دخول حرف الجر والحركة "غ" والمختص بعكس المعنى كالحرف "ع" ولكن بحالة إيجابية اكثر كما سيتضح لكم في المنشور ادناه فأقول:
يعتقد اكثرنا بأن مصطلح (الغنم) القرآني يفيد تلك الحيوانات الأليفة التي يسميها بعضنا بالخراف و الماعز وغيرها وبان موسى عليه افضل صلوات ربي كان راعيً للخراف والماشية وكان معه غصن شجرة او قضيب خشبي يُطلق عليه لقب العصى وكان يحرك به خرافه والماعز ولقوله:
(((قال هي عصاي اتوكا عليها واهش بها على غنمي ولي فيها مارب اخرى)))
واما أنا فأقول لكم بأنكم لن تفهم معنى مصطلح الأغنام القرآني حتى تدركوا معنى مصطلح النوم و الانام القرآني ومن انه لا يفيد حالة الرقود او الراقدين وانما يفيد معنى النمو و النماء للأشياء التي تنموا لأن النائمون والراقدون مصطلحان مختلفان جذرياً ولكل واحد منهم الفعل الكوني الخاص به والذي يوضح لنا معناه وبكل دقة وبحيث انني ارجو منكم هنا قراءة منشور (النوم الاعرابي و النوم القرآني) لكي تفهموا بعدها معنى مصطلح الغنم و الأغنام القرآني....
اذن
فان جميع المصطلحات القرآنية من "نام" و "انام" و "ينام" و "الأنام" و "النوم" و "النيام" و "نائمون" و "منامك" و "منامكم" و "منامهم" عبارة عن تفعيلات للأمر الكوني النافذ (نُمَّ) والذي يفيد حالت النماء وميزانه (نام. نوم. نيم)..
نُم ( نام . نوم . نيم ) وجميعها تفيد معنى النماء والشيء الذي ينمو وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة "غ" والمختص بعكس المعنى إيجابيا ليصبح عندنا:
غنم (غنام. غنوم. غنيم) وجميعها تفيد الأشياء التي لا تنمو حالياً او ان حالت النماء قد توقفت عندها ولم تعد تنموا...
ولكي أوضح لكم الامر بشكل اكبر سأضع لكم بعض الأمثلة عن دخول حرف الجر والحركة "غ" والمختص بجمع الأشياء بعد تحديد مصدرها فأقول:
1- سل (سال. سول. سيل) وجميعها تفيد الأشياء التي تسيل او (السوائل) وبحيث يدخل عليه حرف "غ" والذي يعكس المعنى بحالة إيجابية فيصبح عندنا:
غسل (غسال. غسول. غسيل) وجميعها تفيد الأشياء الغير سائلة ومن ان المكان الذي تُجمع فيه السوائل (الاناء او حتى الخزان) هو شيء غير سائل او (الغسول) والذي هو المكان او الاناء الذي نضع فيه السؤال لكي تتم عملية سيلها من هذا الغسول او هذا الاناء مرة أخرى عندما نحتاج لها..
2- فرَّ (فار. فور. فير) والتي تفيد معنى الوفرة والاشياء الوفيرة وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة "غ" والذي يعكس المعنى ولكن بطريقة إيجابية فيكون جامعً للأشياء التي تفور مع بعضها في مكان او بوتقة واحدة ومانعً لفورتها او حتى وفرتها فيصبح عندنا:
غفر (غفار. غفور. غفير) وجميعها تفيد عكس حالة الوفرة او إيقاف حالة الوفرة ومن ان الغفار هو الشيء او المكان الذي توضع فيه الأشياء الوفيرة او التي تفور لكي يوقف عملية وفرتها او حتى فورتها ومن انني أقول لكم بان الغفار او (الغافر) هو الذي يجمع الأشياء الوفيرة او الفائرة عنده ليوقف عمالية فورانها ومن اننا نرجو من المولى تبارك وتعالى ان يغفر لنا خطايانا الوفيرة ويمنع عملية ازديادها وفورتها وتوافرها.
3- دُر (دار. دور. دير) وجميعها تفيد عملية الإدارة والادرار وكما يدر علينا نعمه وبحيث يدخل عليها حرف "غ" المختص بعكس المعنى وجمع الأشياء مع بعضها في مكان او بوتقة واحدة فيصبح عندنا:
غدر (غدار. غدور. غدير) ومن ان الغدار هو الشخص الذي يوقف عملية الإدارة والادرار عندك على حين غفلة منك وبانه ايضا وفي الوقت ذاته هو المكان الذي تتجمع فيه الأشياء التي تُدَّرُ علينا وكما هو الحال مع غدير الماء وما فيه من ماء وفير يُدرّه علينا ولكنه وفي الوقت ذاته يمنع المياه من الخروج عنه محيطه لتبقى ضمنه وتكون متاحةً لطالبها..
وهذا هو الامر ذاته مع مصطلح "غنم" القرآني وبانه يفيد المكان الذي تتجمع فيه او عنده الأشياء التي كانت تنمو وتوقفت عملية نمائها ونموها عندما غنمنا بها وأصبحت تابعة له فيكون مصطلح الأغنام عكس الانام و ويكون مصطلح غنما عكس مصطلح نما وعلى النحو التالي:
4- نمَّ (نام. نوم. نيم) وجميعها تفيد معنى النماء والاشياء التي تنموا وبحيث يدخل عليها حرف "غ" الذي يفيد عكس المعنى وبالإضافة الى جمع الأشياء مع بعضها في مكان واحد هو مركز تجمعها وتوقف عملية النمو عندها فيصبح عندنا:
غنم (غنام. غنوم. غنيم) وهي الأشياء التي لا تنمو او حتى الكائنات التي توقف نموها لتسمى قرآنياً بالغنم والاغنام...
أي انني وان حصلت على راتبي الشهري من الحكومة او حتى حصلت عليه بشكل ما (وكما كان يحصل عليه الاعراب في غزواتهم) فان ما حصلت عليه يسمى غنيمة لأنه لا ينمو من تلقاء ذاته وكحالنا نحن الكائنات الانام التي تنمو..
ويصلح ان اطلق على الكائنات الانام التي تُساق بغير ارادتها لقب الأغنام التي لا تنمو لأنها قد سلمت مفاتيح عقولها لغيرها (وكحال امة الاعراب التي سلمت عقولها لمشايخها) فأصبحت من الأغنام ولم تعد من الكائنات الانام لان عقلها قد توقف عن النمو بسبب تسليمها لعقولها لمشايخها..
كما وان مصطلح الأغنام يطلق على الماشية او الحيوانات الالفية لأنها سلمت امرها لراعيها وأصبحت تحت امره وقيادته..
وعليه
فان غنائمنا هي الأشياء التي تجمعت عندنا من مال وطعام وعتاد وحتى من الكائنات الانام التي تنمو ولكنها سلمت مفاتيح عقولها لشخص ما او قائد ما وأصبحت تابعة له ليطلق عليها قرآنياً لقب الكائنات الأغنام وتفقد صفة الكائنات الانام..
وقول موسى عليه افضل صلوات ربي عبارة (هي عصاي اهش بها على غنمي) لا يشترط بها الحديث عن الخراف او الماعز فقط وانما يقصد بها اتباعه من المؤمنين به أيضا لانهم وبدورهم عبارة عن اغنام له كونهم قد امنو به ولم يعد عندهم أي شك به واصبحوا يأخذون عنه كل ما يقوله بالحرف دون حتى ان يتفكروا به لانهم مؤمنين به..
ومن هنا جاء قول السيد المسيح لبطرس سمعان (احفظ اغنامي) وبمعنى احفظ رعيتي واتباعي بعد رحيلي عنكم لان الأغنام هنا هم المؤمنين به..
وأما عصى موسى فأنها تعني الشيء الذي استعصى عليه ولم يجد له الحل لان العصى من العصيان وكقوله (عصى ادم ربه) ومن انها لا تفيد غصن الشجرة الخشبي الذي يطلق عليه الاعراب لقب العصى...
مع الملاحظة هنا اننا نستطيع ان نطلق على غصن الشجرة القوي الذي استعصى علينا كسره لقب العصى لأنه قد استعصى علينا كسره ومن ان المهم هنا هو ان نفهم بان مصطلح (عصى) لا يطلق الا على الشيء الذي استعصى علينا امره..
اذن
فان الذي كان بيمين موسى قد يكون مخطوطة مصرية علمية او حتى خريطة يحاول من خلالها معرفة الطريق الذي سيقوده هو وشعبه او اغنامه الى بر الأمان ومن ان هذه المخطوطة او الخريطة قد استعصت عليه في فهمها فقال عنها (هي عصاي) وبمعنى المخطوطة التي استعصى عليّ فهمهما ومن انني كنت استعين عليها (أهش بها) برعيتي او اغنامي الذين غنمهم عن فرعون مصر.
مثال اخر عن عصى موسى أقول:
(فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا قد علم كل أناس مشربهم)
وبحيث يعتقد اكثرنا بان معناها ان موسى كان يحمل غصن شجرة بيده ومن ثم نكز الصخرة فخرج منها اثنا عشر نبع ماء وهذا ليس صحيح ابدا احبتي لان مصطلح (عصاك) يفيد الامر الذي استعصى على موسى ولم يجد له حل وكقوله (عصى ادم ربه) ولا يفيد غصن الشجرة الخشبي وكما يطلقه الاعراب عليه...
والحجر أيضا هو كل شيء محجور عنا ولا نستطيع الوصول اليه وكقوله (وحجرا محجورا) ولا تعني الصخور وبحيث ارجو منكم هنا مراجعة منشور (حجر الاعراب و حجر القرآن)...
والاثنتا عشرة عينا هم اثنتا عشرة معينً له من بني قومه وهم القضاة الذين استعان بهم موسى من قبائل بني إسرائيل الاثني عشر او اسباط بني إسرائيل..
وعليه
اضرب بالذي استعصى عليك كل شيء محجور عنك وسنظهر لك من بين الناس اثنا عشر نقيب او معين يمثلون كل قبائل إسرائيل الاثنا عشر لكي يعينوك على قيادة بني إسرائيل...
وهؤلاء هم الاثنا عشر معين او الاثنا عشر قاضي من قضاة بني إسرائيل وبحيث ان كل واحد منهم يعود بنسبه الى سبط من الاسباط الاثنا عشر فيكون هو المسؤول عن قومه او السبط التابع له...
وهذا هو المعني المقصود (قد عرف كل اناس مشربهم) لان المشرب القرآني مشرب العلم وليس استسقاء الماء ولقوله (اشربوا العجل في قلوبهم).
أي انه قد وضع قاضيا لكل سبط من اسباط بني إسرائيل ال ١٢ لكي يعود أبناء هذه القبيلة الى القاضي الخاص بهم او المسؤول عنهم اذا احتاجوا لمعرفة شيء..
وقد يقول لي احدهم بان كيف أصبحت عصى موسى ثعبان مبين واكلت ما القى السحرة اذا لم تكن عصى فعلا وتحولت الى ثعبان بأذن الله؟؟
فأقول له وبدوري بان المشكلة تكمن هنا في انك لم تفهم حتى الان بان قرآنك القرشي مليء بأخطاء التنقيط واسقاطات الاعراب الأشد جهلاً وغباء عليه..
فالأعراب هم من نقطوا كلمة (ثعبان) ومن ثم قالوا لكم بآن الثعبان هو ذكر الحية فأصبحت صورة نمطية في عقولكم...
واما قرآني فمختلف عن قرآنك تمامً وبحيث ان التالية الكريمة تقول:
(((فالقى عصاه فاذا هي بِعيانٍ مبين)))
وبمعنى ان الشيء الذي كان يعصاه ويستعصي عليه هو ذاته الذي تحول الى عونٍ مبين له ومن انهم أيضا القضاة الاثني عشر...
نعم
فالفارق بين مصطلح (ثعبان) الاعرابي الذي لا جذر له و مصطلح (بِعيان) والذي يفيد العون ومن الامر الكوني النافذ "عُنَّ" هو التنقيط فقط كما ترون..
اذن
فأن مصطلح العصى في القرآن الكريم يفيد المعصية او الشيء الذي استعصى علينا حله ولا يفيد غصن الشجرة او القطعة الخشبية...
وكذلك هو الحال بالنسبة لمصطلح الأغنام ومن انه يفيد كل أنواع الغنائم التي نحصل عليها او نغنمها ومن ضمنها الحيوان الأليف الملقب بالخروف او الماعز والذي سلم امره لنا فتوقف عن النمو ومن ان مصطلح الأغنام لا يُقتصر علي الحيوانات الاليفة فقط لأن أنواع الغنم والغنائم والاغنام التي نغنمها كثيرة جدا في قراننا الاممي الكريم والذي هو نور لجميع الناس وليس للمجتمع الاعرابي وحسب ليذكر لنا أنواع حيواناتهم الاليفة التي تعيش معهم فقط وينسى الأمم الأخرى التي لا تعرف هذا الخروف ولا طعمه او حتى شكله كسكان القطب الشمالي مثلاً والذين لا يعرفون سوى قطعان الرنة او الفقمة البحرية والحيتان.
وكل الحب والسلام للجميع
محمد فادي الحفار
19/1/2016
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق