يعتقد اكثرنا بأن مصطلح النوم القرآني يفيد حالة الرقود التي تحصل معنا في الليل ومن استرخائنا على فرشنا وهذا من الأخطاء الكبيرة التي حشرت في ادمغتنا عن طريق اللغو الأعرابي وعلى مدار 1400 عام وبحيث ان النوم لا يعني هذه الحالة ابدا وانما هو حالة من النمو والنماء وبحسب ميزانه الكوني الخاص به فأقول:
ان جميع المصطلحات القرآنية من "نام" و "انام" و "ينام" و "الأنم" و "الأنام" و "النوم" و "النيام" و "نايمون" و "منامك" و "منامكم" و "منامهم" عبارة عن تفعيلات للأمر الكوني النافذ (نُمَّ) والذي يفيد الامر الكوني النافذ بالنماء وميزانه (نام. نوم. نيم)..
نُمَّ ( نام . نوم . نيم ) وجميعها تفيد معنى النماء والشيء الذي ينمو وبحيث انني وان قلت لكم عبارة (انا أنام) أي انني من الكائنات التي تنمو ومن انها لا تعني أنا ارقد وكما هو الحال في الشرح الاعرابي لها ابدا...
نعم احبتي
فقوله عز من قائل (والأرض وضعها للأنام) أي جعلها متواضعة للكائنات التي تنموا عليها لأننا جميعنا أنام او كائنات تنموا باستمرار..
اذن
فأنت من الكائنات الأنام لأنك تنموا باستمرار وبحيث اننا جميعنا كذلك وبما فينا الحيوانات لأننا جميعنا من الكائنات الأنام التي تنموا على الأرض التي وضعها المولى سبحانه وتعالى لنا لكي ننمو عليها..
ولكي تتضح لكم الصورة وبشكل افضل سأضع لكم بعض التاليات الكريم التي جاءت على ذكر مصطلح نوم وانام ومنام فأقول:
(((الله لا اله الا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده الا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم)))
ومعنى (لا تأخذه سنة ولا نوم) أي لا تنطبق عليه السنن والقوانين التي تنطبق على باقي كائنته ولا ينطبق عليه موضوع النمو والنماء وبأنه ينمو باستمرار لان عملية النمو تنطبق على الكائنات الغير مكتملة لكي تتم عملية نموها ولا تنطبق على المولى سبحانه وتعالى والذي لا تصفه الصفات..
نعم
فكم هو سخيف ذلك الشرح الأعرابي لكلمة (نام) والذي يجعلك تتخيل الله وهو يقول لك عن نفسه بانه لا ينام وكانه يشبه نفسه بنا ونحن نستلقي على الفراش!!!
وكم هو عظيم قرأني السامي وهو يجعلني ادرك معنى أنه لا ينام ومن ان قانون النماء الذي ينطبق علينا لا ينطبق عليه..
فالله لا تأخذ سنة ولا نوم ( أي لا تنطبق عليه القوانين والسنن ولا ينموا) لأن النمو قانون وسنة واقعة على الانام الغير مكتملين وليست واقعة على الله ربي وربكم و رب الكمال كله تبارك اسمه.
اذن
فنحن من الكائنات الأنام التي تنام لأننا ننمو على الأرض التي وضعها ربي للأنام وبقوله ((والأرض وضعها للأنام)) وبحيث ان الله ربي السامي او الذي في السماء لا تنطبق عليه هذه الحالة من النماء لأنه هو الذي لا تأخذه سنة ولا نوم وبمعنى انه لا تنطبق عليه السنن والقوانين الكونية التي تنطبق علينا ومن بينها قانون النماء لأنه تبارك وتعالى ربُ الكمال كله ولا يحتاج الى النمو والنماء لكي ينموا لأن النمو والنماء من اجلنا نحن الكائنات الأنام او الكائنات التي تنموا لأننا غير كاملين..
وكذلك هو الحال مع تالية إبراهيم وقصته المشهورة عن ذبحه لابنه والتي تقول:
(((فلما بلغ معه السعي قال يا بني اني ارى في المنام اني اذبحك فانظر ماذا ترى قال يا ابت افعل ما تؤمر ستجدني ان شاء الله من الصابرين)))
وبحيث أن الاعراب قد شرحوا لنا كلمة (المنام) هنا وعلى انها تفيد الاحلام او الكوابيس التي يشاهدها الراقد اثناء رقوده وهذا ليس صحيح ابدا احبتي لان قول إبراهيم عبارة (ارى) تفيد الحاضر الذي يحدث الان ولا تفيد الماضي الذي حدث وانتهى اليس كذلك؟...
أي اننا وان افترضنا بان مصطلح المنام يفيد تلك الصور التي تشاهدها في عقلك اثناء رقودك فكان على إبراهيم ان يقول لابنه (اني رأيت في المنام اني اذبحك) لان الرؤيا حدثت وانتهت عندما صحى إبراهيم من نومه اليس كذلك؟
فكيف يقول له عبارة (اني أرى) والتي تفيد الحاضر الذي يحدث المستمر او الذي يحدث الان طالما ان هذه الرؤيا قد حدثت في الماضي وانتهت مع انتهاء حالت النوم المفترض واصبح إبراهيم لقصها على ابنه؟؟؟
بل كيف لإبراهيم (ولو حتى في عقله الباطن) ان يتخيل نفسه وهو يحز رقبة ابنه بالسكين ويذبحه بالمفهوم الاعرابي لمعاني المصطلحات؟؟
فنحن عادةً وعندما نرقد ونشاهد أحلام او كوابيسً عن أطفالنا نرى أنفسنا ونحن ندافع عنهم من الأخطار ونبكي ونصرخ اثناء الحلم او الكابوس لكي نحمي....
واما وان نرى انفسنا ونحن نذبح ابناءنا فهذا امر مستحيل على العقل الباطن ان ينتجه لنا او حتى يتقبله الا ان كنا نكره ابناءنا او كنا في حالة شك بانهم ليسوا ابناءنا وبأن زوجاتنا قد قاموا بخيانتنا وحملوا بهؤلاء الأطفال من رجال غيرنا اليس كذلك؟
وعليه
كيف لإبراهيم الحليم الرقيق القلب والعاشق لابنه ان يرى مثل هذا الحلم الفظيع وبغض النظر هنا عن مصطلح (أرى) الذي يفيد الحاضر الا ان كان مختلً عقلياً او حتى مجرمً في عقله الباطن ودون ان يشعر؟!!!!
واما انا فأقول لكم بأن مصطلح (أرى) لا يعني المشاهدة وبأنه قد شاهد حلم وكما نشاهد نحن شاشة التلفاز وانما تعني الرأي وكان أقول (انا أرى ان نذهب الى بيوتنا الان قبل ان يحل الظلام) وبحيث أن مصطلح (أرى) يفيد ابداء الرأي الذي اعرضه عليكم ولا يفيد عملية المشاهدة البصرية ومن انني سأشرح هذا في بحث خاص به وبعنوان (رؤيا الاعراب ورؤيا القران)..
واما شرحي لرؤيا إبراهيم الكريمة فهي انه واثناء عملية نموه ونماءه في حياته التي كان يبحث فيها عن وحدانية الله وعدم الاشراك به توصل الى راي وحيد ولا بديل له وهو ان يبيح ابنه ويجعله مباحً لله ومن غير حماية ابوية له من إبراهيم هنا لان مصطلح (الدبح) القرآني يفيد الاباحة المؤكدة ولا يفيد حز الرقبة وكما هو الشرح الأعرابي له وبحيث أن هذا مشروح وبشكل مفصل في منشور (إسحاق الذبيح)...
نعم احبتي
فإبراهيم والذي هو الرجل الامة والمؤسس الأول للعلاقة الصحيحة مع الله وعدم الشرك به كان في حالة صراع مع نفسه وهل هو مؤمنً بالله فعلاً ويثق به ولا يشرك به أحدا ام انه مشرك بالله ولا يثق به وبحيث انه أراد ان يختبر نفسه وايمانها بالله من خلال ابتعاده عن ابنه الوحيد الذي كان متعلق به تعلق شديدً لأنه قد جاءوه على كبر فأحبه حبً عظيمً جعله يشك في نفسه وإن كان حبه لابنه اكثر من حبه لله فيكون مشركً بالله ام انه يحب الله اكثر من ابنه فيكون خليلً لله فعلاً وبحيث انه قد توصل الى الرأي الحاسم في هذه المسألة ومن انه قد قرر ان يجعل ابنه مباح لله ويتركه لكي يهاجر في الأرض بعيد عنه فيكون تحت حماية الله وليس تحت حمايته الشخصية لكي يؤكد لنفسه بأنه مؤمن بالله ويثق به وليس مشرك به ابدا..
اذن
فإن قول إبراهيم لابنه (اني أرى في المنام اني اذبحك) أي أنني دائما واثناء مراحل نموي على مر بضع سنين ومنذ انجبتك لا اجد امامي سوى راي واحد فقط وهو ان ابتعد عنك لكي اعرف حقيقة نفسي ومشاعري تجاه ربي وهل انا مشركً به ام لا بسبب حبي الشديد لك يا بني فماذا افعل؟؟
نعم احبتي
فلا يوجد أي حلم او كابوس شاهده إبراهيم اثناء رقوده وكما هو الحال في الرواية الاعرابية التي وصلتنا لان هذه الرواية وفي اصلها من الاسرائيليات الباطلة التي ما انزل الله بها من سلطان في قرانه وبحيث ان الاعراب اخذوها عنهم لاحقً وصادقوا عليها وذلك لان مصطلح (المنام) القرآني من النمو والنماء ولان مصطلح (أرى) يفيد الحاضر الذي يحدث الان ولا يفيد الماضي او حدوث الحدث وانتهاءه كحال مصطلح (رأيت) ناهيك عن ان كلا التفعيلتين في الحاضر والماضي تفيدان الرأي الناتج عن الشخص المدرك لواقعه ولا تفيدان حالة المشاهدة اكانت بصرية اثناء الصحو او حتى في الخيال اثناء الرقود.
وكل الحب والسلام للجميع.
محمد فادي الحفار
30/1/2016
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق