الأربعاء، 3 يونيو 2020

المنشور "89" (حور و بحور)



لقد طلب مني ان اشرح له معنى مصطلح (حور عين) في القران الكريم وان كان يعني 72 سيدة عذراء سيحصل عليهم المؤمن في الجنة من اجل النكاح وكما هو الحال في الشرح الاعرابي لها ام انني املك تفسير اخر من خلال المنهج الكوني القرآني؟

واما جوابي له فهو ان هذا القول ليس صحيح ابدا لان مصطلح "العين" في القران الكريم لا يعني الجهاز البصري الذي يلتقط الصور وبان الوضع هو ذاته مع مصطلح "الحور" ومن انه لا يفيد السيدات الحسناوات وكما هو الحال في الشرح اللغوي الاعرابي الذي جعل مصطلحات القران الكريم تافهة لاتسمن ولا تغني من جوع ورغم انه برئي من شرحهم ولغوهم السفيه هذا الى يوم الدين.

نعم احبتي
فالعين مصطلح قرأني ضخم جدا ويفيد كل ما هو معين لك ويقدم لك العون لان العين من جذرها الكوني المشدد (عُنَّ) والذي هو امر كوني من الله سبحانه بالعون وميزانه هو (عان , عون , عين ) فهو ( معين)..

عُن (عان. عون. عين) فهو مُعين..

أي ان العين والمعين وعيناك وأعينوني جميعها تفعيلات للجذر الثلاثي المفتوح (عَوَنَ) والذي يأتي بمعنى العون دائماَ ومن انه فعل فردي عائد على فاعل فردي هو الله سبحانه وتعالى لأنه وحده المعين لنا...

ويصلح أيضا أن نطلق على الجهاز البصري صفة العين لأنه يعيننا على تصوير الأشياء وارسالها للدماغ لكي يقرئها ولكن بشرط أن نفهم معنى العين في القران الكريم وبأنها من العون وبحيث انها لا تختصر على الجهاز البصري او نبع الماء لان عيون الله ربي وعونه لنا موجود في كل شيء.

وعليه
فان معنى كلمة عين في القرآن الكريم ليس محصورا في جهازنا البصري أو عين الماء التي يشرب منها الناس لأن العين في القرآن الكريم تفيد ذلك الذي يقدم لنا العون والمساعدة وهذا واضح في قوله عز من قائل:

(((واصنع الفلك باعيننا ووحينا ولا تخاطبني في الذين ظلموا انهم مغرقون)))

وشرحها هو ان اصنع الفلك بعون ووحي منا لأن عون الرب معنا ومع كل رجاله الصالحين في الأرض ومن أنه يمدهم بعونه ووحيه...

واما وان تظنون بأنه قد قال له اصنع الفلك بنفسك يا نوح وانا سأتابعك ببصري ومن هنا على عرشي ودون أن افعل لك شيء فهذا لا أساس له من الصحة لان المولى سبحانه وتعالى موجود مع رجاله الصالحين ويعينهم في كل امورهم وذلك لان العين والعون شيء والنظر والبصر شيء اخر تمامً..

واما الأن فتعالوا معي لكي نقرئ بعض تاليات قراننا الحكيم التي أتت على كلمة عين وفروعها ومن خلال المفهوم الذي وضعته لكم عن معنى كلمة عين ومن أنها تفيد العون والمساعدة والدعم ونقول:

(((قال ما مكني فيه ربي خير فاعينوني بقوة اجعل بينكم وبينهم ردما)))

وبحيث نرى ان مصطلح (فاعينوني) واضح تمام في معناه الذي يفيد العون والمساعدة وفي كلمة أعينوني والتي تعود الى جذرها الثلاثي المفتوح (عَ وَ نَ)...

وأيضا فان قوله عز من قائل عن الجنات و العيون تفيد المعنى ذاته:

(((ان المتقين في جنات وعيون)))

وبحيث ان الشرح السلفي الأعرابي لهذه التالية يرى بأن الجنة عبارة عن مكان فيه الخضرة والماء والوجه الحسن لأن جل احلامهم هي هذه الصورة كونهم يعيشون في صحراء ورمال..

واما انا فقد شرحت لكم سابقاً بأن الجنة من جذرها (ج ن ن) والتي تفيد جنانا وجنينا لكل ما هو قابل للجني..

فالعلوم تُجنا والرزق يُجنا والحب يُجنا لان كل شيء في الجنة هو جناً لنا ونجنيه بأعمالنا...

وعليه
فأن المتقين سيجنون كل الجنا من خلال العون الرباني فتكون حياتهم جنياً رائع من كل شيء.

واما الان فانتقل معكم الى تالية الحور العين فأقول:

(((كذلك وزوجناهم بحور عين)))

وبحيث يعتقد السلفين والاعراب كما قلنا بأن الجنة مكان أخضر فيها ماء ووجه حسن لأن هذا هو كل طموحهم فهم الأشد كفرا والادنى ان لا يعلموا ما جاء في القرآن الكريم من حكمة..

وأما قراءتي لها فتقول بأن الحور من جذرها الكوني المشدد (حِرَّ) والذي هو امر كوني بالحوار وبان تكون محاورً وبحيث أن جذرها الثلاثي المفتوح هو (حَ وَ رَ) وميزانه الكوني هو (حار. حور. حير)..

حُرَّ (حار. حور. حير) فهو (حيران) وجميعها تفيد معنى الحيرة التي تحتاج الى الحوار للوصول الى الحل وذهاب الحيرة وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة "بوالمختص بالاستمرارية وكحال الحرف "س" لوجودهما معً في "يس" لان الباء والياء وحتى التاء بنفس الشكل من غير التنقيط وبنفس العمل أيضا فتصبح:
بحّر (بحار. بحور. بحير) وحتى (يُحار. يحور. يُحير) جميعها تفيد استمرارية حالة الحيرة التي تحتاج الى الحوار وكقوله عز من قائل:

(((وكان له ثمر فقال لصاحبه وهو يحاوره انا اكثر منك مالا واعز نفرا)))


وبحيث انها هنا وفي هذه التالية الكريمة واضحة تمامً عن معنى الحوار وبانه من المحاورة الناتجة اصلً عن الحيرة لأنني وعندما أقول (هما بحوار) أكون قد استخدمت حرف الباء وعندما أقول (يحاوره) أكون قد استخدمت حرف الياء..

اذن
فزوجناهم بحور عين تفيد عملية امتزاجهم مع بعضهم البعض بمعونة الحوار الناتج عن الحيرة لان الزوج القرآني لا يعني العدد الثنائي او حتى الارتباط بين الرجل والمراءة وانما يعني عملية التمازج والامتزاج ومن ميزانها التفعيلي ( زاج . زوج . زيج ) فهو مزيج..

فأنا اليوم وعلى سبيل المثال قد عرفتكم وعرفتموني وامتزجت بكم وامتزجتم بي من خلال الانترنيت والذي فتح لنا مجال الحوار والتعارف بيننا في الأرض وبعدما كنا في عزلة عن بعضنا بسبب الحكومات الإبليسية الفاسدة التي تفرقنا عن بعضنا وتزرع بيننا الخوف والحروب والبغضاء..

نعم احبتي
فنحن اليوم في عصر زواج الحوار الذي يعيننا على التواصل فيما بيننا فاغتنموه لتجدوا من هم منكم وأنتم منهم فعسى ربي يزوجنا جميعنا فتتوحد النفس الإنسانية على كلمة سواء بينها وهي (السلام ربنا) فنصل الى مملكة السلام لان ربي الله يهدينا سبل السلام.

وعليه
فان جميع المصطلحات التي تكتب (بحر. بحار. بحور) تفيد استمرارية عملية الحوار وبحيث اننا نطلق على المسطحات المائية والمحيطات لقب (البحار) لأننا دائما ما نتحاور في امرها بسبب حيرتنا منها وعدم معرفتنا لما تخيفه في اعماقها من اسرار ومن ان هذا المنشور وبحيث ان هذا المنشور هنا يصلح كمتابعة مني لمنشور (بر الاعراب و بر القرآن).

واما الحوارين فهم المحتارين في امرهم وبحيث انهم يحتاجون للحور لتنتهي حيرتهم...
وحواريو السيد المسيح هم الذي كانوا بحاجة للحوار معه لتنتهي حيرتهم.

وكل الحب والسلام والجميع


محمد فادي الحفار
28/5/2015

هناك تعليق واحد:

  1. السلام عليكم
    قد يكون داخل نية المتحدث شئ ما يريد تغيره والذي يصف لنا ماحدث الان هو الله فقد يكون المتحدث يقول لصاحبه وهو يحاوره اي يريد تغير حالته الي حالة اخري متجدد بحالة من التحور في الفكر ليرسم صورة مدي اختلاف الافكار بين مايجب ان يكون وما هو كائن بالفعل وهو يفسر ايضآ حالة الاختلاف الشديدة بين الشخصيتين اذ كل منهما داخله نفس القناعه بإلزامية تحوير الاخر
    والله اعلي واعلم

    ردحذف