الأحد، 20 فبراير 2022

المنشور "216" (مائدة الأعراب ومائدة القرآن)

 



موضوع اليوم جميل وشيق وسيفتح لكم الكثير من الافاق القرآنية التي كانت غائبة عنكم ومهجورةً بما فعله الاعراب لقراننا الكريم بلغوهم لأنه ليس كتابهم اصل وانما هم غاصبون له وبدليل ان شرحهم وتفسيرهم بعيدا كل البعد عن روح الحق والجمال الذي فيه..

وعليه
دعوني ادخل معكم الى الموضوع مباشرة ودون الاطالة في المقدمة وبان اعرض عليكم التالية الكريمة التي تقول:

(((قال عيسى ابن مريم اللهم ربنا انزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا لاولنا واخرنا واية منك وارزقنا وانت خير الرازقين)))

وبحيث يعتقد اكثرنا بان المائدة التي طلبها عيسى عليه صلوات ربي من المولى سبحانه وتعالى هي طاولة طعام تنزل عليهم من السماء وكأن الله عنده مطعم لتوصيل الطلبات المنزلية دليفري لأنبيائه وهذا والله ربي هو الجهل الاعرابي بعينه آو اساطير المصباح السحري آو حتى بآن عيسى عليه صلوات ربي كان سخيفً لهذه الدرجة لكي يطلب من الله ان يُنزل عليهم كنتاكي وبيتزاهت وعوضا ان يطلب من الله امرا عظيم كمائدة القران المباركة التي لا تنضب ابدا..!!

نعم احبتي
فالمائدة هي التي تمدك بالشيء دون انقطاع..
والعيد هو الشيء الذي تعود له عند الحاجة فيعود عليك بما ينفعك..
والقران هو المائدة التي تمدنا بالعلوم جميعها وهو العيد الذي نعود له في كل كبيرة وصغيرة من حياتنا اليومية وكما عاد اليه الأوليين في امرهم ومن انه هو الدعاء الذي دعا به عيسى وطلبه من المولى سبحانه وتعالى ليكون عيد لأولنا واخرنا فتم طلبه بفضل المولى سبحانه وتعالى.

ولكي يتضح لكم قولي أعلاه وبتفصيل شديد أقول:

ان جميع المصطلحات القرآنية من "مددنكم" و "نمدكم" و "امددناهم" و "مدادا" و "مائدة" والكثير غيرها عبارة عن تفعيلات للأمر الكوني النافذ (مُدَّ) والذي يفيد عملية الامداد بالشيء وميزانه (ماد. مود. ميد) وجذره الثلاثي المفتوح ( مَ دَ دَ ) والذي هو فعل فردي عائد على فاعل فردي هو الله سبحانه وتعالى والذي يمد عباده بكل شيء مددا...

مُدَّ (ماد. مود. ميد) فهو مائد وهي مائدة وجميعها تفيد عملية المدد والامداد ومهما اختلفت نوعية هذا المدد لان الامدادات في محيطنا كثيرة جدا.

- فصنبور الماء يطلق عليه اسم المائدة لأنه يمدنا بالماء...
- والكتاب الذي ننهل منه العلم مائدة لأنه يمدنا بالعلم...
- وحتى كرتنا الأرضية وبذاته عبارة عن مائدة لأنها تمدنا بالطعام والشراب وأسباب الحياة...

أي ان كل شيء يمدنا بمادة معينة هو مائدة لنا في هذه المادة التي يمدنا بها...

واما طاولة الطعام فلا يطلق عليها قرآنيا لقب المائدة ابدا لأنها لا تمدنا بشيء يخرجا عنها تلقائيا وانما نحن من نضع عليها الطعام لكي نتناوله من عليها لاحقً.

اذن
فان طلب عيسى عليه افضل صلوات ربي وقوله (ربنا انزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا لاولنا واخرنا) يفيد معنى المرجع الشرعي الذي سيكون مددً لنا ويمدنا بالمعلومات الدينية لكي يعود له الأوليين في تدبير أمور دينهم وكما يعود له الاخرين في تدبير أمور دينهم لكي لا يُضلنا الشيطان بعدها ابدا وبحيث ان هذه المائدة التي ستمدنا بالعلوم ستكون موجدة معنا الى الابد نحن والاجيال التي ستاتي بعدنا من الاخرين.

واشهدكم السلام ربي بان المائدة التي طلبها عيسى عليه افضل صلوات ربي لكي تمدنا بكل ما نحتاجه هي القران الكريم الذي نزل عليه في مرتبة المسيح وبحيث عاد له الأوليين من الامويين وغيرهم في فهم دينهم وتشريعاتهم وكما أرادوا لها ان تكون وكما نعود اليه نحن اليوم في فهم ديننا وكما يجب عليه ان يكون...

والان
دعوني انتقل معكم الى تالية رائعة أخرى ولم يفهمها الاعراب على حقيقتها وما فيها من جمال فأقول:

(((والقى في الارض رواسي ان تميد بكم وانهارا وسبلا لعلكم تهتدون)))

وبحيث يعلم اكثرنا التفسير الاعرابي لهذه التالية الكريمة ومن ان الرواسي هي الجبال بعرفهم ومفهومهم وعلى حين ان مصطلح "تميد" والذي لم يجدوا له المعنى القرآني الصحيح قد اصبح يفيد الشيء المائل بعرفهم فأصبحت التالية الكريمة تفيد الجبال التي وضعها ربي على الأرض لكي لا تميل بنا وكأنها خيمةً مثبتتاً بأوتاد وذلك بسبب أفكارهم بدوية البدائية حينها....!!!

ويشهد السلام ربي بان هذا الشرح من اغبى الشروحات الاعرابية وأكثرها بدويةً ومخالفةً للعلم والمنطق لان الأرض محكومة بأقطابها وبالجاذبية التي فيها وبحيث انها مائلة أصلا بسبب هذه الأقطاب والجاذبية الأرضية...

فكيف يدعون بان الله جعل فيها اوتاد لكي لا تميل وهي مائلة اصلا؟!!!

وعليه
دعونا من بداوة الاعراب الأشد كفرا ونفقاً والاجدر ان لا يعلموا حدود ما انزل الله وتعالوا معي الى العلم القرآني الرائع والبعيد كل البعد عن لغوهم فأقول:

لقد ذكرت لكم سابقاً بان جميع المصطلحات القرآنية من "رسيه" و "رواسيه" و "الراس" و "الراسي" و "الراسيات" و "رأسك" و "رؤوسكم" و "رأس" عبارة عن تفعيلات لفعل الامر الكوني النافذ (رُسَّ) والذي يفيد الامر بعملية الرسو وكما ترسوا السفينة وميزانه (راس. روس. ريس) وجميعها تفيد تفعيل عملية الرسو...

رُسَّ (راس. روس. ريس) وجميعها تفعيلات تفيد عملية المرسى والشيء الذي يرسوا...

أي انه وعندما أقول لكم عبارة (رؤوس أموالكم) فإن فاعلها هو (راس) أو القيمة الراسية من أموالكم والتي هي أصل المال.
وعندما أقول لكم (امسحوا رؤوسكم) فمعنها أن تمسحوا كل ما رسا وتأصل فيكم من أفكار قديمة لا تسمن ولا تغني من جوع..

فالراسي هو كل شيء قد رسا معك واصبح راسيا فيك او لك وكحال راس مالك الأصلي قبل الزيادة عليه والربح.

واما مصطلح (تميد) فانه من جذره الثلاثي المفتوح (مَ دَ دَ) او فعل الامر الكوني النافذ (مُدّ) وكما ذكرت لكم أعلاه ومن ان التفعيلة (ميد) هي المفعول به في الميزان وبحيث ان قوله (تميد بكم) تجعل منها مفعول به لما وضعه فيها ربي فيها من راس مالها الذي رسا فيها والذي ستمدنا به وبدورها لاحقً من كل ما سنحتاج اليه من غذاء وماء ومآوى لبقائنا.

نعم احبتي
فالميدا هو الممد المتجدد دائماً في كل عام ومن ثمار الأرض ورواسيها التي رست فيها من راس مالها وغلالها التي لا تنقطع عنا ابدا لأنها راس مال ثابت فيها وسواء للسائلين ومن ان (ميدا) على وزن (عيدا)..

اذن
فان قوله عز من قائل (القى في الارض رواسي ان تميد بكم) أي وضع في الأرض راس مالها وثمار وخيراتها التي تمدنا بها طوال عام ودون انقطاع.

وهذا هو قراني العربي المبين وحجته الدامغة وما فيه من حلو الكلام وعذبه ومنطقيته ومن انه بعيد كل البعد عن الاعراب الأشد كفرا والاجدر ان لا يفهموا حدود ما انزل الله.

وعليه
فهل مازلتم تريدون اخذ قران ربكم عن طريق الاعراب الأشد كفرا وشرحهم وهم الاجدر ان لا يفهموا حدود ما انزل الله ام انكم ترون بان ما معي من علوم ربي وقرانه العربي هو الاحق وهو الابقى لكم؟

فقرآن ربي هو المائدة التي لا تنضب ابدا وبما عليها من خيرات لاتعد ولا تحصى وهو دعاء سيدنا عيسى عليه افضل صلوات ربي وسلامه.

والامر عائد لكم فالحق بين ولا يحتاج لان يقول لكم انا هو الحق.

وكل الحب والسلام للجميع


محمد فادي الحفار
25/2/2016

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق