السبت، 18 ديسمبر 2021

المنشور "208" (ذقون الاعراب و دقون القرآن)

 



إن التالية الكريمة والرائعة التي يقول فيها عز من قائل:

(((انا جعلنا في اعناقهم اغلالا فهي الى الاذقان فهم مقمحون)))

جعلت أبنائي وفي اليومين الماضيين يحتارون في امرها وخاصةً في معنى مصطلح (الاذقان) القرآني وان كان يفيد اللحية التي تنبت على وجوهنا وكما هو متعارف عليه في اللغو الأعرابي ومن انها ولو كانت كذلك فستصبح اسم او لقب لا تفعيل له حينها ورغم أنني أؤكد عليهم دائما بأن جميع المصطلحات القرآنية عبارة عن أفعال تعود في أصلها الى الامر الكوني النافذ الخاص بها وعلى وزن (كُنّ)....

والغريب في الامر هنا هو أن ابنائي المتمكنين من المنهج الكوني القرآني قد احتاروا وبدورهم في معنى المصطلح الكريم وكيفية الوصول الى الامر الكوني النافذ الخاص به ورغم أنني كنت قد وضعت لهم خطوات دقيقة جدا لو ساروا عليها لما احتاروا في امرهم وما هم عليه الأن..

وعليه أقول:

1- إن أي مصطلح قرآني ومهما كانت حروفه كثيرة كمصطلح (الاذقان) علينا أن نعيده الى حالت المفرد الخاصة به أولً (او الفعل الثلاثي الخاص به) لينتج عندنا هنا مصطلح (ذقن) أليس كذلك؟؟

فإذا كان مصطلح (الاذقان) جمع ويفيد اللحية التي على وجوهنا فإن المفرد الخاص به هو (ذقن)....

2- ان الحرف (ذ) من الحروف الاعرابية الخبيثة لأنه ركيك في نطقه وبحيث انه ليس من اصل اللسان القرآني السامي ومن أننا دائما وابدا نحوله الى (د) اليس كذلك؟

أي ان المصطلح قد اصبح الان (دقن) كما ترون...

3- بما اننا نقرئ هذا المصطلح وعلى انه اسم او صفة وليس فعل فعلينا ان نجعل جميع حروفه مفتوحة ليكون على وزن (فَ عَ لَ) لتتضح لنا الصورة اكثر فيصبح (دَ قَ نَ) اليس كذلك؟

والان
ما معنى قولنا (لقد دَقَنَ الشيء) طالما أن عملية الدقن فعل وليست اسم أو صفة في منهجنا الكوني القرآني؟

4- أن القاعدة المنهجية الكونية تقول بأن أي فعل ثلاثي مفتوح كفعل (كَتَبَ) او (حَجَبَ) او (ضَرَبَ) فيه حرف جر قرآني ليس من اصل الجذر ومن ان هذا الحرف غالبً ما يكون الحرف الأول اليس كذلك؟

أي ان مصطلح (كَتَبَ) من الامر الكوني النافذ (تُبَّ) والذي يفيد حالة التبات وان الكاف هو حرف الجر كما شرحته لكم في منشور (كتاب الاعراب و كتاب القرآن) وأن مصطلح (حَجَبَ) من الامر الكوني النافذ (جُبَّ) والذي يفيد الجواب وهذا مشروح أيضا..

وعليه
فإن اصلح الفعل (دَقَنَ) من الامر الكوني النافذ (قِنَّ) والذي يفيد وضع القانون وميزانه (قان. قون. قين) فهو (يقين) ومن أن حرف "د" هو حرف الجر الذي دخل على المصطلح وعلى النحو التالي:

قِنَّ (قان. قون. قين) وجميعها تفيد موضوع القانون بين فاعل وصفة ومفعول به وبحيث يدخل عليه حرف الجر والحركة "د" والمختص بتأكيد حدوث الفعل فيصبح:
دُقِنَّ (دُقان. دقون. دقين) وجميعها تفيد تأكيد وضع القانون او حدوثه..

ومن هنا جاء مصطلح (دهقان) عن الحاكم الذي يضع القوانين للناس ومن ان اصله وفي نطقه الصحيح هو (داقان) والذي يفيد الحاكم او المُشرع واضع القوانين..

نعم احبتي
فالأمر الكوني النافذ (قِنَّ) هو امر لك بأن تضع القانون ومن ان مصطلح (يقين) وبدوره عبارة عن قناعتك وادراكك لصحة هذا القانون ودون ان اطيل الشرح هنا لمصطلح (يقين) لان المهم حاليا هو مصطلح (الدقن و الادقان) ومن ان مصطلح (قِنّ) هو الامر الكوني النافذ لعملية وضع القانون فيكون الذي (اقنى) هو الذي وضع القانون ومن اننا نره في قوله عز من قائل (وانه هو اغنى واقنى) وبمعنى انه هو واضع القانون تبارك وتعالي.

نعم احبتي
فانا وان قلت لكم مثلً بان مصطلح (جنون) من الامر الكوني النافذ (جَنَّ) والذي يفيد حالة الجنا و الجنان فستوافقون اليس كذلك؟
وان قلت لكم بأن مصطلح (حنون) من الامر الكوني النافذ (حَنَّ) والذي يفيد حالة الحنا و الحنان فستوافقون أيضا اليس كذلك؟

وكذلك هو الحال بالنسبة لمصطلح (قنون) وبأنه من الامر الكوني (قِنَّ) والذي يفيد حالة القنا و القنان ووضع القانون احبتي 🙂

واما الان فدعوني اضع لكم التالية الكريمة مرة أخرى ولكن بعد تنقيطها بالشكل الصحيح لا شرحها لكم فأقول:

(((انا جعلنا في اعتاقهم اغلالا فهي الى الادقان فهم مقمحون)))

نعم احبتي
فمصطلح (اعناقهماعرابي ولا اصل له ومن ان الصحيح هو (اعتاقهمكما ذكرت في منشور (اعناق الاعراب ام اعتاق القرآن)...

أي ان تفسير التالية الكريمة هو ان ربي قد جعل كل ما هو عتيق ومعتق مع من يقصدهم في التالية الكريمة (كالسلفين وعقائدهم العتيقة البائدة مثلً) اغلال لهم وقد صلت الى حد القانون المؤكد بالنسبة لهم فتعطلت عقولهم عن العمل ليقينهم المطلق بانهم على صواب وكما ترون من حال جميع السلفين من جميع العقائد الباطلة وكم هم متشددين لما معهم من قوانين ورغم كل غبائها وعدم عقلانيتها ومنطقها..

(((ويخرون للادقان يبكون ويزيدهم خشوعا)))

يخرون أمام هذه القوانين المؤكدة ويزدادون خشوعا..
وطبع فإن هذه التالية الكريمة تتحدث عن المؤمنين الذين وصلول الي اليقين بصحة القوانين ولا يوجد عليهم أي اغلال عتيقة كحال أصحاب التالية الأولى.

وعليه
فإنني اعود وأؤكد عليكم جميعً (وخاصة ابنائي المقربين) بأن لا تيأسوا من رحمة ربكم ومن الوصول الى الأمر الكوني النافذ لأي مصطلح وبأن لا تتسرعوا أيضا وبحيث أنني قد وضعت لكم ثلاثة منشورات رئيسية وهي (المنشور الأول والثاني والثالث لقواعد المنهج الكوني) وبحيث انكم وان راجعتم هذه المنشورات باستمرار وحملتموها معكم دائما وكأنها البوصلة الخاصة بالبحار الذي يمخر عباب البحر فإنكم وبإدن السلام ربي لن تضلوا ابدا..

وكل الحب والسلام للجميع


محمد فادي الحفار
18/12/2021

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق