الأربعاء، 23 فبراير 2022

منشور "217" (الزنا الاعرابي و الزنا القرآني)

 



يعتقد اكثرنا بان مصطلح (الزنا) القرآني يفيد العلاقة الجنسية الغير شرعية بين الرجل والمراءة وبما شرحه الاعراب لنا في معاجمهم اللغوية وهذا ليس صحيح قرآنيا ابدا احبتي...

نعم
فالصحيح القرآني هو أن مصطلح (زنا) وبجميع تفعيلاته من "زان" و "زون" و "زين" و "زينة" و "ميزان" و "موازينه" و "موزون" و "زنوا" و "زنا" و "زنوهم" و"زينا" و "زينتكم" و "ازينت" و "زينتها" و "زيناها" و "ازينن" و "زاني" و "زانية" عبارة عن تفعيلات للأمر الكوني النافذ (زُنَّ) والذي يفيد الامر الكوني النافذ بوزن الأشياء بميزانها الدقيق وبحيث ان الميزان الكوني الخاص بالمصطلح هو:

زُنّ (زان. زون. زين) فهو ميزان و موزون و مزيون وجميعها تفيد معنى الميزان..

نعم احبتي
فالزين والمزيون والمزيونة يفيد الدقة الشديدة في الأشياء بلساننا العربي السليم وبحيث نطلق على السيدة الجميلة جدا لقب (مزيونة) لان هذا الوصف قد جاء من الوزن والميزان الدقيق لمعاير الجمال وبحيث ننظر مثلا الى الانف فنجده موزون بمعاير دقيقة فلا هو كبير ولا هو صغير و لا هو منتفخ ولا هو دقيق فنقول عنه انف زين او مزيون وبمعنى دقيقٌ جدا في مواصفاته وكانه على الميزان..

اذن
فان الزين و المزيون و المزيونة هو كل من كانت صفاته موزونة بأدق الموازين فيكون صاحبها زينً او زينا او مزيونا..

ولكي تتضح لكم الصورة اكثر سأضع لكم بعض التاليات التي جاءت على مصطلح الميزان ومن ثم انتقل بعدها الى تاليات الحزن والاحزان فأقول:

((( الزاني لا ينكح الا زانية او مشركة والزانية لا ينكحها الا زان او مشرك وحرم ذلك على المؤمنين )))

فهل ترون معي المصطلح (زان) هنا ومن قوله (لا ينكحها الا زان)؟؟
فما معنى مصطلح (زان) هنا؟
وما هو الدليل على انه يفيد الممارسة الجنسية الغير شرعية سوى ما قاله الاعراب لنا في معاجمهم اللغوية وقواميسهم؟
وهل قواميس الاعراب والموضوعة بعد نزول القران الكريم المفترض ب 200 سنة على اقل تقدير هي امامنا في فهم القران الكريم ان القران هو امامنا وعلينا فهمهم من خلال معطياته فقط؟؟

نعم احبتي
فانا أقول لكم ومن خلال القرآن الكريم بان مصطلح الزاني و الزانية من الجذر (زان) والذي يفيد عملية الوزن بالميزان والموازين الصحيحة ومن انه صفة لكل من يزين لنفسه وهواها مالا يزينه لغيره.

أي ان الذي يرضى لنفسه أن يتعلم ويرفض العلم لأخته هو زان...
والذي يرضى أن يسوق السيارة ويمنع اخته أو زوجته من القيادة هو زان...
والذي يفتي بحق الرجل أن يسفك دم زوجته أن خانته ولا يفتي للزوجة أن تسفك دم زوجها أن هو خانها هو زان...
والذي يبيح لنفسه أن يعدد من السيدات بحجة أنه توجد له رخصة إلهية بهذا ويمنع السيدات من التعداد من الرجال هو زان لأنه يبيح لجنسه ما لا يبيحه للجنس الاخر.
والذي يبيح لنفسه اكل مال الناس ويكره أن يأكل الناس ماله هو زان...

والأن
دعونا نفترض بان مصطلح (زان) يفيد الممارسة الجنسية الغير شرعية وكما هو الحال في الشرح الاعرابي الخبيث وبحيث ارجوا منكم هنا ان تلاحظوا معي تفعيلات المصطلح التالية بين فعل ماضي فردي وفعل ماضي جماعي وكيف سنقع في التناقضات القرآنية فأقول:

1- نقول عن الفرد الذي مارس الجنس الغير شرعي وبصيغة الماضي بأنه (زنا)..
2- نقول عن الجماعة الذين مارسوا الجنس الغير شرعي وبصيغة الماضي بأنهم (زنوا)..

أي ان الذين زنوا هم جماعة من الناس قاموا بفعل الزنا والذي هو الممارسة الجنسية الغير شرعية اليس كذلك؟
وعليه
ما رأيكم بالتالية الكريمة التي تقول:

((( وزنوا بالقسطاس المستقيم)))

فهل الذين (زنوا) بالقسطاس هم من ذهبوا ومارسوا الجنس مع القسطاس مثلا؟!!
وهل في هذا أي عقل ومنطق؟
طبعا لا احبتي اليس كذلك؟

اذن
فلا علاقة للمصطلح زان بالممارسة الجنسية الغير شرعية من قريب او بعيد لأنه من الوزن والميزان وكما قلت لكم....

فالزان من الفعل الفردي (و ز ن) وعلى وزن (فَ عَ لَ)...
واما قولنا (الزان) ومع أل التعريف فإنها تصبح صفة لأصحاب الميزان الاعوج والغير صحيح ومن انهم يزينون لأنفسهم مالا يزينونه لغيرهم...

فكل من زان الأمر لصالح نفسه ونسي أمر غيره هو زان...
فالذي يسمح لنفسه ان يخون زوجته مع أمراه أخرى وبحجة الزواج العرفي الغير معلن عنه هو زان لأنه قد رضي لنفسه ما لا يرضه لغيره..
فهل تقبل أن تذهب زوجتك مع رجل غيرك وتمارس الجنس معه وبعد أن يكتبوا ورقة زواج عرفي وكما حللها لكم شيوخ الاعراب والإرهاب واعداء الحق والعدل والسلام؟؟

نعم
فالزناة في عصرنا هذا لا عد ولا حصر لهم وبحيث انني أجزم لكم قاطعا بأن كل مسلم على سطح الأرض ويؤمن بحقه في التعداد من السيدات هو من الزناة لأنه يرضى لنفسه ما لا يرضاه لغيره.

اذن
فإن مصطلح (زان) وبجميع تفعيلاته يفيد موضوع الوزن و الميزان...

فقوله عز من قائل وعلى سبيل المثال (خذوا زينتكم عند كل مسجد) أي كونوا في حالة وزن وميزان صحيح عند كل مسجد ولا تعني ان تلبسوا الملابس الجميلة المبهرجة كما شرحها الاعراب بغبائهم وبحيث انني ارجوا منكم هنا مراجعة منشور (مساجد الاعراب و مساجد القرآن) لتتضح لكم الصورة اكثر..

وقوله (ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوما للشياطين) تفيد حالة الموازين ايضا ومن انه قد جعل المراتب السامية او كل شيء سامي موزونً بأمور دقيقة لتكون مصابيحها هم أولئك الذين كانوا في حال واصبحوا في حال اخر وهم الأنبياء والرسل والعلماء رجوما للشياطين..

نعم احبتي
فالسماء القرآنية الدنيا لا تعني الفضاء الخارجي المحيط بنا وانما تعني كل شيء سامي وبحيث انني ارجوا منكم هنا مراجعة منشور (سماء الاعراب و سماء القرآن) لتدركوا الفارق بين السماء الدنيا وغيرها من السماوات...

وعليه
فلا علاقة لمصطلح (الزان و الزانية) بالممارسة الجنسية الغير شرعية من قريب او بعيد في قرآننا الكريم لان ربي السامي تبارك وتعالى لا ينزل الى هذا المستوى الوضيع ليضع عقلة وعلمه وسموا فكره بين افخاذ الرجال والنساء كما تفعل امة الاعراب القرشية التي لا هم لها سوى الجنس والممارسات الجنسية..!!!

وهذا لا يعني بالضرورة بان الزوج الخائن او الزوجة الخائنة ليسوا بزناة ابدا احبتي وانما هم زناة فعلً طالما ان كل واحد منهم يبيح لنفسه ما لا يبيحه للأخر...

واما وان كان الزوجان متفاهمان على الحقوق ذاتها وبان يسمح الزوج لزوجته ان تمارس الجنس مع غيره وهي على ذمته وكما تسمح هي له بهذا وهو على ذمتها فلا يكون هناك حالةٌ للزنا ابدا لان معنى مصطلح الزنا القرآني يُختصر في عبارة واحدة فقط وهي (ان تبيح لنفسك ما تُحرّمه على غيرك)..

وكل الحب والسلام للجميع

محمد فادي الحفار
3/1/2016

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق