الخميس، 16 ديسمبر 2021

المنشور "205" (امام الاعراب وامام القرآن)

 


قلت لهم بأنني ارفض مصطلح (الامام المهدي) لأنه مصطلح اعرابي ركيك ولا أساس له من الصحة في القرآن الكريم وذلك لأننا لا نعرف أمامً لنا سوى إبراهيم عليه افضل صلوات ربي لان الله ربي هو من جعله امام للناس وبقوله (جاعلك للناس اماما)..

فقال لي وماذا عن قوله (يوم ندعوا كل أناس بإمامهم) والذي يؤكد لنا على وجود أئمةً غير إبراهيم ويؤكد خطاء مقالك؟؟؟

فقلت له بأن الأئمة الذين نأتم بهم نحن بني ادم كثيرون جدا عزيزي ولكننا نحن من جعلناهم أئمة علنيا وليس الله ربي من جعلهم أئمة لنا..

نعم
فنحن من جعلنا من البخاري امام ومن مسلم امام ومن كل من هب ودب امام وليس الله من جعلهم أئمةً علينا لان الله ربي لم يجعل لنا أمامً سوى إبراهيم وبقوله (جاعلك للناس اماما) وبمعنى لجميع الناس..

واما نحن فجعلنا لأنفسنا الكثير من الأئمة وبحيث أن الله ربي سيدعونا يوم الحق من خلال أمامنا ليضرب كبير بحجته فيرتدع صغيرنا..

نعم
فعندما يدعونا الله من خلال من نعتبره نحن أمامً لنا ويظهر لنا دجله وادعائه وكذبه ويحكم عليه بما سيحكم يكون قد حكم علينا جميعنا نحن اتباعه لأنه قد حكم على كبيرنا..

وعليه
فهناك الكثير الكثير من الائمة وهذا صحيح ولا انكره..
ولكننا نحن من جعلناهم أئمة علينا وليس الله ربي من جعلهم أئمة لنا وبحيث انه سيدعونا حتمً من خلال هؤلاء الائمة الذين اممناهم نحن علينا لكي يقيم عليهم وعلينا الحجة.

واما الامام الوحيد الذي جعله ربي امام علينا لأنه امام للناس جميعهم فهو إبراهيم فقط ولا امام لنا غيره في القرآن الكريم.

فان كان عندك تالية قرآنية كريمة عن شخص او نبي او رسول اخر قال له ربي في قرانه (جاعلك للناس اماما) غير إبراهيم الامام فاعرضها علينا لكي نُقّر لك بالصواب...
واما وان كنت لا تملك تالية من القرآن الكريم عن امام غير إبراهيم فعليك ان تقر لنا بالصواب..

واما لان فانتقل معكم لمعنى مصطلح (الامام) ومن الامر الكوني الخاص به فأقول:
ان جميع المصطلحات القرآنية من "امه" و "امة" و "أمك" و "امي" و "امهاتكم" و "يأمك" و "امام" و "اميون" و "امين" و "أئمة" و "أمم" و "امما" و "اماما" فعبارة عن تفعيلات للأمر الكوني النافذ "أُمَّ" والذي يفيد موضوع الامامة وميزانه (آما. اومَ. ايم) وجميعها تفيد معنى الامامة..

أمَّ (آما. اوم. إيمَ) وجميعها تفيد معنى الامامة و الأمومة والتي تختص فيها الانثى فقط وبحيث أننا نطلق على الوالدة وقبل أن تلدنا لقب (الأم) لأننا نكون مؤتمين بها كلياً ونحن في داخل رحمها لاعتمدنا الكلي عليها في طعامنا وشرابنا وقضاء حاجتنا وحركتنا وحتى في النفس الذي نتنفس..

فإلام هي التي نأتم بها ولا نخرج عن امامتها لنا وبحيث اننا نقول للأنثى الحامل وقبل الولادة بانها (ام) ولا نقول عنها والدة لأنها لم تلد او تضع حملها بعد..

واما بعد الولادة فيصبح لقبها والدة لان جنينها قد خرج من رحمها وبحيث تبقى محافظة على لقب الام طالما بقي طفلها مأتم بها ويرضع من صدرها ويعتمد عليها في بناء جسده وتكوينه..

واما وعندما يكبر طفلها وينفصل عنها ويجد لنفسه معلمين جدد يتعلم منهم وياتم بهم غيرها فلا يصبح اسمها (ام) وانما تصبح (والدة) فقط..

وان بقي ابنها مأتم بها طوال حياته ويتعلم منها وكحال السيد المسيح مع امه مريم والتي كانت صاحبة علم كبير وصديقة وقضت حياتها في محراب ربها العلمي فانه يبقى تابعً لإمامتها وكحال السيد المسيح مع امه و امامه مريم التي كانت صديقة وعلى علم كبير من ربها فبقي السيد المسيح تحت امامتها طوال حياتها ونسبه المولى سبحانه وتعالى لها وباسم (عيسى ابن مريم) لأنه بناءها وهي من قامت ببناء شخصيته على معنى السلام الحقيقي فبقي مأتم بها طوال حياتها..

وعليه
فلا يطلق لقب الام و الامامة سوى على الانثى فقط لأنها فعلً الامام الأول لنا اثناء وجودنا داخل رحمها واثناء مراحل تربيتنا الأولى وهذه قاعدة ثابته في القرآن الكريم وبحيث يستثنى من هذه القاعدة الذكر إبراهيم الامة عليه افضل صلوات ربي لان الله ربي جعله اماما للناس جميعهم وجعله (امة) وبحيث اننا ناتم به في سلامه وتسميته لنا بالمسلمين ونجعل من مقامه مصلى لنا ولا نجعل لأنفسنا اماما سوى من جعله الله امام علينا.

بل اننا لا ناتم بالبيت الحرام ذاته ولقوله (ولا امين البيت الحرام يبتغون فضلا من ربهم) لأننا ناتم فقط بالإمام إبراهيم ورسالته الداعية للسلام ربنا وفضله علينا فهذا هو مقام إبراهيم عندنا لأنه امامنا وابونا وهو من سمانا مسلمين.

اذن
فالأمومة و الامامة للأنثى فقط وبحيث ان الله ربي عنده (ام الكتاب) كمثلً لنا لكي نعقل معنى مصطلح الامومة وعظمته ولم يقل لنا بان عنده (ابو الكتاب مثلا) لان مقام الامومة عظيم عند الله ربي وعندنا ومن انه مقام انثوي حصرً وبحيث يُستثنى من هذه القاعدة إبراهيم الام او الامة لان الله ربي هو من جعله اماما لنا وللناس جميعا.

وكل الحب والسلام للجميع وجعلنا الله ربي اميين ونأتم بالإمام إبراهيم ونقدس مرتبة الامومة في الانثى ونضعها فوق رؤوسنا.


محمد فادي الحفار
11/9/2018

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق