع بصير وموجود في الحادثة ذاتها ومن انه لا علاقة للشهيد بالموت والقتل إطلاق...
واما أنا احبتي فأقول لكم بأن شرح السلفين لمعنى مصطلح الشهيد لا يفرق عن شرح الدكتور شحرور فكلاهما وجهان لعملة استنباطية واحدة ما انزل الله بها من سلطان في كتابه...
وعليه
وبعيدً عن الشرح الاعرابي السلفي لمعنى مصطلح (الشهيد) والذي لا اريد التطرق له لسذاجته سأنتقل معكم فورً للشرح الذي طرحه عليكم المرحوم الشحرور فأقول:
اذا كان الشهيد هو الشخص الشاهد على الحادثة بسمعه وبصره ويجب ان يكون موجود في لحظة حدوث الحادث فما قولكم في قوله عز من قائل:
(((واذ اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على انفسهم الست بربكم قالوا بلى شهدنا ان تقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا غافلين)))
ومن انني اسال اتباع الدكتور الشحرور حالياً (لعدم وجود المرحوم بيننا) وأقول لهم هل كنتم موجودين بحواسكم وسمعكم وابصاركم عندما اخذ ربي من بني ادم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على انفسهم؟!!
فإن قلتم بأنكم لم تكونوا موجودين بسمعكم وابصاركم وادراككم للشهادة الحسية اثناء حدوث هذه الحادثة فسأقول لكم حينها بأن شرح الدكتور الشحرور لمصطلح الشهادة مجرد استنباط شخصي ما انزل الله به من سلطان في كتابه وعليكم ان ترموا بمقولته وشرحه هذا وراء ظهوركم..
وان قلتم لي بأنكم كنتم موجودين بسمعكم وابصاركم وادراككم اثناء هذه الحادثة وتتذكرونها تمامً وتشهدون على هذا فسأقول لكم بأنكم منافقين وكاذبين وتشهدون شهادة الزور...
وعليه
كيف يُشهدنا ربنا شهادة الزور والنفاق هذه ويطلب منا ان نشهد عليها ونحن لا نتذكرها ولا ندركها لأننا اصلً لم نكن موجودين اثناء هذه الحادثة؟؟!!
اذن
وللمرة الألف احبتي اطلب منكم ان ترموا وراء ظهوركم ما معكم من مفاهيم اعرابية سلفية او حتى مفاهيم تنويرية معاصرة لأنها جميعها عبارة عن استنباطات شخصية لا قاعدة لها ولا يستطيع ان يفهمها سوى صاحبها ان كان يفهم اصلً...
وقولي ان كان يفهم اصلً لا اقصد به الدكتور شحرور رحمة الله عليه لأنه شخص مجتهدً وقد حاول كل جهده وان اخطأ وبحيث ان الله لا يكلف نفسً الا وسعها وانما قصدت به (اللص المحتال عدي آدم شيخادي) تلميذ السفيه الدجال (دوست خاتون) والذي ما زال يسرق من الشحرور ومني انا شخصياً ومن ثم يقوم بتحريف المسروقات ليوحي للناس بأنها من صنعه واجتهاده ليقنعهم بأن ما معه يسمى منهج وهو والله ربي لا يعرف أي نهج وعلم سوى نهج اللصوصية والتحوير على الناس باللف والدوران...
نعم
فحاولوا مرةً ان تستمعوا لتسجيل صوتي لهذا اللص المدعو (شيخادي) واخبروني بعدها ان فهمتم شيءً منه سوى اللف والدوران والاطالة والمماطلة الفارغة...!!!
بل انني اطلب ممن يظن نفسه قد تعلم من هذا اللص ان يحاول وبنفسه شرح أي كلمة من كلمات القرآن الكريم بطريقة شيخادي ان استطاع هذا لان الشيخادي وبنفسه يأخذ من غيره اشياءهم وافكارهم دون ان يفهم قواعدها فهذا هو معنى لقب (شي خادي) او الذي يأخذ الأشياء
وعليه
وبغض النظر عن هذه المقدمة الطويلة عن شيخادي وخاتون أصحاب المنهج الكوثري المأفون أقول:
لكي نصل للمعنى الصحيح لأي مصطلح من مصطلحات القرآن الكريم خاصةً ومصطلحات لسان العربي عامة علينا أن نتبع الخطوات التالية:
أولً: نعيد المصطلح الى الفعل الثلاثي الفردي الخاص به وعلى وزن (فَعَلَ).
ثانياً: نحذف الحرف الأول من الفعل الثلاثي لأنه حرف جر حتمً وبحيث نصل بعدها الى الامر الثنائي المشدد على وزن (كُنَّ) فيتضح لنا المعنى الصحيح للمصطلح..
والمصطلح الذي معنا اليوم هو مصطلح (شهيد) وبحيث أن الفعل الثلاثي الخاص به وعلى وزن (فَعَلَ) هو الفعل (شَهَدَ) ومن اننا ننطلق الان الى المرحلة الثانية ونحذف منه الحرف الأول وهو "ش" لأنه حرف جر حتمً فينتج عندنا الامر الكوني النافذ (هُدَّ) والذي يفيد الهداية وميزانه (هاد. هود. هيد)...
هُدَّ (هاد. هود. هيد) وجميعها تفيد معنى الهداية وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة "ش" والمختص بالاستمرارية في حالتها الإيجابية (لأنه الشقيق الفعلي للحرف "س" والذي يفيد الاستمرارية) فيصبح عندنا:
شهد (شهاد. شهود. شهيد) وجميعها تفيد الاستمرار في عملية الهداية ليكون طلاب العلم باستمرار هم الشهداء اذا استمروا دائما في طلب العلم دون انقطاع عنه.
وعليه
فان الشهيد هو: الانسان المستمر دائمً في الهداية والبحث عنها فيكون من رجال الله المخلصين الذين يطلبون العلم والهداية دائمً ودون انقطاع..
وعندما يقول ربي مثلً (وادعوا شهداءكم) أي ادعوا من هم مستمرين في طريق الهداية من بينكم ان كنتم صادقين.
فلا يصلح للشهيد ان يكون شاهد على الحدث فقط وكما قال الدكتور شحرور لأننا سنصبح جميعنا شهداء حينها بشكل او بأخر وبحيث ان الذي راي حادثة صغيرة او كبيرة او مجرد لقطة سينمائية او حتى صورة سيصبح اسمه شهيد وهذا لا يكون ابدا ولقوله عز من قائل:
(((فكيف اذا جئنا من كل امة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا)))
نعم احبتي
فربي يقول هنا (كيف اذا جئنا من كل امة بشهيد) ولم يقل بانه سيحضر الامة كلها كشاهدةً هنا لان الشهادة ليست مجرد مشاهدة بصرية للحدث وكما قال الشحرور قطعً...
نعم
فلو كانت الشهادة هي ان تشاهد ببصرك وحسك وادراكك فإن كل كائن حي سيكون شاهد حتمً لأنه قدا شاهد ولو حتى لقطة واحدة في حياته او من فيلم الحياة الطويل اليس كذلك؟؟
اذن
فإن الشاهد والشهيد بين فاعل ومفعول به يفيد الشخص الذي يستمر في طلب الهداية دون انقطاع فيكون رجلً صلحً جدً وبحيث ان ربي سياتي من كل امة بشهيد (رجل صالح قضى حياته في الهداية) ومن ثم يأتي بالرسول ليكون شاهدً على الشهداء او (شهيد الشهداء) لأنه الأكثر بين الجميع في استمراره بطريق الهداية..
واما شرحي لتالية (واذ اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على انفسهم) فستجدونه في منشور (ظهور الاعراب و ظهور القرآن) ومن انني قلت فيه بأن ربي لم يأخذ شهادة جميع بني ادم وانما اخذ فقط (من ظهورها) او الظاهرين منهم (ذريتهم واشهدها)..
أي انه لم يأخذ شهادة بني ادم جميعهم ولا حتى الظاهرين منهم وانما خذ (ذريتهم واشهدها) وبحيث ان الشهادة هنا محصورة جدا وهذا يطول شرحه ولا مجال له هنا لأنه مشروح في بحث اخر..
وعليه
اعود وأؤكد عليكم أن ترموا كل ما معكم من لغو أعرابي بما فيه من استنباطات لا قاعدة ثابتة لها وان تبتعدوا تمامً عن أولئك الدجالين المحتالين وعلى راسهم اللصين السفيهين (ختون المأفون و شيخادي يسرق من غيره وينادي) لكي لا اضطر لحظر كل من يدخل لصفحة هؤلاء اللصوص لان من يدخل الى صفحتهم لا يستحق التواجد في واحتي وصفحتي.
وكل الحب والسلام للجميع
محمد فادي الحفار
4/12/2021
السبت، 4 ديسمبر 2021
المنشور "204" (الشهيد الأعرابي والشهيد القرآني)
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق